عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-04-2010, 02:00 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الأربعون النووية (10)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن تبع هُداه ..
اليوم موعدنا بإذن الله تعالى مع الحديث الثاني عشر :

عن أبى هريرةَ رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حُسنِ إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه "
حديث حسن رواه الترمذى وغيره هكذا

هذا الحديث واحد من أربعة أحاديث قال فيها بعض أهل العلم : هى أصول الأدب فى السُنة ، فهذا الحديث أصلٌ من أصول الأدب ، وهو من جوامع كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
( من حُسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه )
من حُسن إسلام المرء : خبر مقدم ، تركُ : مبتدأ مؤخر : يعنى من كمال إسلام المرء ترك ما لا يعنيه
مَن هُنا : تبعيضية ، يعنى بعض ما يحسُن به إسلام المرء
( حُسن الإسلام ) هذا اللفظ جاء فى أحاديث أُخرى للنبى صلى الله عليه وسلم ، مثل : " إذا أحسن أحدكم إسلامه كان له بكل حسنةٍ يعملها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ، وإذا عمل بالسيئة كانت السيئة بمثلها " ..
فدل هذا على أن إحسان الإسلام مرتبة عظيمة وفيها فضل عظيم .
ومن أقوال أهل العلم فى الإحسان :
-بعضهم قال : أن الإحسان : أن يأتي بالواجبات وأن ينتهي عن المحرمات ، وهى مرتبة المقتصدين الذين جاء ذكرهم فى قول الله تعالى { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات } فالمقتصد هو الذى يأتى بالواجبات وبعض النوافل ويترك المحرمات
-وقال آخرون : إن إحسان الإسلام معناهُ أن يكون على رتبة الإحسان فى العبادة التى جاءت فى حديث جبريل المعروف : " قال فأخبرني عن الإحسان . قال : أن تعبد الله كأنكَ تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .. فالذى يُحسن إسلامه هو الذى وصل إلى درجة الإحسان إما على درجتها الأولى ( درجة المراقبة ) أو على كمالها ( درجة المشاهدة ) [ وقد سبق شرح هذا فى الحديث فليُراجع ]
رد مع اقتباس