انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-21-2012, 02:08 PM
أبو عبد الله محمد السيوطي أبو عبد الله محمد السيوطي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي هل الغرض هو مجرد التمكين؟!

 

العبرةُ ليست بالتمكينِ المجرد ... فقد يمكّن الانسان فيُوكل الى ما طلب و يكون هذا التمكين بلاءً بل هلاكاً له

يقولُ تعالى : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ

و قالَ تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا".

و قالَ -صلى الله عليه وسلم-: " فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ ". صححه الألباني رحمه الله

و التمكينُ هو كما قال محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله في معنى "مكنّاهم" : ثَبَّتْنَاهُمْ وَمَلَّكْنَاهُمْ، وَأَصْلُهُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْمَكَانِ. فَمَعْنَى مَكَّنَهُ وَمَكَّنَ لَهُ، وَضَعَ لَهُ مَكَانًا.... ثُمَّ يُطْلَقُ عَلَى التَّثْبِيتِ وَالتَّقْوِيَةِ وَالِاسْتِقْلَالِ بِالْأَمْرِ. وَيُقَالُ: هُوَ مَكِينٌ بِمَعْنَى مُمَكَّنٍ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. .. وَالتَّمْكِينُ فِي الْأَرْضِ تَقْوِيَةُ التَّصَرُّفِ فِي مَنَافِعِ الأَرْض والاستظهار بأساباب الدُّنْيَا، بِأَنْ يَكُونَ فِي مَنَعَةٍ مِنَ الْعَدُوِّ وَفِي سِعَةٍ فِي الرِّزْقِ وَفِي حُسْنِ حَالٍ، قَالَ تَعَالَى: إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ، وَقَالَ: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ الْآيَةَ. فَمَعْنَى مَكَّنَهُ: جَعَلَهُ مُتَمَكِّنًا وَمَعْنَى مَكَّنَ لَهُ:
جَعَلَهُ مُتَمَكِّنًا لِأَجْلِهِ، أَيْ رَعْيًا لَهُ .اهـ

و لا يظُنَّنَ ظانٌّ أن معنى هذا أن العاصي أو الكافر أو المنافق لا يمكن له اذن ... بل ينبغي أن نعلم أن هناك نوعان من التمكين

1) قدري ... و هذا يحدث للمؤمن و للكافر و للمطيع و للعاصي و من أدلته قوله تعالى : " أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (6)" الأعراف

و هو لا يلزم منه انتصار للمكن ولا إكرام الله له ولا يلزم منه أن يُوفق للحكم بالشرع ولا عجب فقد كان مبارك ممكنا وكان القذافي ممكنا! .... و لا يقول عاقل بأن تمكينهم كان كرامةً لهم بل تمكينهم كان نقمة و ابتلاء من الله تعالى ....... فالتمكين ليس محمودا لذاته بل قد يكون نعمة و قد يكون نقمة ........ فاذا طُلب بطاعة الله كان نعمة و وُفق العبد فيه و أعانه الله على القيام بحقه ...... أما اذا طلب بغير حق انقلب على صاحبه نقمة و لم يعن على القيام بحقه

و هذا كقول البعض " من طلب عزا بظلم أورثه الله ذلا بغير ظلم " و معلوم أن سلوك الطرق الغير شرعية ظلم حتى و ان كانت الغاية حسنة ! .. فالحكم بما أنزل الله لا يمكن تحقيقه بالحكم بغير ما أنزل الله

2) شرعي ديني و هذا لا يكون الا للمؤمن الصالح الموقن بنصر ربه و ان تكالب عليه مخالفيه ..... يقول صلى الله عليه و سلم " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله " أو كما قال .. و يقول صلى الله عليه و سلم " بدأ الاسلام غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء " ... و هذان الحديثان يدلان على أن الحق ثابت لا يتغير و إن تغير ما حوله و إن كان أهله قلة ..... فالثبات من أهم صفات الحق لأن صاحب الحق لا يدفعه خوفه أو هواه الى تبديل - أو تلوين - ما هو عليه من حق .. لماذا؟!
لأنه يوقن و يعلم - علم اليقين - أن الله تعالى ينصر الحق و لو بعد حين ... ..... لأنه سبحانه يقول " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " و يقول تعالى :" أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ "...

و الله تعالى لا يخلف وعده أبدا .... و بالتالي فالمؤمن لا تحدثه نفسه أبدا باتخاذ وسائل تخالف الحق ليحقَّ الحق ....... لايقانه التام بأن الله تعالى ناصر الحق لا محالة

يقول تعالى : " وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "

يقول السعدي رحمه الله : " يخبر تعالى أن المكذبين من قريش وأهل مكة، يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: {إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} بالقتل والأسر ونهب الأموال، فإن الناس قد عادوك وخالفوك، فلو تابعناك لتعرضنا لمعاداة الناس كلهم، ولم يكن لنا بهم طاقة.
وهذا الكلام منهم، يدل على سوء الظن بالله تعالى، وأنه لا ينصر دينه، ولا يعلي كلمته، بل يمكن الناس من أهل دينه، فيسومونهم سوء العذاب، وظنوا أن الباطل سيعلو على الحق."

قلت : فسبب عدم اتباعهم رسول الله صلى الله عليه و سلم- مع علمهم بأنه حق - هو شكهم و عدم يقينهم بأن الله ينصر الحق لا محالة ... فيكبر في نظرهم تقلب الكافرين في الدنيا فتتعلق قلوبهم بأسباب الدنيا فيركنون اليها و تعظم في نظرهم فتعميهم عن رؤية الحق ................ و لو أنهم اتبعوا الرسول المبعوث من رب العالمين لكفاهم الله و نصرهم و مكن لهم و لأبدلهم بعد خوفهم أمنا يعبدون الله لا يشركون به شيئا و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى .. و هذا هو ما حدث فعلا مع أقرانهم الذين أسلموا و اتبعوا الرسول صلى الله عليه و سلم و نالوا شرف صحبته عليه الصلاة و السلام

رضيَ الله عنهم و جمعنا بهم في جنات النعيم انه ولي ذلك و القادر عليه

....

و أُكررُ .. إن العبرة ليست بالتمكين المجرد فقد مكن من كان قبلهم فأهلكهم الله و لم تغنهم قوتهم من الله شيئا ... يقول سبحانه : " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلا قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ "

نسأل الله الهدى و السداد
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 07:34 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.