بــارَك الله في جهدِ اخينا عبد الملك و نفعنا الله به
و هذا شرح المفردات من
التحفة الربانية في شرح الاربعين النووية للانصاري مقرونا بحديث النواس بن سمعان و فيه '' ((
البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس )) '' يقول :
المفردات :
البر : معظمه ، وهو عبارة عما اقتضاه الشرع وجوبا أو ندبا .
حسن الخلق : وهو الإنصاف في المعاملة ، والرفق في المجادلة ، والعدل في الأحكام ، والبذل و الإحسان في اليسر ، والإيثار في العسر ، وغير ذلك ، من الصفات الحميدة .
و
الإثم : الذنب .
حاك في صدرك : اختلج في النفس وتردد في القلب ، ولم يطمئن إليه .
و
كرهت : كراهة دينية .
أن يطلع عليه الناس : وجوههم وأماثلهم الذين يستحى منهم .
اطمأنت إليه النفس : سكنت إليه النفس الطيبة .
أفتاك الناس : علماؤهم ، كما في الرواية ، ( وإن أفتاك المفتون ).
و
أفتوك : بخلافه ، لأنهم إنما يقولون على ظواهر الأمور دون بواطنها .
يستفاد منه :
1:
ضابط البر والإثم .
2:
ألترغيب في حسن الخلق .
3 : أن
الحق والباطل لا يلتبس أمرهما على المؤمن البصير ، بل يعرف الحق بالنور الذي في قلبه ، وينفر عن الباطل فينكره .
4:
معجزة عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أخبر وابصة بما في نفسه قبل أن يتكلم به ،
وأبرزه في حيز الاستفهام التقريري مبالغة في إيضاح إطلاعه عليه و احاطته به .
(28/1)
5: أن
الفتوى لا تزيل الشبهة إذا كان المستفتي ممن شرح الله صدره . وكان المفتي
إنما أفتى بمجرد ظن ، أو ميل إلى الهوى من غير دليل شرعي ، فأما ما كان له
مع المفتي به دليل شرعي فيجب على المستفتي قبوله وإن لم ينشرح صدره ، كالمطر في السفر والمرض ، وقصر الصلاة في السفر ، ونحو ذلك مما لا ينشرح به صدور كثير من الجهال
إنهــ نقلا من الكتاب .