عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 06-19-2009, 02:18 PM
مع الله مع الله غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




افتراضي

مجاهدة النفس : ليست بمجهود بدني ولكنها مجهود وعمل قلبي محض. عمل سيكون الخطوة الثانية في طريقنا إلى الله.


طيب لماذا اخترنا أن نتكلم كخطوة ثانية عن مجاهدة الشيطان. السبب هو ان الشيطان رغم خطورته ووسائله الخبيثة التي يستعملها لكي يظلك عن طريق الله سبحانه وتعالى, ولكنك تستطيعين أن تطرديه بالإستعاذة فيخنس ويبتعد عنك ولكنه طبعا يحاول معك بطرق أخرى و يدخلك كن مداخل أخرى. اما النفس فهي بين جنبيك, وتركز لك على معصية معينة, وتوسوس لك عليها فتفعليها استجابة لها ولكي تريحي نفسك فقط. فهنا تكمن خطورة النفس. لذلك نلاحظ في شهر رمضان البنات اللاتي لا يضعن الحجاب يلبسنه في رمضان ولكن النفس لا تدعهن وشانهن وتظل تؤزهن على ترك الحجاب. فيفعلن استجابة لها فقط.


قبل ان نتكلم عن كيف نجاهد أنفسنا, سنتعرف على أنفسنا وأنواعها فإذا قلنا مجاهدة نعرف من سنجاهد.


ماهي أنواع النفس؟


الله سبحانه وتعالى أخبرنا من خلال كتابه الكريم أن هناك ثلاث أنواع من الأنفس:


أولا: النفس الأمارة بالسوء : هذه النفس سبحان الله عندما يفسرها العلماء يقولون بأنها مستقر الشر في الجسد كله والعياذ بالله. هذه النفس يخرج منها الرذئل التي ممكن ان تخطر على بال بشر. فترين سبحان الله أناسا لسانهم بذيئ قبيح , وينطقون بألفاظ لاتستطيعين الإستماع إليها.


الدليل على النفس الامارة بالسوء: امراة العزيز التي راودت سيدنا يوسف في آخر السورة تعترف بخطئها وتقول " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء"


النوع الثاني: النفس اللوامة وهي النفس التي تكثر من لوم صاحبها , يعني حين نقع في اي معصية أونقترف أي خطأ في حق الله سبحانه وتعالى, تبدأ هذه النفس في لومنا فيبدأ تأنيب الضمير فنندم على مافعلنا ونشعربتقصيرنا في حق الله سبحانه.


يقول تعالى :"لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة" هذه الآية جاءت في سورة القيامة, لاحظوا هذا الربط العجيب بين النفس اللوامة ويوم القيامة والله سبحانه وتعالى يقسم بهما والله سبحانه وتعالى لايقسم إلا بعظيم. يعنى إذا كانت نفسك لوامة فإنك ستتذكرين الآخرة, وكلما تذكرت الآخرة كانت نفسك لوامة. وسورة القيامة للناس الذين يكثرون من التسويف, يقولون نريد أن نفعل شيئا لديننا, لربنا ولكنهم لا يتحركون أبدا يأخدهم الوقت وتمضي بهم الأيام وهم لا يتغيرون أبدا.


النفس الثالثة: النفس المطمئنة: كما كانت النفس الأمارة مستقر الشر فالنفس المطمئنة هي مستقر الخير والأمن الذي في الأرض. فهذه النفس هي نفس خاشعة متوكلة على الله واثقة ومحبة لله جل وعلى.


انظروا الى تكريم الله سبحانه لهذه النفس في سورة الفجر يقول تعالى:"يآأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". فهذه النفس آمنة مطمئنة بذكر الله. يقول تعالى:" الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"


وقد قال "ص" مثل الذي يذكر الله والذي لايذكر الله كمثل الحي والميت"


سؤال: أنت أين من هذه النفوس؟ كل واحدة منا تعرف جواب هذا السؤال.


هناك نفس رابعة لم تذكر في القرآن, لأنها لا تستحق ان تذكروهي


النفس الغافلة: النفس الغير الجادة والغير العارفة بالله سبحانه وتعالى, تعيش وتموت غافلة. فلا هي عاصية ولا هي طائعة. إنها نفس ضائعة تعيش في هذه الدنيا لا هدف . لا تنهى عن المنكر ولا تأمر بالمعروف. تقول " وأنا مالي, أكلي, صحتي, بيتي بخير فلا أريد شيئا" نفس سلبية بكل ما تحمل الكلمة من معنى. إذا كان تجمع ديني هي معهم وإذا كان رقص وغناء هي معهم لا تنفع ولا تضر. وإنما تضر نفسها.


سؤال: أين تحبي أن تكوني؟


أحيانا نعيش كل هذه الأنفس في يوم واحد. نستيقظ في الصباح نفسنا مطمئنة, نخرج فتصير أمارة بالسوء, نعود إلى البيت فتصبح لوامة. ولكن هناك أناس والعياذ بالله تظل على غفلتها وبعدها حتى يأتيها الموت.


فالنفس لها حالتين في الدنيا والآخرة. ففي دنياك نفسك وهواك يوحيان لك بكل ما يريدان وفي الآخرة تجد الجزاء. فإن كانت نفسك طائعة لله عز وجل فاسمعي قول الله تعالى:" فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين"


وإن كانت النفس ضائعة " أن تقول نفس ياحسرتى على مافرطت في جنب الله وإني كنت لمن الساخرين"


نحن نتكلم الآن كي لا نندم في الآخر, نستغل الوقت لانه لازال فينا عرق ينبض فنحن لا نعلم ماذا سيكون غدا هل سيكون لنا أم علينا. لنحاسب أنفسنا الآن كما قال سيدنا عمر بن الخطاب:" زنوا أنفسكم قبل أن توزنا"


فنحن عندما نجاهد أنفسنا نكون مثل الأب الذي يمنع إبنه من شيئ متعلق به كثيرا لأنه ليس في مصلحته . فمجاهدة النفس هي فطام النفس عن الهوى. فكلما أزتنا أنفسنا على معصية يجب علينا أن نقف ضدها وقفة صريحة نواجهها ونمنعها من ما تريد إلى أن نهزمها بإذن الله. يجب ان نقوى ونحاول والله الموفق.


طيب تكلمنا عن النفس وأنواعها فلنتحدث الآن عن مجاهدتها:


المجاهدة : هي بذل الجهد في تحقيق شيئ ما. يقول تعالى :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا." فإذا جاهدنا أنفسنا فالله سيهدينا بفضله لكن يجب علينا أن نخطو هذه الخطوة وشوفي ماذا سيحدث ولكني لا تجربي الله بل جربي نفسك . فالله لا يجرب.


هناك أناس يقولون:" لماذا يارب تصدنا عن طاعتنا لقد حضرت مرة درس علم " مرة واحدة لاتكفي لتأخدي المدد من الله بل يجب علينا المتابعة . فإذا كنت تريدين الله والجنة فيجب العمل من أجلها يقول تعالى:" ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة".


فمجاهدة النفس أصعب من الجهاد ضد أعداء الله . أحد الصحابة كان كلما رجع المسلمون من غزوة ما كان يقول لهم رجعتم من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر. قالوا وما الجهاد الأكبر؟ قال جهاد النفس .


فمن أنواع المجاهدة: أن تحاولي البدئ بحفظ القرآن


تفسير ولو آية من القرآن


تدرسي سيرة الحبيب المصطفى" في ناس لا يعرفون شيئا عن الرسول "صلى الله عليه وسلم".


جلسة تحاسبين فيها نفسك. "جلسة محاسبة خير لك من ركعتن نافلة"


فإن انتصرتي على نفسك كنتي على غيرها أقدر, وإن انهزمت أمام نفسك كنت على غيرها أخسر. فالمؤمن لا تجده إلا وهو يحاسب نفسه.


يقول أحد التابعين :" أعداء النفس ثلاثة: الدنيا والشيطان والنفس.

فحارب الدنيا بزهدك فيها .



وحارب الشيطان بالاستعاذة بالله.


وحارب النفس بمجاهدتها.


فالذي لا يجاهد نفسك هو عبد أسير لنفسه وهواه.


أنس بن مالك يقول:" كنت مارا بجانب دار عمر بن الخطاب فسمعت أنينه فدنوت من حائط بيته فسمعته يقول وهو يبكي: عمر بن الخطاب بخ بخ منت بالأمس عميرا وصرت اليوم عمرا لتتقين الله يااين الخطاب أو ليعذبنك"


فيجب علينا أن نتخذ منهم القدوة ونسير على نهجهم


حددي هدفك من الآن وابدئي في طريقك إلى الله.


قوي شخصيتك أمام نفسك ولا تقولي لا أستطيع. من بدأت بحفظ القرآن فلتكمل ولا تنتكس. المهم أن تبدأ بخطى واثقة إلى الله.


أسأل الله أن يثبثنا على طريقه ولا يزغ قلوبنا بعد أن هدانا. وأقول قولي هذا وأستغفر الله وأتوب إليه.

: عذرا الموضوع مكتوب بصيغة مؤنثة لكنه بالتأكيد يصلح للجميع :
رد مع اقتباس