الموضوع: مع صيد الخاطر
عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 10-31-2009, 01:53 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

قال ابن الجوزي : خطرت لي فكرة فيما يجري على كثير من العالم من المصائب الشديدة، والبلايا العظيمة، التي تتناهى إلى نهاية الصعوبة.
فقلت: سبحان الله ! إن الله أكرم الأكرمين، والكرم يوجب المسامحة . فما وجه هذه المعاقبة ؟.
فتفكرت، فرأيت كثيراً من الناس في وجودهم كالعدم، لا يتصفحون أدلة الوحدانية، ولا ينظرون في أوامر الله تعالى ونواهيه، بل يجرون - على عاداتهم - كالبهائم
. ا.هـ

ركبت سيارة أجرة ، فاستأذن السائق أن يسأل ، ثم قال : هذا حاكم ظالم ، وهذا عدو غاشم ، أما في دعوة أولئك الذين يدعون كلهم رجل يُجيب الله دعوته عليهم ؟!

بغتني بالسؤال ، وكنت أكاد أنام ، فأفقتُ ، وتذكرتُ موقفا ذكره الشيخ الفاضل " محمد حسان " لما قال له رجل : ( ربنا ظالم ! ) ..
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?p=934777

سألته : أحالنا وعبوديتنا لله تؤهلنا وتجعلنا نستحق إجابة الدعوة ، وكشف العذاب ؟! قال : ( ليه ؟ مالنا ؟ فينا إيه ؟ احنا مش وحشين برضه ) ، فنظرت إلى يسراه التي يحمل فيها ( سيجارة ) !

قلتُ : يا رحمني الله وإياك ، ألا ترى حال مساجدنا في الصلوات ، والفجر خاصة ؟ ألا تكفي هذه ليعاقبنا الله ؟ إن الله تعالى يرحمنا أن لم يؤاخذنا بكل بما نكسب من آثام !

قال الله : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، ومعناها – كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله - : الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكمال عدله وكمال حكمته لا يُغير ما بقوم من خير إلى شر ، ومن شر إلى خير ، ومن رخاء إلى شدة ، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فإذا كانوا في صلاح واستقامةَ وغَيّروا غَيَّر الله عليهم بالعقوبات والنكبات والشدائد والجدب والقحط ، والتفرق وغير هذا من أنواع العقوبات جزاء وفاقا ، قال سبحانه : (وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ) .

يروى أنه في عهد سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام جف المطر وطلب منه قومه أن يدعو ربه بالغيث وينزل عليهم المطر فصعد سيدنا موسى الجبل ودعا ربه بأن ينزل عليهم المطر فقال له ربه عز وجل : يا موسى كيف انزل المطر وبينكم عاص فرجع موسى إلى قومه وبلغهم بأن بينهم عاص ولم ينزل الله المطر إلا إذا خرج فلم يخرج احد ثم انزل الله المطر فصعد موسى الجبل وقال لربه يا رب جمعت القوم و أبلغتهم بأن بيننا عاص فليخرج ولم يخرج احد وقد أنزلت المطر يا رب فقال سبحانه و تعالى يا موسى أنى أنزلت المطر بعد ما تاب العاصي توبة نصوحة فقال موسى لربه من هو يا رب حتى نعرفه قال الله عز و جل لموسى يا موسى سترته وهو عاص فكيف لا أستره وقد تاب إلى.

قال ابن الجوزي : فإذا وقعت عقوبة لتمحص ذنباً، صاح مستغيثهم: ترى هذا بأي ذنب ؟.
وينسى ما قد كان، مما تتزلزل الأرض لبعضه.
وقد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب، ولا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه.
فمتى رأيت معاقباً، فاعلم أنه لذنوب.
ا.هـ

رد مع اقتباس