الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
فضل الخشوع
فضل الخشوع الشيخ ندا أبو أحمد فضل الخشوع الخشوع سبيل للفوز والنجاح والفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة: قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ (المؤمنون: 1-2). فهو فلاح في الدنيا يحسه المؤمن ويجد مصداقه في واقع حياته، ووعد من الله بالفلاح والسعادة الأبدية والجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر. والخشوع في الصلاة: هو حضور القلب بين يدي الله تعالى، مستحضرًا لقربه، فيسكن لذلك قلبه، وتطمئن نفسه، وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدبًا بين يدي ربه، مستحضرًا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته من أول صلاته إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الرديئة، وهذا روح الصلاة، والمقصود منها، وهو الذي يكتب للعبد، فالصلاة التي لا خشوع فيها، ولا حضور قلب، وإن كانت مجزئة مثابًا عليها، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها؛ (تيسير الكريم الرحمن للشيخ السعدي رحمه الله ص 547). الخشوع يخفف الصلاة على العبد: قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ (البقرة: 45). والمعنى: أي مشقة الصلاة ثقيلة إلا على الخاشعين. قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- كما في الوابل الصيب: (والعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه فإنه قد قام في أعظم مقام وأقربه وأغيظه للشيطان وأشده عليه فهو يحرص ويجتهد كل الاجتهادات ألا يقيمه فيه بل لا يزال يعده ويمنيه وينسيه ويجلب عليه بخيله ورجله حتى يهون عليه شأن الصلاة فيتهاون فيها فيتركها فإن عجز عن ذلك منه وعصاه العبد وقام في ذلك المقام أقبل عدو الله حتى يخطر بينه وبين نفسه ويحول بينه وبين قلبه فيذكره في الصلاة ما لم يذكر قبل دخوله فيها, حتى ربما كان نسي الشيء والحاجة وآيس منها فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه به ويأخذه عن الله عز وجل، فيقوم فيها بلا قلب، فلا ينال من إقبال الله تعالى عليه وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر القلب في صلاته، فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها بخطاياه وذنوبه وأثقاله لم تخف عنه بالصلاة. فالصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها وأكمل خشوعها، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه، فهذا إذا انصرف منها وجد خفة في نفسه وأحس بأثقال وضعت عنه، فوجد نشاطًا وروحًا، حتى إنه يتمنى أنه لم يخرج منها؛ لأنها قرة عينه ونعيم روحه وجنة قلبه ومستراحه في الدنيا، فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها فيستريح بها لا منها. الخشوع لله تعالى يورث هداية الله تعالى وتثبيته: قال تعالى: ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ (الحج: 54). قال العلامة السعدي- رحمه الله- في" تفسيره ص 542": ﴿ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ﴾ أي تخشع، وتخضع، وتسلم لحكمته، وهذا من هدايته إياهم ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ آمنوا" بسبب إيمانهم، ﴿ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ علم بالحق، وعمل بمقتضاه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وهذا النوع من تثبيت الله لعبده"؛ اهـ. مدح الله تعالى الخاشعين في طاعته ووصفهم له بالعلم: قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾(الزمر: 9). والقنوت هنا هو: الخشوع في الطاعة؛ ولهذا قال العلامة السعدي- رحمه الله- في تفسيره ص 311: ".... القنوت يرد في القرآن على قسمين: قنوت عام، كقوله تعالى: ﴿ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ﴾ (الروم: 26)؛ أي الكل عبيد خاضعون لربوبيته، وتدبيره، والنوع الثاني: وهو الأكثر في القرآن: القنوت الخاص، وهو دوام الطاعة لله على وجه الخشوع، مثل قوله تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا ﴾ (الزمر: 9). وقوله: ﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ (البقرة: 238)، وقوله: ﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي ﴾ (آل عمران: 43). وقوله: ﴿ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ ﴾ (الأحزاب: 35) ونحوها؛ اهـ. وقد قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: في" مفردات ألفاظ القرآن 184": "القنوت لزوم الطاعة مع الخضوع، وفسر بكل واحد منهما في قوله تعالى: ﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ (البقرة: 238)، وقوله: ﴿ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ﴾ (الروم: 26). قيل: خاضعون، وقيل: طائعون، وقيل: ساكتون، ولم يعن به كل السكوت، وإنما عني به ما قال عليه الصلاة والسلام: كما في صحيح مسلم: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن"، وعلى هذا قيل: أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت"؛ رواه مسلم أي الاشتغال بالعبادة، ورفض كل ما سواه، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا ﴾ (النحل: 120). وقال: ﴿ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِين ﴾ (التحريم: 12). وقال: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا ﴾ (الزمر: 9). وقال: ﴿ اقْنُتِي لِرَبِّكِ ﴾ (آل عمران: 43). وقال: ﴿ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ (الأحزاب: 31). وقال: ﴿ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ ﴾ (الأحزاب: 35). وقال عز وجل: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ ﴾ (النساء: 34). والقنوت في الحديث يروى بمعان متعددة، فيطلق على: الخشوع، والطاعة، والصلاة، والدعاء، والعبادة، والقيام، وطول القيام، والسكوت، والسكون، وإقامة الطاعة، والخضوع؛ (انظر النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الاثير باب القاف مع النون: 4/ 111). الخاشعون والخاضعون لله مبشرون بكل خير في الدنيا والآخرة: قال تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ (الحج: 34). قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: "الخبت: المطمئن من الأرض... ثم استعمل الإخبات استعمال اللين والتواضع، قال الله تعالى: ﴿ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ (هود: 23). وقال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ (الحج: 34)؛ أي: المتواضعين، نحو: ﴿ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ ﴾ (الأعراف: 206). وقوله تعالى: ﴿ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ﴾ (الحج: 54). أي تلين وتخشع، والإخبات هنا قريب من الهبوط في قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ (البقرة: 74). وقال ابن منظور- رحمه الله-: "الخبت ما طمأن من الأرض واتسع... ﴿ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ﴾ (هود: 23)؛ أي تواضعوا، وقال الفراء: أي تخشعوا لربهم... وأخبت لله: خشع، وأخبت: تواضع، وكلاهما من الخبت، وفي التنزيل العزيز: ﴿ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ﴾ (الحج: 54). فسره ثعلب بأنه التواضع، وفي حديث الدعاء: والذي أخرجه الإمام أحمد "واجعلني لك مخبتا " أي خاشعًا مطيعًا، والإخبات: الخشوع والتواضع. (لسان العرب: 2/ 27) وقال ابن الأثير-رحمه الله-: " واجعلني لك مخبتًا" أي خاشعًا مطيعًا، والإخبات: الخشوع والتواضع، وقد أخبت لله: ...يخبت وأصلها من الخبت المطمئن من الأرض" (النهاية في غريب الحديث والأثر: 2/ 4) وذكر الإمام ابن القيم- رحمه الله- هذه المعاني السابقة، ثم قال: "والخبت في أصل اللغة: المكان المنخفض من الأرض....", ثم قال: "وقال إبراهيم النخعي: المصلون المخلصون، وقال الكلبي: هم الرقيقة قلوبهم... وهذه الأقوال تدور على معنيين التواضع والسكون إلى الله عز وجل..."؛ (مدارج السالكين: 2/ 3). الخاشعون يعصمهم الله من الشيطان: نقل ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين عن سهل أنه قال: "من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان". الخشوع في الصلاة سبب لمغفرة الذنوب: فقد أخرج الإمام مسلم عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقوم في صلاته، فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه..."؛ الحديث. • وأخرج الإمام مسلم عن عمرو بن عبسة السلمي رضى الله عنه في حديث طويل، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بعد أن ذكر فضائل الوضوء: ".... فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه..."، وذكر عمرو بن عبسة رضى الله عنه أنه سمع هذا من النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من سبع مرات. • وأخرج أبو داود من حديث عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من أحسن وضوءَهنَّ، وصلاهن لوقتهنَّ، وأتم ركوعهنَّ، وخشوعهنَّ، كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه"؛ (صححه الألباني في صحيح أبي داود وصحيح الجامع: 3242). • وأخرج الإمام مسلم من حديث عثمان رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءَها، وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يأت كبيرة، وذلك الدهر كله". • وأخرج البيهقي بسند صحيح من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا قام يصلي، أتي بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد، تساقطت عنه"؛ (صحيح الجامع: 1671). • قال المناوي رحمه الله كما في فيض القدير: المراد أنه كلما أتم ركنًا سقط عنه ركن من الذنوب، حتى إذا أتمها تكامل السقوط، وهذا في صلاة متوفرة الشروط والأركان، والخشوع، كما يؤذن به لفظ (العبد) و(القيام)؛ إذ هو إشارة إلى أنه قام بين يدي ملك الملوك مقام عبد ذليل. • وأخرج البخاري ومسلم عن عثمان رضى الله عنه أنه توضأ، ثم قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي، هذا ثم قال: "من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه". • وأخرج الإمام أحمد وأبو داود عن زيد بن خالد الجهني رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما، غفر له ما تقدم من ذنبه"؛ (صحيح الجامع: 6165) (صحيح الترغيب: 228). • وأخرج الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من توضَّأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين أو اربعًا - يشك سَهْلٌ - يحسن فيهن الركوع والسجود والخشوع، ثم استغفر الله، غفر له"؛ (صحيح الترغيب: 389). الخشوع سبب للمغفرة والأجر العظيم: قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إليكُمْ وَمَا أُنزِلَ إليهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾(آل عمران: 199). وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ (الأحزاب: 35). والأجر يتفاوت بتفاوت الخشوع وحضور القلب والعقل في الصلاة: • فقد أخرج أبو داود بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها إلا نصفها إلا ثلثها إلا ربعها، إلا خمسها إلا سُدسها.. حتى قال إلا عشرها". • وفي رواية عند الإمام أحمد بلفظ: "إن الرجل لينصرف وما كُتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبُعها، سُدسها، خُمسها، ربعها، ثلثها، نصفها"؛ (صحيح الجامع: 1626). الخشوع من أعظم أسباب دخول الجنة: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ (هود: 23). • وأخرج الإمام مسلم من حديث عقبة بن عامر رضى الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة". وبعد، فهذا آخر ما تيسَّر جمعه في هذه الرسالة، وأسأل الله تعالى أن يكتب لها القبول، وأن يتقبَّلها مني بقبول حسن، كما أسأله سبحانه وتعالى أن ينفع بها مؤلفها وقارئها، ومَن أعان على إخراجها ونشرها، إنه ولي ذلك والقادر عليه. هذا وما كان فيها من صواب فمن الله وحده، وما كان من سهو أو خطأ أو نسيان فمنِّي ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وهذا شأن أي عمل بشري، فإنه يعتريه الخطأ والصواب، فإن كان صوابًا فادعُ لي بالقبول والتوفيق، وإن كان ثم خطأ فاستغفر لي. وإن تجد عيبًا فسد الخللا جلَّ من لا عيب فيه وعلا فاللهم اجعل عملي كله صالحًا ولوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه نصيبًا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، هذا والله تعالى أعلى وأعلم. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك موقع الألوكة
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|