عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-12-2009, 04:38 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Icon35 تقنية جديدة لعلاج الحُرْقة "القلْس المِعَدي المريئي"

تقنية جديدة لعلاج الحُرْقة "القلْس المِعَدي المريئي"

وصف المشكلة:


إ ذا كنت تعاني من أعراض الحموضة: المزمنة أو الحرقة، فأنت واحد من ملايين الناس الذين يعانون من مرض "القلس المعدي المريئي"، أو ما يسمى بارتجاع حامض المعدة نحو المريء (الحرقة) .

يسبب هذا المرض لدى البعض حرقة في فم المعدة أو إحساس بالحرقة في الصدر، وعند البعض قد يسبب صعوبة عند البلع؛ وفي بعض الأحيان يكون هذا المرض سبباً في سعال مستمر، أو ربو قصبي، أو آلام في الحنجرة. كما أنّه غالبا ما تزيد أعراضه أثناء النوم، مما قد يسبب أرقاً شديداً و تغيّر في نمط حياة الإنسان المصاب. وفي العادة يجبر الإنسان على تغييرات قاسية في أسلوب حياته كتجنب البهارات والأطعمة الدسمة والزيوت، ويتوجب عليه استعمال الأدوية المكلفة مدى الحياة.


الأسباب و العواقب:

يوجد بين المريء والمعدة "عضلة المريء السفلية" التي تمنع عند انقباضها ارتجاع عصارة و حامض المعدة نحو المريء. وبنفس الوقت، فإنّ هذه العضلة تقوم بالارتخاء عند بلع الطعام والشراب للسماح له بالمرور إلى المعدة.

ينجم مرض الحرقة عن ارتخاء عضلة أسفل المريء بشكل غير ملائم و في أوقات غير مناسبة يؤدي إلى ارتجاع العصارة إلى المريء مؤديا إلى الإحساس بالحرقة والألم المبرح . قد تصبح أعراض الحرقة مؤلمة لدرجة أنها تفسد معها سوية الحياة ويمكن أن تؤدي إلى عواقب طويلة الأمد مثل :

  • تغيرات دائمة في أسلوب الطعام و الشراب و النوم و مما ينغص على الإنسان المصاب حياته مؤديا إلى حدوث أعراض مشابهة لأعراض الربو و سعال دائم
  • خلل في النوم الطبيعي، ويتوجب في بعض الحالات النوم في وضعية الجلوس لتخفيف حرقة المعدة.
  • استمرار عملية ارتجاع حامض المعدة نحو المريء لسنين طويلة من غير معالجة قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات، وأخطرها ما يسمى " مريء باريت" وهي الحالة التي قد تتحوّل نادرا لإصابة بسرطان المريء.




العلاج:
كان لدى مرضى القلس المِعَدي المريئي خياران أساسيان للمعالجة: الأدوية المزمنة أو الجراحة. استعمال الأدوية المثبطة لإفراز الحامض في المعدة يأتي بنتائج ممتازة من حيث خفض الأللمريض.اختفائها، ولكن المشكلة أن الأعراض تعود عند توقف استللمريض.واء، مما يستدعي استعمال دائم بشكل يومي للأدوية مدى الحياة، ما يسبِّب عبئا مادياً للمريض. أما الجراحة فهي تساعد على تصحيح قصور عمل عضلة المريء السفلية، ونسبة نجاحها حوالي 80-90%، ولكن أي عمل جراحي معرض لمضاعفات و اختلالات وتكاليف مرتفعة وغياب عن العمل خلال فترة النقاهة. كما أن الدراسات الحديثة بينت أن أثر الجراحة في تصحيح عمل العضلة السفلية للمريء يزول تدريجيا مع الوقت حيث تبين بمتابعة المرضى سريرياً أن نسبة 60% منهم قد عاود استعمال أدوية لعلاج الحموضة بعد 5 سنوات من الإجراء الجراحي.


تقنية جديدة لعلاج الحرقة:
في السنوات الأخيرة ابتكرت طريقة جديدة لعلاج قصور عضلة المريء السفلية لمنع ارتجاع العصارة (القلس المِعَدي المريئي ). هذه الطريقة تتضمن: عمل منظار مريء و معدة عن طريق الفم و استعمال إبرة خاصة لحقن سائل(بوليمر)في العضلة السفلية للمريء (الفؤاد)حيث تتفاعل هذه المادة مع أنسجة الجسم لتقوية العضلة السفلية للمريء، و بالتالي تُمكِّنُها من القيام بوظيفتها كحاجز مضاد لارتجاع عصارة المعدة نحو المريء.

هذا الإجراء يعمل من قبل طبيب مختص في الجهاز الهضمي و المناظير. مدة الإجراء حوالي 30-50 دقيقة، ولا يحتاج المريض إلى إدخال في المستشفى، و يمكن أن يزاول أعماله في اليوم التالي للتنظير .

المحلول المستعمل لِحَقْن العضلة ( البوليمر )، قد تم استخدامه في السابق بأمان منذ العام 1996 لأكثر من 2500 زرع في الأوعية الدموية الدماغية و قد أثبتت الدراسات العلمية سلامته من أي عواقب خطيرة أو مضاعفات.

الدراسات التي أجريت على هذه التقنية الحديثة والتي تابعت المرضى لمدة سنتين بعد الحقن بيّنت أنّ حوالي 70% من المرضى الذين تمّ علاجهم بحقن البوليمر قد توقفوا عن تناول العلاجات المضادة للحموضة التي كانوا يتناولونها، لعدم حاجتهم لها. كما أنّ 10% استطاعوا أن يقلِّّلوا اعتمادهم على الأدوية بنسبة 50%.


كيف تُنفّذ عملية الحقن(البوليمر) :ُتنفذ العملية من قبل طبيب أمراض جهاز هضمي و تنظير و الذي درب بشكل كامل على تقنية استخدام الحقن بالمنظار :


يعطى المريض المادة المخدرة المناسبة للتنظيري يدخل المنظار في الفم إلى المريء, تحقن المادة السائلة (البوليمر)في عضلة المريء السفلية (مدة التنظير حوالي 30-50 دقيقة)يذهب المريض بعدها إلى منزله و ينصح بشُرب سوائل لمدة يومين ثم يعاود الأكل الطبيعي و يمكن أن يزاول أعماله بشكل اعتيادي في اليوم التالي للتنظير.

المصدر
د. فادي حسن دياب
استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير
البورد الأمريكي
 
رد مع اقتباس