نـعــم ،
فعَمَّا قريبٍ سأغادرُ المُنتــدى ،،
وسأغادرُ كُلَّ مَن أُحِبّ ..
عَمَّا قريبٍ لن ترينني ،،
ولن يراني أحـدٌ مِمَّن يُحِبُّني ، بل مِمَّن يعرفُني ،،
عَمَّا قريبٍ .. سأرحـلُ عن الدُّنيا بأكملها ..
سأغادرها إلى حُفرةٍ ضيقة ،
حيثُ مَسكني الحقيقىّ الذي رُبَّما غفلتُ عنه .
سأرحـلُ إلى القبـر ؛
.. إلى بيت الوِحـدة ..
.. إلى بيت الظُّلْمـة ..
.. إلى بيت الوَحشـة ..
.. إلى بيت الـدود ..
فأسألُ اللهَ تعالى أن يجعلَ قبري رَوضةً مِن رياض الجَنَّة .
~~~~~~~
لَـكِـنْ ...... بعـد رحيلـي ، وبعـد غيابـي عن الدنيـا ،
هـل سيـذكُـرنـي أحـــد ....؟!!!
سـؤالٌ لم أعـرف له جوابًا .
هل سأخطرُ على بال أحـد .
فأهلي سُرعان ما سينسوني بعد دفني ..
ورُبَّما ارتفعت أيديهم بالدعاءِ لي لأيَّامٍ قلائل ،، أو حتى لساعات ...!
ثم ينسوني بعدها ... وكأنِّي لم أكن بينهم ..
وصاحباتي ....ايضا
أمَّا أنتُنَّ .. فلَعَـلَّكُـنَّ لم تذكرنني يومًا ، حتى تذكرنني بعد موتي .
رُبَّما جاءت مَن علمت بموتي لتقول لَكُنَّ : لا تنسينها مِن دُعاءكُنّ .
ورُبَّما طلبت مِنكُنَّ رفعَ مواضيعي ، ليُكتَبَ لي أجرُها بعد موتي ،
ورُبَّما رفعت هى بعضًا منها .
ورُبَّما لم تعلمن بموتي أصلاً .
فالجـوَّالُ مُغلَق ..... والبريدُ الالكترونىّ مُمتلئ ، أو لا يُرَدُّ عليه .
ولا توجـدُ قريبةٌ لي بالمُنتـدى لتُخبركنّ بموتي ..
لكـنَّ النسيان طبيعـةُ البشـر ..
.. ولا يُذكَرُ إلاَّ صاحبُ العِلـم والأثـر ..
أمَّا غيرُه فيموت ، ويموتُ معه كُلُّ ما يُذَكِّرُ الآخرين به ..
ورُبَّما كان هذا حالي وحالَ الكثيرين .
رُبَّما لو غِبتُ عن المُنتدى لم أجد مَن تذكرني ، أو تسألُ عن سبب غِيابي ،
أو تحاولُ الاطمئنانَ عَلَىَّ ........ فكيف إذا وُضعتُ في قبري ...؟!!!
وفارقني كُلُّ شئٍ ، حتى أهلـي ...! ولم يبقَ معي سِوَى عملي ...!
كيف إذا اُسْكِنتُ في مكانٍ مُوحِش .. وخافَ الجميعُ الاقترابَ منه ..؟!!
هـذا هو حالُ الدُّنيـا ..... وهـذه هى نهايتُهـا .
وقفتُ مع نفسي هذه الوقفة .. واغرورقت عيناىَ بالدموع ،،
وأخذتُ أُفكِّـر وأتأملُ :
ماذا أُريـدُ مِن الدُّنيـا ..؟!
ولِمَ الحُـزن ما دُمتُ راحـلةً عنها ..؟!
أُريـدُ حياةً مِثاليةً خاليةً مِن المُنغِّصات والمُكَدِّرات ..؟!!
أُريـدُ صديقاتٍ صالحاتٍ رُبَّما افتقدتُهُنَّ في حياتي ..؟!!
أريـدُ سعادةً وفرحةً تملأ الكون ..؟!!
هيهات ..... هيهات .
لقد طُبعت الدُّنيا على كَدَر ، وما خلَت يومًا مِن الهموم .
طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُها :: صَفْوًا مِن الأقذاءِ والأكدارِ
فحالُ الدُّنيـا ، وتقلُّبُها ، ورِخَصُها ، يجعلنا نُصَحِّحُ نظرتنا لها .
وصدق رسولُنا - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - إذ يقول :
(( لو كانت الدُّنيا تعدِلُ عند اللهِ جَناحَ بَعوضةٍ ، ما سقى كافرًا منها شربةَ ماء ))