عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 06-07-2011, 03:58 PM
طه أبو البراء طه أبو البراء غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي


الوسائل المعينة على غض البصر
إنني أمام هذه الجزئية لأقف حائرا؛ من أين أبدأ وماذا سأقول وإن غض البصر قد بلغ من درجات الطاعات مبلغا عظيما، لا يتأتى إلّا لطائع مخلص وفقه الله..فماذا عسى الأسباب تجدي..إن لم يتوجها الكريم بتوفيق منه عز وجل
إِذَا لمَ ْيَكُن عَوْنُ مِنَ اللهٍِ لِلْفَتَى **فَأَوَّلُ مَا يَجْنِي عَلَيْهِ اجْتِهَادُهُ

لذلك فوالله لن تتقرب شبرا، ولن تطيق عن إطلاق النظر صبرا، إن لم يكن لك من الله عونُ وتوفيق وتسديدا وتصبير
إن الملجأ الأول، والمسلك الأوحد، هو الله عز وجل، والله لن تتوقف عن مصية مهما كانت إلا إذا وفقك الله لتركها
قال تعالى:
..وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ7 من سورة الحجرات
لذلك فأول مسلك هو تحقيق أول أركان العبودية وهي قائمة على ثلاثة دعائم كما ذكرها أهل العلم
أولا المحبّة، ثانيا الرجاء، ثالثا الخوف
والدليل قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ/الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ/مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
فالحبّ يدل عليه قوله تعالى الحمد لله رب العالمين، أي الحمد كل الحمد لله رب العالمين الذي ربّاني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لي معبود سواه
رب العالمين، الذي تكفلا فضلا بالانعام علينا بوافر النعم والتوفيق لسائر الطائعات، ثم يثيب عليه الجزيل من الحسنات
فأهل هو أن يعبد وأهل هو أن يحمد وهو على كل شيء قدير.
فإله أكرمك وأنعم عليك كيف تخول لك نفسك الأمارة بالسوء باستبدال رضاه وحبه لك بنظرة عابرة ..والأدهى..أنك تستخدم نعمته في معصيته
فإذا ما راودتك نفسك، فتذكر حبه لك وإكرامه لك، فقد يكون هذا زاجرا لك عن فعلها وعن النظر في محارمه.
فإن لم ينفع معك هذا، فتذكر رجاءك فيما أعده سبحانه للطائعين المجتنبين لمعصيته، قال تعالى: (الرحمن الرحيم) فهو الذي وعد عباده يالأجر الجزيل إن هم ابتعدوا عن معاصيه وأقبلوا على طاعته، وعد بمن ترك شيئا له أن يعوضه خيرا منه، ومن ترك النظرة الحرام لأجله، عوضه نورا في قلبه وفراسة وتوفيقا إلى الخيرات

فإن لم ينفع معك هذا في ترك هذه المعصية فدونك إذن قوله تعالى : (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) تذكر أن لك بين يديه وقفة، تشيب لها الولدان، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هو بسكارى ولكن عذاب الله شديد
قال تعالى:

وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ18/يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ19/وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ20 سورة غافر
مَثِّل وُقُوفَكَ يَوْمَ الحَشْرِ عُرْيَانَا **مُسْتَعْطِفًا قَلِقَ الأَحْشَاءِ حَيْرَانَا
النار تزفُرُ من غيْظٍ ومِنْ خَنَقٍ ** عَلى العُصاةِ وتَلْقى الربَّ غَضبانا
اقْرَأ كتابَك عبدي على مهَلٍ ** انظُر إِليْه تَرى هل كانَا ما كَانا
لَمّا قرَأتُ كِتَابًا لا يُغَادِرُ لي حرْفًا ** وَمَا كَانَ في سرٍّ وإعلانا
نادى الجليلُ خُذُوه يا ملائِكتي ** مروا بعَبدِي إلى النيرانِ عَطْشَانا

هذه أول مسالك النجاة، تحقيق العبودية، وتحقيق التوحيد، حينها..حينها والله ينمو الإيمان في القلب، ويكبر الزاجر عن المعاصي، حينها، يقبل الانسان على ربه، لهذا كان التوحيد أعظم العلوم على الإطلاق وأفضلها لتعلقه بأشرف معلوم وهو الله عز وجل ولأنه الموصل إلى معرفته سبحانه والتي بدورها تنمي حس المراقبة في القلب


وبعد تحقيق المراقبة والتوحيد في القلب، لابد من توفير أسباب لغض البصر
ومن ذلك؛
رد مع اقتباس