هل يعتبر تشقير الحاجب للنساء من الحيل المحرمة
السؤال:
الحديث: (لا تَرْتَكِبُوا مَا اِرْتَكَبَ الْيَهُود فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِم اللَّه بِأَدْنَى الْحِيَل) (رواه ابن بطة في جزء الخلع وإبطال الحيل، وحسنه الألباني)، أليس هو دليلاً على حرمة التحايل على النمص للنساء باستعمال التشقير؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
لا، ليس دليلاً على ذلك؛ فتشقير الحاجب لا يعد نمصًا؛ لأنه لا تغيير فيه لخلق الله -عز وجل-، والمقصود هو أن ينال الإنسان المحرم، لا أن تكون المرأة حسنة الشكل، فليس منهيًّا عنه أن تكون المرأة حسنة المنظر، والذين استحلوا محارم الله بالحيل كانوا يَصِلون في النهاية إلى فعل الحرام، ويتوصلون إلى ما حرم الله -عز وجل-، فكانوا يَنصِبون الشبكة ليلة الجمعة ويأخذون السمك يوم الأحد، فيكون الصيد قد وقع يوم السبت.
والمرأة التي تشقر حاجبيها لا تقصد أن تزيل الشعر، بل الشعر موجود، وإنما تقصد أن تحسِّن شكلها، فالتشقير نوع من الصبغ، والصبغ ليس تغييرًا محرَّمًا لخلق الله، بل قد أذن فيه الشرع، فالحناء وغيرها هو مما أذن فيه الشرع في الشعر وفي اليد للنساء؛ فلا حرج من ذلك، والذي يقول بالتحريم هو الذي عليه أن يأتي بالدليل، وليس بمجرد لفظ أو حديث عام في التحذير من الحيل.
فنقول: هذه ليست حيلة؛ فالحيلة هي التي يُتوصل بها إلى الحرام، والحرام هو إزالة الشعر من هذه المواطن، فالحيلة تكون بالحلق مثلاً دون النتف؛ لأن بعض أهل العلم يجوِّز حلق الشعر ولا يجوِّز نتفه، أو يجوِّز وضع مادة تسقط الشعر، فهذا من الحيل، والله أعلى وأعلم.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف