عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 09-30-2010, 03:28 PM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

لزوج ، أما البنت البكر عندما تتزين تكون سيئة ، لا يكون عندها حياء ، والمرأة التي تذهب إلي المسجد وتضع المساحيق تضع المساحيق لمن ؟ إذا كانت متزوجة تضع المساحيق لمن ؟ الزينة لا تكون إلا لزوج .كما في سنن النسائي بسند صحيح عندما قالت امرأة للنبي قالت:" يا رسول الله إن المرأة إذا لم تتزين لزوجها صلفت عنده " أي: كره النظر إليها " نفس الكلام كلام عائشة هو يلتقي مع كلام ابن عبد الله بن عمر ، لما ابن عبد الله بن عمر قال هذا الكلام وكان أبوه مريضًا ، سالم أو الراوي يقول: فحصبه بحصيات وسبه سبًا سيئًا ما سمعته سبه قبل ذلك قط ، وقال له أقول لك: قال رسول الله " لا تمنعوا إماء الله " وأنت تقول" لنمنعهن" ، كيف ؟ .مهما كان قصدك لكن لا يجوز أن يقول النبي افعل وأنت تقول لن أفعل ، وبعد ذلك تعطيني مذكرة تفسيرية لماذا لم تفعل ؟ هذا الكلام هذا لا ينفع هذا الجيل ما كان يتحمل لهذا الخلق لذلك عزوا وسادوا ، القصة ليست هكذا ، لذلك الصحابة- رضي الله عنهم- كانت المخالفة اليسيرة كانوا يستعظمونها جدًا كيف تخالف ؟ فأنس عندما يقول:" أنكم لتعملون أعمال هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها علي زمان النبي من الكبائر ".وقال كما صح عنه:" والله لو خرج فيكم رسول الله ما عرف شيئًا إلا أنكم تصلون جميعًا "صلاة الجماعة ، أنما بقية حياتكم لأنكرها عليكم ، ماذا كانوا يفعلون الصحابة ؟ هذا هو الجيل الفاضل ، النقطة البيضاء في حياة هذه الأمة بعد الصحابة عندما يقول أنس:" ما عرف شيئًا مما أنتم عليه إلا أنكم تصلون جميعًا " ، كيف لو أطلع أنس على حياتنا أو أجيال ما قبلنا أو الذي سيأتي بعدنا ؟ ، الله المستعان ، نحن نعيش غربة شديدة اللسان ، هذا اللسان أبو بكر الصديق عندما يقول:" إن هذا أوردني الموارد"، وهذا أبو بكر ، نعم أبو بكر يقوله لكن غيره لا ، لا يقولها لماذا ؟ لأنه يتعظ من الشيء اليسير ، هذا طبعًا كلما ثقل إيمان المرء كلما رأي الشيء اليسير كبيرًا .كما قال - - وهو يصف نظرة المؤمن والكافر للذنب يقول :" أن المؤمن يري ذنبه كجبلٍ ، هذا الجبل كأنه سيسقط عليه ، أما الكافر فيري ذنبه العظيم كذباب حط علي أنفه فقال به هكذا فقط " .
مَا الَّذِيْ جَعَلَ الشَّيْءَ الْيَسِيْرَ كَالْجَبَلِ:.الذي جعل الشيء اليسير كالجبل ؟ الإيمان والخوف من الله - عز وجل - والمراقبة وهذا اللسان هو الذي ضيع الدنيا ، الحرب أولها كلام كل فساد في الدنيا سببه اللسان ، فالربط ما بين الفتنة واللسان واضح ، وأنت لو تأملت حتى الحروب التي حدثت في آخر عهد عثمان - رضي الله عنه - تجد أن أغلب الحرب قامت، بسبب نقل الكلام ، الوفد الذي ذهب من مصر إلي المدينة وأشترك في قتل عثمان - رضي الله عنه - ، ما الذي حركهم من مصر وأتي بهم إلي المدينة لكي يشتركوا في هذه الفتنه ، هو نقل الأخبار السيئة وعندما تقرأ تاريخ بن جرير تري هذا الأمر جليًا ، كل الأخبار تنقل عن طريق اللسان والأخبار ، هي التي تحتمل الصدق والكذب .
فَفِيْ زَمَانِ الْفِتَنِ أَحَقَّ الْأَشْيَاءِ بِالضَّبْطِ وَالْقَهْرُ هَذَا الْلِّسَانَ " لا تتكلم إلا إذا رأيت الخير في الكلام ، كما كانت العرب تقول: ( لسان العاقل من وراء قلبه ولسان الأحمق من أمام قلبه ).
لِسَانُ الْعَاقِلِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ: أي القلب سائق ، تعرض القضية علي القلب الأول يستطعمها ، ويعرف الخير في الكلام أم السكوت الأول ، إذا وصل القلب إلي قرار أن الكلام حسن والخير في الكلام ، يأذن للسان أن يتكلم ، فإذا تكلم بالكلام كان الكلام مستقيمًا ,الأحمق قلبه بمعزل ، أول ما يأتي شيء ينطق علي الفور ، وهو بادئ الرأي إنما يقول الشيء الذي يبدو له بغير تأمل ، والإنسان أسير كلمته ، ممكن أن تقول كلمة تصير أسيرًا لها ، لا تستطيع أن ترجع ، لاسيما إذا كنت رجلاً شريفًا ووعدت وعدًا ، أو تكفلت أن تدفع دية ، أو أنك تدفع مظلمة ، أو غير ذلك ، سرت سجينًا لهذه الكلمة ، ابتدأ اللسان يضبط وإنما المرء بأصغريه ,والعين: أما العين فإنها طليعة القلب وجاسُوسُه ، ولذلك تري في القرآن أن العين تقرن مع القلب كثيرًا قال الله - عز وجل- :﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِ ﴾(الحشر :2) ، والاعتبار يكون بالقلب ، والبصر يكون بالعين ويقول الله تعالي:﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ ، وقال تعالي:﴿قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ﴾(النازعات:9،8)وقال تعالي: ﴿ فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾(الحج: 46) . تجد البصر مع الفؤاد ، أو تجد البصر مع القلب مقرون ، فما العلة في ذلك ؟
أَعْظَمُ مُنَفِّذٌ إِلَىَ الْقَلْبِ هُوَ الْعَيْنُ:البصر أو العين أعظم منفذ إلي القلب ، وهو الذي يشتت أكثر عزم القلب ، ما الذي ضيع الناس وجعلها متكالبة علي الدنيا ؟ البصر يذهب إلى مائدة في فيلا ، أو في قصر ، طول ما هو جالس ينظر علي النجف ، السجاد وغير ذلك ، والسيارات مصفوفة بجوار بعضها وغير ذلك يقول: ﴿ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ (النساء:73) .أنا هكذا قررت أن يكون عندي فيلا ، من أين ستأتي بالفيلا ؟ أطلع بالخارج أشتغل يطلع يشتغل عشرين ، ثلاثين سنة ، من الذي طلعه عشرين ثلاثين سنة ؟ عينه ، كل ما يري نعمة عند أحد يتمني أن تكون عنده ، فهو لو كان صاحب إرادة ينفعل لكي يفعل هذه القصة ، فيكون الذي شتت قلبه وعزم القلب العين ، النساء يجد امرأة جميلة يمشي يتسكع علي الطريق ويعاكس من الذي أرسله للمصيبة ؟العين .
الْأَشْيَاءِ الَّتِيْ تَشَتَّتَ عَزْمِ الْقَلْبِ:
فالعين تشتت أكثر عزم القلب .
ثاني شيء تشتت عزم القلب السمع .
ثالث شيء يشتت عزم القلب الذوق .هذه كلها عبارة عن منافذ ذاهبة للقلب كل ما تسد منفذ يجتمع عليك شمل قلبك بقدر ما سددت .
سَبَبُ ذَكَاءً الْقَلْبَ عِنْدَ الْأَعْمَى:ولذلك تجد مثلًا الإنسان الذي فقط البصر تجده عادة ذكي القلب ليس لديه طموحات ، يستوي عنده الخرز المهين مع الدر الثمين ، لا تفرق عنده المسألة نهائيًا ، تجده ذكي القلب ما السبب في هذا ؟ أن أخطر باب للقلب مغلق لذلك العين لأنها تشكل أكبر خطر علي القلب هي أحق الأشياء بالضبط اللسان أخطر ، كما ذكرنا أن المشاكل كلها بسبب اللسان ، ربنا سبحانه وتعالي خلق لحبس اللسان بابين( الأسنان والشفتين )لكي تحبسه ، تسجنه والعين( بالغمض) مغلقة ، الذوق هو أحد الأشياء التي تضيع عزم القلب كثير من الناس يعيشون حياتهم يأكلوا يقول أكل عيش ، كُل عيش .
الْوَضْعِ الْاجْتِمَاعِيِّ مِنْ أَسْبَابِ ارْتِكَابِ الْمَعْصِيَةِ: وأنا بكل آسف أعرف ناس دخلوا في الرشوة وغير ذلك بسبب أنه لا يريد أن ينزل عن الوضع الاجتماعي الذي عاش فيه طول حياته ، تعود يسرف مثلًا ثلاث آلاف جنية في الشهر ، آلف جنية لا تكفيه لماذا ؟ لأنه تعود يأكل أكل معين ويكون دائمًا علي السفرة شراب معين وعصير معين وغير ذلك ، ما هي المشكلة من أن يمتنع الفرد من ذلك ؟ بدل من أن يمتنع منها غصب عنه يمتنع منها بالذوق يأتي له مرض أو أي شيء ، لو شرب هذا الدكتور يقول له ممنوع تشرب هذا الذي يموت فيه ، فعندما تمتثل ولا تشرب لا أجر لك أتكون السماوات والأرض ، والجماد أفضل منك . قال الله - عز وجل - للسماوات والأرض﴿ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾(فصلت:10) .فالإنسان الذي يكون الجماد أفضل منه ، هذا بطن الأرض أولي به من ظهرها وكما ذكرت لكم قبل ذلك في هذا المجلس أن استمتاع الإنسان بالطعام لا يتجاوز ثلاثين ثانية ، وهي مدة بقاء الطعام في فمك ، هذا استمتاعك بالطعام أول ما تبلعه انتهت القصة ، إنسان متعته ثلاثين ثانية ممكن أن يضيع حياته بالكامل عليها ، ما أتفه هذه الحياة لكن بن الجوزي - رحمه الله - ذكر أخطر شيئين: يقول ابن الجوزي: (وأحَقُ الأشياءَ بِالضَّبط والقَهرِ، اللسَّانُ والعَين،فإِيَاكَ إياك أن تَغتَرَ بعَزمِكَ عَلى تَركِ الهَوى ، مَعَ مُقَارَبةِ الفِتنَة ، فَإِن الهَوى مَكايِد .) وأنا أذكر لكم واقعة توضح هذا الكلام ، وهذه الواقعة في الصحيحين من حديث كعب بن مالك - رضي الله عنه- لما تخلف عن غزوة تبوك ، يقول كعب - رضي الله عنه -: ( والله ما كنت في غزوة قط أيسر مني كهذه الغزوة ، والله ما جمعت راحلتين قط إلا في هذه الغزوة ) ، لكن هذه الغزوة كان لها ظروف معينة ، كانت في حر شديد ، استقبل النبي-- سفرًا بعيدًا ومفازًا ، أنت تعلم تبوك ناحية الشمال ناحية الشام فوق ، وبالمناسبة طالما دخلنا تبوك الأغنية التي تقول: ( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ) ، يقولون أن النبي عندما هاجرمن مكة إلي المدينةطلع الأولاد يغنين ويقولون: ( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ) وهذا الكلام طبعًا كلام غير صحيح ، الذي يقول هذا الكلام لا يكون دارس جغرافيا ، لماذا ؟ لأن ثنيات الوداع هذه ناحية الشام في الشمالثنيات الوداع هذا اسم مكان .فكيف يكون النبي - - خارج من مكة إلي المدينة فمن أين سيمر علي ثنيات الوداع مثلًا ؟ إنما لو صح هذا الكلام لكان أولي أن يقال عندما رجع من تبوك إلي المدينة ، ممكن يقال طلع البدر علينا من ثنيات الوداع نعم وهم راجعين من تبوك يمروا علي ثنيات الوداع الكلام هكذا ممكن أن يكون مستقيم ، مع أن الإسناد ليس في هذا ولا في هذا . فتبوك ناحية الشمال والنبي - - كان ذاهب لكي يغزو الروم ، يؤدبهم وكان من عادته إذا أراد غزوة أن يوري بغيرها ذاهب يمين يكون شمال ، جنوب يكون غرب أو شرق إلا في هذه الغزوة ، فأنه بين للناس حقيقة وجهه - عليه الصلاة والسلام - وأنه ذاهب إلي تبوك لكي يعملوا حسابهم ، في حر شديد ومسافة طويلة غابوا أكثر من خمسة عشر يومًا يمشون .وهناك شيء آخر: في هذا الوقت كانت الثمار أوشكت علي النضوج أي: الحصاد كنا في زمان الحصاد ، وهذا الموسم الذي ينتظره الصحابة مثل الفلاحين عندنا ينتظر لحين ما الزرع يطيب لكي يملأ جيبه فلوس ويسد الديون ويكون معه فائض وغير ذلك ، كل هذا في أيام الحصاد ، لذلك جيش تبوك كان أسمه جيش العسرة ، لم يكن هناك فلوس ، لو الجيش هذا مثلًا تأخر شهر كان الصحابة كلهم يكون معهم فلوس ، ولو الجيش محتاج كانوا بذلوا الأموال ، لكن قبل الحصاد بقليل أمر النبي- صلي الله عليه وسلم- الصحابة أنهم يتخذوا أهبة الاستعداد ، وكان العدد كثيراً جدًا لا يجمعهم ديوان حاصد يقول كعب: فقل رجل أراد أن يتخلف إلا ظن أن أمره لن ينكشف إلا إذا نزل فيه وحي من كثرة العدد .كعب عنده زراعات يذهب ويتحسس علي الثمرة ويقول هذه غدًا ، الصحابة خلاص ، وهو لديه راحلتان والراحلة قوية يقول لا يحدث شيء ، هم يمشوا يوم وأنا أُطلق للفرس العنان وأدركهم ، لكن ليس من يوم ، ثاني يوم يقول: ورجعت ولم أقدم جهازي شيئًا غدًا ، ثاني يوم يذهب غدًا ، ويقول ورجعت ولم أقدم جهازي شيئًا ، أيضًا ثالث يوم يذهب وينظر إلي الثمار ويقول فاضل لها كذا لكي تأتي بالسعر التمام ، يقول: وأرجع ولم أقدم جهازي شيئًا ، حتى تفارط الناس ، المسافة بعدت فهممت أن أدركهم ويا ليتني فعلت .
الْشَّيْطَانُ عَدُوٌّ لِلْإِنْسَانِ:من الذي أجلسه ؟ الشيطان﴿وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا ﴾ (الفرقان:29) ، يورطه ويتركهيقول له: أفعل كذا وكذا ، أول ما يضع رجله يتركه علي الفور ، قال له: ثلاث أيام ، مثل ما يحدث لنا مثلًا تكون الإقامة أقيمت ولم يتوضأ يقول له: أنت علي ما تتوضأ وتنزل من الدور الخامس وتمشي ثلاث دقائق تكون الصلاة انتهت ، لن تلحق ، أقعد فيقعد ويقول المرة القادمة سوف أتوضأ قبل الصلاة ، ولا يحدث له أيضًا هذا الكلام مع أنه لو نزل ولحق حتى سجده أو لو لحقهم في التشهد أو غير ذلك لكان خيرًا له ، لكن الشيطان هكذا﴿وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا ﴾ ,فكعب يقول: فهممت أن أدركهم ، ويا ليتني فعلت ، قال له ثلاث أيام ، هم يمشون من ثلاث أيام ، أنت حتى لو أطلقت بفرسك العنان متى ستلحقهم ؟ فجلس كعب لكنه رجل حر , قال: فأحزنني أنني إذا خرجت ، أي خرج من بيته إلي شوارع المدينة وغير ذلك ، لا أجد أسوة لي جالس في المدينة إلا رجلاً مغموصًا عليه في النفاق أو رجل ممن عذر الله ، الذي هو غير قادر علي الغزو ، فهو يصعب عليه نفسه هل أنا مقرون بهؤلاء ؟ وأنا عندي راحلتان وما جمعت أبدًا بين راحلتين في غزوة من الغزوات ؟ يصعب عليه المسألة جدًا ، ما سبب هذا التثبيط ؟.كما قلنا النفس الأمارة بالسوء تعمل مع الشيطان ، أي الشيطان له معسكر داخل النفس علي طول ، فالإنسان المفروض أنه يرجع إلي نفسه ويكون أشد عداوة لها كما يقول إبراهيم النخعي - رحمه الله وتحت قول الله - عز وجل-: ﴿وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا ﴾ ، أيضًا حديث عبد الرحمن بن أبي ليلة عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه في صحيح مسلم لما قال المقداد -رضي الله عنه " خرجت أنا وصاحبان لي قد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد "، _أي من الجوع لا يري ولا يسمع من الجوع_، "فعرضنا أنفسنا علي أصحاب النبي - صلي الله عليه وسلم- فلم يقبلنا أحد" _ يذهب لواحد يقول له أطعمنا يقول ليس عندي_ قال: فذهبنا إلي النبي- فأتي أهله فإذا ثلاث أعنز فقال:" أحتلبوا هذا اللبن بيننا " فأصبحوا أربعة المقداد وصاحباه والرسول- عليه الصلاة والسلام - فيحلبوا الثلاث عنزات ، وبعد ذلك يملئوا الإناء ويقسموه أربعة أرباع كل واحد يشرب نصيبه ، والنبييغطوا له في إناءه ، فكان يذهب إلي الأنصار والصحابة ويرجع بعد وقت من الليل فيسلم سلامًا يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم ، وبعد ذلك يصلي ركعتين وبعد ذلك يكشف إناءه ويشرب نصيبه من اللبن قال المقداد "، فجاءني الشيطان يومًا فقال لي أن محمدًا يأتي الأنصار فيتحفونه وما به حاجة لهذه الجرعة قم فاشربها ، قال: فقمت فشربتها ، فلما أن وغلت في بطني وعلمت أنه لا سبيل إليها _سوف يرجعها ، حتى ولو هو نادم سوف يرجع اللبن في الإناء مرة ثانية ؟ وذهبت ، "ندمني الشيطان وقال لي ويحك ماذا فعلت ؟ أشربت شراب محمد ؟ .الآن يأتي فيكشف إناءه فلا يجد اللبن فيدعوا عليك فتذهب دنياك وآخرتك ، قال وعلي شمله" _، شيء مثل الغطاء_ "إن غطيت رأسي بدا قدماي وأن غطيت قدماي بدا رأسي_مرعوب _،" أما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت ، وقال وجعل النوم لا يجيئني"، وهو في الموقف هذا الرسول -أتي كعادته وسلم سلامه الرقيق يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم ، ودخل صلي ركعتين وذهب ليكشف الإناء لم يجد شيء ،" قال فرفع يديه ، قال المقداد: قلت: الآن أهلك فسمعته يقول:" اللهم أطعم من أطعمني وأسقي من سقاني " .الرسول - - كان الذي يعرفه فعلًا يُغلَب علي محبته ولا يعرف أن يخالفه عندما يقول له يمين تجده مثل المسحور ذاهب يمين ، يقول له شمال يذهب شمال ، إنما يؤتي المرء من جهله بقدر الآمر سواء الذي كان يأمر هو رب العالمين - تبارك وتعالي - أو كان الرسول- - . المقداد سمع هذه الدعوة ، قال:" فشددت الشملة عليَّ وأخذت شفرة ، سكين وذهب لكي يذبح معزة من هؤلاء الثلاثة فالرسول يقول:" اللهم أطعم من أطعمني وأسقي من سقاني " ، فهو يريد أن يكسب بركة هذه الدعوة .فلما أخذ الشفرة وذهب لكي يذبح عنزة من هذه الأعنز ، قال:" فإذا هي حافلة ،" ضرعها مليء باللبن ، ذهب لعنزة أخري لا يكون فيها لبن ، قال: "فإذا هن حُفَلُن كلهن ، قال: فأتيت بإناء ما يطمع آل محمد أن يحتلبوا فيه" واسع وكبير خمس أو ست كيلو لبن مثلًا ، وجلس ليحلب الأعنز حتى ارتفعت رغوة اللبن ، مليء الإناء الواسع باللبن وعلت رغوة اللبن , وجاء الرسول - بادره سائلًا هل شربتم من شرابكم الليلة ؟ لم يجيب قال: له أشرب يا رسول الله ، قال: فشرب ثم ناولني ، قلت: أشرب فشرب ثم ناولني ، قلت: أشرب فشرب حتى رويَّ ، ملأ بطنه ، قال المقداد: "فحين إذٍا أُلقِيتُ ، ضحكت حتى أُلقِيت "، ظل يضحك يضحك حتى وقع على الأرض من الضحك ، ألقيت: أي: وقع علي الأرض فالرسول-عندما رأي قال: "إحدى سوءاتك يا مقداد" أنت عملت شيء ، قال: "يا رسول الله قد كان من أمري كذا وكذا وكذا وحكي له الحكاية كلها فقال - -:" ما هذه إلا رحمة من الله هلا آذنتني فأيقظنا صاحبينا فشرب معنا " هذا هو الذي يهمه في الموضوع ، نحن الاثنين شربنا والاثنين هؤلاء لم يشربوا ونحن متفقين أن اللبن نشربه كلنا مع بعض ، كيف نشرب اللبن كله من غيرهم ؟ .
أَفْضَلُ مِنَ أتِيَ بِالصُّحْبَةِ عَلَىَ وَجْهِهَا رَسُوْلُ الْلَّهِ - - ، ثُمَّ أَبُوْ بَكْرٍ.أقول لك: لا أعلم أحدًا علي وجه الأرض أتي بالصحبة علي وجهها إلا رسول الله - ، ثم أبو بكر ، أبو بكر هذا الذي أتي بالصحبة علي وجهها فعلًا ، وإنما تعلم هذا من النبي- عليه الصلاة والسلام- والمثل الدارج الذي عادة كلما ذكرت الوفاء وفاء الصحبة وغير ذلك أذكره وهو في الصحيحين ، حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - قال: " دخلت الجنة البارحة فرأيت قصرًا وعليه جارية تتوضأ فقلت: لمن هذا القصر ؟ قالوا لعمر ، وقلت من هذه ؟ قالوا: هذه امرأة عمر قال: فذكرت غيرتك يا عمر فوليت مدبرًا ، كان عمر بن الخطاب جالسًا في المجلس فبكي عمر وقال: يا رسول الله أعليك أغار ؟ " .فيراعي الصحبة حتى في المنام عندما يعلم أن هذا يزعج صاحبه ، كان عمر غيورًا - رضي الله عنه - فلا يزعج صاحبه ولا يأتي ما يكره صاحبه ، يا ليتنا نتعلم من هذه المسألة ، عندما يكون لك صاحب .
من شروط الصحبة أن تراعي سمع صاحبك وأن تراعي بصر صاحبك: وأولي الناس بهذا الرجل مع امرأته والمرأة مع زوجها ، لأنهم هم الأصحاب الملابسين لبعض بصفة دائمة .ونحن لدينا نماذج كثيرة ، وأنا آسف لأني بخرج عن الموضوع وأرجع مرة ثانية لكن المعني هذا جدير أن نقرد له حلقة أو حلقتين أو ثلاثة ، لأن الصحبة الآن متفرقة ومتهتكة ، لم يعد هناك أحد يراعي صحبة أحد ، ولم تعد الحفاوة القديمة ، كان زمان أو في منتصف السبعينيات ، لم يكن هناك لحي ولا غير ذلك ، وأنا عندما كنت أري واحد ملتحي كنت أعبر الشارع له ، وكنت ألتزمه وأعرف أسمه وعنوانه وأحفظه من أول مرة ، يكون مثلًا من أسوان ، إسكندرية ، أو السلوم أو من أي مكان ، أول ما يقول اسمي فلان الفلاني وساكن في المكان الفلاني ، نقش علي صفحة قلبي ، لماذا ؟ .كانت الغربة آنذاك تعطي القوة ، والغربة دائمًا قوة علي خلاف ما يتصور الناس أن الغربة ضعف ، لا ، الغربة قوة ، لماذا ؟ لأن أنت وأنت غريب تري أن حياتك مع هذا الغريب الآخر فتمسك به ولا تفرط فيه ، لكن الإشكال عندما الحمد لله الصحوة انتشرت وغير ذلك ، تنظر تجد من محاضرة واحدة مثل هذه تجعل مثلًا عدة عشرات أو مئات يلتزموا ، وربما ألوف يلتزموا أخذ الشكل ، أخذ اللحية ، أخذ الضمير ، لكن هو من الداخل ما زال كما هو ، هذا محتاج كتيبة من العلماء يغسلوا فيه لكي يزول الدرن القديم ، المخالفات والفوضى وغير ذلك يزول ، ويكون إنسان خلق جديد ومستعد أن يتلقي النصوص ، هل هو يجد أحد يغسله ؟ لا يجد ، يبدأ يبرد ، يبرد ، يبرد ، يبرد يصير نصاب بلحية ، كان نصاب الأول قبل ما يدخل ، لكن دخل لكي يتوب ويكون فاضل وغير ذلك .هذا يحتاج إلي كتائب أهل العلم ، كل ما يدخل علي هذا العدد يجد أناس مستعدين أن يستقبلوه ، لا يوجد أحد ، أنت اليوم في خطبة الجمعة ممكن أكثر يوم كما أعلم من كثير من الأخوة وأنا واحد منهم عندما لا يكون عندي خطبة الجمعة أكون محتار أين أصلي ؟ وأجلس أسأل نفسي أين أصلي ؟ أين أصلي ؟ وأحيانًا تختار مسجد لكي يظهر لك واحد محضر من السلسلة الضعيفة أو من موضوعات بن الجوزي ، تكون مرارتك انفجرت طول الخطبة طالع تغسل قلبك طلعت حزين مثلًا حتى خطبة الجمعة أنت لا تعرف أين تصلي ؟
فضلًا عن أن واحد يتعاهدك ، ويأخذك أنت ، ويسمع لك ويطيل باله عليك ويقول أفعل كذا واعمل كذا وكذا ، فيه كتائب أهل العلم لكي كل الجموع التي دخلت كلها تنتظم وتكون حسنة وتلتزم ، فالغربة قوة . لذلك نحن نقول لإخواننا رعاية حق الصحبة هذا الذي يرجع لهذه العلاقة بهائها ، تأخذ الكلام هذا من الرسول - ، ومن أبي بكر ، ومن أصحاب النبي - - ، ولكن أبو بكر هذا ليس له نظير لا يوجد أحد مثله نهائيًا ، أخذ كلام النبي - - وطبقه مائة بالمائة ، ما اعترض عليه قط - رضي الله عنه - ، والنبي -- يراعي حتى أصحابه حتى في منامه ، والنبي- في هذا الحديث كل الذي يهمه في الموضوع أنه كان يوقظ الاثنين رفقائه لكي يشربوا .ماذا قال له المقداد ؟ قال: "والذي بعثك بالحق لان أصَبتَها وأصبتُهَا معك ما يضُرُنِي من شربها أو لم يشربها "، طبعًا بنظر المقداد إلي موقعه من النبي- مثل حديث سلمه بن الأكوع الجميل في صحيح مسلم عندما رجع سلمه من غزوة ذي قرن ، وأنت تعرف أن سلمه بن الأكوع هذا كان يقفز القفزة أربع قفزات يكون جري كيلو ، أربع قفزات تقيس الذي قفزه تجده كيلو متر ، وهم راجعين قال: واحد هل من مسابق ؟ ويلف ويدور هل من مسابق ؟ هل من مسابق ؟ وسلمه يسكت ، قال له : ألا تكرم كريمًا ولا تهاب شريفًا ؟ أنت ما زلت تتكلم هل من مسابق ؟ هل من مسابق ؟ قال: لا ، إلا رسول الله ، لا يوجد أحد في رأسي أصلًا فقال: يا رسول الله ائذن لي أن أسابقه ؟ . هو الذي أتي به إلي نفسه فجعلنا نسابق بعض ، فسلمه كما قلت لك أربع قفزات كيلو ، فطبعًا سلمه جري فترة والثاني جري وراءه ولا قادر علي أن يصل إليه ، فسلمه يقول: فعدوت عليه شرفًا أو شرفين وجلست أستبقي نفسي ، وهذا أتي يجري وسلمه جلس يستريح لكي أول ما يقرب منه كمان قفزتين ، ثلاثة ، أربعة ، يكون وصل المدينة ، فيقول كان السباق لنقطة معينة فطبعاً سلمه وصلها ، فلما وصلها ضربه في كتفه وقال سبقت والله فقال له أظن ، فأنظر عندما يقول له ألا تكرم كريمًا ولا تهاب شريفًا ؟ يقول: لا ، إلا رسول الله .فتكون نظرة المقداد بن الأسود لكي لا يكون هناك أحد يقول كيف المقداد يقول شيء مثل هذا ؟ لا ، لأن المقداد إنما ربط نفسه بالنبي- صلي الله عليه وسلم - مثل بن عباس في الحديث الصحيح لما النبي- صلي الله عليه وسلم - شرب وكان عن يساره أظن أبو بكر الصديق وبن عباس كان عن يمينه ، فاستأذن بن عباس أن يعطي أبا بكر ، لأن الأيمن هو الأحق بالشراب مهما كان ، حتى وإن كان مولي هو أحق بالشراب من الأيسر حتى ولو كان شريفًا مطاعًا ، فيستأذن لأبي بكر من بن عباس فقال له: بن عباس: والله ما كنت لأوثر بثؤرك أحدًا ، هذا ثؤرك كيف أتركه فهو إنما نظر إلي موقعه من النبي - عليه الصلاة والسلام - ليس إلي منزلة أبي بكر حتى لا يأتي أحيانًا أحد يقول كيف بن عباس يفعل هذا مع أبي بكر ؟ لا ، وهذا يخطئ فيه بعض الناس قد يأتي إلي دليل لم يسق في المسألة لكي يعطل به دليلًا سيق في المسألة ، مثل ماذا ؟ مثل قصة كعب بن مالك التي نتكلم فيها فى قصة كعب بن مالك أن النبي - عليه الصلاة والسلام - عندما نهي المسلمين عن كلام هؤلاء الثلاثة كعب بن مالك ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية الواقدي ، صلي كعب خمسين ليلة علي ظهر بيته ، فيقوم واحد يحتج بهذه الواقعة علي عدم وجوب صلاة الجماعة .فيقول: هو صلي خمسين ليلة علي ظهر البيت ولم يعاتبه النبي؟ ولم يقل له لماذا لم تصلي في الجماعة ؟ هذا يدل علي أن الصارف ، لا ، هذا دليل لم يسق في أصل المسألة ، لكن هناك أدله علي وجوب صلاة الجماعة سيقت في أصل المسألة ، فأنت لابد أن تعرف عندما تسلط دليل علي دليل لا بدأن تراعي قوة الدليل وسيق لأجل ماذا ؟فالغرض من المسألة أنه لا يأتي أحد لكي يلوم أو يتكلم في المقداد ، أو يتكلم في بن عباس ، أو يتكلم في الذي قال له سلمه وسابقه ، أو هكذا .
خُلَاصَةُ قِصِّةِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ :جميلة وفيها رفق النبي- - لكن الشاهد من القصة هذه ماذا ؟ الشاهد﴿وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا ﴾ .يقول الجوزي: (فإِيَاكَ إياك أن تَغتَرَ بعَزمِكَ عَلى تَركِ الهَوى ، مَعَ مُقَارَبةِ الفِتنَة ، فَإِن الهَوى مَكايِد) .أي يكيد للإنسان ، والذي يكيد للإنسان عادة يأتي من وجه خفي ، أنت ممكن لا تتفطن أطلاقًا إليه ، فأنا لا أستطيع مثل ما نقول في الأمثال نضع النار بجوار البنزين ونقول للنار لا تشتعل كيف ؟ لا ، لابد من الفصل لا أجمع بين رجل وامرأة وأضعهم مع بعض وأقول ممنوع الفاحشة ، مثل الاختلاط الموجود في المدارس ، والاختلاط في الجامعات وغير ذلك ، كيف تريد مجتمعًا فاضلًا وأنت تضع الولد بجوار البنت يجلسون ليل نهار في المدرج ، والبنش والسيكشنات ، وتبادل كشكول المحاضرات .
نحن سوف نلعب علي بعض بنت بالغة وولد بالغ وفي شيطان يعمل ، وفيه نفس أمارة بالسوء عندها ، وفي نفس أمارة بالسوء عنده ، وفي نفس الوقت أقول أنا أريد المدينة الفاضلة كيف ذلك ؟ .
فإذًا الإنسان العاقل هو الذي يسد الذريعة : ونحن ذكرنا أن الذريعة هي الطريقة كل شيء يوصل إلي الفتنة ينبغي أن يسد المرء الذريعة إليه وتبقي معنا إن شاء الله قصة وحشي مع حمزة وفيها عجب لأن بن الجوزي يقول: ( وكَم مِن شُجَاعٍ في صَف الحَربِ اغتِيل فَأتَاهُ ما لم يَحتَسب ممَِن يَأنَفُ النَّظرُ إلِيهِ ، واذكُر حَمزًةَ مَعَ وَحشِي ). يشمئز عندما ينظر إلي شكله والذي تشمئز منه هو الذي اغتال هذا الحر. قال: ( واذكُر وَحشِيمَعَ حَمزًةَ .) حمزة بن عبد المطلب كان سيدًا شريفًا مطاعًا ، وكان شجاعًا يُضرب به المثل في الشجاعة ، ومع ذلك من الذي اغتاله وحشي وكان مولي وكان غلامًا ولم يكن وحشي شجاعًا ولا شجاعته تقارب جزء من شجاعة حمزة ، ومع ذلك قتل حمزة علي يد وحشي وفي هذا كما قلت قصة عجيبة نبسطها غدًا أن شاء الله - تبارك وتعالي - .
انْتَهَى الْدَّرْس الْخَامِس
الْمُحَاضَرَة الْسَّادِسَة
قال بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: ( مَن قَارًبَ الفِتنَةَ بَعُدَت عنه السَّلامَة ومَن ادعَى الصَّبرَ، وكِلَ إلى نفسه ، ورُبَّ نَظرَةٍ لم تُنَاظر ، وأحَقُ الأشياءَ بِالضَّبط والقَهرِ، اللسَّانُ والعَين ، فإِيَاكَ إياك أن تَغتَرَ بعَزمِكَ عَلى تَركِ الهَوى ، مَعَ مُقَارَبةِ الفِتنَة ، فَإِن الهَوى مَكايِد ، وكَم مِن شُجَاعٍ في صَف الحَربِ اغتِيل فَأتَاهُ ما لم يَحتَسب ممَِن يَأنَفُ النَّظرُ إلِيهِ واذكُر حَمزًةَ مَعَ وَحشِي) .فهو يشير إلى الحديث الذي رواه الإمام البخاري في كتاب المغازي في باب قتل حمزة- رضي الله عنه- وهو خبر عجيب ودل على ذكاءٍ مفرط من وحشي .الإمام البخاري- رحمه الله- روى هذا الخبر عن جعفر بن عمر بن أمية الضمري ، قال: "خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار , فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله بن عدي هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة ، قلت: نعم ، وكان وحشيٌ يسكن حمص ، فسألنا عنه فقيل لنا هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت ."حميت: بوزن رغيف وهو الذق الكبير ، وهذا إشارة إلى بدانته أنه كان بدينًا فوق العادة -. قال:"فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير فسلمنا فرد السلام قال وعبيد الله معتجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه ".معتجر بعمامته: أي كأنه يلف عمامته على رأسه من غير تحنيك ، لأن العمامة كان يلف العمامة ثم يدخلها من تحت حنكه هكذا ويأخذ كم لفة ونزلها هكذا فكان نزع الإمامة مع التحنيك هذه مسألة صعبة ، وعبيد الله لف وجهه كله لم يظهر إلا عينيه ، كالمرأة المنتقبة ، ولم يظهر بطبيعة الحال منه إلا منديليه ." فقال عبيد الله له يا وحشي أتعرفني .قال: فنظر إليه ثم قال لا والله ، إلا أني لا أعلم أن عدي
رد مع اقتباس