عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
بينهما حَدٌّ لايُحسِنه كُلُّ أحد
بينهما حَدٌّ لايُحسِنُه كُلُّ أحَدٍ الحمدُ للهِ مالكِ المُلكِ ، الذي بعثَ رسُلَه إلى خلقِه بالهدى والحقِّ الحمدُ للهِ الذي أمرَ عِبادَه بالإحسانِ والعدلِ والقِسطِ في كل الأمور ، فقالَ جلَّ وعلا : [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ] {النحل:90} اللهمَّ صَلِّ على مُحمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ إنكَ حميدٌ مجيدٌ اللهمَّ باركْ على مُحمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركْتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ إنكَ حميدٌ مجيدٌ ثم أما بعد : فكما هو معلومٌ لكلِّ أحدٍ أن الأصلَ في الغيبة هو عدمُ الجواز وقد قالَ ربُّ العالمين في كتابه : [وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ] {الحجرات:12} قالَ بنُ عباسٍ (رضي الله عنهما) : [إنما ضربَ اللهُ هذا المثلَ للغيبة لأنَّ لحمَ الميتِّ حرامٌ مُستقذَرٌ ، وكذا الغيبة حرامٌ في الدين وقبيحٌ في النفوس] وقد جَرَتْ عادةُ العربِ بالتعبير عن الغيبة بأكلِ اللحمِ ، يقول أحدُهم : فإن أكلوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومَهم .:. وإن هدموا مَجْدِي بَنَيْتُ لهم مَجداً [1] وهذا لأنَّ الأصلَ في المُسلِمِ حُرمةُ عِرضِه كحرمة ماله ودمه ، ألم تسمعْ لِقول سيد ولدِ آدمَ (صلى الله عليه وسلم) في حَجَّةِ الوداعِ كما رواه البخاريُّ من حديث أبي بكرةَ (رضي الله عنه) في جزءٍ من خطبة النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : (إنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم حرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم هذا في شهرِكم هذا في بلدِكم هذا) والعرضُ هو كل مايشملُ مواضعَ المدحِ والذَّمِّ من الإنسانِ ، وكل شيءٍ يمكن أن يدافعَ عنه الإنسانُ ويحذََرَ أن يُنتَقَصَ فهو داخلٌ في العِرضِ بمعناه العام . واسمعْ أخي الحبيب طرَفاً من آثار السَّلفِ تتبين منها أثرَ الغيبة في نفوسِهم ، وإن كانَ الموضوع لايحتملُ بسطاً ولكن حسبنا أنَّ قليلاً منه يكفينا إن شاء الله تعالى يقول الحسن (رضي الله عنه) : (واللهِ لَلغيبة أسرع في دينِ المؤمِنِ مِنَ الأكَلَةِ في جَسَدِهِ) [2] وعن إبراهيم بن أدهم (رحمه الله) : (أنه أضافَ ناساً ، فلما قعدوا على الطعامِ صاروا يتناولون رجلاً ، فقالَ إبراهيم : إنَّ الذين كانوا قبلنا كانوا يأكلون الخبزَ قبلَ اللحمِ ، وأنتم بدأتم باللحمِ قبلَ الخبز) [3] فانظرْ رحِمكَ اللهُ كيفَ كانَ السلفُ (رضوانُ اللهِ عليهم) يُعَظِّمون حرُماتِ اللهِ ويتأففون من الخوضِ في عِرضِ أيِّ امرئٍ مُسلِمٍ حتى ولو لم يكونوا قد خاضوا مع الخائضين ، وإنما يكفيهم ألا يجلسوا في مجلسِ الغيبةِ فضلاً عن المشاركةِ فيه بالخوضِ باللفظِ . انظرْ إلى حالِهم الذي وصَلَ بهم إلى أنْ يقولَ القائلُ منهم : (الغِيبةُ ضِيافَةُ الفُسَّاقِ) ، وانظرْ إلى حالِ المسلِمينَ اليوم بل انظرْ لحالِهم وانظرْ لحال الملتزمينَ اليوم !!! الآفةُ التي استشرتْ بينَ شبابِ المسلمينَ واختلطَ فهيا الحابلُ بالنَّابلِ هي خوضُ كثيرٍ مِن شبابِنا في أعراضِ المسلمين تحت مُسَمَّى (التحذير من أهل الأهواء) !!! وحاشانا أن ننكِرَ التحذيرَ من أهل البدعِ والأهواء ، وكيف ننكره وهو أصلٌ أصيلٌ من أصولِ دينِنا ؛ لكنَّ المُشكِلَ هو تحديدُ مَن يتصدَّى للتحذير ، وما هي الأشياء والضوابط التي لاغِنَى عنها لمن يتصدَّى لهذا الباب الخطير ، أولَسْنا نقول أنه لايَلزَم أن يكونَ كلُّ من نظرَ أو قرأَ في الفقهِ فقيهاً ؟ ثم متى يجبُ التحذيرُ مِن شخصٍ بعينِه ومتى يجوزُ ومتى يُمتَنَع نعم كانَ السَّلفُ (رحمهم اللهُ) يُحَذِّرون ؛ ولكن شَتَّان مابينَ تحذيرِ أكابر السَّلَفِ وأقزامِ الخَلَفِ شَتَّان بين مَن حَذِّرَ رَغبَةً في سَدِّ فرضٍ كِفائِيٍّ لايستقيم الدينُ إلا بسَدِّهِ ، وبينَ مَن حَذَّرَ مِن أجل عاطِفةٍ في قلبِه لاوجه للمقارنة بين من قام بالتحذيرِ وهو يملكُ الأدواتِ اللازمةَ لهذا المقامِ ، ومن قام بالتحذيرِ وليس له من البضاعةِ سوى الجهلِ شَتَّان شَتَّان بين من التزمَ الإخلاصَ وأنصفَ وعدَلَ ، وبينَ من أورَثَتْهُ حَمَاسَتُهُ غِلظَةً في القلبِ والطِّباعِ فصالَ وجالَ وحّذَّرَ مِن هذا وذاكَ ثم هو في نهايةِ الأمر لعلَّه لايعلمُ مِنْ أيِّ شيْءٍ يُحّذِّرُ أصلاً إخواني الفُضَلاء : الضرورةُ تُقَدَّر بقدْرِها ، وقدْرُها ليس مَنوطاً إلا بالعلماءِ فحَسْب فكما أنَّ الأصلَ في الخمرِ أنها مُحَرَّمةٌ بنصوصِ الوَحيِ وإجماعِ المسلمين ، وأنَّها قدْ تُباحُ للمضطَّر الذي أشرفَ على الموتِ إنْ لمْ يقطعْ غصَّةَ حلقِهِ بالقدرِ اليسيرِ الذي تتحققُ به المصلحةُ وتُدرَأُ به المفسدةُ ؛ فكذلكَ إنَّ الأصلَ في الغيبةِ التحريمُ بنصوص الوحي وإجماعِ الأمةِ ويُستَثنَى مِنها فقط مايتحقق به الأصلُ المَرْجُوُّ مِن التحذيرِ ، ألا وهو الحِفاظُ على سلامةِ هذا الدينِ والذوْدُ عن حِياضِه والحاصلُ اليومَ أنَّكَ إنْ جَلَسْتَ في مجلسٍ لطُلَّابِ عِلمٍ قد تجد المجلسَ بالكاملِ مُنعَقِداً كمادةٍ للسَّمَرِ في عِرضِ هذا وذاكَ وإنْ أنكَرتَ عليهم فما أسرع ماتسمعه من جوابٍ لايتغيَّر (إنما نقومُ بواجبِ التحذيرِ والنصحِ للأمة) وأيُّ تحذيرٍ وأيُّ نُصحٍ يتحقق في مجلسٍ كهذا يارعاكم الله !!! تنصحون أنفسَكم مثلاً وكلُّكم على علمٍ بالأمر (إن كانَ صحيحاً) ؟!!! أم أنَّه مجلس استعراض عضلاتِ كلِّ امرئٍ منكم أمام أقرانِه في قدرِ ماجمَعَ وحَصَّلَ مِن معرِفةٍ بأحوال أهل البدعةِ ؟ وتكفي زيارةٌ واحدةٌ لقسمٍ مُتخصِّصٍ في الردِّ على أهلِ البدعِ بأي موقع من مواقعِ الشبكةِ لِيَرَى المرءُ بعينِه مافيها من كلامٍ فاحشٍ يأباه كلُّ ذوي مروءةٍ ، فترى هذا يَسُبُّ بأقذعِ الألفاظِ وهذا يلعنُ وذاكَ يدعو ، بما لايحتملُ الشَّكَّ أنَّ أكثرَ هؤلاءِ لايعلمونَ أيَّ شيءٍ عن درجاتِ البدعةِ وأنَّ أهلَها ليسوا سواءً ، وكذا لايتوفرُّ لدى الكثيرين منهم المعرفة بشيءٍ عن المصلحةِ والمفسَدةِ المترتبةِ على هذا التحذيرِ ، ومتى يُشرَعُ التحذيرُ ومتى يترَجَّحُ السكوتُ فلِكُلِّ ماسَبَقَ سنكتُبَ هذا الموضوعَ تذكيراً لنا ولإخواننا بتقوى اللهِ جَلَّ وعَلا والانشغالِ بما ينفعُ المرءَ مِنَّا في دينِه وما يعودُ بالنفعِ على أمَّتِه ، وأن نلمسَ جميعاً الخيطَ الرَّفيعَ الذي يَفصِلُ بينَ التحذيرِ وبينَ الغيبةِ حتى ولو كانت الغيبةُ هذه في حَقِّ المُبْتَدِعِ ؛ فإنَّ الأصلَ في المُسلِمِ حُرمَةِ عِرضِه وعدمِ تتبُّعِ عورَتِهِ ، وماتركَتْ لنا الشريعةُ الأمرَ هَمَلاً دون ضوابطٍ كيْ تُستباحَ الأعراضُ ويختلطَ العالمُ بالمتعلمِّ بالجاهلِ بالمتعالمِ وسنخوضُ في هذا الموضوعِ سَوِيّاً إن شاءَ اللهُ تعالى بإيجازٍ قدرَ المُستطاعِ لنستعرضَ سَوِيّاً ضوابطَ التحذير من أهل الأهواءِ وشروطَه ، ومَن له الأهليةُ للقيامِ بهذا ونسألُ اللهَ العظيمَ أنْ يرزقَنا وإياكم الصِّدقَ والإخلاصَ فيما نقولُ ونعملُ فحقاً واللهِ بينَ الغيبةِ والتحذيرِ حَدٌّ لايُحسِنُه كلُّ أحد . [1] الجامعُ لأحكامِ القرآن للقرطبي (16/235) ، وانظر لزاماً (حرمة أهل العلم) صـ 16 [2] الصمت لابن أبي الدنيا (191) صــ 129 ، وانظر لزاماً المصدر السابق صـ 23 [3] تنبيه الغافلين للسمرقندي (1/176) وانظر لِزاماً المصدر السابق صـ 22 يُتْبَعُ إن شاءَ اللهُ تعالى التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 11-07-2008 الساعة 01:21 PM |
#2
|
|||
|
|||
بخٍ بخٍ
أنا أوّلُ الجالسين في هذه الجلسات المباركةِ ... أَتمِم أتمّ الله عليكَ فضله نفع الله بك يا حبيب |
#3
|
|||
|
|||
اللهُ آمين وإياكَ ياحبيب ، وجزاكَ ربي خيراً وباركَ لكَ أحسنَ اللهُ إليكَ ياأبا اليسَع . |
#4
|
|||
|
|||
ثانِيَهُما .
نفَعَ اللهُ بكَ يا حبيب . |
#5
|
|||
|
|||
ونسألُ اللهَ العظيمَ أنْ يرزقَنا وإياكم الصِّدقَ والإخلاصَ فيما نقولُ ونعملُ
امين 000امين 000امين صدقت احي الكريم جزاك الله خيرا ونفع بك متابعة معك ان شاء الله بارك الله فيك ونفع بك |
#6
|
|||
|
|||
جزاكَ اللهُ خيراً ياأبا أنس ونفعَ اللهُ بأمِّنا الفاضلة وباركَ لها وأحسنَ إليها . |
#7
|
|||
|
|||
متابع معكم بإذن الله
أكمل يا حبيب نفعنا الله بك |
#8
|
|||
|
|||
ماشاء الله..الله أكبر
متابع معكم إن شاء الله نفع الله بالحبيب أبى عمر |
#9
|
|||
|
|||
|
#10
|
|||
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|