عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 07-07-2010, 01:57 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي




الدرس الثالث والعشرون


الصراط


م / وَالصِّرَاطُ حَقٌّ, يَجُوزُهُ اَلْأَبْرَارُ, وَيَزِلُّ عَنْهُ اَلْفُجَّارُ


-------------------------

· تعريف الصراط :
لغة : الطريق .
وشرعاً : الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس عليه إلى الجنة .
· وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً) .
فسرها عبد الله بن مسعود وقتادة وزيد بن أسلم بالمرور على الصراط .
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل : ( ... ثم يضرب الجسر على جهنم ، وتحل الشفاعة ، ويقولون : اللهم سلم سلم ) . متفق عليه
· صفة الصراط :
قيل : إنه طريق واسع .
لأن كلمة الصراط مدلولها اللغوي هو هذا .
ولأنه جاء في الحديث حينما سئل النبي عن الصراط قال ( دحض ومزلة ) .
والدحض والمزلة لا يكون إلا بطريق واسع .
وقيل : إنه طريق دقيق جداً .
ففي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال : ( بلغني أنه أدق من الشعر وأحد من السيف ) .
وروى الإمام أحمد نحوه عن عائشة – رضي الله عنها – مرفوعاً .
· العبور على الصراط وكيفيته :
لا يعبر على الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم .
ففي حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... فيمرّ المؤمنون كطرف العين ، وكالبرق ، وكالريح ، وكالطير ، وكأجاويد الخيل والركاب ، فناجٍ مُسَلَّم ، ومخدوش مرسل ، ومكدوس في نار جهنم ... ) . متفق عليه
وفي صحيح مسلم عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... ونبيكم قائم على الصراط يقول : ربّ سلم سلم ، حتى تعجز أعمال العباد ، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً ، قال : وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به ، فمخدوش ناج ومكدوس في النار ) .
وفي صحيح البخاري : ( حتى يمر آخرهم يسحب سحباً ) .


· وأول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن الأمم أمته صلى الله عليه وسلم.
قال صلى الله عليه وسلم : ( فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل ، ودعاء الرسل يومئذٍ : اللهم سلم سلم ) .رواه البخاري .
· فإذا عبروا الناس وقفوا في مكان يقال له القنطرة :
وهي جسر صغير ليقتص بعضهم من بعض اقتصاصاً غير الاقتصاص الأول الذي في عرصات القيامة ، الهدف منه إزالة ما في القلوب من الغل والحسد .
لأن أهل الجنة لا يدخلون الجنة حتى تطهر قلوبهم من الغل والحسد :
قال تعالى (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ) .


الشفاعة لأهل الكبائر من الأمة


م / وَيَشْفَعُ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِيمَنْ دَخَلَ اَلنَّارَ مِنْ أُمَّتِهِ مِنْ أَهْلِ اَلْكَبَائِرِ, فَيَخْرُجُونَ بِشَفَاعَتِهِ بَعْدَمَا اِحْتَرَقُوا وَصَارُوا فَحْمًا وَحُمَمًا, فَيَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ, وَلِسَائِرِ اَلْأَنْبِيَاءِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةِ شَفَاعَاتٌ .


-------------------------------

· تعريف الشفاعة :
لغة : جعل الشيء شفعاً .
واصطلاحاً : التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة .
· والشفاعة أنواع كثيرة .
لكن المصنف لم يذكر إلا الشفاعة لأهل الكبائر ، لأنها هي التي وقع النزاع فيها بين أهل السنة وغيرهم من أهل البدع ( فإن الخوارج والمعتزلة ينكرون هذه الشفاعة ) .
· وقد قسم العلماء رحمهم الله الشفاعة الصحيحة إلى أقسام :
1. الشفاعة العظمى :
وهي خاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع في أهل الموقف حتى يُقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء .
وقد سبقت مباحثها ، وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم .
2. شفاعته صلى الله عليه وسلم بدخول أهل الجنة الجنة :
وهذه خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن أهل الجنة إذا عبروا الصراط ، أوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فتمحص قلوب بعضهم من بعض حتى يهذبوا وينقوا ، ثم يؤذن لهم في دخول الجنة ، فتفتح أبواب الجنة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة وحذيفة ـ رضي الله عنهما ـ قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يجمع الله تبارك وتعالى الناس ، فيقوم المؤمنون حتى تُزْلق [ أي تقرب ] لهم الجنة ، فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا ، استفتح لنا الجنة . . . فذكر الحديث وفيه : فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له . . . ) . رواه مسلم
وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( آتي باب الجنة يوم القيامة ،فأسـتفتح ، فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحدٍ قبلك ) . رواه مسلم
3. شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمّه أبي طالب للتخفيف عنه من عذاب النار :
عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ( ما أغنيت عن عمّك فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال : هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) . متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر عنده عمه فقال : ( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه ) . متفق عليه
· هذان الحديثان يدلان على أن أبا طالب مات كافراً ، إذ لو كان مسلماً لخرج من النار مع الموحدين ، كما تواترت الأحاديث بخروج الموحدين من النار . [ وسيأتي إن شاء الله ذكر بعض هذه الأحاديث ]
4. الشفاعة في خروج الموحدين من النار :
الأحاديث الدالة على خروج الموحدين من النار متواترة ، وقد اتفق عليها أهل السنة والجماعة .
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله ، وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برّة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) . متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً ) . رواه مسلم
وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، ثم يقول الله تعالى : أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، فيُخْرَجون منها وقد اسودوا ، فيلقون في نهر الحيا ـ أو الحياة ـ فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل . . . ) . متفق عليه
وهذه الشفاعة ينكرها من أهل البدع طائفتان : المعتزلة والخوارج ، لأن المعتزلة والخوارج مذهبهما في فاعل الكبيرة أنه مخلد في النار ، فيرون من زنى كمن أشرك بالله ، لا تنفعه الشفاعة ولن يأذن الله لأحدٍ بالشفاعة له .
وقولهم مردود بما تواترت به الأحاديث في ذلك كما سبق .
وهذه الشفاعة لنبينا ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم .
5. الشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها :
وقد يستدل لها بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعين رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) . رواه مسلم
6. الشفاعة في رفع درجات بعض أهل الجنة :
وهذه تؤخذ من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة : ( اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، وافسح له في قبره ونور له فيه ، واخلفه في عقبه ) . رواه مسلم
7. شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول بعض المؤمنين الجنة بلا حساب ولا عذاب :
كشفاعته صلى الله عليه وسلم في عكاشة بن محصن ، حيث دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب .
· شروط الشفاعة :
رضى الله عن الشافع .
رضى الله عن المشفوع له .
إذن الله تعالى للشافع أن يشفع .
وهذه الشروط مجملة في قوله تعالى :(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) .
وقال تعالى : ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) .


الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان


م / وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ لَا تَفْنَيَانِ فَالْجَنَّةُ مَأْوَى أَوْلِيَائِهِ, وَالنَّارُ عِقَابُ لِأَعْدَائِهِ ، وَيُؤْتَى بِالْمَوْتِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ, فَيُذْبَحُ بَيْنَ اَلْجَنَّةِ وَالنَّارِ, ثُمَّ يُقَالُ "يَا أَهْلَ اَلْجَنَّةِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ, وَيَا أَهْلَ اَلنَّارِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ" .


----------------------------------------------

· أولاً : الجنة والنار موجودتان الآن .
اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن ، والأدلة على ذلك كثيرة جداً .
قال تعالى في الجنة ( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) .
وقال تعالى في النار ( أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) ومعنى أعدت : هيئت .
وعن أنس . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأيم الذي نفسي بيده ، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ؟ قالوا : وما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار ) متفق عليه .
ومنها حديث الكسوف وفيه ( ... إني رأيت الجنة فتناولت عنقوداً لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، ورأيت النار ، فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع ... ) متفق عليه .
وعن عبد الله بن عمر . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، يقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله ( لما خلق الله الجنة قال لجبريل : اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ، ..... فلما خلق الله النار قال : يا جبريل اذهب فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها .... الحديث ) رواه أبو داود .
وفي حديث البراء الطويل في عذاب القبر وفيه ( .... أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، قال : فيأتيه من طيبها ويفسح له في قبره مد بصره ) رواه أبو داود .
وعن أسامة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) متفق عليه .
والأدلة كثيرة أكتفي بذكر ما مضى .
· والجنة والنار لا تفنيان .( أهل الجنة مخلدون فيها وأهل النار مخلدون فيها ) .
قال تعالى في الجنة (ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) .
وقال تعالى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) .
ووصف الجنة بأنها عدن (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ) ومعنى عدن : أي إقامة .
وقال تعالى (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) .
وقال صلى الله عليه وسلم( من يدخل الجنة ينعم ولا ييأس ويخلد ولا يموت )
وفي الحديث ( يناد مناد : يا أهل الجنة : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً ) متفق عليه
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يؤتى بالموت على شكل كبش أملح فينادي مناد : يا أهل الجنة ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، ثم ينادي : يا أهل النار ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، فيذبح ، ثم يقول : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ) متفق عليه .
وبالنسبة للنار فقد ذكر أبديتها في القرآن في ثلاثة مواضع :
في سورة النساء .
قال تعالى (وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طريقا. إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) .
وفي سورة الأحزاب .
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً) .
وفي سورة الجن .
قال تعالى ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) .
وقال تعالى ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) .

نكتفي بهذا القدر
وفقكم الله لما يحب ويرضى
وعلى الفاضلة ام عبد الملك كتابة الفوائدعلى هذا الدرس
بارك الله فيها
سؤال المحاضرة
===
هل الجنةوالنار موجودتان الان ام لا..؟ وماالدليل؟

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 08-06-2010 الساعة 09:56 AM