انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > واحــة الأســـرة المسلمــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-27-2009, 11:58 PM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




I15 استوصوا بالنساء خيرًا‏

 

استوصوا بالنساء خيرًا‏




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أم عبد الرحمن محمد يوسف
قالت لي وقد اختلط كلامها بنشيجها: هل الرجل له حقوق فقط، أليس عليه واجبات؟ قلتُ لها: ماذا حدث؟
قالت: أمرني ... ناقشته، ضربني، ولما عاتبته، قال: حقى.
قلت متعجبًا: حقه.
فاستأنفت: قال لي: أنا القوام، آمر فأطاع، ولي عليك درجة، فلا نقاش والله أمرني عند عدم نشوزك أن أضربك.
بعد سماع هذه الحكاية شعرت أن هناك خللًا ما في فهم شرع الله لدى كثير من الرجال، تجاه نطاق التعامل مع المرأة، وهذا الخلل في الفهم قد حدث نظرًا للخلط بين الأحكام الشرعية وبين الموروثات الاجتماعية التي ورثها الأبناء عن الآباء، فقد يرث الرجل في مجتمعه الشدة والقسوة على المرأة، فيمارس عليها نوعًا من التسلط، ويريد أن يلبسه ثوبًا شرعيًا، فيعمد إلى النصوص التي تبين وتبرز قوامة الرجل على المرأة، دون النظر فيما يحمله النص من معانٍ تزخر بما ليس في جعبته من انطباعات عن كيفية معاملة المرأة.
أخي الزوج ... أختي الزوجة:
قد يخطئ الزوج حين يظن أنه " أعظم منزلة وأجل قيمة من زوجته لمجرد أنه ذكر وهي أنثى، أو بما انطبع في ذهنه من فهم الدرجة والقوامة للرجال على النساء.
فالدرجة هي درجة مسئولية لا درجة تفاضل وامتياز، والأصل في الخلق سواء، فالرجل والمرأة كلاهما في العيش سواء: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا] [البقرة: 35].
فالسكن سواء، والعيش رغدًا سواء، والتفاضل بسبب التقوى لا بسبب الجنس ". [وصايا إسلامية في الزواج، محمد كامل الشربجي]
حقوق متماثلة:
قال تعالي: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228].
قال محمد عبده في تفسير هذه الآية:
(هذه كلمة جليلة جدًاـ على إيجازها ـ ..... فهي قاعدة كلية ناطقة بأن المرأة مساوية للرجل في جميع الحقوق إلا أمرًا واحدًا عبر عنه بقوله تعالى: " وللرجال عليهن درجه " فهذه الجملة تعطي للرجل ميزانًا يزن به معاملته لزوجته في جميع الشئون والأحوال، فإذا هم بمطالبتها بأمر من الأمور يتذكر أنه يجب عليه مثل بإزائه.
ولهذا قال بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : إني لأتزين لا مرأتي كما تتزين لي، لهذه الآية " أي من أجل هذه الآية.
إنه ذوق رفيع وأدب جم، مع أنه لم يفرض عليه ذلك إلا أنه قد تجسد في فعله مدى مراعاة شعور المرأة، وأنها إنسان، تتوق نفسها لأن تشم من زوجها رائحة طيبة، وتتوق نفسها لأن ترى زوجها في أبهى حله.
فما من واجب تعمله المرأة لزوجها إلا وعليه واجب يقابله لابد أن يؤديه لها)
[تحرير المرأة في عصر الرسالة ـ الجزء الرابع ـ عبد الحليم أبو شقة].
الدرجة:
أما الدرجة، قال بعض المفسرين في قوله تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} معنى الدرجة: الفضل الذي فضل الله به الرجال عليهن في الميراث والجهاد " وقال آخرون: تلك الدرجة الآمرة والطاعة.
وقال ابن عباس: (الدرجة في قوله تعالى، {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة، والتوسع للنساء في المال والخلق، أي أن الأفضل ينبغي أن يتحمل على نفسه) وهذا أقرب للمفهوم الأسلامي للتفاضل بين العباد. [تفسير القرطبي]
وقال الأمام محمد عبده في تفسيره:
الدرجة هي درجة الرياسة والقيام على المصالح المفسرة بقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34] فالحياة الزوجية حياة اجتماعية، ولابد لكل اجتماعي من رئيس يُرجع إلى رأيه في الخلاف، لئلا يعمل كل ضد الآخر، فتفصم عروة الوحدة ويختل النظام.
والرجل أحق بالرياسة لأنه أعلم بالمصلحة، وأقدر على التنفيذ بقوته وماله، ومن ثم كان هو المطالب شرعًا بحماية المرأة والنفقة عليها، وكانت هي مطالبة بطاعته في المعروف.
البيت مؤسسة ولابد لها من رأس، هل رأيت كائنًا برأسين، أم نجت يومًا سفينة عليها قائدان؟ أم هل رأيت قطارًا بلا قائد؟
ولتسأل كل امرأة ابتلاها الله بزوج ضعيف الشخصية: كم مرة هبت رياح عاتية كادت أن تقلع جذور بيتها لولا لطف الله، والكثير من المشكلات في البيت ترجع إلى تنازل الرجل عن حق القيادة ". [ أوراق الورد وأشواكه في بيوتنا، د. أكرم رضا، باختصار]
ترفق بزوجتك ولا تتعسف:
أخي الزوج: المأمول والمرجو عنك أن تنأى بنفسك عن التعسف في استعمال السلطة الزوجية، فلا يسئ الرجل الشهم استعمال هذه السلطة ولا يستغل مركزه في البيت للأضرار بالزوجة.
واعلم أن المودة والرحمة هي أصل العلاقة بينكما (ولقد أقام الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة على المودة والرحمة، على عكس الفلسفات الأخرى القائمة على الصراع والمواجهة بين الرجل والمرأة، قال الله سبحانه: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) [صحيح مسلم، (3721)] ويقول (أكمل المؤمنين ايماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم) [صححه الألباني، السلسلة الصحيحة، (284)].
وردَّ الإسلام نكاح من أُكرهت عليه؛ لأن من الظلم ـ الذي تنأى عنه شريعة الله ـ أن تقوم حياة زوجين (الرجل والمرأة) ويدخل أحد طرفي هذه الحياة وهو مُكره) [من أجل تحرير حقيقي للمرأة، عزت النحاس].
والزوج الكريم هو الذي يزداد تسامحًا مع زوجته وعفوًا عنها إذا قصرت في حقه لما يعرفه من ضعفها ونفاذ كلمته عليها.
" فإن الرجل القوى يأنف من ظلم الضعيف وإظهار عضلاته أمامه، بل ويأنف من استيفاء كل حقه منه أو معاقبته إذا قصر في حقه، فكيف إذا كان الضعيف الذي أمامه زوجته، وقد وصف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حالها مع زوجها بالأسيرة فقال ـ صلى الله عليه وسلم: (ألا وأستوصوا بالنساء خيرًا فإنما هن عوان عندكم) [حسنه الألباني، صحيح سنن الترمذي، (3087)].
عوان عندكم: أي أسرى في أيديكم، و" عوان " جمع عان، والعاني: هو الأسير " [ بالمعروف ـ د. أكرم رضا، باختصار].
وانظر أخي الزوج إلى قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " عندما سمع عن رجال يضربون نساءهم فقال: " ألا إنه قد بلغني أن رجالًا يضربون نساءهم ألا إنهم ليسوا بخياركم " وفي الحديث نفي الخيرية عن ضاربي زوجاتهم ". [حتى يبقى الحب، د. محمد محمد بدري].
" إن المرأة انسان مثل الرجل، و " النساء شقائق الرجال" ، وعلى الزوج امساكها بمعروف أو تسريحها بإحسان ... ولقد كرم الله بن آدم ورفع من شأنه ولا يجوز لأحد أن يهينه كأنسان، ومن هذا المفهوم فإنه يجب على الزوج احترام زوجته" [كيف تكسبين محبوبك، د. صلاح صالح الراشد، بتصرف].
فينبغي أن يعلم الرجل والمرأة متساويين في الأهلية: (المساواة بين الرجل والمرأة في الأهلية فهي كالرجل في أهليتها الاجتماعية والمالية ونحوها, لأن مناط تلك الأهلية العقل والتكليف فحينئذ هي كالرجل في ذلك.
ففي مجال الناحية الاجتماعية يقرر جل وعلا قاعدة عامة في الحقوق فيقول سبحانه: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، قاعدة قرآنية تعني أن كل ما يحق للزوج طلبه وانتظاره من زوجته من أمور مشروعة من طاعة وأمانة, وعفة وإخلاص, وحسن معاشرة وطيب معاملة, ومودة واحترام, وثقة وتكريم, وبر وترفيه, ومراعاة مزاج ورعاية مصلحة, وقضاء حاجات وعدم مشاكسة, وعدم عنفٍ وبذاءةٍ, ومضارةٍ ومضايقةٍ, وأذى وسوءِ خلقٍ, وتكبرٍ وتجبرٍ, وازدراء وتكليف مالا يطاق فيحق للزوجة طلبه وانتظاره من زوجها )[المبادئ العامة لمكانة المرأة في الإسلام، حسين عبد العزيز آل الشيخ].
وماذا بعد الكلام؟
احترم زوجتك كإنسان.
اكرم زوجتك فإنها علامة على كرم أخلاقك.
تذكر وصيتة صلى الله عليه وسلم ألا واستوصوا بالنساء خيرًا
لا تتعسف في استعمال حقك في القوامة وما جاء في الآية " وللرجال عليهن درجة "
تذكر أن ما أكرم النساء إلا كريم، فكن كريمًا ذا أخلاق سامية مع زوجتك
المراجع:
1. وصايا اسلامية في الزواج، محمد كامل الشربجي.
2. تحرير المرأة في عصر الرسالة ـ عبد الحليم أو شقة.
3. تفسير القرطبي، تفسير بن كثير
4. أوراق الورد وأشواكه في بيوتنا د. أكرم رضا.
5. بالمعروف د. أكرم رضا.
6. حتى يبقى الحب د. محمد محمد بدري.
7. كيف تكسبين محبوبك، د. صلاح صالح الراشد.
8. المبادئ العامة لمكانة المرأة في الإسلام، حسين عبد العزيز آل الشيخ.
9. من أجل تحرير حقيقي للمرأة، عزت النحاس.


--
~~~~~~~
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-28-2009, 12:17 AM
تحب ربها تحب ربها غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وعليكَ السلام ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك ... اخى الشافعى
موضوع رائع جداا وهام ايضا...
وهذه رسالة لكل زوج وزوجه لا يوجد بيت ليس فيه مشاكل ولكن توجد مودة ورحمه بينكما ان الله عز وجل يغفر ذنوب العباد هل البشر لم تغفر لبعضها مهما كانت المشاكل لابد ان تمشى الحياه لنحافظ على كيان البيت والاسرة .... والى اختى الزوجه لا تنسى انك بسبب زوجك تدخولين الجنه ولا شئ اعظم من هذا ....
مرة اخرى جزاكَ الله خيرا اخى الشافعى ونفع بك.
التوقيع

عوداً حميداً...
الرجوع الي ملتقي الاحباب
وتغير النفوس والقلوب
احبكم في الله... ]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-28-2009, 01:39 PM
أم مُعاذ أم مُعاذ غير متواجد حالياً
لا تنسوني من الدعاء أن يرْزُقْنِي الله الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَحُسْنَ الخَاتِمَة
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
التوقيع

توفيت امنا هجرة الي الله السلفية
اللهم اغفر لامتك هالة بنت يحيى اللهم ابدلها دارا خيرا من دارها واهلا خيرا من اهلها وادخلها الجنة واعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-28-2009, 01:48 PM
أ جنة الرحمن أ جنة الرحمن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا ونفع بكم
اللهم ارزقنا الهدى والثبات على الحق يا رحمن
ءامين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:21 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.