عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-16-2010, 11:23 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي



الدرس الثالث


( اَلَّذِي لَا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكَانٌ )
فعلم الله سبحانه صفة ثابتة ،وعلمه كامل ، فإن الصفة فرع عن الذات فلما كان ذات الله جل في علاه كاملة كانت صفاته كاملة
مباحث علم الله تبارك وتعالى :
أولاً : علم الله شامل لكل شيء ، يشمل الجزئيات والكليات .
فالله عزوجل يعلم مافي الارض وما بداخلها وما يكون فيها وعليها من دقائق وعظائم ويعلم مافي السموات ومايعرج فيها وما ينزل منها ويعلم سبحانه مابينهما
قال تعالى ( وهو بكل شيء عليم ) .
وقال تعالى ( إن الله بكل شيء عليم ) .
وقال تعالى ( والله يعلم ما في السموات وما في الأرض ) .
ثانياً : يعلم الماضي والمستقبل .
قال تعالى ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهـم ) [ ما بين أيديهم ] الحاضر والمستقبل [ وما خلفهم ] الماضي .
ثالثاً : يعلم الخفايا وما في الصدور .
قال تعالى ( إن الله عليم بذات الصدور ) .
رابعاً : علم الله لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان .
قال تعالى ( ... قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ) .
وقال تعالى ( وما كان ربك نسياً ) .
أما علم ابن آدم فمسبوق بجهل ويلحقه نسيان كما قال تعالى ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ) .
وكما عرفنا ان الصفة فرع عن الذات فلما كان ذات الانسان ناقصة كان علمه ناقص
خامساً : يستوي في علم الله السر والعلانية ، والصغير والكبير والغيب والشهادة .
قال تعالى ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) .
وقال تعالى ( عالم الغيب والشهادة ) .
وقال تعالى ( والله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار . عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال . سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) .
سادساً : وليس شيء يصل إلى الأرض أو يصعد من الأرض إلى السماء إلا قد أحاط الله به علماً .
قال تعالى ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور ) .
سابعاً : قلة علمنا مهما بلغ .
قال تعالى ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) .
ثامناً : يعلم الأمور التي لن تكون كيف تكون لو كانت .
كما قال تعالى عن الكفار حين يكونون في النار ( ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه ) .وقال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسـدتا )
سؤال : مالثمرة من معرفة هذه الصفة لله(العلم) ؟
1- الحذر من الوقوع في المعصية لأنه مطلع علينا.
2- تعظيم الله سبحانه وتعالى.
1- اخلاص النية وصدقها مع الله وتصفيتها من الاحقاد والغل والحسد ومن مقتضيات معرفة صفة الله العليم اثبات عموم علم الله وكماله وشموله.


(وَلَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ )
اي لايشغله حال عن حال ولايشغله أمر عن أمر ولاخطب عن خطب
لكمال صفاته سبحانه وتعالى وعلمه .
فالله عز وجل لكمال صفاته لا ينشغل بسماع هذا عن هذا ، بل يدعوه مئات الألوف ويجيب من يجيبه منهم ، فيسمع في وقت واحد دعاء الداعين وأنين المتضرعين مهما كانت لغاتهم وأجناسهم .
لا يشغله فعله عن فعل ، يخلق ويرزق ، ويحي ويميت ، يعطي هذا ويمنع هذا في نفس اللحظة .
يذل ويفقر ، ويعز ويذل ، فهو سبحانه يدبر أمر المخلوقات كلها ، لماذا ؟ لكمال قدرته سبحانه وكمال علمه .
لكن ابن آدم لعجزه ونقصه
لا يستطيع أن يسمع إلى شخصين في وقت واحد
ولا يستطيع أن يدبر أكثر من عمل في وقت واحد .
ولايمكنه أن يعمل عملين في ذات الوقت وإن فعل فإنه يصيبه التعب والجهد والارهاق.
قال تعالى : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) .

( جَلَّ عَنْ اَلْأَشْبَاهِ وَالْأَنْدَادِ )
جل : أي عظم وتنزه ، أي تباعد .
الأشباه : جمع شبيه ، وهو الكفء .
الأنداد : جمع ند ، وهو المثيل .
فالله تعالى منزه عن الأشباه والأنداد ، فلا شبيه له ولا ند .
قال تعالى : (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) .
وقال تعالى : (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) أي لا يكافئه أحد و
نفى الكفء لكمال صفاته .
.جاء اليهود إلى رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه فقالوا له صف لنا ربك الذي تعبد .
فنزلت (قل هو الله أحد....) سورة الاخلاص
قال النبي صلوات ربي وسلامه عليه هذه صفة ربي
ومعناها : أحد اي لايقبل التعدد والكثرة ليس له شريك في الذات أو الصفات أوالافعال .
الصمد : اي الذي تفتقر إليه جميع المخلوقات مع استغناؤه عن كل موجود،يقصده العباد في الشدائد ويحتاج إليه كل مخلوق.
وهو لايأكل ولايشرب فالذي يأكل ويشرب لايستحق أن يكون إله لأن هذا نقص والاله كامل وذلك بدليل قوله تعالى في عيسى عليه السلام وامه (كانا يأكلان الطعام...) وهذا دليل ورد على النصاري انه ليس إله لأن الضعيف هوالذي يحتاج الطعام ويموت بدونه أما الله فهو منزه عن كل نقص
قال تعالى : ( فلا تضربوا لله الأمثال ) اي لاتشبهوه بشئ
فائدة :لماذا سميت سورة الاخلاص بهذا؟
قيل لان الله أخلصها لنفسه
وقيل لأن من قرأها أخلص لله.
فائدة 2: لماذا قيل أنها تعدل ثلث القرآن؟
قيل لأن القرآن كله ثلاثة اقسام: (توحيد / قصص وعبر فيها وعدو وعيد / أحكام اي أوامر ونواهي).
وهي شملت التوحيد لذا كانت ثلث القرآن
ولأنه ثبت بالتواتر من الاحاديث أنها ثلث القرآن .
روى مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( احشدوا [ أي اجتمعوا ] . فإن سأقرأ عليكم ثلث القرآن ) فحشد من حشد . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ : قل هو الله أحد . ثم دخل فقال : بعضنا لبعض : إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إني قلت لكم :سأقرأ عليكم ثلث القرآن . ألا إنها تعدل ثلث القرآن ) .
فضل سورة الاخلاص:
أنها جمعت الأصول الجامعة لوصف الله
كما أنها ضربت أصول التشبيه عند النصارى واليهود وأبطلتها
ولأنها أصل التوحيد الأصيل.
ولأنها صفة الرحمن بالمتواتر
بينت فضل الاسماء الحسنى وما لها من مكانة.

وكذلك جل الله عن الانداد
قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ) .
وأعظم ذنب أن تجعل لله نداً وهو خلقك .
أن تجعل المخلوق الضعيف والناقص الذي لايقدر شبيه للكامل القادر القوي الصمد
لحديث ابن مسعود : ( قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم ؟ فقال : أن تجعل لله نداً وهو خلقك ) .
فائدة 3:
عند ورود نفى الله سبحانه لصفة ما أونفيها عنه نبيه صلى الله عليه وسلم علينا الوقوف معها موقفين:
1- ننفيها لأن الله عزوجل أو رسوله صلى الله عليه وسلم نفاها
2- أن أثبت ضدها.
ذلك لأن النفي المحض ليس فيه كمال
كما أنه لا يتضمن مدحا لذا لابد من الموقفين معا..
مثال :نفى الله عن نفسه الظلم
اذاً نقول :
1- الله لايظلم
2- اثبت كمال عدله.
مثال اخر: نفى الله عن نفسه النوم
اذاً
1- لاينام
2- اثبت كمال قيوميته.
سؤال هذه المحاضرة عليكم الاجابة عنه في صفحتكم
نقول الله سبحانه لايظلم فهذا كمال ولكن الجدار ايضا لايظلم فهل هذاكمال؟وما الفرق؟