عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لماذا لا يدرك بالعقل ؟؟
لماذا لايدرك الدين بالعقل ؟؟ حيث أن هذا الدين ليس مما يُدرك بالنظر والعقول وليس مما تنفرد به الأفهام والأذهان ، ولو كان كذلك لما إحتيج إلى الأنبياء ، وقد أمرنا الله عز وجل بإتباع الدليل الشرعى والوحى فقال جل جلاله :{ قل إنما أنذركم بالوحى } الأنبياء 45 ، وهو القائل سبحانه { إنَّا نحن نزّلنا الذِكر وإنَّا له لحافظون } ولذلك تجد أن من ينتهج غير منهج السلف الصالح المتبع للدليل الشرعى والوحى لا يصل أبداً إلى اليقين والحقيقة .. ولذلك تجد من يُسمون أنفسهم بالفلاسفة والحكماء والمفكرين يضعون النظريات والأفكار ويتدخلون بعقولهم فيما لا يمكن أبداً أن يُدركوه ، فأى نظرية تتحدث عن نشأة الكون مثلاً وما يتعلق بالله سبحانه وتعالى أو نشأة الإنسان على هذه الأرض وكيف جاء ولماذا جاء هى باطلة من وضع المُضلين الكاذبين وذلك لقول الله تعالى : { ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنتُ مُتخذ المُضلين عضداً } الكهف 51 . فكيف يقول هؤلاء ويتحدثون فى أمور لم يُشهدها الله لهم ولا قدره لهم فى معرفتها إلا بالوحى ولا قُدرة للعقل فى التعرف عليها بدونه . وهناك شبهة تلتبس على كثير من الناس وهى أن بعض الناس يقولون أن العلم تقدم والعقول تطورت وأصبحت تُدرك أشياء لم تكُ معروفة من قبل وأن عقولهم توصلت إلى أشياء قال الله أنه يعلمها ولم يذكرها الله لهم ولكنهم توصلوا إليها بعقولهم مثل مسألة الجنين فى رحم أُمه . أقول مستعينة بالله أن هناك فرق كبير بين الغيب المقصود فى الكتاب والسنة وبين ماهو غائب عنا ، فهناك أمور مُغيبة عنا نحن البشر لكنها داخلة فى مدركات الجن ، وهناك أمور غائبة عن البشر وعن الجن لكنها داخلة فى مدركات الملائكة ، فهى وإن كانت غائبة عن صنف من المخلوقات فليست غائبة عن صنف آخر ، وهذا مما لا شك فيه ليس من الغيب الذى قال الله سبحانه عنه { قُل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيبَ إلا الله } النحل 65 ، وقال تعالى { عالمُ الغيب فلا يُظهر على غيبه أحداً } الجن 26 ، وقال تعالى { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو } الأنعام 59 .. أما فى المثال الذى أمامنا وهو كون الله عز وجل يعلم مافى الأرحام فلم يأتِ نفى قاطع بأن البشر لا يعلمون ما فى الأرحام أو أنه سبحانه وتعالى لا يطلع عباده إذا توافرت وسائل العلم على بعض ذلك . ومع ذلك تظل هناك نسبة من العلم مما فى الأرحام لا يعلمها إلا الله مثل أن هذا الرحم مستقبلاً سيحمل كم من الأجنة والله أعلم . وعلى هذا فهذه الكشوف العلمية التى كشفت شيئاً مما يظنه الناس فى الغيب هو لم يكُ من الغيب المحجوب أصلاً . مثل الذى يتعلق بملكوت السموات والأرض مما لم يجعل الله للبشر عليه سبيلاً وما يتعلق بالعرش ، بالكرسى ، اليوم الآخر ، وغيرها من الغيب الخالص الذى لا يمكن للعقل أن يُدركه إلا بما ورد به الدليل . والعقول فى ذلك شأنها شأن سائر الأعضاء والحواس كالإبصار للعين والسمع للأذن .. إلخ فكل منها له إدراك معين لا يمكن أن يتخطاه ولا يتعداه لكن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يغير هذا الإدراك فى وقتٍ دون آخر بحسب مايريد سبحانه مثال على ذلك لتقريب الأمر : أن العين لها قُدرة معينة على الإبصار فهى ترى لمسافة محددة طالت أم قصرت لكنها لا تستطيع أن ترى ماوراء الجدار مثلاً أو ماخلف الأشياء ولا من خلال الأشياء ، وكذلك هى أيضاً لا ترى أحياناً ماهو موجود أمامها من الأشياء ولا تستطيع إدراكه وذلك مثل رؤية الجن ، فالعين البشرية لا يمكنها هذا فى حين أن الجن يمكنه هذا قال تعالى { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } الأعراف 27 وذلك لحكمة يعلمها ربى الحكيم العليم الخبير اللطيف سبحانه جل فى عُلاه . وانظر لمّا طلب موسى من ربه أن يراه ماذا قال له ربه : { قال لن ترانى } الأعراف 143 فقدرة العين البشرية على ذلك مستحيلة . لماذا ؟ لأنها لا تستطيع إدراك رؤية الله مع أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر أن المؤمنين يرون ربهم فى الآخرة كرؤية القمر . إذن ما الفارق ؟ إن الله خلق العين وجعلها فى الدنيا لها إدراك معين وفى الآخرة لها إدراك معين ، وكذلك العقل لا يُدرك ماهية الله ولا أسمائه ولا صفاته لأنه لا يمكنه ذلك مهما حاول ، ولذلك أرسل الله إليه الرسل بالوحى ليعرف ربه سبحانه . نعود إلى قصة موسى : قال تعالى { قال لن ترانى ولكن انظر إلى الجبل فإن إستقر مكانه فسوف ترانى فلمّا تجلّى ربه للجبل جعله دكاً وخرَّ موسى صعقاً فلمّا أفاق قال سبحانك تُبتُ إليكَ وأنا أول المؤمنين } الأعراف 143. فالرؤية هنا ليست مستحيلة لكن إدراك العين البشرية قاصر على إدراك ذلك ، ولذلك تجلّى الله سبحانه للجبل الذى هو صخور وحجارة تتحمل ما لا يتحمله البشر فماذا حدث ؟ تفتت الجبل نسفت الحجارة نسفاً ، تلك الحجارة والصخور التى لو أراد الإنسان نسفها لتمهيد الأرض أو ماشابه لأحتاج سنوات وسنوات من العمل الدؤوب المتواصل وإلى أطنان من المتفجرات وألوف من العمالة والمعدات والسيارات ، لم يتحمل الجبل وهذه هى مكوناته فما بالك بالإنسان صاحب اللحم والعظم الرقيق الضعيف !! فإذا كان الجهاز الإدراكى للإنسان على هذه الكيفية فى الدنيا فكان لِزاماً أن لا يرى ما يحدث فى القبر من عذاب أو نعيم ولا يرى الملائكة أو الجن أو من باب أولى ذات الله وصفاته ولذلك كان من المحال أن تستقل العقول بمعرفة ذلك وإدراكه على التفصيل . وإلا لو أدركته العقول لما كان هناك حاجة لإرسال الرسل ولأقتضى ذلك : 1 – جعل قضية إرسال الرسل تحصيل حاصل أى عبث وحاشا لله أن يكون ذلك . فما دام العقل يُدرك ذلك دون إرسال للرسل فما الحاجةإلى ذلك إلا إذا كان مجرد عبث – تعالى الله عن ذلك عُلواً كبيراً . 2 – إثبات مقام للعقل يوازى الشرع وهذا لا يجوز . والحمد لله وكفي وصلي الله علي محمد |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك موضوع رائع |
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
وفيك بارك |
#4
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما شاء الله جُزيتِ الفردوس الأعلي أمي الحبيبة و اللهم آمين |
#5
|
|||
|
|||
وعليكم السلام ورحمة الله
وجزاكِ الله الفردوس الاعلى ورفع قدرك ياحبيبتي |
#6
|
|||
|
|||
ماشاء الله
جزاكِ الله خيراً
|
#7
|
|||
|
|||
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
ماشاء الله تبارك الله مقال رائع يا أمي الغالية جعله الله في ميزان حسناتك وأثابك الفردوس الأعلى ورزقك ربي لذة النظر إلى وجهه الكريم اللهم آمين
|
#8
|
|||
|
|||
ماشاء الله
جزاكِ الله خيراً |
#9
|
|||
|
|||
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
|
#10
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا جميعا
وبارك فيكم واحسن اليكم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|