عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-04-2010, 02:02 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

لا يعنى المسلم : الأقوال التى ليس فيها نفع له فى دينه ولا دنياه ، والذى يتركها فإنه ممن حسُن إسلامه ، يعنى هذا دليل على الخير وعلى رغبته فى الخير لأن إتيان هذه الأقوال التى ليس فيها نفع يكون ذريعة لأن يرتكب شئ محرم أو أن يُفرط فى واجب فتفوته رتبة ( المقتصدين ) التى هى أقل رتب أهل الإحسان فى الإسلام .. فاللسان هو مورد الذلل كما قال تعالى { ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد } فكل لفظ يلفظه الإنسان يكتبه المَلك ، وكما قال تعالى { لا خير فى كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس } ، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم لمعاذ " وهل يكب الناس على مناخرهم يوم القيامة إلا حصائدُ ألسنتهم ؟ " ..
أيضاً مما لا يعنى المسلم : الكلام المسموع الذى لا نفع فيه فى الدنيا ولا فى الآخرة : فهو يدخل أيضاً فيما لا يعنى المسلم ..
أيضاً مما لا يعنى المسلم : البحث عن أحوال لا تخصه أو الحرص على معرفة أخبار فلان أو فلانة ونحو ذلك ، فالإهتمام بهذا مخالف لما يدل عليه حُسن إسلام المرء

ويجب أن يُعلم أن هذا لا يعنى أن نترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، لأن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر نحن مأمورون به من قِبل الله تعالى الذى قال { ولتكن منكن أُمةٌ يدعونَ إلى الخير ويأمرونَ بالمعروف وينهونَ عن المنكر } فإذا عرفت أن إنسان ما على مُنكر يجب علىّ أن أنهاهُ عن هذا المنكر – بالحُسنى وفيما بيننا وليس فى العلن ،وبالآداب التى حددها الشرع لنا .
أى أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو مما يعني الإنسان وليس مما لا يعنيه ، فما دام الله أمرنا بهذا فإنه يكون مما يعنى المسلم

هذا الحديث من أحاديث الآداب العظيمة ، وينبغى لنا جميعاً أن نحرص على حُسن الإسلام لأن فيه من الفضل العظيم ما فيه ، ومن حُسن الإسلام أن نترك ما لا يعنى من الكلام أو السماع أو الأسئلة التى لا اعي لها أو تجميع الأخبار عن الناس فلان عمل كذا أو اشترى كذا أو باع كذا أو ذهب للمكان الفلاني أو.... فهذا كله مذموم ويسلب عن العبد حُسن الإسلام
فهذا الحديث فيه وصية عظيمة من النبى صلى الله عليه وسلم لأُمته أن تتحلى بهذا الأدب العظيم لأن فى هذا صلاحٌ لهم ولقلوبهم

وهذا الحديث يربي ويُكمل شخصية المسلم حيث حضه على الإشتغال بالمفيد وبما يعود عليه بالمنفعة فى دينه ودنياه .
كما أن هذا الحديث يربى فى المسلم أن يكون عنده همة عالية فيشتغل بمعالي الأُمور ويترك سفسافها ليكون بذلك مُنتج ومفيد لنفسه ولمجتمعه

هذا والله أعلى وأعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ...
0

رد مع اقتباس