عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-16-2014, 09:54 AM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

عروة بن الزبير رحمه الله و الشيخ الضرير
__________________________________________________ ___________________


قَدِم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك حين دَوِيَتْ رجله، أي: أصابها الداء
فقيل له: اقطعها.
فقال:
إني لأكره أن أقطع مني طائفة،
فارتفعت إلى الركبة،
فقيل: إن وقعت في ركبتك قتلتك،
فقطعها، فلم يقبض وجهه ولا تأوه.
ويقال: إنه لم يترك حزبه في تلك الليلة، وقيل له قبل أن يقطعها:
نُسقيك دواءً لا تجد لها ألمًا؟
قال:
ما يسرني أن هذا الحائط وقاني أذاها.

فلمَّا كان بعد أيام قام ابنه محمد بن عروة ليلاً فسقط من أحد الأسطح في إصطبل دواب الوليد، فضربته بقوائمها حتى قتلته.
فأتى رجل عروة يعزِّيه، فقال له عروة:
إن كنت جئت تُعزِّي برجلي فقد احتسبتها.
فقال:
بل أُعزِّيك في محمد ابنك.
قال:
وما له؟
فخبَّره بشأنه، فقال:

وكنتُ إذا الأيَّام أحدَثن نكبة ***أقول شُوى ما لم يصبن صَمِيمِي...
شوى: أي هين حقير.


اللهم كان لي بنون سبعة، فأخذت واحدًا وأبقيت لي ستَّة، وكان لي أطراف أربعة، فأخذت طرفًا وأبقيت ثلاثة،
ولئن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد أبقيت.


أما عن الشيخ الضرير
______________________________________

فقد قدم على الوليد وفدٌ من عبس فيهم شيخ ضرير، فسأله عن حاله وسبب ذهاب بصره، فقال:
خرجت مع رفقة مسافرين ومعي مالي وعيالي، ولا أعلم عبسيًا يزيد ماله على مالي، فعرسنا في بطن وادٍ، فطَرَقَنا سَيلٌ،
فذهب ما كان لي من أهل ومالٍ وولد غير صبي صغير وبعير، فشردَ البعيرُ، فوضعت الصغير على الأرض ومضيت لأخذ البعير،
فسمعت صيحة الصغير، فرجعت إليه فإذا رأس الذئب في بطنه وهو يأكل فيه،
فرجعت إلى البعير، فحطم وجهي برجليه، فذهب عيناي، فأصبحت بلا عينين ولا ولد ولا مال ولا أهل،

فقال الوليد:
اذهبوا إلى عُرْوة يعلم أن في الدنيا من هو أعظم مصيبة منه.






ندوة لطيفة في الرضـا
__________________________________________


اجتمع وهيب بن الورد وسفيان الثوري ويوسف بن أسباط
فقال الثوري:
قد كنت أكره الموت الفجاءة قبل اليوم، وأمَّا اليوم: فوددت أني ميت,

فقال له يوسف بن أسباط:
وَلِـمَ؟

فقال:
لِمَا أتخوف من الفتنة.

فقال يوسف:
لكني لا أكره طول البقاء.

فقال الثوري:
ولم تكره الموت؟

قال:
لعلي أصادف يومًا أتوب فيه، وأعمل صالحًا.

فقيل لوهيب:
أي شيء تقول أنت؟

فقال:
أنا لا أختار شيئًا ، أحبَّ ذلك إليَّ أحبُّه إلى الله.

فقبله الثوري بين عينيه وقال:
روحانية وربِّ الكعبة.

فهذا حال عَبْدٍ قد استوت عنده حالة الحياة والموت، وقف مع اختيار الله له منهما.
وقد كان وهيب رحمه الله له المقام العالي من الرِّضا وغيره.





يتبع بأمر الله



التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس