عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-14-2009, 03:11 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon15 الاجتهاد في طلب العلم في وقتنا هذا

 

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ذكرالعلامة العثيمين رحمه الله تعالى في كتاب شرح رياض الصالحين الآتي:


طلب العلم الذي في وقتنا هذا قد يكون أفضل اعمال البدن , لأن الناس في الوقت الحاضر في عصرنا هذا محتاجون إلى العلم الشرعي , لغلبة الجهل وكثرة المتعالمين , الذين يدّعٌون أنهم علماء وليس عندهم من العلم إلا بضاعة مزجاة , فنحن في حاجة إلى طلبة علم يكون عندهم علم راسخ ثابت مبني على الكتاب والسنة , من أجل أن يردوا هذه الفوضى التي أصبحت منتشرة في القرى والبلدان , كل إنسان عنده حديث أو حديثان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصدى للفتيا , ويتهاون بها , وكأنه شيخ الإسلام ابن تيمية , أو الإمام أحمد او الشافعي أو غيرهم من الأئمة , وهذا ينذر بخطر عظيم إن لم يتدارك الله الأمة بعلماء راسخين , عندهم علم قوي وحجة قوية.

ولهذا نرى أن طلب العلم اليوم أفضل الأعمال المتعدية للخلق , أفضل من الصدقة , وأفضل من الجهاد , بل هو جهاد في الحقيقة , لأن الله سبحانه وتعالى جعله عديلاً للجهاد في سبيل الله , وليس الجهاد الذي يشوبه ما يشوبه من الشبهات , ويشك الناس في صدق نية المجاهدين , لا ! الجهاد الحقيقي الذي تعلم علم اليقين أن المجاهدين يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا , فتجدهم مثلاً يطبقون هذا المبدأ في أنفسهم قبل أن يجاهدوا غيرهم , فالجهاد الحقيقي في سبيل الله الذي يقاتل فيه المقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا يعادله طلب العلم الشرعي .

ودليل ذلك قول الله تعالى:
{ وما كان المؤمنون لينفروا كافة}

يعني ما كان ليذهبوا إلى الجهاد جميعاً { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة }
يعني طائفة , وإنما قعدوا
{ ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون }



فجعل الله طلب العلم معادلاً للجهاد في سبيل الله , والجهاد الحق الذي يعلم بقرائن الأحوال وحال المجاهدين أنهم يريدون أن تكون كلمة الله هي العليا .

فالمهم أن طرق الخير كثيرة , وأفضلها فيما أرى بعد الفرائض التي فرضها الله هو طلب العلم الشرعي , لأننا اليوم في ضرورة إليها .

لقد سمعنا وجاءنا استفتاء عن شخص يقول : من صلى في مساجد البلد الفلاني فإنها لا تصح صلاته , لأن الذين تبرعوا لهذه المساجد فيهم كذا وكذا , ومن صلى على حسب الأذان فإنه لا تصح صلاته , لأنه مبني على توقيت وليس على رؤية الشمس , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:

" وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر " ,

أما الآن الأوقات مكتوبة في أوراق والناس يمشون عليها , هؤلاء كلهم لا تصح صلاتهم , يعني كل المسلمين على زعمه لا تصح صلاتهم , مثل هذه البلبلة.

والمشكلة أن مثل هذا يقال إنه رجل عنده شيء من العلم , لكن علم الأوراق الذي يعطي الإنسان فيه بطاقة تشهد بأنه متخرج من كذا وكذا .


فالحاصل أنه لابد للأمة الإسلامية من علماء راسخون في العلم , أما أن تبقى الأمور هكذا فوضى , فإنهم على خطر عظيم , ولا يستقيم للناس دين , ولا تطمئن قلوبهم , ويصير كل واحد تحت شجرة يفتي , وكل واحد تحت سقف يفتي , وكل واحد على قمة جبل يفتي , وهذا ليس بصحيح , لابد من علماء عندهم علم راسخ ثابت , مبني على الكتاب والسنة وعلى العقل والحكمة .

انتهى كلامه رحمه الله



منقول



نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس