الموضوع
:
أخبرنا أستاذي يوماً *** عن شيء يدعى الحرية
عرض مشاركة واحدة
#
1
04-24-2011, 10:22 PM
أ جنة الرحمن
قـــلم نــابض
أخبرنا أستاذي يوماً *** عن شيء يدعى الحرية
أخبرنا أستاذي يوماً *** عن شيء يدعى الحرية
فسألت الأستاذ بلطف *** أن يتكلم بالعربية ؟!
ما هذا اللفظ وما تعني *** وأية شئ حرية؟!!
هل هي مصطلح يوناني *** عن بعض الحقب الزمنية ؟!
أم أشياء نستوردها *** أو مصنوعات وطنية ؟!!
فأجاب معلمنا حزناً *** وانساب الدمع بعفوية
قد أنسوكم كل التاريخ *** وكل القيم العلوية
أسفي أن تخرج أجيال *** لا تفهم معنى الحرية
لا تملك سيفاً أو قلماً *** لا تحمل فكراً و هوية !!
وعلمت بموت مدرسنا *** في الزنزانات الفردية
فنذرت لئن أحياني الله *** وكانت بالعمر بقية
لأجوب الأرض بأكملها *** بحثاًَ عن معنى الحرية
وقصدت نوادي أمتنا *** أسألهم أين الحرية ؟!!
فتواروا عن بصري هلعاً !! *** وكأن قنابل ذرية
ستفجر فوق رؤوسهم *** وتبيد جميع البشرية
وأتى رجل يسعى وجلا *** وحكا همساً وبسرّية
لا تسأل عن هذا أبداً *** أحرف كلماتك شوكية
هذا رجسا هذا شركا *** في دين دعاة الوطنية
إرحل فتراب مدينتنا *** يحوي أذاناً مخفيّة !
!تسمع ما لا يحكى أبداً *** وترى قصصاً بوليسية
ويكون المجرم حضرتكم *** والخائن حامي الشرعية
ويلفق حولك تدبير *** لإطاحة نظم ثورية
وببيع روابي بلدتنا *** يوم الحرب التحريرية
وبأشياء لا تعرفها *** وخيانات للقومية
وتساق إلى ساحات الموت *** عميلا للصهيونية!!
واختتم النصح بقولته *** وبلهجته التحذيرية
لم أسمع شيئاً لم أركم *** ما كنا نذكر حرية
هل تفهم؟ عندي أطفال *** كفراخ الطير البرية
*****
وذهبت إلى شيخ الإفتاء *** لأسأله ما الحرية؟
!فتنحنح يصلح جبته *** وأدار آداة مخفية
وتأمل في نظارته *** ورمى بلحاظ نارية
وأعتدل الشيخ بجلسته *** وهزى باللغة الغجرية
اسمع يا ولدي معناها *** وافهم أشكال الحرية
ما يمنح مولانا يوما *** بقرارات جمهورية
أو تأتي مكرمة عليا *** في خطب العرش الملكية
والسير بضوء فتاوانا *** والأحكام القانونية
ليست حقا ليست ملكا *** فأصول الأمر عبودية
وكلامك فيه مغالطة *** وبه رائحة كفرية
هل تحمل فكر أزارقة؟ *** أم تنحو نحو حرورية؟؟
يبدو لي أنك موتور *** لا تفهم معنى الشرعية
واحذر من أن تعمل عقلا *** بالأفكار الشيطانية
واسمع إذ يلقى مولانا *** خطباً كبرى تاريخية
هي نور الدرب و منهجه *** وهي الأهداف الشعبية
ما عرف الباطل في قول *** أو في فعل أو نظرية
من خالف مولانا سفها *** فنهايته مأساوية
لو يأخذ مالك أجمعه *** أو يسبي كل الذرية
أو يجلد ظهرك تسلية *** وهوايات ترفيهية
أو يصلبنا ويقدمنا *** قربانا للماسونية
فله ما أعطى أو أبقى *** لا يسأل عن أي قضية
ذات السلطان مقدسة *** فيها نفحات علوية
قد قرر هذا يا ولدي *** في فقرات دستورية
لا تصغي يوماً يا ولدي *** لجماعات إرهابية
لا علم لديهم لا فهما *** لقضايا العصر الفقهية
يفتون كما أفتى قوم *** من سبع قرون زمنية
تبعوا أقوال أئمتهم *** من أحمد لابن الجوزية
أغرى فيهم بل ضللهم *** سيدهم و ابن التيمية
و نسوا أن الدنيا تجري *** لا تبقى فيها الرجعية
والفقه يدور مع الأزمان *** كمجموعتنا الشمسية
وزمان القوم مليكهم *** فله منا ألف تحية
وكلامك معنا يا ولدي *** أسمى درجات الحرية
فخرجت وعندي غثيان *** و صداع الحمى التيفية
و سألت النفس أشيخ هو؟ *** أم من أتباع البوذية؟!
أو سيخي أو وثني من *** بعض الملل الهندية؟!
أو قس يلبس صلبانا *** أم من أبناء يهودية ؟!
ونظرت ورائي كي أقرأ *** لافتة الدهر المحمية
كتبت بحروف بارزة *** وبألوان فسفورية
هيهات الفتوى والعلماء *** وشيوخ النظم الأرضية
من مملكة ودويلات *** وحكومات جمهورية
هل نحن نعيش زمان التيه *** وذل نقوص
ودنية
تهنا لما جاهدنا *** ونسينا طعم الحرية
وتركنا طريق رسول الله *** لسنن الأمم السبئية
قلنا لما أن نادونا *** لجهاد النظم الكفرية
روحوا أنتم سنظل هنا *** مع كل المتع الأرضية
فأتانا عقاب تخلفنا *** وفقا للسنن الكونية
*****
ووصلت إلى بلاد السَكْسَون *** لأسألهم عن الحرية
فأجابوني (سوري.. سوري) *** نو حرية نو حرية
من أدراهم أني سوري *** ألأني أطلب حرية؟!!
وسألت المغتربين *** وقد أفزعني فقد الحرية
هل منكم أحد يعرفها *** أو يعرف وصف و مزية
فأجاب القوم بآهات *** أيقظت هموم منسية
لو رزقنا ما هاجرنا *** وتركنا الشمس الشرقية
بل طالعنا معلومات *** في المخطوطات الأثرية
أن الحرية أزهار *** ولها رائحة عطرية
كانت تنمو بمدينتنا *** وتفوح على الإنسانية
تركوا الحراس رعايتها *** فرعتها الحمر الوحشية
*****
و سألت أديبًا من بلدي *** هل تعرف معنى الحرية؟!
فأجاب بأهات حارة *** لا تسألنا نحن رعية
*****
وذهبت إلى صناع الرأي *** وأهل الصحف الدورية
ووكالات وإذاعات *** ومحطات تلفازية
وظننت بأني لن أعدم *** من يفهم معنى الحرية
فإذا بالهرج قد استعلى *** وأقيمت سوق الحرية
وخطيب طالبَ في شمم *** أن تلغى القيم الدينية
وبمنع تداول أسماء *** و مفاهيم إسلامية
وإباحة فجر وقمار *** وفعال الأمم اللوطية
وتلى إمرأة مفزعة *** كسنام الإبل البختية
وبصوت يقصفها الدار *** بقنابلها العنقودية
إن الحرية أن تشبع *** الرغبات الجنسية
الحرية فعل سحاق *** ترعاه النظم الدولية
هي حق الإجهاض عموما *** وإبادة قيما خلقية
هي خمرا يجري *** وسفاحا ونوادي رقصا ليلية
وأتى سيّدهم مختتماً *** نادي أبطال الحرية
و تلى ما جاء الأمر به
*** من دار الحكم المحمية
أمر السلطان و مجلسه *** بقرارات تشريعية
تقضي أن يقتل مليون *** وإبادة مدن الرجعية
فليحفظ ربي مولانا *** ويديم ظلال الحرية
فبمولانا وبحكمته *** ستصان حياض الحرية
وهنالك أمر ملكيا *** وبضوء الفتوى الشرعية
يحمي الحرية من قوما *** راحوا قتلا للحرية
ويوجه أن تبنى سجونا *** في الصحراء الإقليمية
وبأن يستورد خبراء *** في ظبط خصوم الحرية
يلغى في الدين سياسته *** وسياستنا لا دينية
وليسجن من كان يعادي *** قيم الدنيا العلمانية
أو قتلا يقطع دابرهم *** ويبيد الزمر السلفية
حتى لا تبقى أطيافا *** لجماعات إسلامية
وكلام السيد راعينا *** هو عمدتنا الدستورية
فوق القانون وفوق الحكم *** وفوق الفتوى الشرعية
لا حرية لا حرية *** لجميع دعاة الرجعية
لا حرية لا حرية *** أبدا لعدو الحرية
ناديت يا أهل الإعلام *** أهذا معنى الحرية
فأجابوني بإستهزاء *** وبصيحات هستيرية
أظن بأنك رجعيا *** أو من أعداء الحرية
وأنشق الباب وداهمني *** رهطا بثياب الجندية
هذا لكما هذا ركلا *** ذياك
بأخمص روسية
أخرج خبر من تعرفهم *** من أعداء للحرية
وذهبت بحالة إسعافا *** للمستشفى التنصيرية
وأتت نحوي تمشي دلعا *** كطير الحجل البرية
تسأل في صوت مغناج *** هل أنت جريح الحرية
أن تطلبها فالبس هذا *** واسعد بنعيم الحرية
الويل لك ما تعطيني *** أصليب يمنح
حرية
يا وكر الشرك ومصنعه *** في أمتنا الإسلامية
فخرجت وجرحي مفتوح *** لأتابع أمر
الحرية
منتقل
أ جنة الرحمن
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها أ جنة الرحمن