عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 12-20-2007, 08:18 PM
المثني المثني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

[المجمع السابع]


ثم كان لهم بعد هذا المجمع "مجمع سابع"، في أيام أنسطاس الملك، وذلك: أن سورس القسطنطيني كان على رأي أوطيسوس، فجاء إلى الملك فقال: إن المجمع الحلقدوني الستمائة وثلاثين قد أخطأوا في لعن أوطيسوس وبترك الإسكندرية، والدين الصحيح ما قالاه، فلا يقبل دين من سواهما، ولكن أكتب إلى جميع عمالك أن يلعنوا الستمائة وثلاثين، ويأخذوا الناس بطبيعة واحدة، ومشيئة واحدة، وأقنوم واحد، فأجابه الملك إلى ذلك، فلما بلغ إيليا بترك بيت المقدس جمع الرهبان ولعنوا

- أنسطاس الملك وسورس، ومن يقول بمقالتهما، فبلغ ذلك أنسطاس ونفاه إلى أيلة، وبعث يوحنا بتركا على بيت المقدس، لأن يوحنا كان قد ضمن له أن يلعن المجمع الحلقدوني الستمائة وثلاثين، فلما قدم إلى بيت المقدس اجتمع الرهبان وقالوا، إياك أن تقبل من سورس، ولكن قاتل عن المجمع الحلقدوني ونحن معك، فضمن لهم ذلك وخالف أمر الملك، فبلغ ذلك الملك فأرسل قائداً وأمره أن يأخذ يوحنا بطرح المجمع الحلقدوني، فإن لم يفعل بنفيه عن الكرسي، فقدم القائد وطرح يوحنا في الحبس، فصار إليه الرهبان في الحبس، وأشاروا عليه بأن يضمن للقائد أن يفعل ذلك، فإذا حضر فليقر بلعنة من لعنه الرهبان، ففعل ذلك، واجتمع الرهبان وكانوا عشرة آلاف راهب، ومعهم مدرس وسابا ورؤساء الديرات، فلعنوا أويسوس وسورس ونسطورس ومن لا يقبل المجمع الحلقدوني، وفزع رسول الملك من الرهبان، وبلغ ذلك الملك، فهم بنفي يوحنا، فاجتمع الرهبان والأساقفة فكتبوا إلى أنسطاس الملك أنهم لا يقبلون مقالة سورس، ولا أحد من المخالفين، ولو أهريقت دماؤهم، وسألوه أن يكف أذاه عنهم، وكتب بترك رومية إلى الملك بقبح فعله ويلعنه، فانفض هذا المجمع أيضاً وقد تلاعنت فيه هذه الجموع على ما وصفنا.
وكان لسورس تلميذ يقال له يعقوب، يقول بمقالة سورس، وكان يسمى يعقوب البرادعي وإليه تنسب "اليعاقبة"، فأفسد أمانة النصارى.
ثم مات أنسطاس وولي قسطنطين، فرد كل من نفاه أنسطاس الملك إلى موضعه، واجتمع الرهبان، وأظهروا كتاب الملك، وعيدوا عيداً حسناً بزعمهم، وأثبتوا المجمع الحلقدوني بالستمائة وثلاثين أسقفاً.
ثم ولي ملك آخر، وكانت اليعقوبية قد غلبوا على الإسكندرية، وقتلوا بتركاً لهم يقال له: بولس، كان ملكياً، فأرسل قائداً ومعه عسكر عظيم إلى الإسكندرية، فدخل الكنيسة في ثياب البترك، وتقدم وقدس، فرموه بالحجارة حتىكادوا يقتلونه، فانصرف، ثم أظهر لهم من بعد ثلاثة أيام أنه قد أتاه كتاب الملك، وضرب الجرس ليجتمع الناس يوم الأحد في الكنيسة، فلم يبق أحد بالإسكندرية حتى حضر لسماع كتاب الملك، وقد جعل بينه وبين جنده علامة إذا هو فعلها وضعوا

السيف في الناس، فصعد المنبر وقال: يا معشر أهل إسكندرية، إن رجعتم إلى الحق وتركتم مقالة اليعاقبة، وإلا لن تأمنوا أن يرسل إليكم الملك من يسفك دمائكم. فرموه بالحجارة حتى خاف على نفسه أن يُقتل، فأظهر العلامة، فوضعوا السيف على كل من في الكنيسة، فقتل داخلها وخارجها أمم لا تحصى كثرة، حتى خاض الجند في الدماء، وهرب منهم خلق كثير، وظهرت مقالة الملكية.
التوقيع

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا * فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا* شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
رد مع اقتباس