عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-01-2013, 12:08 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

المطلوب أن يكون أُنْسُك التامّ بالله، مطلوب أن لا تزاحم لذّة التعلّق بالله لذّة، ولا يزاحم الشوق إلى الله وإلى مراضيه شوق.
الواقع أنه يُقطع علينا بابتلاءات تسبّب لنا الالتفات، فنشتاق لغير الله! نتلذّذ عند غير الله...!

هناك مفهومان متناقضان:
1. أن يصبح لك تلذذ لكن يلتفت قلبك إلى الله.
2. أن لا تبعد فتتلذّذ فتأنس بغير الله.
رأس المفهومين: التفكير في نهاية العبد وفيما سيحاسب عنه.
أنت لمّا تنتهي من الحياة أول شيء يحصل لك تنقطع عن كل المتعلقات، بحيث لا يكون لك أُنس إلا بما جعلته لك أُنْسًا، من العمل الصالح -نسأل الله من فضله-، أو خلافه.
أمر آخر: يوم القيامة ستحاسب على إحسانك في عبادة ربك الذي من أجلها خُلقت.
هذه النهايات تجعلنا ننظر إلى البدايات، مادام أني لن آنس إلا بعملي، إذًا مطلوب مني في الحياة أن لا آنس بغير هذا على الحقيقة.
الأمر الثاني: أنا سأحاسب يوم القيامة على أعمالي وعلى تعاملي مع الناس، ففي الدنيا لابد أن أراقب هذه المسألة وألاحظ أين مكان قلبي.
المقارنة بين المفهومين:
أنك يا عبد يسمح لك بالتلذذ بما رزقك الله من المحاب الطبيعية حبك للمال للأولاد ... بشرط أن لا يقع قلبك بالالتفات به.
قلبك ملتفت بالأنس بالله والتلذذ بالتعبّد له، وهذه المحاب الطبيعية الالتذاذ بها رزق من عند الله، فاطلب من الله أن يرزقك ما يؤنسك ويصلح شأنك ويبعدك عن الحاجة إلى الناس، ما يشبعك، ما يهنئك وقت نومك ... فكل المحاب طبيعية مطلوب منك أن تعلم أنها حاجات أوجدها الله في نفسك ابتلاءً. هذا الذي تحبه حبًّا طبيعيًّا لو كان من أكل وشرب، مطلوب منك أن تطلب من الله أن ينفعك بها، أن يجلبه إليك، فأين البلاء؟
هذا المفهوم الثاني: تأتي هذه الأشياء في حياتنا تدخل كأنها بلاء يلفت قلوبنا لها.
مثلاً: يفتح لك باب المال، يفتح لك باب الزوجة أو الزوج وحبّه، ابتليت بأن قلبك بدلًا من أن يكون ملتفتًا إلى الله يلتفت لهذه الأشياء الطبيعية الموجودة.
ماذا يجب عليك أن تفعل؟
لا تجعل غاية الأُنْس عندهم، لا تصفهم بالنفع الدائم، لا تتصوّر أنهم سبب الراحة المطلقة.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس