عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-05-2009, 02:10 AM
ابو معاذ الحمداني ابو معاذ الحمداني غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

سُئِل شيخنا الألباني –رحمه الله- عن حقيقة"السلف"!
فأجاب:


حينما نقول نحن و"السلف" فإنا نقصد به خير طائفة وجدت على وجه الأرض بعد الرسل والأنبياء وهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين كانوا القرن الأول ثم التابعين الذين جاءوا في القرن الثاني ثم أتباع التابعين الذين جاءوا في القرن الثالث , أهل القرون الثلاثة هم الذين يٌطلق عليهم"السلف", وهم خير أمة, وإذا كانت هذه الأمة هي خير الأمم كلها نتج أن مَن بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل البشر قاطبة باستثناء الرسل والأنبياء .

فحينما ننتمي إلى السلف فمعنى ذلك أن أنتمي إلى خير القرون, ويجب أن نلاحظ أن هذا الانتماء وهذا الانتساب لا يعني الانتساب إلى شخص أو إلى جماعة من الممكن أن يكون على خطأ أو على ضلال كلي أو جزئي.

وعندما سُئِل رحمه الله:
لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أم مذهبية, أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
أجاب رحمه الله:
إن كلمة"السلف"معروفة في لغة العرب, وفي لغة الشرع, ومايهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية,

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها: (فاتقي الله واصبري, ونعم السلف أنا لك)
ويكثر العلماء لكلمة"السلف" وهذا أكثر من أن يعد ويحصى وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف.... وكل شر في ابتداع من خلف.
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها فيقول:
لا يجوز للمسلم أن يقول أنا سلفي. وكأنه يقول: لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك, لاشك أن مثل هذا الإنكار - ولو كان يعنيه- يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح, وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)


فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.

والذي ينكر هذه التسمية نفسه, ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء كان هذا المذهب متعلقا بالعقيدة أو بالفقه, فهو إما أن يكون أشعريا أو ماتريديا, وإما أن يكون من أهل الحديث, أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً, مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة, مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة, فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك, وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون, فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟

وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح فإنه ينتسب إلى العصمة-على وجه العموم- وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه, فمن تمسك بهم كان-يقيناً- على هدى من ربه, وهي نسبة تشرف المنتسب إليها, وتيسر له سبيل الفرقة الناجية, وليس ذلك لمن ينتسب أية نسبة أخرى, لأنها لا تعدو واحداً من أمرين:
إما انتساباً إلى شخص غير معصوم, أو إلى الذين يتبعون منهج هذا الشخص غير المعصوم, فلا عصمة كذلك, وعلى العكس منه عصمة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أمرنا أن نتمسك بسنته وسنة أصحابه من بعده.




من كتاب: ماذا ينقمون من السلفية؟! "شبهات مزعومة حول الدعوة السلفية والرد عليها"
لفضيلة الشيخ الدكتور: أبي أنس محمد بن موسى آل نصر.
رد مع اقتباس