أسئلة مهمة للدكتور الجبلى
بقلم محمد رضوان ١٠/ ١٠/ ٢٠٠٩
ما ستقرأه الآن عزيزى القارئ سبق لغيرى ممن سافر فى الفترة الأخيرة ورأى الوضع فى بعض دول العالم، أن كتبه وأخبر به.. ولكن الواجب يحتم علىَّ أن أؤكده ولمرات عديدة.. كما يحتم على د. حاتم الجبلى، وزير الصحة، أن يجيبنا ويفسر لنا.
سافرت إلى كندا عبر مطار فرانكفورت فى ألمانيا.. وأمضيت أسبوعاً فى أكبر ثلاث مدن كندية: تورنتو وأوتاوا ومونتريال، وتجولت فى أنحاء ثلاثة مطارات عالمية كبرى فلم أرَ مظاهر الفزع التى رأيتها هنا فى مصر وفى مطار القاهرة من فيروس أنفلونزا الخنازير، بل الواقع أننى لم أر أى مظاهر غير عادية فى التعامل مع الفيروس..
لم أشهد أحداً يضع الكمامات الطبية فى المطارات أو الشوارع أو الفنادق أو وسائل المواصلات أو «المولات» التجارية والأماكن العامة، بالرغم من ازدحام بعضها بالآلاف، ولم أشهد أو أسمع مثل هذا الجدل الدائر عندنا حول الدراسة وانتظامها ووسائل الوقاية والمكافحة والكمامات وأدوات النظافة، ولم أر وجوداً للجان الحجر الصحى على أبواب الدخول إلى تلك البلاد. باختصار لم أشهد ولم أعاين مثل هذه الحالة التى نعيشها هنا فى مصر.
الناس هناك تعيش حياتها بشكل طبيعى جداً.. تتحرك وتتزاحم فى هدوء دون قلق أو فزع، فما الحكاية؟!
هل أنفلونزا الخنازير التى يكافحها د. حاتم الجبلى وحكومة ود. نظيف تختلف عن أنفلونزا الخنازير فى بقية دول العالم.. أو على الأقل فى كندا، البلد الذى شهد ١٤٧٩ حالة إصابة و٧٨ حالة وفيات حتى الآن؟!
أنا لا أشكك فى شىء.. ولا أهون ولا أهول.. ولكننى حقيقة أتساءل.. أريد أن أعرف: الآلاف الذين شاهدتهم فى كل مكان هناك.. هل هم شجعان إلى درجة التهور.. أم غير مبالين بحياتهم.. أم أن الفيروس هين.. و«مافيا» من أصحاب المصالح العالمية ضحكت علينا جميعاً.. أم أن الأمر له تفسيرات وخلفيات أخرى من عينة:
أن هذه دول متقدمة لديها القدرة الكاملة على السيطرة على الأوضاع الصحية لمواطنيها ومواجهة أعتى الفيروسات، ولديهم المستشفيات والمراكز الطبية الكافية والمؤهلة لعلاج الملايين بأفضل الأدوية والسبل العلاجية، لديهم الأموال والقدرات الطبية المتقدمة جداً لتوفير العلاج لجميع مواطنيها دون استثناءات، وأننا نعيش أوضاعاً على العكس من هذا كله ولهذا نعيش فى حالة فزع وهلع؟! هل الأمر يمكن تفسيره هكذا يا د. حاتم؟!
قل لنا هل أنت راض ـ بعد ٤ سنوات فى الوزارة ـ عن مستوى المستشفيات المصرية، وكيف ترى استعدادها لاستقبال وعلاج آلاف المصابين بأنفلونزا الخنازير ـ لا قدر الله ـ مئات منهم قد يحتاجون العناية المركزة لوقف تداعيات الإصابة؟ ماذا فعلت حتى الآن، وجميعنا ـ وأنت أولنا ـ يعلم مستوى المستشفيات العامة والمركزية فى المحافظات؟.. وإن لم تكن راضياً الآن فمتى سترضى؟
هل الأمر هكذا أم أنهم يعرفون الحقيقة ويعلمون أن هناك مبالغة كبيرة فى تصوير خطر أنفلونزا الخنازير، وأنه فى مقابل مائة ألف إنسان يموتون يومياً من الجوع وتداعياته المباشرة لم يمت بسبب أنفلونزا الخنازير حتى الآن فى كل دول العالم سوى٤١٠٠
فى هذا السياق يلمح عالم الاجتماع السويسرى يان تسيجلر، المستشار فى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى مسؤولية شركات الأدوية العالمية عن الاستنفار الإعلامى الذى أثار فزع بعض دول العالم الفقيرة والمتخلفة..
يقول: من «التبجح» أن يظهر مسؤول من منظمة الصحة العالمية أمام وسائل الإعلام ليقول إن فيروس (h١n١) يهدد مليارى إنسانى.. وأضاف العالم السويسرى أن منظمة الصحة العالمية تدعو وسائل الإعلام يومياً إلى مقرها الرئيسى فى جنيف لإطلاعها على آخر المستجدات الخاصة بأنفلونزا الخنازير..
وأنه لن يستغرب لو تبين فيما بعد أن شركات الأدوية الكبرى هى الممسكة بدفة هذا التوجيه الإعلامى فى ضوء الركود الذى أصابها جراء الأزمة المالية العالمية.. وأضاف تسيجلر أن أنفلونزا الطيور عادت على شركات الأدوية العملاقة بالمليارات من بيع الأدوية.
هل هناك مافيا عالمية من بعض الشركات العالمية، كما تقول منظمات حقوقية ومهنية فى بعض دول العالم، خلف إنتاج وإطلاق فيروس أنفلونزا الخنازير، تمهيداً لإنتاج اللقاح وتطعيم ملايين البشر وجنى مليارات الدولارات؟!
الكارثة أن بعض التقارير الصحفية المتخصصة تتحدث عن مخاطر صحية هائلة للقاح الذى تعمل شركات الأدوية الكبرى على قدم وساق لإنتاج كميات ضخمة منه، تكفى لتطعيم سكان العالم، خاصة أن بعض الدول تملك خططاً لتطعيم مواطنيها إجبارياً.