عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-11-2010, 06:48 PM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي عجيبة من عجائب الضَبُع !!!

 


كانت العرب تضرب بالضبع المثل في الفساد؛ فإنَّها إذا وقعتْ في الغنَم عاثتْ, ولَم تكتفِ بِما يكتفي به الذِّئْب, فإذا اجتمعَت الذِّئْب والضَّبع في الغنَم سلِمَت؛ لأنَّ كلَّ واحد منهما يَمنع صاحبَه، والعرب تقول في دُعائِهم:
"اللَّهُمَّ ضبعًا وذئبًا"؛ أي: اجْمعْهما في الغنَم لتسلم، ومنه قول الشَّاعر:تَفَرَّقَتْ غَنَمِي يَوْمًا فَقُلْتُ لَهَا
يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيْهَا الذِّئْبَ وَالضَّبُعَا


وقيل للأصْمعي:
هذا دعاء لها أم عليْها؟ فقال: دعاء لها.

قصَّة مجير أمّ عامر:
روى البيْهقي في آخر
"شعب الإيمان" عن أبي عُبيْدة أنَّه سأل يونُسَ بن حبيب عن المثَل المشهور: "كمُجير أمّ عامر", وأمّ عامر هي الضَّبع.

فقال: كان من حديثِه أنَّ قومًا خرجوا إلى الصَّيد في يومٍ حار، فبيْنما هم كذلك إذ عرضتْ لهم "أم عامر"؛ وهي الضَّبع، فطردوها فاتَّبعتْهم حتَّى ألْجؤُوها إلى خباء أعرابي، فقال: ما شأنُكُم؟ قالوا: صيْدُنا وطريدتُنا، قال: كلاَّ والَّذي نفسي بيدِه، لا تصِلونَ إليْها ما ثبت قائمُ سيْفي بيدِي - لأنَّها استجارتْ به - قال: فرجعوا وترَكوه.

فقام إلى لقحة فحلَبها وقرَّب إليْها ذلك,
وقرَّب إليْها ماءً، فأقبلتْ مرَّة تلِغ من هذا ومرَّة تلِغ من هذا، حتَّى عاشت واستراحت، فبيْنما الأعرابي نائمٌ في جوف بيتِه إذْ وثَبَت عليْه, فبقرَتْ بطْنَه, وشرِبَتْ دمَه, وأكلتْ حشوتَه وتركتْه، فجاء ابنُ عمٍّ له فوجده على تِلْك الصُّورة، فالتفتَ إلى موضع الضَّبع فلم يرَها، فقال: صاحبتي والله، وأخذ سيْفَه وكنانتَه واتَّبعها، فلَم يزَل حتَّى أدْركَها فقتلَها، وأنشأ يقول:
وَمَنْ يَصْنَعِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ
يُلاقِ الَّذِي لاَقَى مُجِيرُ امِّ عَامِرِ


أَدَامَ لَهَا حِينَ اسْتَجَارَتْ بِقُرْبِهِ

قِرَاهَا مِنَ الْبَانِ اللِّقَاحِ الغَرَائِرِ


وَأَشْبَعَهَا حَتَّى إِذَا مَا تَمَلَّأَتْ

فَرَتْهُ بِأَنْيَابٍ لَهَا وَأَظَافِرِ






من بحث لـ(نايف المنصور)اسماه:(صفاء النبع في حكم أكل الضبع)
رد مع اقتباس