عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-14-2011, 07:19 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

إن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً نبينا وسيدنا وشفيعنا وقدوتنا وحبيبنا رسول الله .
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . أما بعد
أيها الكرام : إن الصورة الظاهرة الواضحة الجالية أن منطقتنا يراد إعادة تفصيلهامرة أخرى ، وأن يعاد تشغيل الدماء في هذه العقلاء مرة أخرى فلا تظنن أن مايحاكى الآن جاء بدفعة قوية إنما جاء بترتيب ونظام ، وأن الرؤية واضحة ، فأي إنسان يعقل يعلم أن سفور الغرب الذي يؤيده من يؤيد ومن ساعد على تأييده فهو العاجز المحتال ، هذا بموازين الخلق ، فلا تظنن أبدًا أن أنسحاب التأييد من الغرب للحكومة السابقة يعني أنهم يريدون تغيير إلى الأفضل ، لكنهم يريدون تغيير دماء أخرى ليكونوا عملاء أنشط تماما كما حصل في جلب المدنية والديمقراطية إلى أثينا وبيزنطا ، وتماما كما حصل في فرنسا وتماما كما حصل في كل بلاد الغرب في أمريكا وفي غيرها . أن التغيير الذي حصل عندهم من الظلم والاستبداد والاستيلاء للأموال والسلطة وغير ذلك كان مرده الوحيد هو الديمقراطية بكل معانيها والمدنية بكل معانيها .
إن شباب 25 يناير يخرجون اليوم ويرفعون لا فتة في ميدان التحرير ( مدنية لا دينية ) . لا يظن أحدكم أني لا أحب التغيير ، أو أني أريد الظلم جاثما على الصدور ، أو أن يبقى الدعاة مكبلون ، كل هذا لا أريده فإن الظلم ظلمات كما قال رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه ، وأن الظلم حرمه الله على نفسه ، وحرمه على خلقه . ولكن إذا أطيل الظلم فإلى أين المسير ؟ إلى أين المسير ؟ المرحلة القادمة مرحلة مجالس نيابية إلا لم نستيقظ لها لم نأخذ من الغنيمة شيئًا ، لا بد أن يخرج من بيننا أهل دين وإسلام من يحملون مايرده الناس إلى تلك المجالس ويبلغون الحكومة فإذا نظرنا للديمقراطية التي يسيرهاالمجالس النيابية فلابد أن يتواجد فيها أهل الإسلام ، فإياكِ أن تختلف مع أخيك الآن قبل الحكم أنه شيء من تخفيف الظلم ، وتخفيف الظلم صار واجب من الواجبات .
وقد نص على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وأقره من المعاصريين الشيخ ابن العثيمين والشيخ ابن الباز رحمهما الله تعالى فقد أجازوا دخول المجالس النيابية ولو كانت تقوم على الديمقراطية قالوا : وهذا من باب تخفيف الظلم . قالوا : وهو من الواجبات الشرعية الواجبة على أمة خير البرية عليه أفضل الصلاة والتحية صلى الله عليه وسلم .
وعلى موقعنا على الشبكة العنكبوتية في حكم الدخول للمجالس النيابية . وقتنا ليس وقت خلاف ، وقتنا لا بد أن يكون فيه أن يكون عندك من سعة الصدر ماتستمع فيه إلى مخالفك ، وأن تقبل ما عنده ولو قبول مبدئيًا ما دامت الأصول واحدة فالخلاف في الفروع لا يفسد كما يقولون الاختلاف لا يفسد للود قضية .
الخلاف في الفروع جائز بين أهل السنة فيما بينهم ، وأما أختلاف الأصول فهو الفارق البين والعلامة الواضحة بين أهل السنة والجماعة وبين أهل البدعة
وهذه القاعدة مقررة عند أهل العلم وهو تخفيف الظلم والفساد قدر الطاقة . حتى سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن حكم العمل بالشرط وأنتم تعلمون قدر الظلم الذي يقع عند الشرط أي الشرطة . فقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : يجوز بل قد يجب . يجوز أن كان يغلب على ظنه أنه سيرفع شيء من الظلم ويحرم عند عدم تحقيق ذلك . فإن تخفيف الظلم قدر الطاقة واجب شرعي على كل مسلم .
أيها الأخوة الكرام : المرحلة القادمة مرحلة العودة من الغمة هذا ما ينبغي أن يكون ، مرحلة عودة للأمة إلا أن تكون أمة قارئة .
كثيرًا منا يفتحون النت لكن ماذا يفعلون به ؟! كثيرًا منا يفتحون الكتب لكن ماذا يقرؤون فيها ؟! كثيرًا منا يستمعون إلى الخطب ولكن ماهدفهم منهم ؟ لا بد أن تعلم هذا ولابد أن تعلم ما تقرأ ولا بد أن تختار ما تقرأ . فأنت المبلغ البشير النذير والسراج المنير الذي أنزل على قلبه أول كلمة وهو في غار حراء ماذا قال ؟ أقرأ . أقرأ ، { أقرأ بسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم } . أقرأ عن معاني الديمقراطية ، وأقرأ عن معاني المدنية ، وأقرأ عن معاني العلمانية ، وأقرأ عن معاني الماسونية التي يتشرف بالانتساب إليها من نظم هذه الثورة ويقول أن أفخر بهذا ، فليس للانتساب للماسونية معرة .
والماسونية والعلمانية والديمقراطية والمدنية كلها تشرب من معي واحدًا كلب نجس وهو البعد عن الدين . محو الدين جانبًا وقل ماشئت ، محي الدين جانبًا وأفعل ما شئت ، محي الدين جانبًا وانشر .... ومنهجك الذي تحب .
أقرأ ، أقرأ عن دينك وأعرف محاسنه ، أقرأ عن دينك وأعرف فضائله ، أقرأ عن نبيك وأعرف عصمته ، أقرأ عن أصحاب نبيك وأعرف فضلهم ، أقرأ عن شريعتك وأعرف مقامها .
شريعة قال الشاطبي عنها رحمه الله : لقد تتبعتها في كل جزئيتها يعني شريعة الله فوجدتها كذلك بحمد الله ، وجدتها محكمة ، وجدتها كاملة ، وجدتها تامة ، وكيف لاتكون كذلك والله هو الذي أنزلها ، وقال فيها : { اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممتم عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينًا } .
ألا تعلم أن هذه ..... حصلت في عهد رسول الله ، ألا تعلم أن إرادة التغيير حصلت في نفوس أصحاب رسول الله ، ولكن رسول الله ضبطها و.... وأراد أن يعلمهم أن الأمر لايراد بما يدور في النفوس ولا بما تريده ، وأنما يراد بكلمة الله .
نحن نعبد الله على مراد الله ، وليس على مراد أنفسنا .
وقد عاتب الرسول صلى الله عليه وسلم، من خالف هذا الأمر قبل نزوله، ولو متأولا، كما في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه عنهما، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه، قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟!) قلت كان متعوذا فما زال يكررها، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم" .
هاجت نفوسهم في غزوة أحد فسماهم الله عصاة ، وقال سبحانه وتعالى في كتابه {وَعَصَيْتُممِّن
بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَمِنكُممَّنيُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُممَّنيُرِيدُ الآخِرَةَ.. }.
يقول ابن عباس رضي الله عنه : ما كنت أظن أن أحد من أصحاب رسول الله يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية . فهيجان النفوس ليس هو التوجه الصحيح لسلوكنا ومرادات النفوس ليست هي الدافع الصحيح لنفوسنا ولكن هو دين الله عز وجل اولا ، إذا كان مراد النفس أن أغير فهذا يوافق شرع الله ولكنه تغيير بشرع الله وإلى شرع الله . أما لغير ذلك فلا .
فلذلك أننا نقول كلمة واضحة جدًا : المستقبل غير معلوم ، فيجب علينا أن نعد أنفسنا ليكون للدين .
المستقبل قد يكون بيد أعداء الدين ، فيجب أن نعد أنفسنا لمواجهة هذا الخطر ، فبعد أن كان الخطر في الرأس سيتحول الآن إلى القاعدة .بزريعة حرية الرأي والتعبير ، والديمقراطية ، والمدنية . بدلًا أن كنا نواجه الحكومات ثم سنواجه الحكومات ونواجه الشعوب . لأن الشعب إذا أراد الكفر أقر بالحكومات الكفر ، وإذا أراد الفسق أقر بالحكومات الفسق ، وإذا أراد الأنحراف أقرت الحكومات الأنحراف .
فصارت الحرب من جهتين بعد أن كانت من جهة واحدة . وشعب مصر شعب يحب الدين بفطرته ، شعب صوب على الدين فلا أطن أن يتخلف عن الدين أحد ، شعب يحب الله ويحب رسول الله ، وإن كان فيه من العصيان إلا ان ذلك لا ينفي حبهم لله ، مع أن كثير من شعب مصر تحولت أخلاقهم إلا أنهم يوقنون جميعا أنهم يحبون الله ورسوله . لكن هذا الحب يحتاج إلى دفعة ، ويحتاج إلى يقظة ويحتاج إلى رشد ، ويحتاج إلى توجيه لترجع أمة تقرأ . أقرأ عن كل شيء ، تقرأ عن الكفر لتتعرف عليه فتحذر ، وتقرأ عن الإسلام لتعرف مزاياه . لكن أبدأ بالإسلام أولًا أبدأ بدينك أولًا ، ثبت دينك في قلبك أولًا . وعلى ولاة الأمور في بيوتهم وفي مجتمعهم أن يراعوا ثوابت الدين ،أن يراعوا أن القرآن كلام الله وأن السنة إحدى الوحيين وأن يراعوا أن أحكام الفقه في المذاهب الأربعة لا يخرج عنها الحق غالبا ، وأن يراعوا فرضية الحجاب .
قل لي بربك أيها المسلم هل أمرتك حكومة من الحكومات أن تخرج أبنتك متبرجة ؟! وأنت تصنع ذلك وتتركها ولا تتكلم معها ، بل إذا قال لك قائلا أو علمك معلما أو وجهك موجها أو أعترض عليك معترضًا ترميه بالتشدد ، وترميه بالتعصب ورضيت أن تخرج زوجتك وابنتك بهذه الطريقة التي يقشعر لها الموحدين .
أسأل الله من فضله وكرمه وواسع فضله ورحمته أن يهيء لنامن أمرنا رشدا .
اللهم أغفر ذنوبنا ، ويسر أمورنا ، اللهم أصلح لنا شأننا كله أنت ولينا فارحمنا وأنت خير الراحمين ، اللهم أغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .
اللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك وأجعل من أمرنا رشدا وخذ بنواصينا إلى البر والتقوى .
نسألك الله علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وعملًا صالحًا متقبلا ، اللهم هيأ لأمتنا أمر رشدا يعد به إلى الطاعة ويذل به أهل المعصية ويؤمر به بالمعروف وينهى به عن المنكر . اللهم أحفظ علينا ألسنتنا و أبصارنا وأفئدتنا وجوارحنا بقدرتك ياقوي ياعزيز وصلواتك اللهم وباركاتك على سيدنا ونبينا محمد صلى الله وعلى آله وسلم .




التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس