عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-12-2009, 11:25 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

عودٌ إلى الإمام البربهاري ـ رحمة الله عليه ـ في كتابه شرح السنة، قال رحمه الله: "فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ، ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر ، هل تكلم به أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أحد من العلماء؟ فإن وجدت فيه أثرًا عنهم فتمسك به، ولا تجاوزه لشيء، ولا تختر عليه شيئاً فتسقط في النار" وهذا نص مما ينبغي أن يُتَحَفَّظ وأن يصير قانوناً ومنهاجاً وديدناً،" فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن، ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر، هل تكلم به أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أحد من العلماء؟ فإن وجدت فيه أثرًا عنهم فتمسك به ، ولا تجاوزه لشيء، ولا تختر عليه شيئاً فتسقط في النار", وكلامه - رحمه الله تبارك وتعالى- داخل تحت أصل عظيم من الأصول التي يقوم عليها منهج أهل السنة السائرين على طريق السلف الصالح, والذي لا ينبغي لطالب علم سلفي أن يجهله، ألا وهو أن العدو الداخلي في الأمة أخطرُ عليها من العدو الخارجي، ودليل ذلك ما رواه مسلم في صحيحه بسنده عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله زوى لي الأرض -أي جمع لي الأرض- فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها) ، وهو من علامات نُبُوَّته في أنه تحقق بدءاً ، وأنه أخبر به على هذه الصفة شرقاً وغرباً ، لا شمالاً وجنوباً ، والأمر كما قال -صلى الله عليه وسلم- (فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ـ يعني الذهب والفضة أو ملك كسرى وقيصر ـ وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكهم بسَنَةٍ عامة ، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ـ أي جماعتهم أو عزهم ، وإن ربي قال لي : يا محمد إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد ، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة ـ أي بقحط شامل يأخذهم من أقطارهم ويُطبِقُ عليهم حتى لا يبقي منهم أحداً ، لا يكون ـ وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها) فهذه آتاها الله رب العالمين محمداً -صلى الله عليه وسلم- وأمته ، أن لا يسلط عليهم عدواً من خارجهم ، العدو الخارجي مهما بلغت قوته مدحور منكسر أمام صخرة هذه الأمة بتوحيد أبناءها لدى الطائفة المنصورة ، فإن الطائفة المنصورة لا تنطوي على شرك ، ولا تحتوي على شكٍّ ، ولا تُلِمُّ برياء ولا نفاقٍ ، وإنما محقِّقة للتوحيد على الوجه ، فعلى صخرتها تنكسر جميع القُوى ، وتتحطم موجاتها بدداً ، كما وعد الله رب العالمين محمداً - صلى الله عليه وسلم- ، وآتاه ذلك لأمته ، ( وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضكم يُهلِكُ بعضاً ، ويسبي بعضهم بعضاً ) هذا نص مسلم ـ رحمه الله ـ .
وعند أبي داود - رحمه الله - بإسناد صحيح في الحديث نفسه زيادة ، (
وإنما أخاف على أمتي الأئمةَ المضلين ) أي: الداعين إلى البدع والفسق والفجور ، فدل هذا الحديث على أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يتخوف على أمته من العدو الخارجي الظاهر في كفره كاليهود والصليبيين؛ لأن الله قد قضى قضاءً لا يُرَدَُ، أنه لا يسلطهم علينا إلا إذا نحن فتحنا لهم الباب ومهدنا لهم السبيل، وإنما الشر والبلاء يأتي من العدو الداخلي، وهم الأئمة المضلون، ودُعاةُ البدع والشبهات، وحينئذ تنحرف الأمة، حتى تصير فرقاً وجماعات، ومِزَقاً تتبدد بدداً، فيتقاتلون يسبي بعضهم بعضاً، ويقتل بعضهم بعضاً ومن عجب أن القاتل لا يدري فيما قتل، ولا المقتول – أيضاً - يدري فيما قُتِلَ.
قال ابن القيم -عليه الرحمة- : قال تعالى : {
وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } [ النساء : 141] ، قيل : بالحجة والبرهان ، فإن حجتهم - أي: حجة الكافرين - داحضة عند ربهم، وقيل: هذا في الآخرة، أما الدنيا فقد يتسلطون عليهم بالضرر لهم والأذى، وقيل: لا يجعل لهم عليهم سبيلاً مستقرًا، بل وإن نُصروا عليهم في وقت فإن الدائرة تكون عليهم ويستقرُّ النصر لأتباع الرُّسل ، وقيل: بل الآية على ظاهرها وعمومها ولا إشكال فيها بحمد الله {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } [ النساء : 141]، فإن الله سبحانه ضمن أن لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً, فحيث كانت سبيل ما عليهم، أي على المؤمنين من الكافرين، فهم - يعني المؤمنين - الذين جعلوها بتسبُّبِهم - ترك بعض ما أمروا به أو ارتكاب بعض ما نهوا عنه -, فهم جعلوا لهم السبيل عليهم بخروجهم عن طاعة الله وطاعة رسول الله ، وذلك فيما أوجب الله تبارك وتعالى به تسلُّط عدوهم عليهم من هذه الثُّغرة التي أخلَوها ، ومعلوم أن كل مسلم على ثُغرة من ثُغور المسلمين فليحذر أن يؤتى المسلمون من قِبَلِه، كلكم على ثُغرٍ من ثغور المسلمين فحذارِ أن يؤتى المسلمون من قبلكم.
يقول -رحمه الله -: النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما أخلى أصحابه يوم أحد الثغرة التي أمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بلزومها وحفظها، وجد العدو حينئذ طريقاً عليهم منها فدخل، فلا يكون ذلك إلا بما فرَّطَ المسلمون فيه من طاعة الله وطاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، فإذا كانت البدع باتفاق المسلمين وإجماع أهل العلم أخطرَ من المعاصي فلابد لأهل العقيدة السليمة الصافية من كل شائبة من كشف زيوف المبتدعة والحركيين والفكريين والعلمانيين , وحِراسة الصف من الداخل كحراسته من العدو الخارجي سواءً بسواء.
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله- : "المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكنَّ ذلك يُوجبُ من النظافة والنعومة، ويوجب منهما ما نحمد الله - تبارك وتعالى - معه على ذلك التخشين" ، يعني في غسل اليدين إحداهما للأخرى، فواجبٌ على أهل العلم القيام بالذبِّ والدفاع عن حق الله وحق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتيقُّظ لتلك الأقلام والأبواق, كلٌ بحسب علمه وطاقته، فالمسئولية عامة ومشتركة،
رد مع اقتباس