عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10-20-2014, 09:51 AM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

امرأة ترثي وحيدها
________________________________

في العاقبة للأشبيلي؛ يروي أن امرأة من الأعراب حجت ومعها وحيدها، فمرض عليها في الطريق ومات، فدفنته بمساعدة الركب الذين معها،
ثُمَّ وقفت بعد دفنه فقالت:
يا بُنَيَّ والله لقد غذوتك رضيعًا، وفقدتك سريعًا، وكأن لم يكن بين الحالتين مدَّة ألتَذُّ فيها بعيشك وأتمتع فيها بالنَّظر إلى وجهك،
ثم قالت:
اللهم منك العدل ومن خَلقِك الجور، اللهم وهبتني قرَّة العين فلم تمتعني به كثيرًا بل سلبتنيه وشيكًا،
ثُمَّ أمرتني بالصَّبر ووعدتني عليه الأجر فصدَّقت وعدك ورضيت قضاءك فلك الحمد في السَّرَّاء والضَّرَّاء،

اللهم ارحم غربته واستر عورته يوم تكشف العورات، وتظهر السَّوْءِات
رحم الله من ترَّحم على من استودعته الرُّوم ووسَّدَته الثَّرى.


ثم لمَّا رامت الانصراف قالت:
أي بُني لقد تزودت لسفري فيا ليت شعري ما زادك لسفرك ويوم معادك،
اللهم إني أسألك الرضا عنه برضائي عنه، استودِعك بُني من استودَعني إيَّاك جنينًا في الأحشاء،
ومن يُجازي من صبر في السَّرَّاء والضَّرَّاء.
لسان حالها:

من شاء بعدُ فليمت ... فعليك كنت أحاذرُ...........
كنت السواد لناظري ... فعَميَ عليك الناظرُ...........
ليتَ المنازل َوالدِّيارَ ...
حفائرٌ ومقابرُ......
إني وغيري لا محالةَ ... حيث صرت لصائرُ [1]







يتبع بأمر الله تعالى، وقصص أخرى للسلف الصالح...

_________________________________________
[1] كشف الكربة عند فقد الأحبة.
التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس