عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-18-2008, 05:23 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

فتوى علماء المغرب حول دخول المغرب ودول العالم الإسلامي في الحـلف الذي دعت إليه أمريكا ضد الإرهاب


الحمد لله رب العالمين، وصلاة الله وسلامه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد؛ فنظرا لما يجتازه العالم اليوم إثر وقوع الهجمات بالطائرات على عدة مدن أمريكية، والتي تسبب عنها مقتل الآلاف من المدنيين.

ونظرا لعزم الولايات المتحدة الأمريكية على إنشاء حلف عالمي يقوم بمحاربة الإرهاب عالميا وبشتى الوجوه، وإقحام جميع الدول العربية والإسلامية – على الخصوص – في هذا الحلف، جنبا إلى جنب مع العدو الصهيوني الغاشم، وإعلانها على لسان رئيسها جورج بوش بأنها حرب صليبية ضد الإرهاب، كما تناقلت ذلك مختلف وسائل الإعلام العالمية.

ونظرا لجزم الحكومة الأمريكية بنسبة هذا الهجوم إلى جماعات مسلمة تصفها بالإرهابية والمتطرفة، من غير وجود أي دليل على انخراط تلك الجماعات فيه، وعزمها على ضرب عدة دول إسلامية شقيقة وجارة، بحجة إيوائها لتلك الجماعات؛ كأفغانستان واليمن ولبنان، والسودان والعراق والجزائر، حسبما تناقلته مختلف وسائل الإعلام، مما يتسبب عنه مقتل مئات الآلاف من المسلمين الأبرياء.

ونظرا لأن لفظة الإرهاب لفظة مطاطة تشمل جميع من يعمل ضد المصالح الأمريكية والغربية والصهيونية، سواء كان مقاوما لتحرير بلاده ( كحماس والجهاد وحزب الله )، أو كان غير ذلك.

ونظرا لما يقتضيه الدخول في مثل هذا الحلف من وضع الأراضي المغربية والإسلامية تحت تصرف الجيوش الأمريكية، وجعلها قواعد تنطلق منها الطائرات والبوارج الأمريكية ضد إخواننا المسلمين، ما يتسبب عنه أضرار واضطرابات دينية وقومية واجتماعية واقتصادية، ومشاكل غير منتهية مع دول الجوار، وأشقائنا في الدين وفي منظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية..

ونظرا لما قلدنا الله – معشر العلماء – من مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى:  كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .] آل عمران:110 [، وقال عز من قائل:  وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب لتبيننه للناس ولا تكتمونه .] آل عمران:187 [، وقال سبحانه:  لعن الذين كفروا من بني إسرئيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون .] المائدة: 78 - 79 [،

وقال نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى آله، فيما رواه عنه البزار والطبراني في "الأوسط" بسند حسن عن أبي هريرة – رضي الله عنه: (( لتأمرن بالمــعروف ولتنــهــون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم ))، وأخرج البزار والطبراني – كذلك – عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله؛ أتهلك القرية وفيها الصالحون ؟، قال: ((نعم))، قيل: بم يا رسول الله ؟. قال: (( بتهاونهم وسكوتهم على معاصي الله )).

فنظرا لجميع ما مر، وأن الدخول في حلف مع أمريكا هو استعانة بالكافر على المسلم، بل أفظع منه؛ حيث هو إعانة للكافر على المسلم، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين .] آل عمران:149 [، وقال سبحانه:  لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله .] المجادلة: 22 [، وقال جل أمره:  يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم .] المائدة:51 [، وقال عز من قائل:  ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون .] هود:113 [، وقال جل وعز:  لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء .] آل عمران:28 [، وقال وهو أصدق القائلين:  ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا .] النساء:141 [.

ولقول نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى آله بخصوص عدم جواز الاستعانة بغير المسلم على غير المسلم فأحرى على المسلم، فيما روى الإمام أحمد ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها – لما أراد أحد المشركين القتال معه في بعض غزواته: (( ارجع؛ فلن أستعين بمشرك))، وقوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، فيما أخرجه الإمام مسلم كذلك، وأبو داود وابن ماجه بسند صحيح عن عائشة – رضي الله عنها كذلك: (( إنا لا نستعين بمشرك ))، وفي مستدرك الحاكم وصححه، عنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله: (( إنا لا نستعين بالمشركين ))، وقوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله بخصوص عدم جواز خذلان المسلم وتسليمه للظلمة وغير المسلمين، فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه - مرفوعا: (( المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ))، وروى البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر عن نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى آله قوله: (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ))، وأخرج أحمد وأبو داود بسند حسن عن جابر وأبي طلحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله: (( ما من امريء يخذل امرأ مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته... ))، وقال نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى آله، بخصوص وحدة المسلمين مطلقا، وعدم جواز تفضيل غيرهم عليهم في أي حال من الأحوال، فيما رواه عنه ابن ماجه والطبراني من طريق معقل بن يسار – رضي الله عنه: (( المسلمون يد على من سواهم ))، بل حذر نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى آله، بخصوص هذه النازلة، فيما أخرجه البيهقي من طريق ابن عمر – رضي الله عنهما - بقوله: (( من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة؛ كتب بين عينيه يوم القيامة: آيس من رحمة الله... )). ولا شك أن تعاونا مثل هذا يفضي إلى إزهاق أرواح عشرات الآلاف من المسلمين البرآء.

وقد أجمع علماء المسلمين على وجوب نصرة المسلمين، وعدم التعاون مع غيرهم عليهم، حيث قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عنه صلى الله عليه وسلم: (( المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم )).

وعلى هذا المعنى من وجوب التناصر بين المسلمين، وأنهم يد على من سواهم؛ تضافرت الآيات والأحاديث المتواترة، مما هو معلوم من الدين ضرورة، ووقع به الإجماع من سائر علماء الملة؛ لم يخالف فيه أحد.

بل عد جمهور علمائنا المالكية التعاون مع الكافر على المسلم كفرا بالله تعالى، وخروجا من الملة؛ قال شيخ الإسلام جعفر بن إدريس الكتاني في كتابه "الدواهي المدهية للفرق المحمية" ص 110: (( وأما الاستعانة بالمشركين على المسلمين؛ فلا تخطر إلا على بال من قلبه وراء لسانه ))، وقال الإمام محمد بن جعفر الكتاني في كتابه "النصيحة" ص 141: (( وأما الاستعانة بهم – أي: غير المسلمين – على قتال المسلمين؛ فلا يكاد يصدر من مسلم، ولا يخطر جوازه إلا على بال من قلبه وراء لسانه ))، وقال مفتي مراكش وقاضي الجماعة بها أبو مهدي عيسى السكتاني ضمن فتوى حول الاستعانة بالكفار على المسلمين: (( ثم إذا استعان عليهم بالنصارى وعبدة الأوثان – كما ذكر في السؤال – فالأمر أشد وأفظع، وخرق متسع لا يكاد يرقع )) ، ثم نقل فتوى جمهور علماء المالكية في المغرب والأندلس الآتية الذكر. ( المعيار الجديد للوازاني 3/23 طبع وزارة الأوقاف )، قال الإمام خليل بن إسحاق في مختصره عطفا على المحرمات: (( واستعانة بمشرك )) ، وقد ذكر إمام المالكية في زمانه البرزلي في كتاب القضاء من نوازله: أن أمير المؤمنين علي بن يوسف بن تاشفين اللمتوني استفتى علماء زمانه – وهم من هم – في انتصار ابن عباد الأندلسي بالكتب إلى الإفرنج ليعينوه على المسلمين؛ فأجابه جلهم بردته وكفره. فيعد هذا شبه إجماع لجمهور علماء المسلمين في المغرب والأندلس وتونس والجزائر، ولم يخالف أحد في أنه من أعظم الكبائر الموجبة لسخط الله تعالى. وقال إمام المذهب سحنون: (( من أهدى للمشركين سلاحا؛ فقد أعان واشترك في دماء المسلمين)) ، وقال إمام التابعين الحسن البصري: (( من حمل إليهم الطعام فهو فاسق، ومن باع منهم السلاح؛ فليس بمؤمن )). وسئل الإمام السراج عمن يبيع المسلمين للنصارى؛ فأجاب: (( بأن الرجل إذا اطلع عليه أنه يبيع المسلمين للنصارى؛ فإنه يقتل )).( المعيار الجديد: 3/ 43 ).

ونقل هذه الفتاوى كافة علماء ومفتي المغرب عبر التاريخ وأقروها؛ كمفتي المغرب المهدي الوزاني، والزيات في نوازله، وشراح المختصر الذين هم رواد القانون الإسلامي منذ مئات السنين من علماء شمال إفريقيا والحجاز وغيرها، كالحطاب والخرشي والزرقاني، والتاودي ابن سودة وابن الحسن بناني والرهوني... وغيرهم.

هذا هوحكم الله تعالى، وحكم رسوله – صلى الله عليه وسلم وعلى آله – وإجماع أئمة الإسلام، خاصة أئمة مذهبنا المالكي الذي ندين – معشر المغاربة – به منذ ألف ومائتي عام، الذي حذرنا الله من مخالفته بقوله تعالى:  أفحــكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون .] المائدة:50 [، وقوله تعالى:  فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .] النساء: 65 [، وقولــه جــــل من قائل:  ومن لــم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافــــرون .] المائدة:44 [، وفي أخــرى:  فأولــئــك هم الظالمون .] المائدة: 45 [،وفي آية أخرى:  فأولئك هم الفاسقون .] المائدة:47 [.

وعلى ضوء ذلك نقرر ما يلي:

- لا يجوز دخول المغرب – حكومة وشعبا – في الحلف الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب، بمفهومها الخاص ذي المعايير المزدوجة، ولا أي حلف من الأحلاف يستهدف العدوان على جماعة أو دولة مسلمة، وأن الدخول في مثل هذا الحلف كبيرة من أعظم الكبائر، بل ردة وكفر حسب الـكتاب والســـنة وجمهــور علــمائنا.

- نعلن حرمة صلاة أي مسلم في كنيسة نصرانية، أو بيعة يهودية، بممارسة طقوسها الدينية، وأن ذلك كبيرة من أعظم الكبائر، وطعن في أهم مقدسات المغرب الذي هو دولة إسلامية بنص الدستور، وبواقع تاريخه منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا.

- ندعوا المغاربة والمسلمين عامة – حكومات وشعوبا – بأن يكونوا في مستوى الوعي الكامل تجاه المخططات الاستعمارية ضد الإسلام والمسلمين، وقد قال تعـالى:  ولن ترضى عنك اليهود ولا النصرى حتى تتبع ملتهم .] البقرة:120 [. وحذرنا منهم بقوله:  قــد بــدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر .] آل عمران:118 [.

- نندين ونستنكر ما قامت به وزارة الأوقاف من قلب النصوص الشرعية، وإلباس الحق بالباطل في خطبة الجمعة السياسية التي أجبرت خطباء مساجد المغرب على إلقائها بتاريخ الجمعة 14 – 9 – 2001 بمناسبة الأحداث التي وقعت في أمريكا، والذي يعتبر عدوانا على حرية الأئمة وخطباء المساجد، وتحريفا لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

- ننعبر عن تأثرنا لما أصاب الشعب الأمريكي من وراء الهجمات على واشنطن ونيويورك، داعين الحكومة الأمريكية إلى البحث عن أسباب كراهية الشعوب لها، وإعادة النظر في سياساتها الدولية بما يحقق الأمن والسلام الحقيقيين لجميع شعوب الأرض...

 هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب 

الرباط في: 29 جمادى الثانية عام 1422 هـ.
الموافق: 18- 9 – 2001 م .
توقيع العلماء

1) الدكتور إدريس بن الشيخ محمد بن جعفر الكتاني.(أحد مؤسسي رابطة علماء المغرب عام 1961، مؤسس وكاتب عام نادي الفكر الإسلامي، أستاذ الجيل، متخصص في العلوم الإسلامية والعلوم الاجتماعية ).

2) عبد الله بن عبد القادر التليدي. (مدير المعهد الإسلامي بطنجة، خادم الحديث النبوي بالديار المغربية ). (أنزل بيانا يتراجع عن الفتوى وينفي توقيعه عليها)

3) مصطفى بن محمد النجار. ( عضو رابطة علماء المغرب، مدرس بالجامع الأعظم وغيره من مساجد سلا).

4) محمد بن الأمين أبو خبزة (خطيب ومدرس بمساجد تطوان).

5) محمد بن الحسن الﮕنوني. ( خريج دار الحديث الحسنية، وعضو المجلس العلمي بسلا، وعضو رابطة علماء المغرب ). (أنزل بيانا يتراجع عن الفتوى وينفي توقيعه عليها)

6) مصطفى بن الحسن الﮕنوني.(خريج دار الحديث الحسنية، وعضو المجلس العلمي بسلا، وعضو رابطة علماء المغرب ). (أنزل بيانا يتراجع عن الفتوى وينفي توقيعه عليها)

7) محمد السعيدي الجردي. (خطيب ومدرس في طنجة). (أنزل بيانا يتراجع عن الفتوى وينفي توقيعه عليها)

8) الحسن بن علي بن المنتصر الكتاني.(ماجستير من جامعة آل البيت بالأردن في الفقه والأصول، خطيب ومدرس بمساجد الرباط وسلا).

9) عمر بن مسعود بن عمر الحدوشي، وله تحفظ على البند الأخير. (خطيب ومدرس في تطوان).

10) البشير بن محمد عصام. وله تحفظ على البند الأخير (خطيب ومدرس ببعض مساجد الرباط وسلا ).

11) هشام بن عبد السلام التمسماني. (خطيب ومدرس ببعض مساجد طنجة والأندلس).

12) عبد القادر بن الصديق الغماري. ( إمام ومدرس وخطيب ببعض مساجد الرباط). (أنزل بيانا يتراجع عن الفتوى وينفي توقيعه عليها)

13) محمد السحابي. ( خريج دار الحديث الحسنية، قائم على مدرسة التوحيد القرآنية، ومدرس بها بمدينة سلا ).

14) أحمد أمزو ( خطيب ومدرس بطنجة ).

15) الفاطمي بن محمد بن إدريس الكتاني. ( من علماء فاس ).

16) عبد العزيز البراق. وله تحفظ على البند الأخير ( خطيب وواعظ ببعض مساجد طنجة ). (أنزل بيانا يتراجع عن الفتوى وينفي توقيعه عليها)
رد مع اقتباس