تتمة حروف الجر / حروف الجر الزائدة / علامات الفعل : الشيخ زيد البحري
شرح الآجرومية موسع
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
ثم قال الماتن رحمه الله :
كأنه بهذا يشير إلى أن ما سبق هي حروف الخفض ، وأن حروف الخفض انتهت عند قوله .
مع أنه رحمه الله ذكر في آخر باب عقده في باب المخفوضات ذكر أن هناك حروفا للخفض غير ما ذكر هنا :
وهي : مذ ومنذ وواو رب
فلماذا لم يذكرها هنا ؟
لعل عدم ذكره له رحمه الله لهذه الحروف هنا لأن هذه الحروف غير واضحة لدى الطالب المبتدئ وضوحا بينا
أو لأن الكلام فيها يحتاج إلى تفصيل
منذ : حرف جر
يوم : اسم مجرور بعد منذ وعلامة جر ه الكسرة الظاهرة على آخره
يمكن أن تقول ممثلا لـ " مذ " :
ما رأيتُ زيداً مذْ يومٍ :
مذ : حرف خفض
يوم : اسم مخفوض مجرور بعد مذ
مثال آخر لـ " منذ ومذ " :
ما رأيتُ زيدا منذُ يومِنا هذا :
منذ : حرف خفض
يوم : اسم مخفوض بعد منذ وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
يمكن أن يقال في مذ :
ما رأيتُ زيداً مذْ يومِنا هذا
والكلام فيها نفس الكلام على منذ
لو رأينا على هذه الأمثلة الأربعة لوجدنا :
أن المثال الأول :
ما رأيت زيدا منذ يوم
والثاني :
مذ يوم
بينما المثال الثالث والرابع :
ما رأيت زيدا منذ يومنا
ما رأيت زيدا مذ يومنا
فيكون المثالان الأولان أتيا في سياق الماضي
ويكون المثالان الآخران في سياق الحاضر .
أن مذ ومنذ إذا أتيتا في سياق الماضي فهي بمعنى :" من "
فإذا كانت في سياق الماضي فهي بمعنى "من "
أما إذا كانت في سياق الحاضر فهي بمعنى :
ما رأيتُ زيدا منذ أو مذ يومِنا
لتحذف مذ ومنذ فيكون السياق :
ما رأيتُ زيدا في يومِنا
فتكون بمعنى "من " إن كانت في سياق الماضي
وتكون بمعنى "في " إذا كانت في سياق الحاضر
ولا تكن هاتان الأداتان حرفي خفض إلا إذا كان ما بعدها مخفوضا :
ما رأيت زيدا منذ يومٍ ــــــ مخفوض
ما رأيت زيدا مذ يومٍ
ما رأيت زيدا منذ يومِنا
ما رأيت زيدا مذ يومِنا
فإذا كان ما بعدها مخفوضا فهي :
وإذا كان ما بعدها ليس بمخفوض :
إذاً: مذ ، ومنذ:
ليس حرفي خفض على الإطلاق :
يكونان حرفي خفض إذا كان ما بعدها مخفوضا
فإذا كان ما بعدها ليس مخفوض فهي " اسم "
فهي الواو الدالة على " رب "
كقول الشاعر :
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولَه عليّ
الواو هنا : بمعنى " رب "
أي "رب ليل " فتحذ ف الواو وتأتي بـ " رب "
ويكون إعرابها كالتالي :
الواو : واو رب وهي حرف خفض
ليل : اسم مخفوض بواو رب وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
ــــــــــــــــــــــــــــ
تخفض الأسماء :أي الاسم الذي بعدها
لكن قد تُعطل فتصبح مهملة لا أثر لها وذلك :
ــ إذا دخلت عليها ما الزائدة :
قولك : ذهبتُ لزيدٍ في بيتِه
اللام هنا : حرف خفض
زيد : اسم مخفوض باللام و علامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
فهذا الحرف الذي هو " اللام " أثَّر في الاسم الذي بعده " خفضه "
لكن لو دخلت عليه ما الزائدة لعطلت أثره وفعله :
ذهبتُ لما زيدٍ في بيتِه :
اللام : حرف جر مكفوف " كُف عن العمل "
ما : حرف زائد كافّ لأنه أبطل وكف حرف الخفض اللام عن عمله
فحروف الخفض تكف عن العمل إذا دخلت عليها ما الزائدة
فيعرب حرف الخفض مع ما الزائدة : أن هذا الحرف حرف خفض مكفوف
وما : زائدة كافة
أو تقول : لما : كافة ومكفوفة هذا على سيبل الإجمال لكن الأفضل التفصيل
لكن هذه الحروف وهي حروف الخفض ليست في هذا الحكم على السواء :
فبعض حروف الخفض قوية لا تستطيع ما الزائدة أن تكفها عن العمل وهي ثلاثة أحرف :
[ الباء ]
مثال دخول ما الزائدة على حر ف الباء ولم تكفه عن العمل :
قوله عز وجل :
((فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ))
ـــ نقض : هنا مخفوض
فإذا نقول :
الباء : حرف خفض
ما : زائدة للتوكيد
نقض : اسم مخفوض بعد الباء وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
فانظر إلى حرف الباء هنا دخلت عليه ما الزائدة ولم تؤثر فيه
والأمثلة على هذا كثيرة :
((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ))
أي : برحمة من الله لنت لهم
قوله عز وجل :
((مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ))
أصلها : من ما
لكن حرف الجر أدغم في " ما " فنطقت " مما "
فيكون الإعراب :
من : حرف خفض
ما : زائدة
خطيئات : اسم مخفوض بمن وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
قوله عز وجل :
((عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ))
قليل هنا : مخفوض
ما الذي خفضه ؟
حرف الخفض عن
أصلها : عن ما ، فأدغمت " ما " فيحرف الجر فنطقت " عما "
عن : حرف خفض
ما : زائدة
قليل : اسم مخفوض بعن وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
هناك " حرف " توسط فيه مع أن الأولوية أن يُكف وهو حرف " رب "
فـ " رب " لو دخلت عليه ما الزائدة فيصح :
ـــ أن تكفه عن العمل وهذا هو الأفصح والأحسن
ـــ ويجوز ويصح : أن لا تكفه
فأنت مخير في " رب " بين إعمالها وبين إهمالها إذا دخلت عليها ما الزائدة :
ربما زيدٍ ينجحُ
يصح أن تقول :
ربما زيدٌ ينجح
فما الفرق بين هاتين الجملتين ؟
أن " رب " في المثال الأول عملت
وأما المثال الثاني : ربما زيدٌ ينجح :
أن " رب " كفت عن العمل بدخول ما الزائدة
فإعراب المثال الأول :
رب : حرف خفض وما زائدة
زيد : اسم مخفوض بـ"رب " وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
بينما إعراب المثال الثاني :
رب : حرف خفض مكفوف
ما : زائدة كافة
زيد : مبتدأ مرفوع
ينجح : جملة ينجح خبر لزيد
والأفصح في " رب " أن تلحق بصويحباتها :
وصويحباتها يكففن عن العمل بدخول " ما الزائدة " عليه
فقوله رحمه الله :
وحروف القسم : وهي الواو والباء والتاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه جملة يفهم منها الحصر وهي حصر حروف القسم في ثلاثة أحرف :
الواو
فليست هناك حروف للقسم غير هذه الحروف
مثال حرف القسم [ الواو ] :
ومعلوم أن القسم لا يجوز إلا بالله أو بصفة من صفاته
لقوله عليه الصلاة والسلام :
(( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ))
فعندنا ثلاثة أحرف للقسم :
" الواو ــ الباء ـــ التاء "
ما الذي أدرانا أن حروف القسم محصورة في هذه الأحرف الثلاثة ؟
الذي أدرانا هو التتبع والاستقراء لكلام العرب
أنها تخفض الاسم فليس خفض الأسماء خاصا بحروف الجر ، إنما هناك أحرف غير حروف الخفض تخفض الاسم
ولا يدخل داخل فيقول :
إن هناك ما يخفض الأسماء كالإضافة والتبعية من نعت وتوكيد ونحو ذلك ؟
لم ؟
لأن حديثنا عن الحروف
ولذا يذكر الماتن في آخر باب خفض الأسماء بالإضافة
وخفض الأسماء بالتبعية
فحديثنا هنا عن الحروف التي تؤثر في الاسم فتخفضه
مثال على حرف القسم [ الواو ] :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الواو : حرف قسم
الله : لفظ الجلالة اسم مخفوض بواو القسم وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
الواو :حرف قسم
الرحمن : اسم مخفوض بواو القسم وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
مثال ثالث :
الواو : واو القسم
العزيز : اسم مخفوض بواو القسم
مثال رابع :
الواو : واو حرف قسم
قدرة :اسم مخفوض بواو القسم وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
وقدرة هنا ليست اسما من أسماء الله وإنما صفة من صفاته عز وجل
مثال الباء : نفس الأمثلة السابقة :
الباء : حرف قسم
الله :اسم مخفوض بباء القسم وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
بالرحمنِ إني لصادقٌ
أما [ التاء ] فلها مثال واحد من حيث المقسم به ،
فالتاء من حيث المقسم به مثال واحد :
تاللهِ إني لصادقٌ
فـ "التاء " :حرف قسم
الله : اسم مخفوض بحرف القسم التاء وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره
فلا يصح أن تقول : تالرحمن
ولا : تالعزيز
ولا : تقدرة الله
لأن التاء تختص بلفظ الجلالة " الله "
فهذه هي الحروف التي تخفض الأسماء :
ــ إما حروف خفض
قوله والفعل " هذا هو النوع الثاني من أنواع الكلام :فأنواع الكلام ثلاثة :
اسم ــ
فلما ذكر الاسم وما يميزه شرع في بيان النوع الثاني من أنواع الكلام وهو الفعل :
هل لهذا الفعل من علامات تدل عليه كالاسم ؟
يقول رحمه الله : نعم
والفعل يعرف بـ :
[" قد والسين وسوف وتاء التأنيث الساكنة " ]:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
لو سألت سؤالا : كيف نعرف الاسم ؟
كيف نعرف الاسم بعلاماته ؟
بالخفض
ــ ال
إذاً الاسم يعرف بالخفض : سواء كان هذا الخفض : حرف خفض أو قسم أو كان بالإضافة أو كان بالتبعية
والتبعية كالنعت والتوكيد ونحوهما
ومن علامات الاسم : " التنوين "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بجميع أنواعه ما عدا تنوين يختصان بالشعر وهما :
الداخل على حروف المد وحروف المد هي حروف العلة " الألف والواو والياء "
ــ النوع الثاني من أنواع التنوين المختص بالشعر :
التنوين الداخل على القوافي المقيدة :
فهذان التنوينان ربما يدخلان على الاسم وربما يدخلان على الحرف
فالتنوين بسائر أنواعه ما عدا هذين النوعين يدخلان على الاسم :
مثال تنوين الترنم :
قول الشاعر :
أقلي اللوم عاذل والعتاباً
وقولي إن أصبت لقد أصاباً
أصلها :
العتابا : هذا اسم
أصابا : أصلها أصاب فعل ماض
فدخل تنوين الترنم على الفعل أصاب
ولكن هذا مما يتعلق بالشعر فلا يعول عليه في معرفة الاسم من غيره
هذا ما يسمى بتنوين الترنم
وذلك أن امرأة قاربت على العنوسة ورغبت في الزواج ولم يأتها أحد فجلست تحكي وتشكو أمرها لصويحباتها فقالوا لها : ولو أتاك فقير معدم قالت : ولو أتاني
قالت بنات العم يا سلمى وإن
كان فقيرا معدما قالت وإنن
أصلها : وإنْ
ومع ذلك دخل التنوين على " إن " وإن حرف
هذا ما يسمى بتنوين الغالي يدخل على القوافي الساكنة :
دخول [ ال ] ما عدا ال الموصولية التي ربما تدخل على الفعل المضارع :
ما أنت بالحكم التُّرضى حكومته
ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
هذه إمرارة سريعة على علامات الاسم قبل الشروع في علامات الفعل
قال :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله " الفعل :
الفعل كما سيأتي معنا ثلاثة أنواع :
الفعل الماضي
هنا ذكر هذه العلامات وأطلقها بقطع النظر عن نوعية هذا الفعل : أهو فعل ماض أو أمر أو مضارع
لأنه أراد أن يطعمك علم النحو تطعيما ، فالمبتدئ يريد أن يعرف التمييز بين الاسم والفعل والحرف بقطع النظر عن أنواع هذا الفعل
فهنا : متى ما رأيت إحدى هذه العلامات :
قد السين وسوف تاء التأنث الساكنة تعرف أنها فعل
هل فعل أمر ماضي مضارع ؟
الله أعلم
لابد من تمييز هذه العلامات وتوضيح ما لكل فعل من العلامات
قال :
فالفعل يعرف بـ " قد "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متى ما رأيت كلمة قد دخلت عليها ( قد ) فهي فعل
قولك :
أين الفعل ؟
قام
لم ؟
لأن قد دخلت عليه
قد زيدٌ قام ـــــــــــــ هل هذا المثال مفيد ؟
ليس بمفيد
فمثل هذا المثال لا يصح
فلا يأتي أحد ويقول : زيدٌ : فعل
فلا يصح أن يقال : قد زيد قام
في الدار زيد
هل يصح ان تقول : قدْ في الدار زيد ؟
لا يصح
فلا يأتي أحد ويقول : إن في : فعل
فإذاً من خلال قراءتك لكتاب الله أو سنة الرسول عليه الصلاة والسلام أو كلام العلماء في الكتب إذا رأيت قد فاعرف أن ما بعدها فعل
أي نوع من الفعل
الله أعلم إلا إذا ميزنا
فعل أمر : قم
أدخل قد على هذه الأفعال الثلاثة ؟
فأيها الذي استقام في الكلام فهو الفعل الذي يختص بقد ؟
قد قمْ
إذاً لا علاقة لفعل الأمر بقد
قد قام :
إذاً : قد تميز الفعل الماضي
قد يقوم :
استقام المعنى
إذاً ( قد ) تختص بالفعل المضي والمضارع
ــ تكون " قد " بمعنى التحقيق :
كقوله عز وجل :
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ }
قد + فعل ماض " أفلح "
النوع الثالث من أنواع قد : " التقليل "
قد + الفعل المضارع ( ينجح )
فقوله عز وجل :
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } أي تحقق فلاحهم
عندنا قول المؤذن :
قد قامت الصلاة أي قد قرب قيامها
عندنا :
قد ينجح الكسلان :
أي قد يقل حصول نجاحه
لكن لو قلت :
قد ينجح المجتهد ـــــــ للتحقيق في نظرنا
لكن قد يكون في علم الله لم ينجح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة نصرة مسلمة ; 01-04-2014 الساعة 12:32 AM
|