انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الآلة > أصول الفقه والقواعد الفقهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-25-2011, 11:09 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي بغية الحسناء بشرح أحكام النساء

 





الدرس بعد تفريغه
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
إن أصدق الحديث كتاب الله سبحانه وتعالى ، وأن أحسن الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وما قل وكثر خير مما كثر وألهى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين ،
أما بعـــد .......
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جمعنا هذا مرحومًا وأن يجعل تفرقنا من بعده معصومًا ، وألا يجعل فينا ومنا شقيًا ولا محرومًا إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير .
فإن أولى ما يتنافس فيه الخلق في هذا الزمان المسارعة لتعلم العلم إذ فيه النجاة في الدنيا والآخرة .

فالجَهْلُ أَصْلُ ضَلَالِ الخَلْقِقاطِبَةً وأصْلُ شَقْوَتِهِمْ طُرًّا وظُلْمِهِمِ
والعِلْمُ أصْلُ هُداهُمْ مَعْ سَعادَتِهِمْ فلا يَضِلُّ ولا يَشْقى ذَوُو الْحِكَمِ

ويقول الله جل وعلا : { يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُوَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَاب } ، وقال سبحانه وتعالى في أول كلام أنزله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) } ،
يكفيك في ذلك أول سورة نزلت على نبيك أعني سورة القلمِ
وعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم كيف يدعوه فقال له في محكم كتابه { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} ، وميز الله سبحانه وتعالى كل شيء بالعلم وبين في كتابه ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته وهو أن النجاةَ كلها فيه وأن كل ما سواه في هلاك، والله عز وجل فضل آدم صلى الله عليه وسلم بالعلم وأمر الملائكة أن يسجدوا له فسجدوا له طائعين مذعنين لأن الله تعالى علمه الأسماء كلها ، وكذاك فضل الله تعالى نبيه يوسف صلى الله عليه وسلم بالعلم فقال سبحانه وتعالى : { وَلِنُعَلِّمَهُمِنتَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } ، وكان العلم سبب في نجاته من السجن كما كان جماله هو السبب في دخوله السجن ، فكان بيانا واضحًا على أن كل ما سوى العلم يقتل ويهلك ،وأن العلم وحده الذي ينجي.
كذاك يوسف لم تظهر فضيلته للعالمين بغير بالعلم والحكمِ
وكذلك أمر نبيًا ورسولًا من أولي العزم من الرسل بأن يسعى للوصول إلى عبد صالح وهو الخضر وهو إما نبيّ وإما عبد صالح ، في ذلك خلاف بين أهل العلم ، ومع ذلك أمر الله تعالى رسولًا من أولى العزم أن يأتيه ساعيًا وأن يبحث عنه حتى وصل إليه .
يروي البخاري في صحيحه أن موسى صلى الله عليه وسلم قام في الناس خطيبًا ، فقال له أحد بني إسرائيل : أتعلم أحدًا على وجه الأرض هو أعلم منك ، قال : لا .
ولم يكل العلم إلى الله ـ أي لم يقل الله أعلم ـ، قال نبينا: فأراد الله أن يعلمه فقال : يا موسى بلى ، إن عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منكقال موسى : أي رب ! كيف لي به فقيل له : احمل حوتا ومكتلا . فحيث تفقد الحوت فإن الخضر ثم ـ أي هناك . حتى قال له: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ؟
وتقول رواية البخاري إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وجاء عصفور حتى وقف على حرف سفينة . ثم نقر في البحر . فقال له الخضر : ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر " .
وأراد أن يعلمه الدرس الأول فقال : إني علم من علم الله لا تعلمه ، وأنت على علم مما علمك الله لا أعلمه ، وما نقص علمي وعلمك وعلم الخلائق من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر.
ومن فضل العلم أن فضل الله به تعالى جوارح الحيوانات وذلك منصوص في كتاب الله سبحانه وتعالى : { علمتم من الجوارح مكلبين} أي وما علمتم من الكلاب والأسود ونحوها ، على قول بعض أهل العلم في جواز الصيد بالأسود ونحو ذلك ، فما صاد من هذه الحيوانات دون تعليم فلا يجوز لأحد أن يأكلها وما صاد منها وهو متعلم جاز له أن يأكلها .
فعن عدي بن حاتم قال قلت : يا رسول الله ، إني أرسل الكلاب المعلمة ، فيمسكن علي ، وأذكر اسم الله ؟ فقال : " إذا أرسلتكلبك المعلم وذكرت اسم الله ، فكلما أمسك عليك قلت : وإن قتلن ؟ قال : وإن قتلن ، ما لم يشركها كلب ليس منها . قلت : فإني أرمي بالمعراض الصيد ،فأصيب ؟ فقال : إذا رميت بالمعراض فخزق ، فكله وإن أصابه بعرضه فلاتأكله " وقال علماؤنا: علامة الكلب المعلم أنه إذا أُرسل استرسل ، وإذا زُجر أنزجر .
فلو ذهب كلب معلم مع كلب غير معلم ، فذهب الرجل ووجد صيدًا ولا يعرف أي الكلبين صاد فقد قال العلماء يغلب جانب التحريم ويتركه ولا يأكل منه شيئًا وقد نص على هذا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه .
هذا طرف من فضل العلم ومن أراد الزيادة في ذلك فليلجأ لكتب العلم فإنها مشحونة بكتابة الفضائل والميزات التي يتحصل عليها طالب العلم في ذاته والمعلم معلم الناس الخير والذي يعين عليه وكذلك الذي يسعى فيه من أجل أن يطبقه على نفسه أولًا ، ثم يطبقه على أهله ثانيًا ، ثم ينشره في الناس بعد ذلك .
ومن كتب القدماء مجموعة كبيرة مثل كتب الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في فضل العالم والمتعلم وغير ذلك من الكتب التي تبين لنا أحوال السابقين وأنهم أفنوا أعمارهم وأنفقوا أموالهم ونذروا صحتهم في هذا السبيل وأنهم كانوا لا يشغلهم عن ذلك مال ولا أولاد ولا دنيا ، أنما كانوا يعاملون الدنيا كالنعلين يلبسونهما لكي يصلوا إلى غايتهم منها.

تابع

التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks


التعديل الأخير تم بواسطة أم كريم ; 01-25-2011 الساعة 11:32 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-25-2011, 11:11 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ومن كتب المعاصرين المهمة التي جُمعت من بين طيات كتب السابقين مجموعة الشيخ العلامة بكر بن عبد الله بن زيد رحمه الله تعالى ومن أعظمروسائله حلية طالب العلم ، والتعالم ، وغير ذلك من كتبه النفيسة .
ومن أهم الكتب أيضًا كتاب الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل ، ومن أهم الكتب القديمة أيضًا الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى .
كل هذه الكتب يمكن أن نقرأ منها شيئَا يسيرًا نتعرف منها على أن القوم الذين آتو في آخر الزمان ما هم إلا حثالة وليس لهم قيمة وأنهم إذا قورنوا بالسابقين فأنهم جهلة لا يعرفون شيئَا ولا يدعون علمًا فإنما يدعي العلم على قدر من يعلم وعلى قدر القوم الذين يعيشون معه .
وسوف نذكر بعض القواعد المهمة التي تجمع لنا شوارد آداب طالب العلم وما ينبغي عليه أن يفعل .
القاعدة الأولى:
أنه يجب على طالب العلم أن يحفظ القرآن أولًا ، وقولنا بهذا الوجوب نعني به وجوب نسبي وليس الوجوب المطلق ، لأن الأمة مجمعة على أنه لا يجب على أحد أن يحفظ القرآن، ولكن يجب على طالب العلم لأن طالب العلم لا يتمكن من العلم حقًا إلا بحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى وقد اتفق الفقهاء على ذلك ، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: حفظ القرآن أول مراتب الطلب .
وقال ابن جماعة رحمه الله تعالى : فهو أول العلوم وأمها ـ أي القرآن ـ وأهمها ، ومثل ذلك قاله ابن عبد البر رحمه الله تعالى في الاستذكار ، وقاله كثير من أهل العلم رحمهم الله تعالى عليهم أجمعين ، وكان السلف يكرهون أن يتعلم أولادهم الحديث قبل حفظ القرآن وكانوا ينهونهم عن ذلك ، ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى : وإن كثيرأ من العلوم مما يظنه الناس علمًا وليس بعلم بجوار كتاب الله سبحانه وتعالى .
يقول الإمام الشافعي في آخر عمره : إني لو أستقبلت من عمري ما استدبرت لما اعتنيت بغير كتاب الله سبحانه الله تعالى . كيف لا وفيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدكم وفيه الحلال والحرام وفيه الأمر والنهي ، فيه الزجر والوعيد فيه الترغيب والترهيب وفيه كل ما يطلبه الإنسان حول كل شيء .
القاعدة الثانية :
كل العلوم مصدرها الله { وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا } علمه كل شيء وحتى لو اخترع الإنسان شيء من علم نفسه فإن الذي أعطاه العقل ومنحه التفكير هو الله ، والذي أعطاه التدبير والقدرة هو الله ، فمصدر العلوم جميعًا من الله سبحانه وتعالى وجلا وعلا .
ومما يبين ذلك ما بيناه في قصة موسى والخضر، والنصوص كثيرة تدل على أن العلم من الله تعالى ، دل على ذلك قوله تعالى : {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } وقول الله تعالى : { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } ، فالذي يعطي العلم ويزيد فيه هو الله سبحانه وتعالى جلا وعلا .
وهذه القاعدة تعلمنا أن ما رزقنا به من علم ومن غيره أنما هو من الله عز وجل ، وأننا نحمد الله على ذلك أن خصنا بالعلم وميزنا عن سائر خلقه ممن شغلوا بزينة الحياة الدنيا وزخرفها ومما أبتعدوا عن هذا الأمر بسبب امتلاء قلوبهم بمتاع الدنيا الفاني وحظوظها التي لا تبقى .
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-25-2011, 11:12 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

القاعدة الثالثة :
أنه مهما أوتي الإنسان من علم فإنه قليل ، قال سبحانه وتعالى :{ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } ، وحديث الخضر وموسى يدل على ذلك " وما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر " ، ولذلك لا يكون الرجل عالمًا حقًا حتى يتيقن من جهله ، وأن العالم حقَا يعلم أن العلم لا نهاية له ، إذا علم ذلك أيقن أنه سيموت وهو جاهل بكثير من الأشياء مهما قرأ ومهما أطلع ومهما ألف ودونَّ فإن العلم الذي عنده علم قليل ، قال سبحانه وتعالى : { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } .
والدليل على ذلك أننا نجهل الكثير من الأمور في ديننا ودنيانا .
القاعدة الرابعة :
أنه يجب على طالب العلم أن يبدأ بالأهم ثم بالمهم ، والأهم بالنسبة لكل إنسان أن يعلم أحكام الدين والحلال والحرام وأن الصلاة واجبة وتشتمل على أركان وعلى واجبات وعلى سنن وعلى مكروهات ومبطلات وغير ذلك ، وأن يتعلم صيام رمضان وما فيه من أركان وواجبات ومستحبات وغير ذلك ، وإذا تزوج أو أقدم على الزواج لابد أن يعرف أحكام الزواج يعرف حقوق الزوجة وإن أنجب يعرف حقوق الأبناء ولا بد قبل ذلك أن يعرف حقوق الوالدين فهذا علم واجب، فلا ينشغل بتحصيل علوم الدنيا أو علوم الآلة كعلم مصطلح الحديث أو علم اللغة قبل أن يعرف هذه الأشياء لأنها هي التي سيسأل الله عنها .
القاعدة الخامسة :
التجرد أي يتجرد في طلب العلم فيتعلم الأحكام الشرعية أولاً بعيدة عن الدليل فإذا أراد أن يكون طالب علم بعد ذلك فيتعلم علوم الآلة كعلم لغة العرب وعلم أصول الفقه وعلم مقاصد الشريعة وعلم أصول الحديث وغير ذلك من العلوم التي لا يستغنى عنها طالب علم.
فالتدرج أن يبدأ بالصغير ثم يتدرج إلى الكبير لأن الصغير درجة سلم للكبير ، فلو بدأ بالكبير أولًا فستكثر العثرات ويزهو في نفسه ويستغنى عن كثير من العلم بعد ذلك ، فحينما يريد أن يدرس الفقه فيدرس متن مختصر أولَا، وليكن على سبيل المثال المذهب الحنبلي فهو مخير بين عدد من المختصرات يمكن أن يدرس دليل الطالب للشيخ مرعي الكرمي في المذهب الحنبلي ، ويمكن أن يدرس العمدة في الفقه لابن قدامة المقدسي .
فهذه أول درجة وفيها يذكر المصنفون القول الواحد في المذهب بدون دليل ، ثم يرتفع بعد ذلك فيقرأ على سبيل المثال في المذهب الحنبلي منار السبيل شرح دليل الطالب المتقدم لمرعي الكرمي أو المقنع لابن قدامه رحمه الله تعالى .
وفي المرحلة الثالثة ياخذ الكافي لابن قدامة لأنه يذكر الوجه والوجهين والرواية والروايتين ويذكر شيئا من الدليل أو يدرس بدلا منه زاد المستقنع وكل هذا في المذهب الحنبلي ، وكل مذهب له تدرج ،والذي يبدأ بغير هذا التدرج يفوته من الخير الكثير .
وهذا مثال لطالب الفقه أما طالب الحديث فيبدأ بالمشهور والمشهور في زماننا البيقونية وهي مكونة من أربعة وثلاثين بيتُا فيها مبادئ علوم الحديث ، ثم يتبعها بأحد الكتب كنخبة الفكرلابن حجر أو اختصار علوم الحديث لابن كثير رحمه الله تعالى مع تعليقات الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى ثم بعد ذلك تدرتيب الراوي للسيوطي ويختم بألفية العراقي أو الفية السيوطي، وكذلك علم التفسير يبدأ أولا بكتاب في مفردات المعاني ثم في أسباب النزول ليتعرف كلمات القرآن الكريم وأسباب نزول الآيات ثم ينطلق بعد ذلك لتفسير القرن بالآثر كتفسير ابن كثير رحمه الله تعالى ويمكن بعد ذلك أن يتوسع بدارسة آيات الأحكام بعناية مثل آيات الأحكام لابن العربي وهكذا في باقي العلوم يبدأ فيها بصورة متدرجة .
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-25-2011, 11:15 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

القاعدة السادسة :
أن يلتزم الآداب ظاهرًا وباطنًا ، لأن العلم ليس بالحفظ وكثرته ولن ينجيه عند الله أن يقول يارب حفظت كذا وكذا وكذا ، وأنما ينجيه عند الله أن يقول عملت كذا وعملت كذا ، وهذه قاعدة لا بد منها لطالب العلم وإلا كان علمه وبالا عليه وخسارة في الدنيا وفي الآخرة كذلك .
قال الناظم رحمه الله تعالى :
وحاصل العلم ما أُملي الصّفات له فأصغ سمعك واستنصت إلى كلم
وذلك لا حفظُكالفتيا بأحرفها ولا بتسويدك الأوراق بالُحمم
ولا تصدر صدر الجمع محتبياتُمليه لا تفقه المعنيّ بالكلم
ولا العمامة إذ ترخي ذؤابتها تصنعا وخضاب ُالشيب بالكتم
ولا بقولك يعني دائبا ونعم كلا ولا حملك الأسفار كالبهم
ولا بحملشهادات مبهرجة بزخرف القول من نثر ومُنتظم
بَلْ خَشْيَةُ اللَّهِ فِي سِرٍّ وَفِي عَلَنٍ فاعلم هي العلم ُ كلالعلم فالتزم .
القاعدة السابعة :
أن يلتزم المرء الآداب في ثلاث جهات :
1- الأدب مع نفسه
2- الأدب مع شيخه
3- الأدب مع أقرانه أي مع زملائه
وهذه الآداب الثلاثة أحيل إليها الأخوات لكتاب حلية طالب العلم لشيخ بكر بن عبد الله بن زيد رحمه الله تعالى .
وهذه كانت بعض القواعد التي هي بمثابة الأسس التي يجب على طالب العلم أن يلتزم بها ، والقواعد في طلب العلم كثيرة جدًا ويجب أن نسعى لتعلمها لأن هذا الجزء من العلم هو باب العلم فمن لم يتعلمها لن ينال من العلم شيئا.
** وقد كنا بصدد اختيار كتاب يدرس في هذه الدار المباركة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيما يقومون عليها ومن يسعى إليها ومن يُدرس فيها وألا يحرم أحدًا الأجر والثواب وأن يجعل ذلك من باب قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
وكنا قد اخترنا قبل أن نحدد الكتاب الذي معنا كتاب آخر وهو أن نبدأ بالتدرج في كتب المذاهب سواء كان في المذهب الشافعي أو المذهب الحنبلي ، ولكن وجدت أن الحاجة ماسة إلى أن نتعلم الأحكام التي تخص النساء وقلنا إن هذا من العلم الأهم بالنسبة لنا الآن ، لأن كثيرًا من الأحكام تفوت أخوتنا حفظهنَّ الله تعالى وجلا وعلا .
وهذا الكتاب قد درسته من قبل في دولة قطر وفي بعض دورات في دول أخرى ، وهو كتاب ( أحكام النساء ) لابن الجوزي رحمه الله تعالى ، وهذا الكتاب صاحبه حنبلي المذهب فيغلب عليه في تأليفه صورة المذهبية ، فصار الكتاب مناسبًا لطالبات العلم ومناسبًا أيضًا لمن يريد تعلم الأحكام الشرعية للتطبيق ، فهو مناسب لهذا ولهذا ، والذي نطلبه هو تعلم وتعبد فالكتاب إن شاء الله لا ينافي منهجية طلب العلم لأنه كتاب قديم وهو كتاب فقه ولكنه يشتمل على الأحكام التي تخص النساء والتي يشترك فيها النساء مع الرجال . والعادة أن نُّعرف بصاحب الكتاب وأن نعرف بأهمية الكتاب ، وأن ننسب صحة هذا الكتاب إلى الإمام الجليل رحمة الله عليه ، خاصة إذا كان يدور حول الإمام بعض الكلام؛ لأن بعض العلماء تكلم في ابن الجوزي رحمه الله ، وشاهدت ذلك بنفسي حينما كنا نحقق له كتابًا في الرد على أحد معاصريه وهو عبد المغيث الحربي رحمه الله تعالى وهو كان يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر رضي الله عنه قبل موته وهذا قول جمهور العلم لكن ابن الجوزي رحمه الله يرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصلي خلف أبي بكر قط لا في مرض موته ولا في غيره .
وألف في هذا كتابًا يرد به على عبد المغيث الحربي رحمه الله ورحم جميع الأئمة وعنونه بقول (آفة أصحاب الحديث والرد على عبد المغيث) ، وجعل في أول الكتاب يحط من قدر كثير من أهل الحديث على أنهم يحفظون الحديث ولا يفهمون معناه فجعل يطعن من هذه الجهة وقد سرد أحاديث كلها ضعيفة أو موضوعة رحمة الله تعالى عليه . وقد تبينَّ هذا في التحقيق وقد عملت في هذا الكتاب طويلًا ، وكأنه يتمثل قول الإمام السيوطي رحمه الله حينما قال : وحافظ الحديث باقتصار عن فهمه كمثل الحِمارِ
أي أنه يحفظ ولا يفهم .
ووجدنا في هذا الكتاب الكثير من المخالفات لقواعد العلم وهذا لا يعني أن هذا الرجل ليس بعالم بل إنه من أئمة الحنابلة ، لكن أحيانًا يكتب في مسألة يميل فيها إلى رأي فيجمع لها من هنا ومن هنا ويريد أن ينصر رأيه ويخالف بعض القواعد أحيانًا ، ولأن الإمام ابن الجوزي كان لا ينظر إلى ما ألفه كثيرًا أي يكتب الكتاب ولا يراجعه ، حتى أن له كتاب في الحديث الموضوع اسمه ( موضوعات ابن الجوزي ) رحمه الله ، فذكر فيه حديث هو في صحيح مسلم الذي هو أصح كتابين بعد كتاب الله " البخاري ومسلم " وقال هذا حديث موضوع .



ولذلك قال السيوطي رحمه الله تعالى :
وَفِي كِتَابِ وَلَدِ الْجَوْزِيِّ مَا لَيْسَ مِنَ الْمَوْضُوعِ حَتَّىوُهِّمَا
مِنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ وَالْحَسَنْ ضَمَّنْتُهُ كِتَابِيَالْقَوْلَ الْحَسَنْ
وَمِنْ غَرِيبِ مَا تَرَاهُ فَاعْلَمِ فِيهِ حَدِيثٌ مِنْ صَحِيحِ مُسْلِمِ
وكذلك خوضه في التأويل لأسماء الله تعالى وصفاته .
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-25-2011, 11:19 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وكل هذا لم يحط من قدر هذا الإمام فكل يؤخذ من رأيه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ، وما من إمام ولا يفوته شيء ، إذا كنا لا ننشد الكمال في الكبار ، فكيف ننشد الكمال في الصغار؟! ، وهذه سنة الله تعالى في خلقه أنه يريد أن يُدخِل عليهم صفة البشرية وأنهم مهما بلغوا من علم وعمل واجتهاد لا بد أن يحصل منهم الخطأ والنسيان والزلل والعصيان وهذه سنة الله تعالى " كل بني آدم خطاء وخير الخاطئون التوابون " .


ابن الجــوزي
اسمه ومولده :

الإمام ابن الجوزي رحمه الله : هو جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، القرشي التيمي البكري البغدادي الفقيه الحنبلي الحافظ المفسر الواعظ المؤرخ الأديب المعروف بابن الجوزي، شيخ وقته وإمام عصره رحمه الله تعالى .
نسبة الجوزي أختلف فيها العلماء ، فقال بعضهم : نسبة إلى موضع يقال له فرضة الجوز وقيل أنها منسوبة إلى بلدة من البصرة تسمى محلة الجوز ، وقيل بل كان بداره في واسط شجرة جوز وليس في واسط شجرة جوز سواها .
ولد رحمه الله تعالى في بغداد بدرب حبيب سنة 508 هـ وقيل 509 هـ وقيل 510 هـ وقال عن نفسه لا أحقق مولدي غير أنه مات والدي في سنة 410 وقالت والدتي لي كان لك من العمر نحو ثلاث سنين .

نشــأته:

توفى والده وهو صغير ولم تهتم به أمه ذلك الاهتمام ، وكان أهله تجارًا في النحاس ولهذا قيل عنه ابن الجوزي الصفار نسبة إلى الصفرة التي يتصف بها النحاس ، ولما ترعرع حملته عمته إلى مسجد أبي الفضل ابن ناصر فاعتنى به وعلمه الحديث وحفظ القرآن وقرأه على جماعة من أئمة القرآن وسمع بنفسه الكثير وحفظ العديد من كتب السنة مثل صحيح البخاري ومسلم ، ومسند أحمد ، وسنن الترمذي ، وغيرها .
وكان يخطب الجمعة ويتكلم في المجالس ويعظهم بالآخرة ويذكرهم بالموت وهو حديث السن ، وكان من أسرة غنية رحمه الله فلم يكن يحتاج إلى أحد .
قال هو عن نفسه : فمنألف الترف فينبغي أن يتلطف بنفسه إذا أمكنه، وقد عرفت هذا من نفسي، فإني ربيت فيترف،فلما ابتدأت في التقلل وهجر المشتهى أثر معي مرضا قطعني عن كثير من التعبد، حتى أنيقرأت في أيام كل يوم خمسة أجزاء من القرآن، فتناولت يوما ما لا يصلح فلم أقدر فيذلك اليوم على قراءتها، فقلت: إن لقمة تؤثر قراءة خمسة أجزاء بكل حرف عشر حسنات، إنتناوله لطاعة عظيمة، وإن مطعما يؤذي البدن فيفوته فعل خير ينبغي أن يهجر، فالعاقليعطي بدنه من الغذاء ما يوافقه .وكان رحمه الله تعالى مجدًا في طلب العلم عاش ابن الجوزي منذ طفولته ورعا زاهدا ، لا يحب مخالطة الناس خوفا من ضياع الوقت، ووقوع الهفوات، فصان بذلك نفسه وروحه ووقته، فقال فيه الإمام [COLOR=window****]ابن كثير[/COLOR] عند ترجمته له "وكان -وهو صبي- دينا منجمعا على نفسه لا يخالط أحدا ولا يأكل ما فيه شبهة، ولا يخرج من بيته إلا للجمعة، وكان لا يلعب مع الصبيان". قال ابن الجوزي واصفا نفسه في صغره: كنت في زمان الصبا آخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث، وأقعد على نهر عيسى، فلاأقدر على أكلها إلا عند الماء، فكلما أكلت لقمة شربت عليها شربة، وعين همتي لا ترىإلا لذة تحصيل العلم . ويذكر لنا عن عزوفه للعلم وعزله عن مخالطة الناس يقو ل : ولقد شرطت على نفسي مرارًا أن أحصرها في بيت العزلة فتجتمع --- ويضاف لذلك النظر في كتب السلف فأرى العزلة حمية تمنع من كل ما يسوء ويضر والنظر في سير القوم دواء ، فصار عنده الحمية بالعزلة والدواء بالنظر في سير السلف --- .
ويقول ايضًا عن همته : ما ابتلي الإنسان قط بأعظم من علوم همته وإني أعطيت منعلو الهمة طرفاً فأنا به في عذاب , ولا أقول ليته لم يكن فإنه لا يحلو العيش بقدرعدم القعل , والعاقل لا يختار زيادة اللذة بنقصان العقل
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-25-2011, 11:20 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وقال أيضا : خلقت لي همة عالية تطلب الغايات. فقلت السن وما بلغت ما أملت، فأخذت أسأل تطويل العمر وتقوية البدن، وبلوغ الآمال. فأنكرت علي العادات وقالت: ما جرت عادة بما تطلب. فقلت إنما أطلب من قادر يخرق العادات.
هذا بكلامه عن نفسه فكيف بكلام غيره عنه ، يقول الأمام الذهبي رحمه الله كما في تذكرة الحفاظ وكذلك في السير: وأما خلقه رحمه الله فخلقٌُ يعلو عن أن نمدح فيه لأنه بلغ به الثريا رحمة الله تعالى عليه فقد كان على خلق كريم ، وكان يغلب عليه الجد منذ صغره وكان كثير التلاوة إذ كان يختم القرآن كل سبعة أيام ، وكان يقوم الليل ولا يفطر عن ذكر الله ، وقد نشأ على العفاف والصلاح ، وله ذهن وجواب حاضر ، ويقول عن نفسه : وأثمر ذلك عندي من المعاملة ما لا يدري بالعلم، حتىأنني أذكر في زمان الصبوة، ووقت الغلمة والعزبة قدرتي على أشياء كانت النفس تتوقإليها توقان العطشان إلى الماء الزلال، ولم يمنعني عنها إلا ما أثمر عندي العلم منخوف الله عز وجل. ولولا خطايا لا يخلو منها البشر، لقد كنت أخاف على نفسي منالعجب.
غير أنه عز وجلصانني، وعلمني، وأطلعني من أسرار العلم معرفته، وإيثار الخلوة به، حتى أنه لو حضرمعي معروف وبشر لرأيتها رحمة. ثمعاد فغمسني في التقصير والتفريط حتى رأيت أقل الناس خيراًمني. وتارة يوقظني لقيام الليلولذة مناجاته، وتارة يحرمني ذلك مع سلامة بدني. ولولا بشارة العلم بأن هذا نوع تهذيبوتأديب لخرجت إما إلى العجب عند العمل، وإما إلى اليأس عندالبطالة. لكن رجائي في فضلهقد عادل خوفي منه.
وكان رحمه الله يعتني بهندامه ومطعمه وشرابه ولكن لا يقصد بذلك الزهو والخيلاء وأنما كان يقصد أن يستقيم مزاجه فلا يتعطل عن طلب العلم .

عقيــدته

وأما مذهبه الأعتقادي فقد وقع في بعض تأويل لصفات الله عز وجل على مذهب الأشاعرة وقد تأثر في هذا بأبي الوفاء بن عقيل أحد علماء الحنابلة الكبار، لكنه كان على مذهب الأشاعرة في تأويل صفات الله وأسمائه .
قالابن رجبرحمه الله في ذكر كلام الناس فيه :ومنها وهو الذي من أجله نقم جماعة منمشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين، من ميله إلى التأويل في بعض كلامه،واشتد نكرهم عليه في ذلك، ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو إن كان مطلعاًعلى الأحاديث والآثار في هذا الباب، فلم يكن خبيراً بحل شبهة المتكلمينوبيان فسادها،وكان معظماً لأبي الوفاء ابن عقيل، يتابعه في أكثر ما يجد في كلامه، وإن كان قد ردعليه في بعض المسائل، وكان ابن عقيل بارعاً في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديثوالآثار، فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه، وأبو الفرج تابعُ له في هذاالتلون. وكذا قال عنه شيخالإسلامابن تيميةرحمه الله: أن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب، لم يثبتعلى قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثبات نظماً ونثراً ماأثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف .
موقف العلماء من ابن الجوزي
تكاد كلمة العلماء تجتمع على أن أبن الجوزي كان مضطربًا في أسماء الله والصفات ، فكان ينفي تارة ويثبت تارة ، وقع منه أضطراب غير قليل وذلك لعدة أسباب : -
السبب الأول تأثره بابن عقيل ، والسبب الثاني مجالسته للمعتزلة وعندهم ضلال كبير في باب أسماء الله وصفاته . والإمام الذهبي شيخ الإسلام كان من تلاميذ ابن الجوزي ويقول عنه قال ابن الجوزي : وكان أصحابنا من الحنابلة ينهونه عن مجالسته للمعتزلة ويأبى حتى وقع في حبائلهم ، وتجرأ على تأويل النصوص ونسأل الله السلامة .
وقال ابن المقدسي في تاريخه : للناس في ابن الجوزي كلام من وجوه: أولها كثرة أغلاطه في تصانيفه. انتهى.
وقد باشرت هذا بنفسي أفة أهل الحديث والرد على المغيث ، فكثرة أغلاطه في تصانيفه وعذره في هذا واضح لأنه كان مكثرًا من التصانيف فتصانيفه كما يقول ابن تيمية بلغت ألف مصنف ، فيؤلف الكتاب ولا يراجعه أي لا ينظر فيه مرة أخرى ، بل يشتغل بغيره ولربما في وقت واحد تصنيفه في فنون من العلوم بمنزلة اختصار العلوم فينتقل من التصانيف بغير أن يكون أتقن العلم من جهة شيوخه والبحث ، ولذلك نقل عنه أنه قال : أنا مرتب ولست بمصنف.
السبب الثاني لكلام العلماء في ابن الجوزي : ومنها ما يوجد في كلامه من الثناء والترفع والتعاظم وكثرة الدعاوى وكان عنده ترف والله يسامحه أي أنه كان يرى نفسه شيئا ما مثل الإمام السيوطي رحمه الله فقد قال في ألفيته :
فهذه ألفية تحكي الدرر منظومة ضمنتها علم الأثر
فائقة ألفية العراقي في الجمع والإيجاز واتساق
وكما في غيرها من مصنفاته ـ رحمه الله ـ.
وقال عنه شيخ الإسلامابن تيميةرحمهالله: إن أبا الفرج نفسه متناقض في هذاالباب، لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثباتنظماً ونثراً ما أثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف .
والناظر في مصنفات أبن الجوزي رحمه الله تعالى يجد أنه يثبت بعض الصفات ويتأول في البعض الآخر كما ذكر الشيخ ابن التيمية فنجد ابن الجوزي يذكر الصفة وكلام المتأولين بالصفة ولا يعقب على كلامهم فيكون موافقا لكلام المتأولين ولذلك يدع لأهل البدع مجال في مسألة الصفات و يميل للتفويض أحيانًا أي تفويض المعنى وليس تفويض الكيف .فهو مخالف لمعتقد أهل السنة بأن الكيف غير معلوم ، أما تفويض المعنى فمن كلام الأشاعرة ، وهذا واضح في كتابه تلبيس أبليس فقد قال: إن الوجه صفة زائدة لله تعالى وأراد بها الذات.
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-25-2011, 11:21 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ثناء العلماء عليه:
وأما ثناء العلماء عليه فقال فيه ابن السمعاني رحمه الله : شيخنا ابن الجوزي صاحب التصانيف في فنون العلم من التفسير والفقه والحديث والوعظ والرقائق والتواريخ وغير ذلك فإليه أنتهت معرفة الحديث وعلومه والوقوف على صحيحه وسقيمه وله فيه مصنفات من الأسانيد ومعرفة ما يهتد به في أبواب الأحكام والفقه وما لا يحتج به من الأحاديث الموضوعة والانقطاع والاتصال ، وله في الوعظ العبارة والاستعارة الرشيقة وكان من أحسن الناس كلامًا ونظامَا وأعذبهم لسانَا وبيانَا وبورك له في عمره وعمله .
ويقول فيه ابن الموفق عبد اللطيف: إنه كان حلو الصورة حلو الشمائل ، رخيم النغمة ، -- يحضر مجلسه مائة ألف ويزيدون رحمة الله عليه ، يكتب في اليوم أربعة كراريس وفي كل سنة من بين خمسين مجلد إلى ستين مجلد ، وله في كل علم مشاركة ، وأنه في التفسير من الأعيان ، وفي الحديث من الحفاظ ، وفي التاريخ من المتوسعين ، ولديه فقه كاف وله في السجع الوعظي ملكة قوية ، وله كتاب المدهش في الوعظ .
ويقول الذهبي عن ابن الجوزي: كان مبرزا في التفسير والوعظ والتاريخ ومتوسطا في المذهب وله في الحديث اطلاع تام على متونه، وأما الكلام على صحيحه و سقيمه فما له فيه ذوق المحدثين ولا نقد الحفاظ المبرزين.
وتميز ابن الجوزي بغزارة إنتاجه وكثرة مصنفاته التي بلغت نحو ثلاثمائة وأربعين مصنف شملت الكثير من العلوم والفنون، فهو أحد العلماء المكثرين في التصنيف في التفسير والحديث والتاريخ واللغة والطب والفقه والمواعظ وغيرها من العلوم ، وكان إذا وعظ أختلس القلوب وتشققت النفوس دون الجيوب .
وأما شيخه ابن ناصر : فعندما صنف ابن الجوزي كتابه عرضه على ابن ناصر وهو أول شيوخه فكتب عليه وقال : وجدت هذا المصنف قد أجاد تصنيفه وأحسن تأليفه وجمعه ، ولم يسق إلىَّ مثل هذا الجمع ، فقد طالع كتب كثيرة أخذ أحسن ما فيها من الياقوت واللؤلؤ فنظم به عدة ---- التي جمعت من التواريخ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : كان الشيخ أبي الفرج مفتيًا كثير التصنيف والتأليف وله مصنفات في أمور كثيرة حتى عددتها فوجدتها أكثر من ألف مصنف .
إذا أردنا أن نأخذ نماذج من تآليفه ففي علوم القرآن له أكثر من عشرة تصانيف المغني في التفسير ، تيسير البيان في تفسير القرآن ، فنون الأفنان في علوم القرآن ، عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ زاد المسير في علم التفسير و نواسخ القرآن

وله في الحديث تصانيف كثيرة، منها:
  • الموضوعات من الأحاديث المرفوعات، جمع فيه الأحاديث الموضوعة، لكن تُعقِّب عليه في بعضها. وأيضا:
  • [color=window****]صفوة الصفوة[/color]
  • [color=window****]تلبيس إبليس[/color]
  • [color=window****]التذكرة في الوعظ[/color]
  • [color=window****]كتاب ذم الهوى[/color]
  • [color=window****]صيد الخاطر[/color]
  • [color=window****]المنتظم في تاريخ الملوك والأمم[/color]
  • [color=window****]تاريخ بيت المقدس[/color]
  • [color=window****]أخبار الحمقى والمغفلين[/color]
  • ولقط المنافع، في الطب.
  • [color=window****]تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر[/color] (كتيب)
  • [color=window****]لفتة الكبد إلى نصيحة الولد[/color](رسالة)
  • [color=window****]أعمار الأعيان[/color]
  • [color=window****]كتاب المدهش[/color] في الوعظ، وقد يكون أعظم مصنفات الوعظ بلاغة.
  • [color=window****]فنون الأفنان في عيون علوم القرآن[/color]
  • [color=window****]سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد[/color]
  • [color=window****]أخبار الظراف والمتماجنين[/color]
  • [color=window****]كتاب الأذكياء[/color]
  • [color=window****]بستان الواعظين ورياض السامعين[/color]
  • [color=window****]التبصرة في الوعظ[/color]
  • ( كتاب أخبار الحمقى والمغفلين)
إلى آخر ذلك من المؤلفات والمصنفات التي ورثت عن هذا العالم الهمام والحبل المقدام ابن الجوزي عليه رحمات ربي العلي ، فماذا نحن قائلون بعد ذلك في هذا الرجل الذي استطردت في ذكر سيرته لا لشيء إلا لأمرين :

تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks


التعديل الأخير تم بواسطة أم كريم ; 01-25-2011 الساعة 11:28 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-25-2011, 11:24 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

فماذا نحن قائلون بعد ذلك في هذا الرجل الذي استطردت في ذكر سيرته لا لشيء إلا لأمرين :
الأمر الأول : أن نستفيد من ذلك علمًا وعملَأ .
الأمر الثاني : ألا يتوهم أحدًا أن الطعن في عالم من جهة يعني أنه مطعون من كل جهة ، فالذي طعن فيه ينهى عنه والذي لم يطعن فيه قال: يؤخذ منه ، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها نشدها فنأخذ الحق من قائله ونرد الباطل على قائله ، فنأخذ منه بقدر ما معه من حق ، ونرد عليه بقد ما معه من غيره .
مقدِّمةُ المؤلِّف

الحمدُلله جابرِ الوهن والكسر، ورازق النمل والنَّسر، المغني بوابل القطر القفر، أحمدُهحمداً يدوم بدوام الدهر، وأشهد له بالوحدانية في السر والجهر، وأصلي على رسولهالمشروح الصدر، الذي نسبة فضله إلى الأنبياء كالنجوم والبدر، وعلى آله وأصحابهوأزواجه وأتباعه إلى يوم الحشر، وسلّم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإني تفكرتفي سبب إعراض الناس عن ذكر الآخرة، فوجدته من قلة الفهم، ورأيت أحد العوام يشغلولده حين ينشأ بالمعاش، ولا يعلّمه واجبات العبادة، ولوازم المعاملات، فيتقلّبالولد في طلب الدنيا، ولا يعلم أخبارا لآخرة، ولا يعرف فرضاً من الفرائض، ولا يردّلجامه عن الهوى ألف رائض، فإن أفلح وحضر مجلساً من مجالس القُصّاص، فربما سمع منهمأحاديث الرخص الباطلة، فخرج مصرّاً على الذنوب، ويقول: ربي كريم.
وربما أسمعوهأخبار الزهاد، كمعروف، وبشر، والجنيد، في زهدهم، وهو بعد لم يعرف الواجبات، ولاتعلق من ذلك بطائل، فإن علق بشيء علق بما الجهل أحسن منه، وهو أنه يفهم من كلامهمأن المقصود ترك الدنيا، ولا يعرّفونه ما المتروك فيها، فينفرد في زاوية، ويخليمعاشه، ويضيّع عائلته، ولا يستفيد في تلك الزاوية، إلا ما تستفيده البهيمة من حبسهافي الإصطبل، لأنه خلا بجهله، ولا علم معه.
وربما تهيَّأ لتسليم الناس عليه،والتبرّك به لموضع انفراده، وربما تخشَّع كأنه خرج من معاينة بخبر عن مشاهدة، وربماهام في البوادي سائحاً، فضيَّع الفروض، وترك العيال... فعلمت أن أصل هذه الآفاتالجهل بالعلم.
وما أزال أحرّض الناس على العلم، لأنه النور الذي يُهتدى به،إلا أني رأيت النساء أحوج إلى التنبيه من هذه الرفدة من الرجال، لبعدهن عن العلم،وغلبة الهوى عليهن بالطبع، فإنّ الصبية في الغالب تنشأ في مخدعها، لا تُلقَّنالقرآن، ولا تعرف الطهارة من الحيض، ولا تُعلَّم أيضاً أركان الصلاة، ولا تُحدَّثقبل التزويج بحقوق الزوج، وربما رأت أمها تؤخر الغسل من الحيض إلى حين غسل الثياب،وتدخل الحمام بغير مئزر، وتقول ما معي إلا أختي وابني، وتأخذ من مال الزوج بغيرإذنه، وتسحره، تدّعي جواز ذلك لتُعطفه عليها، وتصلي مع القدرة على القيام قاعدة،وتحتال في إفساد الحمل إذا حبلت، إلى غير ذلك من الآفات التي سنذكر منها ما يدلمذكوره على مغفله، إن شاء الله تعالى.
فإن أفلحت، وحضرت مجلس القصاص كان أردألها، وأضرّ عليها من جهة التبرُّج، وافتتان الناس بها، وافتتانها برؤية الأحداث،وتارة من جهة القصاص، فإن القصّاص اليوم يعطون مكان الترياق سُمّاً، وينشدون أشعارالعُشق والغزل، فإذا صادف ذلك قلباً فارغاً تمكَّن منه، وعسر زواله.
ولايتعرَّضون لتعريف الواجبات، ولا بالزجر عن المنهيات. وربما رأت الرجال يصيحونمتواجدين، فصاحت، إلى غير ذلك مما قد نشرحه في كتاب القُصَّاص الجهلة.
فلمارأيت النساء أحوج إلى العلم من الرجال، شرعت في تصنيف هذا الكتاب؛ الذي يتعلقبأحوالهن، محتسباً الأجر، ولم أر من سبقني إلى تصنيف مثله.
والنساء وإن كنّمعرضات عن العلم، فما يخلو الزمان من صالحة تطلبه، ورب خلق كثير خوطبوا بالصواب،فأجاب منهم شخص، ولقد أنذر موسى عليه السلام فرعون وقومه، وهم ألوف، فلميجب منهم إلا حرسل، وآسية، والله الموفق لما يرضيه، إنه قريب مجيب.
سنقوم بشرح المقدمة إن شاء الله في الدرس القادم .

انتهت المحاضرة الأولى
هذه محاضرات ودروس مفرغة لفضيلة الشيخ علي ونيس.
أسأل الله أن ننتفع بها جميعًا ونسأل اللهَ تعالى أن يعيننا و يعينَكم وأن يُسَدِّدَكم وأن يرزقَنا وإياكم خشيتَه في السِّرِّ والعلن وأن يختمَ لنا ولكم بالصالحاتِ وبشهادةِ التوحيدِ
ونسألكم ألا تنسونا مِن صالحِ دعائِكم بظهر الغيبِ، وإن قابلَكم فيما بين أيديكم من هذه الموادِّ المُفرَّغةِ أخطاءٌ فالتمسوا لي المعاذيرَ واعلموا أننا لسنا بمعصومين، فادعوا اللهَ لي بالثباتِ والتوفيقِ والسَّدادِ .
أختكم في الله / راجية عفو الله
منتدى دار نور الفرقان ببنها
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks


التعديل الأخير تم بواسطة أم كريم ; 01-25-2011 الساعة 11:51 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أحكام, الحسناء, النساء, بشرى, تعجب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:15 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.