عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 11-28-2010, 01:36 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الدرس الخامس عشر

م/ ( قوله : ﴿ قل تعالوا أتلو ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون . ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون . وأن هذا صـراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ... ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون المائدة .
ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ
قال ابن كثير : ( يقول الله تعالى لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله ، وحرموا ما رزقهم الله ، وقتلوا أولادهم ، كل ذلك فعلوه بآرائهم الفاسدة ، وتسويل الشيطان لهم .
﴿ تعالوا ﴾أي : هلمّوا وأقبلوا .
﴿ أتلُ ما حرم ربكم عليكم ﴾ أي : أقصص عليكم وأخبركم بما حرم ربكم عليكم حقاً ، لا تخرُّصاً ولا ظنّاً .
﴿ ألا تشـركوا به شـيئاً ﴾ قال : وكأن في الكلام محذوفاً دل عليـه السـياق ، وتقديره : وصـاكم ألا تشركوا به شيئاً )
# وابتدأ الله تعالى هذه الآيات المحكمات بتحريم الشرك والنهي عنه ، فدل أن التوحيد أوجب الواجبات ، وأن الشرك أعظم المحرمات .
ولفظ الشرك يدل على أن المشركين كانوا يعبدون الله ، ولكن يشركون به غيره من الأوثان والصالحين والأصنام ، ولهذا سئلوا عما يقول لهم ، قالوا : اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، واتركوا ما يقول آباؤكم ، كما قاله أبو سفيان .
﴿ وبالوالدين إحساناً ﴾ أي : وأتل عليكم الأمر بالإحسان إلى الوالدين .
قال القرطبي : الإحســان إلى الوالدين : بـرهما وحفظهما وصيانتهما وامتثال أمرهما وإزالة الرق عنهما .
﴿ ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ﴾هذه الوصية الثالثة وهي تحريم قتل الأولاد ( الأولاد في اللغة العربية يشمل الذكر والأنثى ) بسبب الإملاق وهو الفقر ، وكانوا في الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفقر فنهاهم الله عن ذلك مع ذكر السبب الذي كانوا من احله يقتلونهم واخبر انه رازقهم ورازق اولادهم


قال الرازي انه بعد ان اوجب حقوق الوالدين اوجب حقوق الابناء .
وقال الشيخ ابن عثيمين في هذه الاية
بدأ هنا (ولاتقتلوا اولادكم من املاق) برزق الوالدين ( نحن نرزقكم واياهم) وفي سورة الاسراء (ولاتقتلوا اولادكم خشية املاق) بدأ برزق الاولاد ( نحن نرزقهم واياكم)والحكمة في ذلك انه قال هنا من املاق فالاملاق حاصل فبدأ بذكر الوالدين الذين املقا وهناك قال خشية املاق فهما غنيان يخشيان الفقر فبدأ برزق الاولاد قبل رزق الوالدين

﴿ ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ﴾

قال صاحب الظلال : الفواحش هو كل ما احش اي تجاوز الحد وان كانت احيانا تختص بنوع نها وهو فاحشة الزنا
قال الرازي الاولى الا يخصص هذا النهي بنوع معين بل يجري على عمومه في جميع الفواحش ظاهرها وباطنها لان اللفظ عام

قال ابن عطية : نهي عام عن جميع الفواحش ، وهي المعاصي .
﴿ ما ظهر منها وما بطن ﴾ قيـل : ما ظهـر فحشـه وما خفي ، وقيل : ما أظهـرتموه وما أسررتموه ، وفي الصحيحين عن ابن مسعود مرفوعاً : " لا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن "
﴿ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ﴾النفس التي حرم الله هي النفس المعصومة ، وهي : نفس المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن .
قال ابن كثيـر : هذا مما نص تعالى على النهي عنه تأكيـداً ، وإلا فهـو داخل في النهي عن الفواحش

سؤال كذلك قتل الاولاد داخل في النهي عن الفواحش وايضا داخل في النهي عن قتل المؤمن فلماذا ذكره منفردا رغم دخوله فيهما؟
لان هذا النوع من القتل رغم انه من الفواحش ورغم انه من الكبائر الا انه افرد لانه قتل يصحبه خلل عفائدي فلزم التنبيه عليه.
قال تعالى : ﴿ ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجـزاؤه جهنم خـالداً فيها وغضب الله عليـه ولعنـه وأعـد له عذاباً عظيماً ﴾ .
وقال النبي :صلى الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات ... وذكر منها : قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق " متفق عليه
وقال : " لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا " . رواه النسائي
سؤال

ذكر في الحديث السابق من السبع الموبقات قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق فما هو هذا الحق..؟
الحق الذي أثبته الشرع في قتل النفس المعصومة ، ما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: " لا يحل دم امريء مسلم إلا بثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة " متفق عليه
﴿ ذلكم وصاكم به ﴾ المشار إليه ما سبق من هذه المحرمات ، والوصية : هي الأمر المؤكد المقرر
﴿ لعلكم تعقلون ﴾لعل : للتعليل أن الله وصانا بهذه الوصايا ، وأمرنا بهذا ، وأكد علينا فيها لنعقلها ونعمل بها .
﴿ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ﴾هذا حماية لأموال اليتامى أن لا نقربها إلا بالخصلة التي هي أحسن ، فإذا لاح للولي تصرفات أحدهما أكثر ربحاً فالواجب عليه أن يأخذ بما هو أكثر ربحاً لأنه أحسن
قال الجصاص وخص اليتيم فيما امرنا به من ذلك لعجزه عن الانتصار لنفسه ومنع غيره عن ماله ولما كانت الاطماع تقوى في اخذ ماله اكد النهي عن اخذ ماله بتخصيصه بالذكر

اليتيم هو من مات أبوه وهو صغير .
﴿ حتى يبلغ أشده ﴾ قال مالك وغيره : هــو الرشـد وزوال السـفه مـع البلـوغ بعـد أن نختبره .
﴿ وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ﴾ قال ابن كثير :
( يأمر تعالى بإقامة العدل في الأخذ والعطاء ، كما توعد عليـه في قوله تعالى : ﴿ ويلٌ للمطففين ، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ... ﴾ ) . أ . ﻫ
وقد أهلك الله أمة من الأمم كانوا يبخسون المكيال والميزان وهم قوم شعيب .
﴿ لا نكلف نفساً إلا وسعها ﴾ قال ابن كثير :
( أي من اجتهد في أداء الحق وأخذه ، فإن أخطأ بعد استفراغ وسعه وبذل جهده فلا حرج عليه ) .
﴿ وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ﴾هـذا أمر بالعـدل في القول والفعل ، على القريب والبعيد ، قال تعالى : ﴿ ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ﴾ .
﴿ وبعهد الله أوفوا ﴾قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : الظاهر أن الآية فيما هو أخص ، كالبيعة والذمة والأمانة والنذر ونحو ذلك ، وهذه الآية كقوله تعالى : ﴿ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ﴾ .
﴿ ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون ﴾يقول تعالى : هذا وصاكم وأمركم به وأكد عليكم فيه لعلكم تذكرون ، أي : تتعظون وتنتهون عما كنتم فيه .

﴿ وأن هذا صراطي مستقيماً ﴾يحتمل أن المشار إليه ما سبق ، ويحتمل أن المراد ما علم من دين الله ، وهو اتباع أوامره واجتناب نواهيه ، وإخلاص العبادة له .
قال ابن القيم في الصراط المستقيم : ( وحقيقته شيء واحد ، وهو طريق الله الذي نصبه لعباده موصلاً لهم إليه ، ولا طريق إليه سـواه ، بل الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريقه الذي نصبه على ألسـن رسـله ، وجعله موصلاً لعباده إليه ، وهو إفراده بالعبودية ، وإفراد رسله بالطاعة ) . أ . ﻫ
﴿ ولا تتبعوا السبل ﴾ السبل : قال مجاهد : هي البدع والشهوات .
وهذه السبل تعم اليهودية والنصرانية والمجوسية ، وعباد القبور ، والبدع والضلالات .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : (أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة هي ما عليه أنا وأصحابي ، وفي رواية : الجماعة )
﴿ ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ﴾أي ذلكم المذكور وصاكم به لتنالوا به درجة التقوى والالتزام بما أمر الله به ورسوله
مناسبة الآيات للباب :
أن الله سبحانه ذكر فيها جملاً من المحرمات فبدأ بالنهي عن الشرك فدل هذا على أن الشرك أعظم المحرمات .
فائدة ذكر في بداية الايات لعلكم تعقلون ثملعلكم تذكرون ثم قال لعلكم تتقون لو تأملتم في الترتيب فالانسان اذا تعقل تذكرواذا تذكر اتقى

فانتهى عن ماحرم الله
نكمل المرة القادمة ان شاء الله
الواجب

لماذا افرد قتل الاولاد رغم دخوله في الفواحش؟