عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-10-2008, 04:56 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam فوائد مختارة من عدة الصابرين للشيخ سليمان اللهيميد

 



بسم الله الرحمن الرحيم
1} عرف الصبر ؟
هو حبس النفس عن الجـزع ، واللسـان عن التشكي ، والجـوارح عن لطم الخـدود وشق الثياب ونحوهما . ( 17 ) .

2} ما حقيقة الصبر ؟
هو خُلق فاضل من أخلاق النفس ، يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمُل ، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها . ( 19 ) .

3} ما الفرق بين الصبر والتصبر والاصطبار والمصابرة ؟
الفرق بين هذه الأشياء بحسب حال العبد في نفسه وحاله مع غيره .
فإن حبس نفسه ومنعها عن إجابة داعي ما لا يحسن إن كان خُلقاً له ومَلَكة سمي صبراً .
وإن كان بتكلف وتمرن وتجرع لمرارته سمي تصبراً .
وأما الاصطبار فهو أبلغ من التصبر ، فإنه افتعال للصبر بمنزلة الاكتساب ، فالتصبر مبدأ الاصطبار ، فلا يزال التصبر يتكرر حتى يصير اصطباراً .
وأما المصابرة فهي مقاومة الخصم في ميدان الصبر ، فإن مفاعلة تستدعي وقوعها بين اثنين كالمشاتمة والمضاربة . ( 62 ) .

4} اذكر أنواع الصبر ؟
الصبر باعتبار متعلقه أقسام :
صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها .
وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها .
وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها . ( 36 ) .

5} ما حكم الصبر والرضا ؟
ما يقضيه ويقدره الله على العبد من المصائب التي لا صنع له فيها : ففرضه الصبر عليها .
وفي وجوب الرضا بها قولان للعلماء : أصحهما أنه مستحب . ( 37 ) .

6} الصبر نوعان : اختياري واضطراري ؟ فأيهما أكمل الصبر الاختياري أم الاضطراري ؟
الاختياري أكمل من الاضطراري ، فإن الاضطراري يشترك فيه الناس ويتأتى ممن لا يتأتى منه الصبر الاختياري ، ولذلك كان صبر يوسف الصديق عن مطاوعة امرأة العزيز وصبره على ما ناله في ذلك من الحبس والمكروه أعظم من صبره على ما ناله من إخوته لـمّا ألقوه في الجب ، وفرقوا بينه وبين أبيه فباعـوه بيع العبد . 43 .

7 } أي الصبرين أحب إلى الله ؟ صبر من يصبر على أوامره ، أم صبر من يصبر عن محارمه ؟
قالت طائفة : الصبر عن المخالفات أفضل .
لأنه أشق وأصعب ، فإن أعمال البر يفعلها البر والفاجر ، ولا يصبر على المخالفات إلا الصديقون .
قالوا : ولأن ترك المحبوب الذي تحبه النفوس دليل على أن من ترك لأجله أحب إليه من نفسه وهواه بخلاف فعل ما يحبه المحبوب فإنه لا يستلزم ذلك .
قالوا : وليس العجب ممن يصبر على الأوامر ، فإن أكثرها محبوبات للنفوس السليمة لما فيها من العدل والإحسان ، بل العجب ممن يصبر على المناهي التي أكثـرها محاب للنفوس فيترك المحبوب العاجل في هذه الدار للمحبوب الآجل في دار أخرى .
وقالت طائفة : بل الصبر على فعل المأمور أفضل وأجل من الصبر على ترك المحظور .
لأن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المحظور ، والصبر على أحب الأمرين أفضل وأعلى ، وبيان ذلك من وجوه :
أحدها : الغاية التي خلق لها الخلق ، أن فعل المأمور مقصود لذاته فهو مشروع شرع المقاصد .
الثاني : أن المأمورات متعلقة بمعرفة الله وتوحيده وعبادته وذكره وشكره ومحبته والتوكل عليه .
ثم ذكر بقية الوجوه . 46 – 49 .

8} ما معنى قوله r ( ولقد أوذيتُ في اللهِ وما يؤذى أحد ) ؟
هذا يفهم منه معنيان :
أحدهما : أن ذلك في مرضاته وطاعته وسبيله ، وهذا فيما يفعله الإنسان باختياره .
والثاني : أنه بسببه وبجهته حصل ذلك ، وهـذا فيما يصيبه بغير اختياره ، وغالباً ما يأتي قولهم ( ذلك في الله ) في هذا المعنى . ( 60 ) .

9} ما البواعث الدينية التي تعين على الصبر ؟
أما تقوية باعث الدين فإنه يكون بأمور :
أحدها : إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع .
الثاني : مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له .
الثالث : مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالإساءة من أحسن إليه .
الرابع : مشهد الغضب والانتقام ، فإن الرب إذا تمادى العبد في معصيته غضب .
الخامس : مشهد الفوات وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة .
السادس : مشهد القهر والظفر ، فإن قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين وأحلى وقعاً وأتـم فرحة . 69 – 70 .
9} متى يكون العمل لله غير شاق ، ومتى يكون شاقاً ؟
من عوّد نفسه العمل لله لم يكن عليه أشق من العمل لغيره ، ومن عوّد نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن عليه أشق من الإخلاص والعمل لله ، وهذا في جميع أبواب الأعمال ، فليس شيء أشق على المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس . ( 72 ) .

10} ما أفضل طريقة للتخلص من الشر ؟
قال النبي r ( من سمع بالدجال فلينأ عنه ) فما استعين على التخـلص من الشر بمثل البعد عن أسبابه ومظانه . ( 76 ) .

11} من مكائد الشيطان أنه يظهر للإنسان في مظان الشر بعض الخير ، لماذا ؟
ههنا لطيفة للشيطان لا يتخلص منها إلا حاذق ، وهي أن يظهر له في مظان الشر بعض شيء من الخير ويدعوه إلى تحصيله ، فإذا قرب منه ألقاه في الشبكة . ( 76 ) .

12} ما المراد بالعداوة في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) ؟
ليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس أنها عداوة البغضاء والمحادة ، بل إنما هي عداوة المحبة الصادة للآباء عن الهجرة والجهاد ، وتعلم العلم والصدقة وغير ذلك من أمور الدين وأعمال البر . ( 78 )

13} كيف الصبر بعد الفراغ من العمل ؟
يكون بوجوه :
أحدها : أن يصبر نفسه عن الإتيان بما يبطل عمله ، فليس الشأن الإتيان بالطاعة ، إنما الشأن في حفظها مما يبطلها .
الثاني : أن يصبر عن رؤيتها والعجب بها والتكبر والتعظم بها ، فإن هذا أضر عليه من كثير من المعاصي الظاهرة .
الثالث : أن يصبر عن نقلها من ديوان السر إلى ديوان العلانية ، فإن العبد يعمل العمل سراً بينه وبين الله سبحانه فيكتب في ديوان السر ، فإن تحدث به نقل إلى ديوان العلانية . ( 80 ) .

14 } لماذا كانت عقوبة الشيخ الزاني ، والملك الكذاب ، والفقير ، أشد العقوبة ؟
لسهولة الصبر عن هذه الأشياء المحرمات عليهم لضعف دواعيها في حقهم ، فكان تركهم الصبر عنها مع سهولته عليهم دليلاً على تمردهم على الله وعتوهم عليه . ( 84 ) .

15} لماذا كان الصبر عن معاصي اللسان والفرج أصعب أنواع الصبر ؟
لشدة الداعي إليهما وسهولتهما ، فإن معاصي اللسان فاكهة الإنسان ، كالنميمة والغيبة والكذب والمراء والثناء على النفس تعريضاً وتصريحاً .
ولذلك تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة ، ويطلق لسانه في الغيبة والنميمة والتفكه في أعراض الخلق .
وكثير ممن تجده يتورع عن الدقائق من الحرام والقطرة من الخمر ، ومثل رأس الإبرة من النجاسة ، ولا يبالي بارتكاب الفرج الحرام . 85 .

16 } اذكر بعض ما ورد في الصبر وفضله ؟
تعليق الفلاح به : كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور .
الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين على غيره : كقوله (أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ) .
تعليق الإمامة في الدين به وباليقين : قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين .
ظفرهم بمعية الله لهم : قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
أنه جمع للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم : قال تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
أنه سبحانه علق محبته بالصبر وجعلها لأهله : فقال ( والله يحب الصابرين ) . 87 – 88 .

17} على ماذا يدل قوله تعالى في أيوب ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ؟
هذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد . 90 .

18 } اذكر بعض الفوائد من حديث المرأة التي مر عليها النبي r وهي تبكي عند قبر على صبي لها ، فقال لها : اتق الله واصبري ؟
في الحديث أنواع من العلوم :
أحدها : وجوب الصبر على المصائب ، وأنه من التقوى التي أمر العبد بها .
الثاني : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن سكر المصيبة لا يسقطه عن الآمر والناهي .
الثالث : تكرار الأمر والنهي مرة بعد مرة حتى يعذر المرء إلى ربه . ( 93 ) .
19 } هل الحديث يدل على جواز زيارة القبور للنساء ؟
احتج به على جواز زيارة النساء للقبور ، وأجيب عن هذا بأنه r قد أمرها بتقوى الله والصبر ، وهذا إنكار منه لحالها من الزيارة والبكاء ، ويدل عليه أنها لما علمت أن الآمـر لها من تجب طاعته انصرفت مسرعة . ( 93 ) .

20 } ماذا تضمنت دعوة الرسول e [ اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ] ؟
تضمنت هذه الدعوة العفو عنهم والدعاء لهم والاعتذار عنهم والاستعطاف بقوله : لقومي . 101 .

21} هل قول النبي r في وجعه ( وارأساه ) من الشكوى المذمومة ؟
هذا إنما قيل على وجه الإخبار لا على وجه شكوى الرب تعالى إلى العوّاد ، فإذا حمد المريض الله ثم أخبر بعلّته لم يكن شكوى منه . ( 109 ) .

22} اذكر بعض الأدلة على جواز البكاء على الميت ؟
في الصحيحين عن أسامة بن زيد ( أن رسول الله r انطلق إلى إحدى بناته ولها صبي في الموت ، فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنه في شنّة ففاضت عيناه ) .
وفي الصحيحين أيضاً عن ابن عمر قال ( اشتكى سعد بن عبادة شكوى له ، فأتاه النبي r يعوده ... ، فلما دخل عليه وجده في غشية ، فقال : قد قضى ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، فبكى رسول الله r ) .
وقد صح عنه r أنه زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله .
وقد صح عنه r أنه قبّل عثمان بن مظعون حتى سالت دموعه على وجهه .
وصح عنه r أنه نعى جعفراً وأصحابه وعيناه تذرفان .
وصح عن أبي بكر أنه قبّل النبي r وهو ميت وبكى . ( 122 ) .

23 } ما الجواب عن قول الرسول r [ إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ] مع أن الله يقول ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ؟
قالت فرقة : هذه الأحاديث لا تصح عن رسول الله r ، وقد أنكرتها أم المؤمنين عائشة واحتجت بقوله تعالى [ ولا تزر وازرة وزر أخرى ] .
وقالت طائفة منهم المزني وغيره : إن ذلك محمول على من أوصى به إذا كانت عادتهم ذلك .
وقالت طائفة : هو محمول على من سننه وسنن قومه ذلك إذا لم ينههم عنه ، لأن ترك نهيه دليل على رضاه به .
ثم قال ابن القيم : لا تحتاج هذه الأحاديث إلى شيء من هذه التكلفات ، وليس فيها بحمد الله إشكال ، فإن النبي r لم يقل إن الميت يعاقب ببكاء أهله عليه ونوحهم ، وإنما قال يعذب بذلك ، ولا ريب أن ذلك يؤلمه ويعذبه ، والعذاب هو الألـم الذي يحصل له ، وهو أعم من العقاب . ( 128 / 129 )

24} ما علامة إرادة الله بالعبد الكمال ؟
متى أراد الله بالعبد كمالاً وفقه لاستفراغ وسعه فيما هو مستعد له ، قابلٌ له ، قد هيء له ، فإذا استفرغ وسعه بزَّ على غيره وفاق الناس فيه . ( 137 )

25} ما رأيك بقول بعض الفقهاء : إن من حلف أن يحمد الله بأفضل أنواع الحمد كان برّ يمينه أن يقول : الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافىء مزيده ؟
هذا ليس بحديث عن رسول الله r ، ولا عن أحد من الصحابة ، وإنما هو إسرائيلي . ( 162 )

26 } هل الدين مجرد ترك المحرمات الظاهرة فقط ؟
ليس الدين بمجرد ترك المحرمات الظاهرة ، بل القيام مع ذلك بالأوامر المحبوبة لله ، وأكثر الديّانيين لا يعبأون منها إلا بما شاركهم فيه عموم الناس .
وأما الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لله ورسوله وعباده ، ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه ، فهذه الواجبات لا تخطر ببالهـم فضلاً عن أن يريدوا فعلها وفضلاً عن أن يفعلوها . ( 171 ) .

27} من أقل الناس ديناً ؟
وأقل الناس ديناً ، وأمقتهم إلى الله ، من ترك هذه الواجبات [ الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لله ورسوله وعباده ، ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه ] ، وإن زهد في الدنيا جميعها ، وقلّ أن ترى منهم من يحمر وجهه ويمعّره لله ويغضب لحرماته ، ويبذل عرضه في نصرة دينه ، وأصحاب الكبائر أحسن حالاً عند الله مـن هؤلاء . ( 171 ) .

28} اختلف العلماء ، أيهما أفضل الفقير الصابر ، أم الغني الشاكر ، فهل قول النبي r ( يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم ) يدل على فضل الفقراء على الأغنياء ؟
هذا لا يدل على فضلهم على الأغنياء في الدرجة وعلو المنزلة وإن سبقوهم بالدخول ، فقد يتأخر الغنى والسلطان العادل في الدخول لحسابه . ( 179 ) .

29} ما معنى ( ووجدك عائلاً فأغنى ) ؟
أجمع المفسرون أن العائل هو الفقير . ( 180 ) .

30} رد ابن القيم على من فسر قوله تعالى ( ذلك أدنى ألا تعولوا ) أي : ألا تكثر عيالكم من وجوه اذكرها ؟
أحدها : لا يعرف في اللغة عال يعول إذا كثر عياله ، وإنما المعروف في ذلك عال يعيل ، وأما عال يعول فهو بمعنى الجور ليس إلا .
الثاني : أنه سبحانه قابل ذلك بالعدل الذي نقلهم عند خوفهم من فقده إلى الواحدة ، والتسرّي بما شاءوا من ملك أيمانهم ، ولا يحسن التعليل بعدم العيال .
الثالث : أنه سبحانه نقلهم عند الخوف من عدم القسط في نكاح اليتامى إلى من سواهن من النساء لئلا يقعوا في ظلم أزواجهم اليتامى .
الرابع : أنه لو كان المحذور كثرة العيال ، لما نقلهم إلى ما شاءوا من كثرة الإماء بلا عدد ، فإن العيال كما يكونون من الزوجات يكونون من الإماء ، ولا فرق .
الخامس : أن كثرة العيال ليس أمراً محذوراً مكروهاً للرب تعالى ، كيف وخير الأمة أكثرها نساء ، وقد قال النبي r ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ) فأمر بنكاح الولود ليحصل منها ما يكاثر به الأمم يوم القيامة . ( 181 ) .
31} اذكر ثلاث تدل على أن الله خلق الخلق وما في الكون للابتلاء والاختبار ؟
قال تعالى( فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ) .
وقال تعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ) .
وقال تعالى ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) .
فأخبر سبحانه أنه زيّن الأرض بما عليها من المال وغيره للابتلاء والامتحان ، كما أخبر أنه خلق الموت والحياة لذلك ، وخلق السموات والأرض لهذا الابتلاء أيضاً . ( 186 ) .

32} من أربح الناس ومن أخسرهم في المال والملك والعلم ؟
أربح الناس من جعلها وسائل إلى الله والدار الآخرة ، وذلك الذي ينفعه في معاشه ومعاده ، وأخسر الناس من توسل بها إلى هواه ونيل شهواته وأغراضه العاجلة . ( 188 ) .

33 } قوله تعالى (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) هل يدخل في الآية كل من شغله وألهاه التكاثر حتى بالعلم ؟
كل من شغله وألهاه التكاثر بأمر من الأمور عن الله والدار الآخرة فهو داخل في حكم هذه الآية ، فمن الناس من يلهيه التكاثر بالمال ، ومنهم من يلهيه التكاثر بالجاه أو بالعلم ، فيجمعه تكاثراً وتفاخراً . ( 197 ) .

34} لما التفاخر بالعلم أسوأ حالاً عند الله من التفاخر بالمال والجاه ؟
هو أسوأ حالاً عند الله ممن يكاثر بالمال والجاه ، فإنه جعل أسباب الآخرة للدنيا ، وصاحب المال والجاه استعمل أسباب الدنيا لها وكاثر بأسبابها . ( 197 ) .

35 } ما المراد بالكفار في قوله تعالى ( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ) ؟
الصحيح إن شاء الله ، أن الكفار هم الكفار بالله ، وذلك عُرف القرآن حيث ذكروا بهذا النعت في كل موضع ، ولو أراد الزّراع لذكرهم باسمهم الذي يعرفونه به كما ذكرهم به في قوله (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) . ( 197 )

36} استدل بعضهم بأن الفقير الصابر أفضل من الغني الشاكر بحديث ( اللهم أحيني مسكيناً ) فما الجواب ؟
الحديث لا حجة فيه لوجهين :
أحدهما : أنه لا يحتج بإسناده ، فإنه من رواية محمد بن ثابت الكوفي عن الحارث بن النعمان ، والحارث هذا لم يحتج به أصحاب الصحيح ، بل قال فيه البخاري : منكر الحديث ، ولذلك لم يصحح الترمذي حديثه هذا ولا حسّنه ولا سكت عنه ، بل حكم بغرابته .
الجواب الثاني : أن الحديث لو صح لم يدل على مطلوبهم ، فإن المسكنة التي يحبها الله من عبده ليست مسكنة فقر المال ، بل مسكنة القلب وهي انكساره وذله وخشوعه وتواضعه لله ، وهذه المسكنة لا تنافي الغنى ولا يشترط لها الفقر . ( 202 ) .

37} لماذا كان حب الدنيا رأس الخطايا ومفسد للدين ؟
إنما كان كذلك لوجوه :
أحدها : أن حبها يقتضي تعظيمها وهي حقيرة عند الله ، ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقر الله .
وثانيها : أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها ، ومن أحب ما لعنه الله ومقته وأبغضه فقد تعرض للفتنة ومقته وغضبه .
وثالثها : أنه إذا أحبها صيرها غايته وتوسل إليها بالأعمال التي جعلها الله وسائل إليه وإلى الدار الآخرة ، فعكس الأمر وقلب الحكمة فانتكس قلبه وانعكس سيره إلى وراء .
ورابعها : أن محبتها تعترض بين العبد وبين فعل ما يعود عليه نفعه في الآخرة لاشتغاله عنه بمحبوبه .
وخامسها : أن محبتها تجعلها أكثر هـــمّ العبد .
وسادسها : أن مُحبّها أشد الناس عذاباً بها .
وسابعها : أن عاشقها ومحبها الذي يؤثرها على الآخرة من أسْفه الخلق وأقلهم عقلاً ، إذ آثر الخيال على الحقيقة ، والمنام على اليقظة ، والظل الزائل على النعيم الدائم ، والدار الفانية على الدار الباقية . ( 253 )

38} ما سبب حصول الهموم والغموم والأحزان ؟
إنما تحصل الهموم والغموم والأحزان من جهتين :
أحدهما : الرغبة في الدنيا والحرص عليها .
والثاني : التقصير في أعمال البر والطاعة . ( 299 ) .

39} اذكر بعض ما يضاد الصبر ؟
الشكوى إلى المخلوق ، فإذا شكى العبد ربه إلى مخلوق مثله فقد شكى من يرحمه إلى من لا يرحمه .
ومما ينافي الصبر : شق الثياب عند المصيبة ولطم الوجه والضرب بإحدى اليدين على الأخرى ، وحلق الشعر والدعاء بالويل .
ومما يقدح في الصبر : إظهار المصيبة والتحدث بها ، وكتمانها رأس الصبر .
ويضاد الصبر : الهلع وهو الجزع عند ورود المصيبة ، والمنع عند ورود النعمة . ( 307 / 308 ) .

40} اذكر شيئاً من شكر الله تعالى ؟
بل هو الشكور على الحقيقة ، فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه ، ويشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره ، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة ، وإذا ترك له شيئاً أعطاه أفضل منه ، وإذا بذل له شيئاً ردّه عليه أضعافاً مضاعفة .
لما عقر سليمان الخيل غضباً له إذ شغلته عن ذكره ، فأراد ألا تشغله مرة أخرى ، أعاضه عنها متن الريح .
ولما ترك الصحابة ديارهم وخرجوا منها في مرضاته ، أعاضهم عنها أن ملّكهم الدنيا وفتحها عليهم .
ولما احتمل يوسـف الصـديق ضيق السجن شكر له ذلك بأن مكّـن له في الأرض يتبـوأ منها حيث يشاء . ( 315 ) .



تمت بحمد الله
أخوكم / سليمان بن محمد اللهيميد
السعودية - رفحاء
رد مع اقتباس