عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-27-2010, 06:21 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي





الدرس السادس

ملحوظة :جرى تعديل بسيط في الدرس السابق يرجى الرجوع إليه ثانية
وتصحيح للآية (وسعت كل شئ رحمة وعلما) وجزاكم الله خيرا
أبدأ بالرجوع قليلا لنهاية الدرس السابق ليتصل الكلام:
قول المصنف:

مَوْصُوفٌ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ اَلْعَظِيمِ, وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ اَلْكَرِيمِ .


وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي اَلْقُرْآنِ, أَوْ صَحَّ عَنْ اَلْمُصْطَفَى -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- مِنْ صِفَاتِ اَلرَّحْمَنِ


وَجَبَ اَلْإِيمَانُ بِهِ, وَتَلَقِّيهِ بِالتَّسْلِيمِ وَالْقَبُولِ, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّأْوِيلِ, وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ .



الشرح :
هذه قاعدة من قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات ، وهذه القاعدة هي :
إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله e من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
فإذا جاءتنا صفة ، كالوجه مثلاً في قوله تعالى : ( ويبقى وجه ربك ) فإننا نقول : نثبت لله صفة الوجه إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، وهكذا بقية الصفات .
إذاً يجب أن نثبت الصفة إذا ثبتت بالقرآن أو السنة ، ونجتنب أربعة أمور :
الأول : الرد ، كتعطيلها .
والتعطيل هو : إنكار ما يجب لله من الأسماء والصفات ، إما كلياً كتعطيل الجهمية ، وإما جزئياً كالأشعرية الذين لم يثبتوا من الصفات إلا سبع صفات مجموعة في هذا البيت :

حَيٌّ عليمٌ قديرٌ والكلامُ له إرادةٌ وكذلك السمع والبصر .

فأهل السنة والجماعة يثبتون ولا يعطلون ولا يردون أي اسم من أسماء الله أو أي صفة من صفات الله ، بل يقرون بها إقراراً كاملاً .
الثاني : التأويل ( لو قال المؤلف : التحريف لكان أفضل ) .
هو التغيير والتبديل ، وينقسم إلى قسمين :
1 – تحريف لفظ ، مثل قول الجهمية والأشاعرة في قوله تعالى : ( استوى ) استولى .
2 – تغيير المعنى ، وهذا أكثر انتشاراً . مثل تفسير بعض المبتدعة الغضب بإرادة الانتقام ، وقولهم إن المراد باليدين النعمة والقدرة .
الثالث : التمثيل والتشبيه .
وهو إثبات مماثل للشيء ، كأن يقول : يدي الله كأيدينا ، وسمعه كسمعنا .
فأهل السنة يتبرؤون من تمثيل الله بخلقه لا في ذاته ولا في صفاته ، ويثبتون لله الصفات بدون مماثلة .
يقولون إن لله حياة ليس كحياتنا ، وله وجه ليس كوجوهنا ، وله يد ليست كأيدينا .
الدليل على تحريم التمثيل قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) فهو نص صريح بعدم التمثيل .
الفرق بين التشبيه والتمثيل ، التمثيل سبق ، أنه إثبات مثيل للشيء .
وأما التشبيه فإثبات مشابه له .
فالتمثيل يقتضي المماثلة وهي المساواة من كل وجه ( كقولهم له وجه كوجوهنا ) .
والتشبيه يقتضي المشابهة ، وهي المساواة في أكثر الصفات .
ومما يتجنب في صفات الله عز وجل :
التكييف .
وهو حكاية كيفية الصفة ، كقول القائل : كيفية يد الله كذا وكذا ، أو يقول : استواء الله على عرشه كيفيته كذا وكذا .
والدليل على تحريمه قوله تعالى : ( وأن تقولا على الله ما لا تعلمون ) .
فإذا جاء رجل وقال : إن الله استوى على العرش على هذه الكيفية ، ككيفية استوائي على السرير ، ووصف كيفية معينة فإن هذا قال على الله ما لا يعلم ، لأن الله أخبرنا بأنه استوى على العرش ولم يخبرنا كيف استوى .
وسيأتي كلام الإمام مالك في ذلك وشرحه .
قال المصنف:
وَمَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ وَجَبَ إِثْبَاتُهُ لَفْظًا, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لِمَعْنَاهُ, وَنَرُدُّ عِلْمَهُ إِلَى قَائِلِهِ, وَنَجْعَلُ عُهْدَتَهُ عَلَى نَاقِلِهِ, اِتِّبَاعًا لِطَرِيقِ اَلرَّاسِخِينَ فِي اَلْعِلْمِ, اَلَّذِينَ أَثْنَى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ اَلْمُبِينِ بِقَوْلِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) وَقَالَ فِي ذَمِّ مُبْتَغِي اَلتَّأْوِيلِ لِمُتَشَابِه تَنْزِيلِهِ (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه) فَجَعَلَ اِبْتِغَاءَ اَلتَّأْوِيلِ عَلَامَةً عَلَى اَلزَّيْغِ, وَقَرَنَهُ بِابْتِغَاءِ اَلْفِتْنَةِ ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه) .

الشرح
أولاً : النصوص تنقسم إلى قسمين :
محكمة – ومتشابهة .
المحكمة : واضحة المعنى لا إشكال فيها .
مثل : إثبات العلم ( إن الله بكل شيء عليم ) والقدرة ( وكان الله على كل شيء قديراً ) وغيرها .
متشابهة : ما لم يتضح معناه لإجمال في دلالته أو لقصر في فهم قارئة .
والدليل على هذا التقسيم : قوله تعالى ( هو الذي أنزل عليك الكـتاب منه آيات محكمات هـن أم الكتاب وآخر متشابهات ) .
ثانياً : طريقة أهل الحق الراسخين في العلم عند المتشابه :
هي رد المتشابه إلى المحكم ويفسر به ويزول بذلك الإشكال .
وطريقة أهل الزيغ : هو اتباع المتشابه ونشره .
لسببين :
صد الناس عن دينهم قال تعالى ( ابتغاء الفتنة ) .
ولتفسيره على مرادهم قال تعالى ( وابتغاء تأويله ) .
أمثلة :
قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) تمسك بها أهل الزيغ فقالوا : إن الله مختلط بخلقه .
فاتبعوا المتشابه وتركوا النصوص المحكمة المتواترة الكثيرة التي يزيد أفرادهــا على ثلاث آلاف دليل على علو الله تبارك وتعالى .
فأهل الحق يردون المتشابه للمحكم ويفسرونه به ، ويردون المتشابه إليه وتتفق النصوص وتتضح .
فأهل الزيغ يتركون النصوص الكثيرة المتواترة في علو الله – ويتمسكون بدليل واحد من المتشابه .
مثال آخر :
قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا صلى أحدكم فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه ) .
قالوا أهل الزيغ: إن الله أمامنا في الجدار . ( نعوذ بالله من طريقة أهل الزيغ ) .
طريقة أهل الحق : نقول هذا من المتشابه – نرده إلى المحكم ؟؟ ما هو المحكم ؟؟ النصوص الكثيرة التي دلت على علو الله وكما ذكرت من قبل ، أكثر من ثلاثة آلاف دليل ( وهو العلي الكبير ) ( يخافون ربهم من فوقهم ) ( وهو القاهر فوق عباده ) ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ( تعرج الملائكة إليه .. ) وكثير جداً ( وسيأتي مبحث العلو ) .
وهذه القاعدة ( وهي رد المتشابه إلى المحكم ) عامة في نصوص الكتاب والسنة .
مازال هناك بقية لذلك لكن نكمل المرة القادمة ان شاء الله
ليسهل تحصيلكم للدرس
استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه


التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 03-27-2010 الساعة 06:24 AM