عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 04-06-2010, 12:23 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي




الدرس التاسع
صفة النفس
وقوله تعالى عن عيسى عليه السلام أنه قال : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)
عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات النفس لله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تمثيل ولا تشبيه .
وقد دل على ذلك الكتاب والسنة :
أما الكتاب :
فقوله تعالى : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) .
وقوله تعالى عن عيسى أنه قال : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )
فوائد مستخرجة من هذه الاية: ـ

ـ شدة أدب عيسى عليه السلام
ـ براءته من هذا القول (اتخذوني وأمي ألهين من دون الله)المائدة
ـ اظهار الذل والخضوع بين يدي الله عزوجل .
ـ أن الله لايخفى عليه شئ
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم : ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ) . رواه مسلم
وايضا الحديث القدسي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
والحديث القدسي من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي
وأجمع السلف على ثبوتها على الوجه اللائق به ، فيجب إثباتها لله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
صفة المجيء والإتيان
وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :(وجاء ربك).
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّه) .
عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات المجيء لله والإتيان للفصل بين عباده يوم القيامة .
وهذا ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب :
فقوله تعالى : ( وجاء ربك ) .
وقال تعالى : ( كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً . وجاء ربك والملك صفاً صفاً ) .
وقال تعالى : ( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً ) .
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم: ( حتىإذا لم يبق إلا من كان يعبدالله من بر أو فاجر أتاهم رب العالمين )
أما الإجماع فقد أجمع السلف على ثبوت المجيء لله تعالى فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وهو مجيء حقيقي يليق بالله تعالى .



مفرادات الآية
هل حرف استفهام
ينظرون بمعنى ينتظرون
ظلل جمع ظلة وهي مايظل
الغمام السحاب الابيض الرقيق وسمي بذلك لانه يغم اي يستر
قضي الامر اي فرغ منه
المعنى الاجمالي للآية

هل ينتظر الكفار الساعون في الارض فسادا المتبعون خطوات الشيطان النابذون لامر الله الا يوم الجزاء للأعمال الملئ بالاهوال والشدائد التي تخلع قلوب الظالمين عندما يطوي الله السموات وتكور الشمس وتأتي الملائكة ويأتي الجبار في ظلة من الغمام للفصل بالقضاء بين العباد
من فوائد الاية

اثبات الجزاء والبعث والحساب
اثبات يوم القيامة واهواله
اثبات صفة المجئ والاتيان لله عزوجل

المخالفون لأهل السنة :

قال أهل البدع : إن المراد بالمجيء والإتيان مجيء أمر الله كما قال تعالى ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) .
الرد عليهم :
نقول لهم إن قولكم هذا لا يستقيم ، والدليل الذي استدللتم به هو دليل عليكم وليس لكم ، لو كان الله يريد أمره في الآيات الأخرى لقال : ( أمره ) ، ما الذي يمنعه أن يقول أمره ، فلما أراد الأمر عبر بالأمر .
والآيات الأخرى فيها دلالة ظاهرة لذلك ، ومن أشدها صراحة الآية الثانية ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ) .ففرق بين اتيان الرب واتيان الملائكة واتيان الآيات فلو كانوا جميعا اومنهم شئ واحد لم يك هناك داع للتفرقة
فهذا التقسيم يمنع المجاز ، ولأنه فرق فيها بين إتيان الملائكة وإتيان الرب وإتيان بعض آيات الرب سبحانه .
قوله تعالى : (وجاء ربك والملك)
عطف مجئ الملك على مجيئه سبحانه مما يدل على تغاير المجيئين وعلى أن مجئ الملك حقيقي ومجئ الله حقيقي لكن لايشبه مجئ الخالق مجئ المخلوق


صفة الرضى
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه) .
عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات الرِّضا لله إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تمثيل ولا تشبيه .
وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب :
فقوله تعالى : ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) .
وأما السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ) . رواه مسلم
أما الإجماع فقد أجمع السلف على إثبات الرضا لله تعالى فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
والرضي قسمين
رضى عن العمل : كما في قوله تعالى(رضيت لكم الاسلام دينا) وقوله : (وإن تشكروا يرضه لكم)
ورضي على العامل : كما في قولهتعالى : (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
المخالفون لأهل السنة :

قال أهل البدع : المراد بالرضى إرادة الثواب .
والرد عليهم :
ان هذا تأويل باطل هم ارادوا الهروب من تشبيه الخالق بالمخلوق فوقعوا في التأويل
أن هذا خلاف ظاهر النصوص وخلاف طريقة السلف
كما ان رضا الله من النعيم بل اعظم نعيم قال تعالى (ورضوان من الله اكبر) اي ان المؤمنين ليس لهم فقط الثواب والنعيم.بل وأعظم وهو رضا الله تعالى عنهم، وتجليه عليهم وتشرفهم بمشاهدة ذاته الكريمة
فإذا رضي أثاب حيث أن من مقتضيات الرضي أن يثيب ويعطي
و عن سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( إن الله عز وجل يقول لأهل الجنه ياأهل الجنه فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم؟ فيقولون ومالنا لانرضى ياربنا وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحداً من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً)


صفة المحبة
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) .
عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات المحبة لله إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه .
وهي ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف .
أما الكتاب :
فقوله تعالى : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) .
وقوله تعالى : ( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ) .
وقوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) .
وأما السنة :
فقال النبيصلى الله عليه وسلم يوم خيبر : ( لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) . متفق عليه
وأجمع السلف على ثبوت المحبة لله ، يُحِبُّ ويُحَبُّ ، فيجب إثبات ذلك حقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وهي محبة تليق بالله تعالى .
وهناك اعمال أحب إلى الله اكثر من غيرها مثل
ــ روى البزّار في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ان الله تعالى يحب أحدكم إذا عَمِلَ عملاً أن يتقنه،
ـ ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه)
ـ وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب العبد التقى النقي الخفي " رواه مسلم.
ـ (إن الله يحب الرفق في الامر كله)
ـ إن الله يحب أن يرى أثر نعمته عل عبده

ـ إن الله يحب معالي الاخلاق
ـ إن الله يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء
ـ وفي صحيح البخاري ( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب)
المخالفون لأهل السنة :
فسرها أهل البدع : إن المراد بالمحبة الثواب .
والرد عليهم :
مخالف لإجماع السلف .
أنه خلاف ظاهر النصوص .
· الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله :
أولاً : قراءة القرآن بتدبر .
ثانياً : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض
ثالثاً : دوام ذكره على كل حال (باللسان والقلب والجوارح)
رابعاً : إيثار محابه على محابك عند إيثار الهوى .
خامساً : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته .(وتقلبه في رياض هذه المعرفة)
سادساً : مشاهدة بره وإحسانه وآلآئه ونعمه الظاهرة والباطنة.
سابعاً : انكسار القلب بكليته بين يدي الله .
ثامناً : الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته والوقوف بالقلب بين يديه وختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
تاسعاً : مجالسة المحبين الصادقين وقطف اطايب كلامهم كما تقطف اطياب الثمر.
عاشراً : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله .

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك