عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2008, 03:51 AM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




3agek13 لو لم أكن مصرياً فماذا أكون؟ ـ بحبك يا بلادى ـ

 

لو لم أكن مصرياً فماذا أكون؟

ـ بحبك يا بلادى ـ



لو لم أكن مصرياً فماذا أكون؟


بقلم د. سحر الموجي



لو قدر لك الاختيار بين أن تكون مواطناً في بلد عاني من حرب أهلية منذ سنوات قليلة ويعاني الآن من القلاقل السياسية، لكن مواطنيه يشعرون بالانتماء له أو أن تعيش في بلد آمن لكنه أفقدك الشعور بالانتماء، فماذا تختار؟
بمناسبة وجودي هذه الأيام في لبنان طفا علي سطح عقلي سؤال «الانتماء» الذي داهمني بعد أن لاحظت فروقاً ثقافية بين الشعبين المصري واللبناني. ليس إلا مجرد سؤال يتشكل ولا أمتلك له إجابة محددة بعد. فبالرغم من وجود مشترك ثقافي كبير بين الشعبين فإن عيني التقطتا ما رأيته تبايناً واضحاً. كان أول ما لاحظته هو ارتفاع درجة الوعي السياسي لدي اللبنانيين.

عبر سائق التاكسي، الذي أقلنا من المطار إلي القرية الجبلية الشمالية، عن انتماء سياسي واضح وتدفقت آراؤه السياسية أمام المجموعة بوضوح ولم يكن هذا التدفق من باب استعراض العضلات الفكرية، بقدر ما شعرت أن السائق يعبر بحق عن انتماء لتيار سياسي بعينه ويري في كل من الساسة الذين سألناه رأيه فيهم الجيد والسيئ، لم يستخدم لغة الأبيض والأسود. ردا علي سؤال من أحد الأصدقاء عما إذا كان من مؤيدي رفيق الحريري، قال السائق «أحببته فقط بعد أن اغتيل.
لا يرجع ذلك فقط لرفضي فكرة الاغتيال ولكن لأن أموراً قد تكشفت بعد موته أفاقتني إلي ميزات لم أكن أراها في سياسات الرجل».
وفي الطريق إلي قرية «دوما» الشمالية لاحظت انتشار الأعلام اللبنانية علي البيوت الصغيرة وفي الشوارع.
كان العلم هو البطل وليس صور الزعماء (رغم تناثر القليل منها هنا وهناك). طرأ علي ذهني أنني لو سألت السائق إن كان يحمل بطاقة انتخابية أم لا سيكون الأمر مضحكا. لا يمكن إلا أن يكون هذا الرجل مسجلا بل فاعلا في كشوف الناخبين. ويرتبط هذا الوعي السياسي بدرجة انتماء اللبناني لبلده. وهو الشيء الواضح بجلاء.
فهذا شعب لم يدر ظهره لما يحدث علي الساحة السياسية ولا فقد الشعور أن لبنان بلده له فيها مثلما للساسة والوزراء وأصحاب الأعمال. فبالإضافة للوعي السياسي والاهتمام بمجريات الأمور يتجلي هذا

الانتماء في الأشياء الصغيرة البسيطة: نظافة شارع، زهور في الشرفات، قدر من التحضر يحكم التعامل بين المواطنين ومحبة للبنان تظهر بجلاء في القول كما في الفعل.
لبنان ليس جنة أو بلداً بلا أزمات فالكل يعرف كيف تنعكس الأخطار المحدقة بها من الخارج سلباً علي الداخل. أنا فقط مهتمة بقياس نسبة الانتماء هنا وهناك. والانتماء من وجهة نظري لا يمكن فصله عن الفعل أو الإيمان بالقدرة علي الفعل.

الأزمة الحقيقية في مصر من وجهة نظري هي أننا كشعب قد فقدنا الإحساس بأن هذا بلدنا فأصبحنا لا نخاف علي كيان كبير اسمه مصر، كيان كان حتي سنوات ليست ببعيدة حاضراً وقوياً تهتز له القلوب فرحة أو أسي.

وينتج عن هذا الإحساس بالتبلد تعالي نسبة الأنانية مما يؤدي إلي تفاقم الأزمات، بدءاً من أزمة المرور في شوارع القاهرة إلي البيروقراطية الحكومية المصحوبة بإتاوات معلنة وخفية، إلي جرائم القتل داخل الأسرة الواحدة.
سألت نفسي: هل لو قدر لي الاختيار بين بلدين أحدهما كثير الأعداء يعاني الاضطرابات السياسية المتتابعة أو العيش في بلد يبدو مستقراً وآمناً لكنه يعاني الأمراض الناتجة عن البلادة السياسية وتآكل طبقات الانتماء، أي بلد سأختار؟ وجدتني أفتقد بشدة شعور الانتماء ليس علي مستواي الشخصي فللأسف مازال لدي بقايا انتماء وإلا ما أتعبت نفسي بالكتابة، ولكن ما يوحشني حقا هو التواجد في بلد يسود فيه شعور عام، بأن هذا لا يزال بلدنا وأننا سنفعل ما نستطيع حتي يعود إلي سابق بهائه. لكن السؤال في نهاية الأمر بقي معلقا بلا إجابة حاسمة.


فيديو كليب لمصر على نشيد يا بلادى لمشارى
رد مع اقتباس