عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 05-27-2010, 08:26 AM
أبو يوسف السلفي أبو يوسف السلفي غير متواجد حالياً
" ‏مَا الْفَقْرَ ‏أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي‏ ‏أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ "
 




افتراضي




بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه– وبعد ..


نُكْمِل بمشيئة الله دروسنا وهذا هو


الدرس الثامن


السمة الثانية : الأمر بالصبر والثبات على الدين، والكفّ عن القتال والوعد بالنصر والتمكين


كان المسلمون يرغبون في الدفاع عن أنفسهم، ويبدو أن الموقف السلمي قد حرك قلوب بعضهم، وخاصة الشباب منهم، فقد أتى عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة , فقالوا : يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون , فلما آمنا صرنا أذلة ! قال : إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم . ويظهر هذا جليّا في قصة خبّاب عندما شكى إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: شكونا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيُحفَر له في الأرض، فيُجعَل فيها، ثم يُؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعَل نصفين، ويُمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليُتمّنّ الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" .


ولا شك في أن كلام الرسول – صلى الله عليه وسلم – أبلغ تسلية وتربية على الصبر، وهو لا شك – صلى الله عليه وسلم – يستنصر لهم ويدعو لهم، إلا أنه أراد – صلى الله عليه وسلم – أن يعلموا أن ذلك سُنّة ماضية، وأن أهل الإيمان لابد أن يتعرضوا للبلاء، ثم بشّرهم كذلك بالنصر والتمكين وتبديل مخاوفهم أمناً، كما قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)


ومن الآيات التي نزلت في مكة تأمر المؤمنين بالصبر على البلاء، وتحثهم على العفو والصفح تأليفاً لقلوب المشركين: قوله تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ)


ومن الحِكَم وراء الكف عن القتال في مكة (مما لاحظه بعض الدارسين):


1 – كانت الفترة المكية فترة تربية وإعداد، ومن أهدافها تربية الفرد العربي على الصبر على ما لا يصبر عليه عادةً، ومن ثم يتم الاعتدال في طبيعته.


2 – وربما كان ذلك أيضاً لأن الدعوة السلمية أشد أثراً وأنفذ في مثل بيئة قريش.


3 – وربما كان ذلك اجتناباً لإنشاء معركة ومقتلة داخل كل بيت، فلم تكن هناك سلطة نظامية هي التي تؤذي المؤمنين وإنما كان ذلك موكولاً إلى أولياء كل فرد.


4 – وربما كان ذلك لما كان يعلمه الله تعالى من أن كثيراً من المعاندين الذين يفتنون المسلمين عن دينهم هم بأنفسهم سيكونون من جند الإسلام المخلص.


5 – وربما كان ذلك لأن النخوة العربية في بيئة قبلية من عادتها أن تثور للمظلوم الذي يحتمل الأذى ولا يتراجع.


6 – وربما كان ذلك لقلة عدد المسلمين حينئذ وانحصارهم في مكة.


بيان الحكمة من الابتلاء الذي تعرض له الصحابة :


الابتلاء سنة الله في خلقه وهو يرتبط بالتمكين ارتباطاً وثيقاً وقد سئل الإمام الشافعي : أيهما أفضل للمرء، أن يُمكّن أو يُبتلى ؟ فقال الإمام الشافعي " لا يُمكّن حتى يُبتلى، فإن الله تعالى ابتلى نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً – صلوات الله وسلامه عليهم – فلما صبروا مكنهم، فلا يظن أحد أن يخلص من الألم البتة ".


وللابتلاء حِكَم كثيرة منها :


1 – تصفية الصفوف والكشف عن حقيقة النفوس وخباياها .


2 – تربية الأمة المسلمة على الصبر والثبات عند نزول المحن.


3 – الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة.


4 – معرفة قدر الدعوة ومنزلتها. وذلك لكي تعز هذه الدعوة على المسلمين وتغلو بقدر ما يصيبهم في سبيلها من بلاء.


5 – الدعاية للإسلام : أي أن صبر المؤمنين على الابتلاء دعوة صامتة لهذا الدين، فلو كان أهله على غير الحق لما صبروا.


6 - رفع المنزلة والدرجة عند الله وتكفير السيئات.


السمة الثالثة : الاهتمام بتربية الصحابة بغرس الإيمان وتصحيح العقيدة وتزكية النفوس


لقد نزل القرآن على النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك وهذا ما نلاحظه في السور المكية وما يدل عليه قول السيدة عائشة – رضي الله عنها – حيث قالت " أول ما نزل من القرآن سورة فيها ذكر الجنة والنار " تعني سورة المدثر ( وهي ثاني سورة نزلت ) وفيها يقول الله تعالى (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) ثم قالت : " حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل من أول الأمر : لا تزنوا، لقالوا لا ندع الزنا أبداً، ولو نزل : لا تشربوا الخمر، لقالوا لا ندع شرب الخمر أبداً.


من الأحداث الكبرى التي وقعت في فترة الجهر بالدعوة بمكة


وفاة خديجة وأبي طالب


وفاة أبي طالب

ألح المرض بأبي طالب، فلم يلبث أن وافته المنية، وكانت وفاته في رجب سنة عشر من النبوة، بعد الخروج من الشِعب بستة أشهر‏.‏ وقيل‏:‏ توفي في رمضان قبل وفاة خديجة رضي الله عنها بثلاثة أيام‏.‏
وفي الصحيح عن المسيب‏:‏ أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل، فقال‏:‏ ‏(‏أي عم، قل‏:‏ لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ‏)‏ فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية‏:‏ يا أبا طالب، ترغب عن ملة عبد المطلب‏؟‏ فلم يزالا يكلماه حتى قال آخر شيء كلمهم به‏:‏ على ملة عبد المطلب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لأستغفرن لك ما لم أنه عنـه‏)‏، فـنزلت‏:‏‏( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)‏ ‏[‏التوبة‏:‏113‏]‏ ونزلت‏:‏ ‏(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ‏)‏[‏القصص‏:‏ 56‏]‏‏.‏




وفي الصحيح عن العباس بن عبد المطلب، قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏هو في ضَحْضَاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏

وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ـ وذكر عنده عمه ـ فقال‏:‏ ‏(‏لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار تبلغ كعبيه‏)‏




خديجة إلى رحمة الله

وبعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين أو بثلاثة أيام ـ على اختلاف القولين ـ توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وكانت وفاتها في السنة العاشرة من النبوة، ولها خمس وستون سنة على أشهر الأقوال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك في الخمسين من عمره‏.‏
إن خديجة كانت من نعم الله الجليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقيت معه ربع قرن تحن عليه ساعة قلقه، وتؤازره في أحرج أوقاته، وتعينه على إبلاغ رسالته، وتشاركه في مغارم الجهاد المر،وتواسيه بنفسها ومالها، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏آمنت بي حين كفر بي الناس، وصدقتني حين كذبني الناس، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس، ورزقني الله ولدها وحرم ولد غيرها‏)‏
وفي الصحيح عن أبي هريرة قال‏:‏ أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال‏:‏ يا رسول الله ، هـذه خديجة قـد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقـرأ عليها السلام من ربها، وبشرها ببيت في الجنة من قَصَبٍ لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ‏.‏

بيان الحكمة من موت أبي طالب وخديجة قبل أن يشتد ساعد المسلمين في مكة :




حتى لا يقال أن النبي كان في منعة أبي طالب ولا يستطيع أحد أن يؤذيه بينما أصحابه يعذبون، وحتى تكون الحماية والنصر من الله تعالى وحده، وحتى لا يكون لأحد غير المسلمين يد في نصرة الإسلام والدفاع عنه وتمكين الله لهم، وقد تعهد الله تعالى أن يعصم نبيه من المشركين، وليس معنى ذلك العصمة من الإيذاء وإنما العصمة من القتل.


آية انشقاق القمر


قال بن كثير " جعل الله تعالى له آية على صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما جاء به من الهدى ودين الحق. قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) قد أجمع المسلمون على وقوع ذلك في زمنه - عليه الصلاة والسلام – وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها ونظر فيها ".


روى البخاري عن أنس – رضي الله عنه – " أن أهل مكة سألوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما ".


وروى الإمام أحمد عن جبير بن مطعم عن أبيه قال " انشق القمر على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فصار فرقتين، فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل، فقالوا : سَحَرنا محمد .. " الحديث.


الرد على المنكرين لانشقاق القمر


أنكر ذلك جمهور الفلاسفة كما أنكروا الكثير من الأمور الغيبية كتكوير الشمس يوم القيامة، والرد عليهم أنهم إن كانوا كفاراً فيُناظروا أولاً على ثبوت الإسلام، ثم يُشركوا مع غيرهم ممن أنكر ذلك من المسلمين، ومتى سلّم المسلم بعض ذلك دون بعض ألزم التناقض، ولا سبيل إلى إنكار ما ثبت في القرآن من الانخراق والالتئام في القيامة، فيستلزم جواز وقوع ذلك معجزة لنبي الله – صلى الله عليه وسلم –


وقد أنكر بعض المبتدعة الموافقين لمخالفي الملة انشقاق القمر، ولا إنكار للعقل فيه، لأن القمر مخلوق لله يفعل فيه ما يشاء، كما يكوره يوم البعث ويفنيه، وأما قول بعضهم : لو وقع لجاء متواتراً واشترك أهل الأرض في معرفته، فجوابه أن ذلك وقع ليلاً وأكثر الناس نيام، والأبواب مغلقة، وقد يقع بالمشاهدة في العادة أن ينكسف القمر ولا يشاهدها إلا الآحاد، فكذلك الانشقاق كان آية وقعت في الليل لقوم طلبوا ذلك، فلم يتأهب غيرهم لها.


رحلة النبي – صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف


في شوال سنة عشر من النبوة ‏خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، وهي تبعد عن مكة نحو ستين ميلًا، سارها ماشيًا على قدميه جيئة وذهابًا، ومعه مولاه زيد بن حارثة، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام، فلم تجب إليه واحدة منها‏.‏

فلما انتهي إلى الطائف عمد ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله ، وإلى نصرة الإسلام، فقال أحدهم‏:‏ هو يَمْرُط ثياب الكعبة ‏[‏أي يمزقها‏]‏ إن كان الله أرسلك‏.‏ وقال الآخر‏:‏ أما وَجَدَ الله أحدًا غيرك، وقال الثالث‏:‏والله لا أكلمك أبدًا، إن كنت رسولًا لأنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي أن أكلمك‏.‏ فقام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم‏:‏ ‏[‏إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني‏]‏‏.‏
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل الطائف عشرة أيام، لا يدع أحدًا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، فقالوا‏:‏ اخرج من بلادنا‏.‏ وأغروا به سفهاءهم، فلما أراد الخروج تبعه سفهاؤهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، فوقفوا له سِمَاطَيْن ‏[‏أي صفين‏]‏ وجعلوا يرمونه بالحجارة، وبكلمات من السفه، ورجموا عراقيبه، حتى اختضب نعلاه بالدماء‏.‏ وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شِجَاج في رأسه، ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط (أي بستان) لعتبة وشيبة ابني ربيعة على ثلاثة أميال من الطائف، فلما التجأ إليه رجعوا عنه، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شجرة من عنب فجلس تحت ظلها إلى جدار‏.‏ فلما جلس إليه واطمأن، دعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كآبة وحزنًا مما لقي من الشدة، وأسفًا على أنه لم يؤمن به أحد، قال‏:‏
‏(‏اللهم إليك أشكو ضَعْف قُوَّتِي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُنى‏؟‏ إلى بعيد يَتَجَهَّمُنِى‏؟‏ أم إلى عدو ملكته أمري‏؟‏ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سَخَطُك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك‏)‏‏ الدعاء المشهور، وقد ضعّفه كثير من العلماء منهم الألباني في حين حسّنه غيرهم.‏
ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيبًا محزونًا كسير القلب، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة‏.‏
وقد روى البخاري تفصيل القصة ـ بسنده ـ عن عروة بن الزبير، أن عائشة رضي الله عنها حدثته أنها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لقيت من قومكِ ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يالِيل بن عبد كُلاَل، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت ـ وأنا مهموم ـ على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقَرْنِ الثعالب ـ وهو المسمى بقَرْنِ المنازل ـ فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال‏:‏ إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم‏.‏ فناداني ملك الجبال، فسلم عليّ ثم قال‏:‏ يا محمد، ذلك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ـ أي لفعلت، والأخشبان‏:‏ هما جبلا مكة‏:‏ أبو قُبَيْس والذي يقابله، وهو قُعَيْقِعَان ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئا‏)‏‏.‏

من جوانب الحيطة والحذر في قصة الطائف




كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يهتم بالحيطة والحذر – وفي هذا درس لنا – ومن ذلك :


1 – كان خروجه من مكة على الأقدام حتى لا تظن قريش أنه ينوي الخروج من مكة مما قد يعرّضه للأذى والمنع من الخروج.


2 – واختيار الرسول – صلى الله عليه وسلم – زيداً كي يرافقه فيه جوانب أمنية فهو ابنه بالتبني فوجوده مع لا يثير شكوكاً لقوة الصلة بينهما.


3 - لما رد عليه زعماء الطائف بأقبح رد تحمّله النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يغضب بل طلب منهم أن يكتموا عنه.


فائدة : رغم ما لقي النبي في الطائف إلا أنه لم ييأس ولم يتخلى عن دعوته أو يتكاسل فيها، ونحن لا بد ألا تصدنا المحن عن طريقنا طالما أننا نسير على هدى من الإيمان بالله وتوفيقه.


الواجب


س1 اذكر الحكم المستنبطة من الكف عن قتال المشركين في مكة.


س2 بيّن الحكمة من الابتلاءات التي تعرض لها الصحابة رضوان الله عليهم.


س3 كيف ترد على منكري حادثة انشقاق القمر؟


نُكْمِل الدرس القادم إن شاء الله


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك