السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(*_*)الغلام الصغير والغنم (*_*)
الغلام الصغير
كان غلاماً يافعاً ، يسرح في شعاب مكة بعيداً عن الناس ومعه غنم
يرعاه لسيد من سادات قريش هوعقبة بن معيط،
وكان الناس ينادونه " ابن أم عبد ".
أما اسمه فهو عبد الله وأما اسم أبيه " مسعود".
كان الغلام يسمع بأخبار النبي الذي ظهر في قومه فلا يأبه لها لصغر سنه من جهة،
ولبعده عن المجتمع المكي من جهة أخرى،
فقد دأب على أن يخرج بغنم عقبة منذ البكور ثم لا يعود بها إلا إذا أقبل الليل.
وفي ذات يوم أبصر الغلام كهلين عليهما الوقار يتجهان نحوه فقد كانا
تعبا، واشتد عليهما الظمأ حتى جفت منهما الشفاه والحلوق.
سلما وقالا : يا غلام ، أحضر لنا من هذه الشياه نطفئ به ظمأنا ، ونبل عروقنا. فقال الغلام :
لاأفعل، فالغنم ليست لي، وأنا عليها مؤتمن، فلم ينكر الرجلان قوله,
وبدا على وجهيهما الرضا عنه ثم قال أحدهما: دلني على شاة صغيرة،
فأشار الغلام إلى شاة صغيرة قريبة منه، فتقدم منها الرجل وجعل يمسح
ضرعها ( ثديها) بيده وهو يذكرعليها اسم الله فنظر إليه الغلام في دهشة وقال في نفسه:
ومتى كانت الشياه الصغيرة تدر لبناً ؟!
لكن ضرع الشاة مالبث أن انفتح، وخرج منه لبناً غزيراً. فأخذ الرجل
الآخر حجراً مجوفاً من الأرض وملأه باللبن، وشرب منه هو وصاحبه ثم سقيا الغلام
. فلما ارتوى الثلاثة قال الرجل المبارك لضرع الشاة: انقبض.
فما زال ينقبض حتى عاد إلى ماكان عليه. عند ذلك قال الغلام للرجل
المبارك علمني من هذا القول الذي قلته فقال: إنك غلام معلم. هل تدرون من كان هذا الرجل
المبارك؟ إنه رسول الله وصاحبه أبو بكر الصديق.