عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 04-12-2007, 02:40 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




نجيب محفوظ
************




رجل شهير فى كل أنحاء بلادنا ،، بل وفى غيرها من البلاد ،، مات منذ أشهر قليلة ،، والله أعلم بماذا ختم له ،،

ولكن ينبغى علينا مناقشة فكر الرجل وما قدمه من أعمال وما تبنى من أفكار جسدها فى رواياته المتعددة ،، وهى تتنوع مابين الماركسية والفرعونية والإشتراكية والإلحاد ،،،
ومـمـا زاد من البلل فى طينة الرجل العديد من رواياته صارت أفلاما يراها الكثير ويتعلم مافيها من الأباطيل ،،، وفى هذا مافيه من قصم الظهور بالأوزار ،،،


والرجل كانت وجهته أول الأمر فرعونية جسدتها رواياته الأولى : (رادوبيس- كفاح طيبة- عبث الأقدار) . ثم توجه إلى الماركسية ،،،
استفاد الوجهتين - الفرعونية والماركسية - من أستاذه النصراني الحاقد على الإسلام (( سلامة موسى ))
ولقد حدد نجيب محفوظ موقفه من الدين ومن الإسلام بالذات منذ وقت باكر حسبما وجه أستاذه (( سلامة موسى )) بأن مهمة الدين قد انتهت وأن العالم يعيش ديناً جديداً هو الاشتراكية .

ولهذا دارت معظم روايات الرجل حول منعطفين روجت لهما ،، وهما : (( الماركسية ،، والجنس )) ،، ويركز الرجل دائما فى سياق الرواية على إيهام القارىء أن الدين يتناقض تناقضا تاما مع العلم والعقل ،، وأنه لن يتقدم العلم أبدا فى وجود الدين ،، فنعوذ بالله من الخذلان .




ومما يستحق الوقوف عنده ،، والتركيز عليه ،، هى تلك الرواية التى نال بسببها جائزة نوبل ،،
رواية (( أولاد حارتنا )) ،، فوالله لو لم يكن له إلا هذه الرواية لكفى بها خسرانا ،،
عمد الرجل فى هذه الرواية على التجرؤ على ذات رب الأرض والسماوات ،، بالإضافة إلى التعدى على الأنبياء فى الرواية ،، وتصوير الرب العلى على أنه الوجه المعاكس للعلم ،، وأنه جل شأنه وتعالى عن ذلك الطرف الآخر فى الصراع ضد العلم ،، وبالطبع هو هنا يدور فى الفلك العفن الذى عاش طول العمر يدور حوله ،، وهو فكرة التضاد بين العلم والدين ،، وأنه لبقاء العلم لابد من هدم الدين ،، حتى بلغ به التبجح فى الرواية أن يصور الصراع ونهايته التى تنتهى بموت الدين وانتصار العلم على ... ( سبحان الله وتعالى عما يقول علوا كبيرا ) .،،، وبالطبع لم تكن لديه الجرأة للإفصاح عن ذلك باللفظ فاكتفى بالترميز ،، وهذا هو حال الجبناء دوما ،،، استخدم فى الرواية رموزا بالأسماء للأشياء ،، ودار فلكها فى الآتى :


الحارة : الدنيا ،،
أولاد الحارة : الأنبياء ،،
رمز لله تعالى جل شأنه : الجبلاوى المتسلط (( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )) ،،
قاسم : محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ،،
جبل : موسى الكليم عليه صلوات الله وسلامه ،،
رفاعة : عيسى المسيح عليه صلوات الله وسلامه ،،
عرفة : رمزا للعلم ،،


وأنهى القصة بموت ( الجبلاوى ) على يد ( عرفة ) نعوذ بالله من الكفر والإلحاد ،،



**** يقول الدكتور عبدالعظيم المطعني :
(( الخلاصة أن هذه الرواية تترجم في وضوح أن كاتبها ساعة كتبها كان زاهداً في الإسلام كل الزهد، معرضاً عنه كل الإعراض، ضائقاً به صدره، أعجمياً به لسانه، فراح يشفي نفسه الثائرة، ويعبر عن آرائه في وحي الله الأمين بهذه الأساليب الرمزية الماكرة، والحيل التعبيرية الغادرة، رافعاً من شأن العلم الحديث )) .




**** أما عن آراءه الإجتماعية فحدث ولا حرج ،، سأذكر منها مثالا واحدا فقط يضيق به الصدر :

يقول نجيب محفوظ عن حل المشكلة الجنسية :

((أما عن حل المشكلة الجنسية في مجتمعنا فأنا لا أستطيع أن أقوله ، ولا أنت تكتبه ،،
ولكنني أستطيع أن أقول: أوروبا تمكنت من حل المشكلة الجنسية بطريقتها الخاصة، تجد أن البنت عمرها 15-16 تلتقي في حرية تامة مع أي شاب، لا مشكلة جنسية ولا مشكلة عفاف ولا بكارة، وحتى إذا أثمرت العلاقة طفلاً، فالطفل يذهب إلى الدولة كي تربيه إذا كانت أمه لا تريد )) ،،

فهل يكون هذا صلاحا أم انحلال ،، هل هذا هو معول البناء الذى يشتهر به الرجل ،،
للأسف تعانى الأمة ياإخوان دائما من هؤلاء الناس الذين لايتسمون بشىء بقدر اتسامهم بالدياثة ،،،





وأختم الحديث بمثال واحد آخر أنكر فيه هذا الرجل وجود الله تعالى ( نعوذ بالله من ذلك الخذلان ) ،،
وسأختم الحديث حوله به لا لأنه لاتوجد ضلالات أخرى للرجل ،، وإنما لسفالة الكلام ووضاعته ،،


فى رواية ( الحب تحت المطر ) يجرى حديثا بين شخصين ،، كالتالى :



حدثني أحد الكبار ( الشيوخ ) فقال : إنه كان يوجد على أيامهم بغاء رسمي .
- زماننا أفضل فالجنس فيه كالهواء والماء

- لا أهمية لذلك ، المهم هل الله موجود ؟

- ولم تريد أن تعرف ؟

- إذا قدر لليهود أن يخرجوا فمن سيخرجهم غيرنا ؟

- من يقتل كل يوم غيرنا ؟

- من قتل عام 1956 من قتل في اليمن من قتل في عام 1967 !

- لا أحد يريد أن يجبني أهو موجود ؟ .

- إذا حكمنا بالفوضى الضارية في كل مكان ، فلايجوز أن يوجد



************************************************** *****

فلا يسعنا بعد هذا كله إلا أن نتلوا قول الله تبارك وتعالى :
((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ))
.
رد مع اقتباس