عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 05-08-2010, 04:49 AM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

قال ابن عثيمين -رحمه الله- في شرح الأربعين النووية; على الحديث الخامس والعشرون ما نصّه:

-والأمر بالمعروف لابد فيه من شرطين:
الشرط الأول: أن يكون الآمر عالماً بأن هذا معروف, فإن كان جاهلاً فإنه لا يجوز أن يتكلم, لأنه إذا أمر بما يجهل فقد قال على الله تعالى مالا يعلم.
الشرط الثاني:
ان يعلم أن هذا المأمور قد ترك المعروف, فإن لَمْ يعلم تَرْكَه إياه فليستفصل, ودليل ذلك "أن رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي -عليه الصلاة والسلام- يخطب فجلس, فقال له -عليه الصلاة والسلام-: أصليتَ؟. قال: لا, قال "قم فصلِّ ركعتين وتجوَّز فيهما" فلم يأمره بصلاة ركعتين حتى سأله هل فعلهما أو لا, فلابد أن تعلم أنه تارك لهذا المعروف.

-والنهي عن المنكر كذلك لابد فيه من شروط:
الأول: أن تعلم أن هذا منكر بالدليل الشرعي, لا بالذوق ولا بالعادة ولا بالغيرة ولا بالعاطفة, وليس مجرد أن ترى أنه منكر فيكون منكراً, فقد يُنكر الإنسان ماكان معروفاً.
الثاني: أن تعلم أن هذا المُخَاطَبْ قد وقع في منكر, فإن لم تعلم فلا يجوز أن تنهى, لأنك لو فعلتَ لعُدّ ذلك منك تسرعاً ولأكل الناس عرضك, بل لابد أن تعلم أن ماوقع فيه منكر.
مثال ذلك: رأيتَ رجلاً في البلد يأكل ويشرب في رمضان ولنقل في المسجد الحرام, فليس لك أن تنكر عليه حتى تسأل هل هو مسافر أم لا؟ لأنه قد يكون مسافراً والمسافر يجوز له أن يأكل ويشرب في رمضان, إذن لابد أن تعلم أن هذا المخاطب قد وقع في هذا المنكر.
الشرط الثالث: ألا يزول المنكر إلى ما هو أعظم, فإن زال المنكر إلى ماهو أعظم كان إنكاره حراماً, لأن إنكاره يعني أننا حولناه مما هو أخف إلى ماهو أشد... ويُذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنه مرّ مع صاحب له على قومٍ من التتر يشربون الخمر ويفسقون, ولم ينهَهُم شيخ الإسلام عن هذا فقال له صاحبه: لماذا لا تنهاهم؟ وكان -رحمه الله- ممن عُرِفَ بإنكار المنكر, فقال: لو نهيت هؤلاء لقاموا إلى بيوت الناس ونهبوها وانتهكوا أعراضهم, وهذا أعظم مما هم عليه الآن -فانظر للفقه في دين الله -عز وجل-. اهـ

تتمة للفائدة: قال الشيخ -رحمه الله-;
وتحت هذه المسألة أربعة أقسام:
الأول: أن يزول المنكر بالكلية.
الثاني: أن يخفّ.
الثالث: أن يتحول إلى منكر مثله.
الرابع: أن يتحول إلى منكر أعظم.
فإن كان إنكار المنكر يزيله فلا شك أن الإنكار واجب.
وإذا كان يخفف فالإنكار واجب, لأن تخفيف المنكر أمر واجب.
وإذا كان يتحول إلى ما هو مثله فمحل نظر...
وإذا كان يتحول إلى ماهو أعظم فالإنكار حراج. اهـ
وحبذا لو رُجِعَ إلى الشرح.
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال

التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 11-03-2010 الساعة 03:11 AM
رد مع اقتباس