عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-28-2023, 09:30 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ما حكم النذر لغير الله؟

السؤال:
صادفتني مشكلة فنذرت لأحد الأئمة، وقد علمت أنه لا يجوز النذر لغير الله، علمًا بأن المكان الذي فيه الإمام بعيد عني. فهل يجوز لي أن أدفع هذا النذر للفقراء أو أكفر عنه؟
الجواب
هذا النذر باطل؛ لأنه عبادة لغير الله، وعليك التوبة إلى الله من ذلك، والرجوع إليه، والإنابة والاستغفار، والندم، فالنذر عبادة، قال الله تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ [البقرة:270]؛ يعني: فيجازيكم عليه، وقال النبي ﷺ: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه[1]
فهذا النذر نذر باطل، وشرك بالله  فضلًا عن أن النذر لأحد الأئمة الأموات نذر باطل وشرك بالله.
فالنذر لا يجوز إلا لله وحده؛ لأنه عبادة، فالصلاة والذبح والنذر والصيام والدعاء، كلها لله وحده  كما قال : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء:23]؛ يعني أمر ألا تعبدوا إلا إياه، وقال : فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14]، وقال : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18].
فالعبادة حق لله، والنذر عبادة، والصوم عبادة، والصلاة عبادة، والدعاء عبادة، فيجب إخلاصها لله وحده.
فهذا النذر باطل، وليس عليك شيء، لا للفقراء، ولا لغيرهم، بل عليك التوبة، وليس عليك الوفاء بهذا النذر، لكونه باطلًا وشركًا، وعليك بالتوبة الصادقة والعمل الصالح.
وفقك الله وهداك لما فيه رضاه، ومنّ عليك بالتوبة النصوح[2].
1. أخرجه البخاري برقم: 6206، كتاب (الأيمان والنذور)، باب (النذر فيما لا يملك).
2. نشر في (جريدة عكاظ)، العدد: 11931، في 11/1/1420هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 23/157).

فتوى للإمام العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله وجزاه الله خيرا وأسكنه فسيح جناته

السؤال : النَّذر لغير الله، ذكره ابن رجب -رحمه الله- في آخر تفسير سورة الإخلاص مثالًا للشرك الأصغر، بينما المقرَّر عند أئمة الدَّعوة أنَّه شرك أكبر، فما وجه رأي ابن رجب -رحمه الله-، وما رأيكم في المسألة؟

الجواب : الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد، أما بعد:
فمِن المعلوم أنَّ عَقد النَّذر لله بنوع مِن أنواع العبادة محرَّم أو مكروه؛ لما صحَّ عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مِن النَّهي عن النَّذر، وقوله: (النَّذْرُ لا يأتي بخيرٍ، وإنَّما يُسْتَخْرَجُ بهِ مِن البخيلِ)،[1] ولكن النَّذر عبادة باعتبار ما يؤول إليه، وما يُقصد به مِن تعظيم المنذور له، ولهذا يطلق بعضُ العلماء القول بأنَّ النَّذر نوعٌ مِن أنواع العبادة،[2] وعلى هذا فنذرُ طاعةٍ لله عبادةٌ لله؛ لأنَّ النَّاذرَ يقصدُ تعظيم الله بذلك، والتَّقرب إليه بما نذرَ مِن الطاعة.
والنَّاذرُ لغير الله مِن قبر أو وثنٍ يكون على وجهين؛ فمَن نذرَ لله أن يذبحَ عند قبر الوليِّ فهو عابدٌ لله متقربٌ إليه، مبتدعٌ في تخصيص الذَّبح عند القبر، ومَن نذرَ للوليِّ أن يذبحَ له عند قبره أو غير قبره فهو متقرِّبٌ لغير الله بالنذر والذبح له، فيكون بهذا مشركًا بالله عابدًا لغيره.
وبناءً على هذا التقسيم يُحمل قول ابن رجب على النَّوع الأول، فيما يظهر لي، وقد علمنا أنَّ النوع الأول يَقصد به الناذرُ التقربَ إلى الله، ولهذا كان مبتدعًا ضالًّا في تخصيصه للبقعة لا مشركًا، وفرقٌ بين قول النَّاذر: لله عليَّ كذا، وقوله: للسيِّد عليَّ كذا وكذا.
وقولُ ابن رجب تمثيلًا للشرك الأصغر في "تفسير سورة الإخلاص" : "كالحلفِ بغيرِ اللهِ والنَّذر له"[3] يحتملُ الوجهين، فيجبُ حمل كلام هذا الإمام على أحسن ما يحتمله الكلام؛ فإن عبارة "النَّذر لغير الله" تحتمل ما هو شرك وما ليس بشرك، ومما يقرِّب ذلك لو قال قائل: لله عليَّ أن أتصدَّق على فلان؛ فإنَّه يجوز في التَّعبير عن ذلك أنَّه نذر لفلان، ولكن الصدَقة على فلان عبادةٌ محضةٌ، ونذر الذبح لله عند قبر الوليِّ يصحُّ التَّعبير عنه بأنَّه نذرٌ للوليِّ، وعلى كلِّ حال فعبارة الإمام مجملة، فتُحمل على ما لا يقدح في إمامته وفضله. والله أعلم.

أملاه: عبدالرحمن بن ناصر البرَّاك حفظه الله وجزاه الله خيرا في 12 ذي القعدة 1442هـ
التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس