عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-10-2008, 09:25 PM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي ما هي نصيحتكم لمن يتصل عبر الهاتف بالعلماء وطلبة العلم ؟

 

نصيحة الشيخ مشهور حسن ال سلمان لمن يتصل عبر الهاتف بالعلماء وطلبة العلم


ما هي نصيحتكم لمن يتصل عبر الهاتف بالعلماء وطلبة العلم ؟


الجواب: جزى الله السائل خيراً ، فإن في النفس كلاماً في هذا الموضوع أحب أن أذكر إخواني به ، فيا أخي ؛ بارك الله فيك وزادك حرصاً إن رفعت السماعة وسألت فشكر الله لك وبارك فيك ، ولا يفعلذلك إلا حريص يريد أن يعرف حكم الله عز وجل في مسألة .


لكن ينبغي لمن يفعل ذلك أن يتأدب بآداب ، وينبغي أن يراعي أشياء .

فأولاً: عليه أن يعلم أنه ليس الوحيدالذي يتصل ، فإنه قد يتصل مئة غيره .

والأمر الثاني: ينبغي أن يسأل عن الشيء الذي لايقبل التأجيل وأن يعلم أن الهاتف هو لقضاء غرض على أسرع وجه.


فليس الهاتف موطن الجواب المفصل والمدلل ، وما ينبغي للعالم وطالب العلم أن يذكر على الهاتف الشبه وكيف ترد وكيف تناقش ، فعلى الهاتف يطلب الجواب فقط ، من أجل أن يقضي حاجة وغرضاً عجلاً ، وفيما بعد يستفصل ، أما أن تصبح طالب علم على الهاتف فلا يجوز لك ذلك إلا أن تطلب موعداً مسبقاً وأن يحول أمر دونك ودون العالم أو طالب العلم ، كمن يكون خارج البلاد ، لكن أن تطلب محاضرة وأنت تعلم أن هناك مئة غيرك يتصلون فمسكين طالب العلم هذا ، على من يجيب ومع من يتكلم ؟ فلا يستطيع أن يتكلم ، فالهاتف من أجل قضاء الغرض الذي لا يقبل التأجيل .


والأمر الثالث: ينبغي للسائل أن يعلم أن وقت المسؤول ثمين فالوقت نفيس ، فوالذي نفسي بيده لو أن الوقت يباع لبعت بيتي واشتريت وقتاً وكما قال الحسن: (( يا بن آدم ، إنما أنت أيام فإذا مضي يوم مات بعضك )) ، فبعض الأخوة يسألون ويكونون أمام عوام فتجيبهم ، فيقول لك : لو سمحت ؛ قنع فلان ، ثم قنع فلان، فما هذا ؟ فالمسؤول ليس مسجل يبقى يعيد ، فأنت يا طالب العلم تسأل ولا تطلب أنتخاطب العامة ، وبعد أن تضع الهاتف اشرح لهم أنت واحلم عليهم .


والأمر الرابع:ينبغي للسائل أن يعلم أن الهاتف ليس للإجابة على مسائل الأمة العامة، فالمسائل القلقة ، لا يسأل عنها على الهاتف .


والأمر الخامس: ما ينبغي أن تقضى مسابقات الناس على الهاتف فبعض الناس يسأل عن المسابقات لينال الجوائز ، وطلبة العلم أوقاتهم أنفس من هذا .


والأمر السادس: ينبغي لطالب إن سأل أن يبدأ بـ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم يا شيخنا سؤالي كذا وكذا ، فيسأل السؤال بأقصر عبارة ومن غير أن يقص قصة ، فقد يقص الإنسان قصة عشر دقائق ثم يسأل السؤال، فأقول دعك من القصص ، وقل سؤالك مباشرة ، من غير ذكر التفصيل ، ودعك من الأسئلة التي لا معنى لها ، والأسئلة التي فيها إثارة وضجة ، ولا ينبني عليها عمل ، وإن حقك أن تأخذ الحكم الشرعي فيها لكن بتأصيل وتفصيل ليس عبر الهاتف .


والأمر السابع: إن كان عند البعض أسئلة كثيرة ، ويصعب عليه إلا أن يسألها على الهاتف فينبغي أن يشرح للمسؤول ذلك، ويقول له : يا فلان عندي مجموعة من الأسئلة أريد منك وقتاً تحدده لي حتى ألقي عليك هذه الأسئلة .


والأمر الثامن: يقبح بالسائل أن يضارب بين قول المسؤول وغيره ، كأن يقول : يا شيخ سألنا فلان وفلان وقالوا كذا وأنت ماذا تقول ؟ فهذا امتحان ليس بحسن لكن إن استشكل عليه شيء فاسأل عنه من غير أن تقول : فلان قال كذا .


والأمر التاسع: من أسوأ الأشياء أن يسجل لطالب العلم فتوى دون أن يستأذن ، فهذه خيانة فينبغي إن أردت أن تسجل أن تستأذن ، فالكلام الذي يسجل ليس كالكلام الذي يلقى عبر الخاطر .


والأمر العاشر: ينبغي أن نراعي وقت السؤال فإن طرأت عليك مسألة في منتصف الليل مثلاً وتريد أن تسأل عنها فهذا ليس بحسن ، ثم إن اتصلت مرة ومرتين وما أجابك فلا تلح كثيراً ، فلعله مشغول ، فلطالب العلم لبدنه حق ، ولزوجه حق، ولأبناءه حق ، ولعلمه وأبحاثه حق ، وللناس حق، نعم أن طالب العلم ليسملكاً لنفسه ولا لأهله ، وأولاده ، وإنما كل صادق وطالب علم له فيه نصيب ، ويجب عليهأن يعطى هذا النصيب له ، لكن بترتيب وبعدم تشويش وتداخل الحقوق ، وإنما يعطي كل ذي حق حقه في الوقت الذي لا يقع فيه تضارب .


ثم مسائل الطلاق والقضاء وفصل الحقوق والميراث لا تصلح على الهاتف ، ومخطئ من أفتى الناس بالطلاق على الهاتف كائن من كان ، فأئمة الدنيا: ابن باز ، الألباني ، ابن عيثمين ، ما كانوا أبداً يفتون على الهاتف في الطلاق ، وأنت لا تعرف السائل فلعله يلعب والطلاق قضاء ، ومسائلة يحتاط فيها ولا يجوز لها الهاتف والعوام لا يضبطون ألفاظهم ، والمفتي حتى يفتي فلاناً يحتاج إلى أن يتحايل عليه وأن يسأله أسئلة كثيرة ، بصيغ مختلفة حتى يكيف ماذا قال ، وهذا يصعب أن يقع على الهاتف ويحتاج إلى قرائن ، فربما يحتاج أن يسمع من حاضر ماذا نطق والناس الآن في عصر الآلة ، جفت مشاعرهم ، وأصبحوا يريدون كل شيء على وجه السرعة ، وهذا لايصلح به الشرع .


فالهاتف له آداب يستخدم عند الحاجة ، بمقدار الحاجة من غير تفصيل ومن غير إزعاج وفي وقت معين ، وينبغي أن نراعي هذه الآداب .


ووفق الله الجميع ....





التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس الأنصاري ; 12-11-2008 الساعة 02:20 AM
رد مع اقتباس