انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2008, 07:49 AM
مع الله مع الله غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




افتراضي حتى بدت نواجذه ..

 



حتى بدت نواجذه
طه بافضل



العيش في هذه الدنيا يحتاج إلى انشراح صدر وانبساط يوازن به المرء
ما يصيبه من الهموم والأحزان التي عادة ما تعترض البشر، ولذا فطـر
الله تعالى بني آدم بصفات عدة، منها الضحك والتبسم، وهيأ لهم أدواتها
الخاصة بها كاللسان والأسنان والشفتين والعينيــن والوجنتيــن والقلــب
أصلهــا ومنبعها؛ كل ذلك حتى يستعين بها في دفع الهمــوم والأحـــزان
التي تقعده عن عمــــارة الأرض.

من كانت الابتسامة رفيقته في تعامله مع الآخرين، والضحــك المتـــزن
ديدنه في تفاعله، مع ما يثيره دون لمز أو همز أو سخرية واستهزاء،
كان أقرب إلى الصحة والعافية والسعادة والانشراح.

يرضى ويغضبُ فهو في حالاته ** حُلْوُ التبَسُّمِ قاتلُ التعبيسِ

أما التقطيب أو العبوس والتجهم ونحوهـا من صفــات التعســاء فهــي
أبواب عظيمة للهم والغم والاكتئاب، وربما الانتحار. نسأل الله الثبــات
والاستقامة على دينــه.

القَ بالبِشر مَن لقيتَ من النا ... سِ جميعًا ولاقِهِمْ بالطلاقهْ
تَجْنِ منهـتم بــه جنــاءَ ثمــارٍ ... طيِّبًا طعمُـه لذيذَ المذاقــــهْ
ودعِ التِّيْهَ والعبوسَ عن النا ... سِ فإنّ العبوسَ رأسُ الحماقهْ



"فالضحك خاص بالإنسان من بين الحيـوان، ومعناه استفــادة ســـرور
يلحق، فتنشط له عروق قلبه، فيجري الدم فيهــا، فيفيــض إلى سائـــر
عروق بدنه، فتثير فيه حرارة؛ فينبسط لها وجهه، وتملأ الحرارة فـــاه،
فيضيق عنها، فتنفتح شفتاه، وتبدو أسنانه، فإن تزايـــد ذلك الســـرور،
ولم يمكن ضبط النفس استخفّه الفرح، فضحك حتى قهقـه،
ولذلــك كان
ضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- تبسمـاً؛ لأنه كـــان يملك نفســـه،
فلا يستخفّه السرور، فيغلبه فيقهقـــه".


فقد كان يضحك ولم يكن يقهقه الضحك ويكركره ، بــل جُـــلَّ ضحكـــه
التبسم، كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: "ما رأيته صلى الله
عليه وسلم مستجمعاً قـــط ضاحكاً" أي مقبـلاً على الضحـــك بكلّيتـــه
هذا شأنه فهو القائد والمربي والموجّه، فلا يسعه إلاّ هـذا حفاظاً على
الهيبة المفضية للاحترام والتقدير له صلى الله عليـه وسلــم، وانطبــع
ذلك في ضحك أصحابه بحضرته؛ فقد كان ضحك أصحابه عنده التبسّم،
توقيراً له واقتداءً به، فمجلسه مجلس حلم وحياء وخير وأمانة.

لقد كان كثير التبسّم صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن الحــارث
-رضي الله عنه- قال : "ما رأيـت أحدًا أكثر تبسمًا من رســول الله
صلى الله عليه وسلم" (2) و عن جرير بن عبـد الله -رضــي الله
عنـه- قال: "ما حجبني رسول الله -صلى الله عليــه وسلـــم- منـــذ
أسلمت ولا رآني إلاّ ضحك". وفي رواية: "إلا تبسم" (3)وعـــن
جابر بن سمرة قال: شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر مــن
مائة مرة في المسجد وأصحابه يتذاكرون الشعر وأشيــاء مــن أمـــر
الجاهلية فربما تبسّم معهم(4).

"حتى بدت نواجذه صلى الله عليه وسلم" هكذا في أحاديث صحــاح
كثيرة تصف وتوحي مدى تفاعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مــع
الأحداث من حوله، لقد بدت نواجذه عندما سمع أهل الكتاب يذكرون
مــا يوافـــق مـــا جاء بـــه عـن صفات الله تبـــارك وتعالـــى (5)
وبدت نواجذه صلى الله عليه وسلم من الضحك عندما قــص علـــى
أصحابه مشهد آخر أهل النار خروجاً منها، وآخرهم دخولاً الجنـــة
لما خيل إليه أنها ملأى(6)،وفي رواية "أنه سأل ربه عن ذنوبه
التي سترت، ولم تذكر وهو يقول رب عملت ذنوباً لا أراها هاهنــا،
فضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه" (7).
وضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه من صنيع عائشـــة
باللعب مع البنات ووسطهن فرس له جناحان وجوابها أن لسليمان
خيلاً لها أجنحة (8).وغير ذلك من المواقف الكثيـــرة في كتـــب
السنة التي ضحك فيها -صلى الله عليه وسلم- ولا يســع المقـــام
لسردها، يقول ابن حجر في الفتح: "وفي جميعــها ذكر التبسّــم أو
الضحك، وأسبابها مختلفة، لكن أكثرها للتعجب، وبعضها للإعجاب،
وبعضها للملاطفة" (9)، وقال النووي في شرح مسلم: "وفتـي
هذا: جواز الضحـــك، وأنه ليس بمكـــروه في بعض المواطن، ولا
بمسقـــط للمروءة إذا لم يجاوز به الحد المعتاد من أمثاله في مثـل
تلك الحــــال"(10).

على الرغم من كثرة ما يشغل فكره صلى الله عليه وسلم من القضايا
والمشاغل وهموم الدعوة وتبليغ الرسالة والسعــي الدائم والمتواصــل
لرضــا الله تبارك وتعالى، إلاّ أنه كان منشرحاً سهــلاً، يعـــلو وجهـــه
البشر والانبساط، فيتهلل كأنه مذهبة أو مدهنة من النور، بـــل كــــان
يدعو إلى ذلك ويرغب فيه؛ فمن تبسم في وجه أخيه له صدقه. ومن
دعـــا الناس إلى الخيـــر أن يبشرهـــم ولا ينفرهم بــل يتحبب إليهـــم،
ويتألفهم، ومــن أخطأ في حقه تبسّم له، ولو كـان غضبان كمــا فـــي
قصة جذب الأعرابي لثوبه.


إنها الحياة السهلة واللطيفة التي يعيشها المؤمن ولو كان على ظهره
همـــوم الدنيا؛ فهو منشرح الصدر، خفيف النفس، لا يأبه بالمشكــلات
ولــو عظمت، ولا بالمصائـــب ولو جلَّت:

إنّ المكارهَ قد تسرُّ وربما ... كان السرورُ بما كرهتَ جديرا

إنها لفتة مهمة لأولئك الذين اغتربت على شفاههم الابتسامة، وضاعت
مع زحمة التفكير والانشغالات ضحكاتهم الطيبـة، أن يتأملوا حــال نبيهم
وأسوتهم وقدوتهم وقائدهم ومربيهم، الذي أدّبه ربه فأحسن تأديبــه؛كــم
كــان يشغل التبسّــم مساحة من تفاعله وتبادله وتواصله مع من حوله
من الأهل والأرحام والأصحــاب؟ وكم كان التوازن في بذله وعطائـــــه
وتحمّله وصبره وتجلّده ورضاه وغضبه، حتى كان وسطاً في كل أموره
صلى الله عليه وسلم كما أراده ربه ومولاه.



النواجذ: جمع ناجذ وهو آخر الأضراس ولكل إنسان أربع نواجذ. وتطلق النواجذ أيضا على الأنياب والأضراس.
(2) أحمد (17856) والتِّرْمِذِيّ" 3641
(3) أحمد(19387) و(19393)والبُخَارِي (3035) و(6089) و (3822) و"مسلم" (6446)
(4) أحمد ( 5 / 86 ، 88 ،91، 105)والترمذي (2/ 139) و الطيالسي (ص 105 رقم 771)وصححه الألباني في الصحيحة.
(5) أحمد (4087) والبُخاري (4811)و(7414) ومسلم (7147) (7148)
(6) أحمد 1/378(3595) و)البُخاري( 8/146(6571) و"مسلم" 1/118(380)
(7) أحمد 5/157(21721) (21824) و"مسلم" 1/121(386) (387)
(8) أبو داود (4932) و"النَّسائي" في "الكبرى" تحفة الأشراف 12/17742
(9) فتح الباري10/618
(10) شرح صحيح مسلم 2/45




الاسلام اليوم
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-11-2008, 04:30 PM
بسمة الفجر بسمة الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أثابك الله حسن الثواب وأسعدك فى الدارين
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-11-2008, 08:31 PM
أم البراء أم البراء غير متواجد حالياً
.:: لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ::.
 




افتراضي

صلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا وقدوتنا سيدنا محمد
جزاكِ الله خيراً يا أم عمار
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-11-2008, 11:05 PM
أم هارون السلفية أم هارون السلفية غير متواجد حالياً
مالي إلا أنت يا خالق الورى
 




افتراضي

جزاكِ الله خيرا وأحسن إليكِ
التوقيع

أما جاءكم عن ربكم: (وَتَزَوَّدُوْا) .. فما عُذر من وافاهُ غيرَ مُزَوِّدِ ..!!
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-11-2008, 11:07 PM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاك الله خيرا يا حبيبة
اللهم لاتحرمنا من صحبة الحبيب في الفردوس الاعلى
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-27-2008, 12:27 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أثابك الله حسن الثواب وأسعدك فى الدارين .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:24 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.