عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 08-03-2011, 08:29 PM
ابو جندل المصري ابو جندل المصري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

شبه المجيزين للمظاهرات،وكشفها، وأؤكد أن واقع حالهم اعتقدوا، ثم سعوا ليستدلوا، فتكلفوا وحرفوا نصوصالشريعة .

الشبهة الأولى/ ادعى مجوزو المظاهراتأن فعلالمتظاهرين قد دلت عليه السنة، فقد أخرج أبو نعيم في الحلية(1/40): أن النبي صلىالله عليه وسلم خرج بعد إسلام عمر - رضي الله عنه - على رأس صفين من أصحابه، وعلىالأول منهما عمر - رضي الله عنه -، وعلى الثاني حمزة - رضي الله عنه - رغبة في
إظهار قوة المسلمين، فعلمت قريش أن لهم منعة ا.هـ
وهذا لا دلالة عليه من وجهين؛ دراية،ورواية
:

الوجه
الأول رواية: فإن إسناده ضعيف؛ لأن فيه إسحاق بن أبي فروة، قال الإمام أحمد: لا تحلعندي الرواية عنه. وقال: ما هو بأهل أن يحمل عنه، ولا يروى عنه. وقال الإمام ابنمعين عنه: كذاب. ( تهذيب التهذيب )

الوجه الثاني دراية: أنه لا ولاية في مكة، وكان أعداؤهم حربيين، فلما تقووا استعملوا القوة في مقدار ما يستطيعون. فأين هذا من
تجمع أناس على حكامهم؛ لإظهار سخطهم على فعل ما!؟



الشبهة الثانية/ ادعى مجوزو
المظاهراتأنه قد دل على جوازالمظاهرات: أنها وسيلة قد جربت، فوجد نفعها بأن حصلالمطلوب، وكشف هذه الشبهة من وجهين:

الوجه الأول: أنها أيضاً جربت في مواطن كثيرة وكثيرة جداً، فلم تنفع، فهي وسيلة مظنونة، وليس حدث تظاهر المسلمين في فرنساضد قرار منع الحجاب عنا ببعيد، فلم ينفع، والأمثلة كثيرة، وما كان كذلك، فلا يجوَّز
به المحرم، وقد تقدم ذكر الأدلة على منعها وحرمتها .

الوجه الثاني: أنه لو قدر حصول النتيجة من هذه الوسيلة، فإنه لا يدل على حلها ولا صحتها بحال، فإن الغاية لا تبرر الوسيلة،
وقد ذكرت دليل ذلك في مقال: أحداث تونس الحالية بين الإفراط والتفريط

http://islamancient.com/mod_stand,item,72.html



الشبهة الثالثة: استدل مجوزو المظاهراتبأنه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمفشكا إليه جارًا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم – ثلاث مرات – " اصبر " ثم قالله في الرابعة أو الثالثة: "اطرح متاعك في الطريق " ففعل. قال: فجعل الناس يمرون بهويقولون: ما لك؟ فيقول: آذاه جاره فجعلوا يقولون: لعنه الله، فجاءه جاره فقال: ردمتاعك، لا والله لا أوذيك أبداً . وفي رواية فجاء – الذي آذى جاره - إلى النبي صلىالله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ما لقيت من الناس؟ فقال: "وما لقيت منهم؟ " قال: يلعنونني، فقال: " لقد لعنك الله قبل الناس " قال: إني لا أعود، فجاء الذيشكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:" ارفع متاعك فقد كُفْيت"
وفي رواية قال: فاجتمع الناس عليه
.



واستدلالهم بهذا الحديث مما يدل على أنهم اعتقدوا، ثم تكلفوا الاستدلال، ولو
بما لا دلالة فيه، كهذا الحديث.

وجه الدلالة هو أنهم اجتمعوا على إنكار هذا
الفعل .

وكشف
هذه الشبهة من أوجه :

الوجه
الأول: : إن رواية " فاجتمع الناس عليه " مخرجة في الأدب المفرد؛ وهي رواية ضعيفةلأنها من طريق محمد بن عجلان عن أبيه .

الوجه الثاني: أن اجتماعهم هذا جاء وفاقاً لا قصداً للضغط والإنكار، بخلافالمظاهراتالتي نحن
بصددها .

الوجه الثالث: أنه لو سلم بأن الرواية صحيحة، وأن الاجتماع كان مقصوداً، فأين هذا من تجمع
أناس للضغط على الحاكم، كما هو فعل المتظاهرين .

الوجه الرابع: أنه لو سلم بأن الرواية صحيحة، وأن الاجتماع كان مقصوداً، فغاية ما في الاستدلال أنه من باب القياس، ومنالمتقرر عند العلماء قاطبة: أن القياس إذا صادم نصاً صار قياساً فاسداً، فلا يحتجبه. وتقدمت الأدلة على حرمة
المظاهرات .

الوجه الخامس: إن هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليعلم خطورة فعل هذا الجار،
فيتعظون، فهو ذو سلطان يستطيع الإنكار باليد .

الشبهة الرابعة/ استدلوا بأن الشريعة دعت لصلاة العيد بالمصليات، وحثت الرجال والنساء حتى ذوات الخدور والحيض على شهودالعيد، فدل هذا على مشروعية المظاهرات؛ لأن فيه إظهار قوة المسلمين، والمظاهرات
كذلك .

وكشفهذه الشبهة من أوجه
:

الوجه
الأول: لم تشرع صلاة العيد في المصليات؛ لإظهار قوة المسلمين، وإنما لإظهار هذهالشعيرة لحكمٍ، منها: إظهار تآلف المسلمين، والاجتماع في مكان واحد؛ لإظهار الفرحوالسرور بهذا العيد. ويؤكد ذلك أنه فعل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوافي قوة، وهكذا في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وكان وقتها وقت قوة، لاسيما فيالمدينة النبوية، فليسوا في حاجة لإظهار قوة المسلمين .

الوجه الثاني: إن غاية ما في هذا – إن سلم به – أنه قياس، والقياس إذا صادم الأدلة الشرعية صار قياساً
فاسداً.

الوجهالثالث: أين هذا من التجمهر لإظهار السخط على نظام أو قرار؟


عجباً من هذا الاستدلال أفلا تعقلون
.

وبهذه
الأوجه يرد على استدلالهم بصلاة الجمعة والجماعة في المساجد وهكذا ...

الشبهة
الخامسة/ استدلوا بأن الشريعة دعت إلى إنكار المنكر، وهذهالمظاهراتمن إنكار المنكر، وكشف هذه الشبهة منأوجه:

الوجه الأول: أنه لا يسلم جواز إنكار المنكر بهذه الطريقة -لما تقدم ذكره من الأدلة على
حرمتها-، فلا يصلح الباطل بالباطل، وطرق الإصلاح المشروعة كثيرة لمن ابتغاها .

الوجه الثاني: أن تحقق المصلحة من هذه الطرق مظنونة، وهي لم تنفع في حالات كثيرة، فما كانكذلك لا يجوّز به المحرم، لا سيمت وقد ترتب على كثير منالمظاهرات
منكر أكبر .

الوجه الثالث: إن الشريعة شرعت طرقاً لإنكار المنكر، فمن سلكها فحصل المراد، فالحمد لله، وإذا لم يحصل المراد برأت
الذمة، وأدى الذي عليه .

الشبهة السادسة/ استدلوا بأن العز بن عبد السلام وغيره قد فعلوا أمثال هذه
المظاهرات.

وكشف هذه الشبهة منأوجه
:

الوجه
الأول: أنه لو سلم فعل هؤلاء العلماء لها، فإن أقوال وفعال العلماء يحتج لها ويعتضدبها، لا يحتج بها، فليست حجة بالإجماع، والأدلة دلت على عدم مشروعية هذهالمظاهراتكما تقدم .

الوجه الثاني: أن كثيراً مما يحكونه عن أهل العلم في هذا الصدد ليس منالمظاهراتفي شيء، وإنماتوسعوا تحججاً بالقياس الفاسد، فقاسوا على
المظاهرات .

الوجه الثالث: أن كثيراً من البدع قد وقع فيها من يسمون علماء، فالعز بن عبد السلام مثلاًيرى أنه بإمكان الأولياء أن يطلعوا على اللوح المحفوظ (قواعد الأحكام (1/140))، وهومن الطاعنين في اعتقاد السلف في صفات الله، وقد بين ضلال اعتقاده شيخ الإسلام ابن
تيمية في مجموع الفتاوى .

الشبهة السابعة/ استدل بعض المتكلفين أن العلماء منعوا منالمظاهراتسداً للذريعة؛ لما يترتب عليها من المفاسد، فإذا
قدرت مظاهرات بدون هذه المفاسد، فإنها تجوز .

وكشف هذه الشبهة أن يقال: إنه ليس كل ما منعه العلماء سداً للذريعة معناه أنه مؤد للذريعة، وإنما قد يؤدي إليها غالباً أوكثيراً، فمنعوه وإن كان قد لا يؤدي إلى الذريعة أحياناً، وهذه هو معنى سد الذرائعالذي دلل عليه ابن تيمية في كتابه ( بيان الدليل على بطلان التحليل ) بأكثر منثلاثين دليلاً، وزادها ابن القيم في كتاب ( أعلام الموقعين ) إلى تسعة وتسعيندليلاً، ومن الأدلة على حجية دليل سد الذرائع: تحريم الشريعة خلوة الرجل الأجنبيبالمرأة الأجنبية؛ حتى لا يقعوا فيما حرم الله مع أنه قد تقع خلوة بدون فعل لمحرم،ومع ذلك فإنه يمنع ويحرم، ومثل هذا كل ما منع سداً للذريعة، فإن الشريعة لا تفرق
بين المتماثلات .



الشبهة الثامنة: وقفت على كلام سيء عن المظاهراتلحاتم العوني، ومما زاد سوءه: أنه نسبالمظاهراتإلى الصحابة والسلف، وجعلها وسيلة سلفية فعلهاالصحابة . وهذا المقال السيئ بعنوان (حكمالمظاهراتالسلمية الثلاثاء 5 ربيع أول 1432 )، واستدل على أنالمظاهراتوسيلة سلفية سلكها الصحابة: بأن أم المؤمنينعائشة رضي الله عنها، وطلحه بن عبيد الله، والزبير بن العوام رضي الله عنهمااجتمعوا في وقعة الجمل، فقال العوني : إن اجتماعهم في وقعة الجمل هو صورة من صورالمظاهرات؛ لأنهم أرادوا بذلك الضغط، والاحتجاج على علي رضي الله عنه. واستدلالحاتم العوني بمثل هذا يؤكد ما سبق ذكره من أن مجوزيالمظاهراتاعتقدوا أولاً، ثم تكلفوا في الاستدلال لها لمّا
هووها، وإن الاستدلال بوقعة الجمل لا يصح من وجوه :

الوجه الأول : أنه ليس اجتماعهم للضغط على علي -رضي الله عنه- في فعل أمر، وإنما اجتماعهم كان للأخذ بدم عثمان، فالزبير بنالعوام وطلحه بن عبيد الله خرجوا للأخذ بدم عثمان، وعائشة رضي الله عنها خرجتللصلح، كما صح ذلك عنها فيما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (6/236)، فهم إذاًتجمعوا في وقعة الجمل لغير ما يسمى بالمظاهرات من الضغط على الحاكم لتنفيذ أمر،
وذلك أنهم أرادوا أن يباشروا هذا الفعل وهو الأخذ بدم عثمان .

الوجه الثاني : أن هذا الذي صدر من عائشة والزبير وطلحه خطأ ندموا عليه كما قرر ذلك شيخ الإسلام قال ابن تيمية في منهاجالسنة النبوية (6 / 129) بنقله عنهم : وكذلك عائشة رضي الله عنها ندمت على مسيرهاإلى البصرة وكانت إذا ذكرته تبكي حتى تبل خمارها، وكذلك طلحة ندم على ما ظن منتفريطه في نصر عثمان وعلي غير ذلك، والزبير ندم على مسيره يوم الجمل ا.هـ وقال (4 / 170): فإن عائشة لم تقاتل ولم تخرج لقتال، وإنما خرجت لقصد الإصلاح بين المسلمين،وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين، ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى،فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبل خمارها، وهكذا عامة السابقين ندموا على مادخلوا فيه من القتال، فندم طلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم أجمعين، ولم يكن يومالجمل لهؤلاء قصد في الاقتتال ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم
ا.هـ

ومن
المعلوم أن أفراد الصحابة غير معصومين يخطئون ويصيبون وهم إن أخطأوا فلهم أجر وتحفظمكانتهم وإذا أصابوا فلهم أجران لعموم ما صح عن أبي هريرة في مسلم وعمرو بن العاصفي الصحيحين مرفوعاً :" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران. وإذا حكم فاجتهدثم أخطأ فله أجر " فهم أخطأوا في هذا الفعل، ولا يصح الاستدلال بما أخطأوا فيه،وندموا عليه، ومن فعل ذلك فهو صاحب هوى .

الوجه الثالث : أن جمعاً من الصحابة خالفوهم في أصل ذهابهم للأخذ بدم عثمان، وفي مقدم هؤلاء سعد بن أبي وقاص وعبد اللهبن عمر رضي الله عنهم، بل وأكثر الصحابة خالفوا في ذلك، فلم يدخل في هذه الفتنة إلاقليل منهم، قال ابن كثير في البداية والنهاية (7 / 261): قال الشعبي: ما نهض معه فيهذا الأمر غير ستة نفر من البدريين، ليس لهم سابع. وقال غيره: أربعة. وذكر ابن جريروغيره قال: كان ممن استجاب له من كبار الصحابة أبو الهيثم بن التيهان، وأبو قتادةالأنصاري، وزياد بن حنظلة، وخزيمة بن ثابت.ا.هـ إذا تبين هذا فلا يصح الاستدلالبوقعة الجمل؛ لما تقدم ذكره، وفي هذا تأكيد ما قرره العلماء من أن طريقةالمظاهراتطريقة بدعية لم يكن عليها النبي r ولا صحابته،كما سيأتي نقله، وليس هذا التكلف في الاستدلال والكذب في النسبة إلى السلف بأولفعال حاتم العوني، بل هو مكثر من ذلك، كما ادعى جهلاً أو بغياً أن السلف لا يفضلونفساق أهل السنة على المبتدعة ولو كانوا علماء، وكما تكلم في دعوة الإمام محمد بن
عبد الوهاب . ولعل الله بكرمه ومنّه أن يهيئ فرصة تفرد فيه مغالطات هذا المنحرف .
وانظر رداً مفيداً للأخ عبدالرحمن الفيصل على حاتم العوني بعنوان: النقض المرضي على من ساوى
معاملة ورواية السني بالبدعي ( رد على حاتم العوني )

http://islamancient.com/books,item,315.html


وأذيل هذا المقال بنقل فتاوى جماعة من علمائنا في حرمةالمظاهراتليقارن بينها وبين كلامالحركيين والحماسيين العاطفيين في هذه المسألة التي تذرع الحركيون الثوريون بهاللتهييج على الولاة، وإشاعة الفوضى؛ مستغلين عاطفة عامةالناس:
قال الشيخ عبد العزيز بن باز : فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق، والأسلوب السيئالعنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله، أو إثارة القلاقل والظلم والعدوانوالمضاربات، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس منالمظاهراتالتي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات فيالشوارع والهتافات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارةوالمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس، والأمير، وشيخ القبيلة بهذه الطريقة، لابالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعملالمظاهراتولا المسيرات، ولم يهدد الناس بتخريبأموالهم واغتيالهم، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة، ويمنع انتشارهاويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن، فهم يريدون الخير بهذاالأسلوب، ولكن يحصل به ضده، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم، ولوطالت المدة أولى به من عمل يضر بالدعوة ويضايقها، أو يقضي عليها، ولا حول ولا قوة
إلا بالله ا.هـ مجلة البحوث الإسلامية العدد 38 ص 210.


وقال الشيخ الألباني في سلسلة الهدى والنور شريط رقم 210: صحيح أن الوسائل إذا لم تكن مخالفة للشريعة، فهي الأصل فيها الإباحة،هذا لا إشكال فيه، لكن الوسائل إذا كانت عبارة عن تقليد لمناهج غير إسلامية، فمنهنا تصبح هذه الوسائل غير شرعية، فالخروج للتظاهرات أو المظاهرات، وإعلان عدمالرضا، أو الرضا وإعلان التاييد أو الرفض لبعض القرارات أو بعض القوانين، هذا نظاميلتقي مع الحكم الذي يقول الحكم للشعب، من الشعب وإلى الشعب، أما حينما يكونالمجتمع إسلامياً فلا يحتاج الأمر إلى مظاهرات، وإنما يحتاج إلى إقامة الحجة علىالحاكم الذي يخالف شريعة الله .- ثم قال- أقول عن هذهالمظاهراتليست وسيلة إسلامية تنبئ عن الرضا، أو عدم الرضامن الشعوب المسلمة؛ لأنه هناك وسائل أخرى باستطاعتهم أن يسلكوها – ثم قال- وأخيراً،هل صحيح أن هذهالمظاهراتتغير من نظام الحكم إذا كانالقائمون مصرين على ذلك؟ لا ندري كم وكم من مظاهرات قامت، وقتل فيها قتلى كثيرونجداً، ثم بقي الأمر على ما بقي عليه قبل المظاهرات، فلا نرى أن هذه الوسيلة تدخل في
قاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة؛ لأنها من تقاليد الغربيين ا.هـ
وقال في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (14 / 74): لا تزال بعض الجماعات الإسلاميةتتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أنالحكم للشعب، وتتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم : "خير الهدى هدى محمد صلى الله
عليه وسلم ". ا.هـ


وسئل الشيخ محمد ابن عثيمين: هل تعتبر
المظاهراتوسيلة من وسائل الدعوة الشرعية؟
فقال: فإن المظاهراتأمر حادث، لم يكن معروفا في عهد النبي صلى
الله عليه وسلم، ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا عهد الصحابة - رضي الله عنهم -.

ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً؛ حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبوابوغيرها، ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه ذلك منالمفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاًكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وإن كانتكافرة، فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف تجاملهم ظاهراً وهي ما هي عليه منالشر في الباطن، لذلك نرى أنالمظاهرات
أمر منكر.

وأما قولهم إن هذهالمظاهراتسلمية، فهي قد تكون سلمية فيأول الأمر، أو في أول مرة، ثم تكون تخريبية، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلففإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أثنى على المهاجرين والأنصار وأثنى على الذين اتبعوهم
بإحسان ا.هـ انظر: الجواب الأبهر ص 75.

وسئل الشيخ صالح الفوزان هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟ فقال: ديننا ليس دين فوضى،ديننا دين انضباط، دين نظام ودين سكينة،المظاهراتليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها، ودين الإسلام دين هدوء ودينرحمة لا فوضى فيه، ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام والحقوق يتوصلإليها دون هذه الطريقة بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية، هذهالمظاهراتتحدث فتناً، وتحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال
فلا تجوز هذه الأمور ا. هـ الإجابات المهمة في المشاكل الملمة محمد الحصين ص 100.


وفي ختام هذا المقال، أذكر بأمرين
:
الأمر الأول/ هدفي من هذا المقال تثبيت أهل
السنة على نظرتهم الشرعية للمظاهرات، ورد أهل التجرد إلى القول بحرمتها وبدعيتهاعلى التفصيل السابق، فإن فضل الله واسع وعطاءه جزيل، وهو الهادي من شاء برحمتهوفضله إلى الصراط المستقيم .

وبعد معرفة حكمالمظاهراتفلا تجوز ولو أذن بها النظاملأنها محرمة، و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. هذا ما كان يقرره شيخنا العلامة
ابن عثيمين

http://islamancient.com/blutooth/269.amr

بل ولو كان الحاكم كافراً، والدولة كافرة،لم تجز؛ لأنها وسيلة محرمة .

الأمر الثاني/ عجبي من بعضهم يتدين بأمر،
فإذا وقعت الوقائع، وهاجت العواطف، تخلى عما كان متديناً به، وعصفت به رياح العواطفمع العامة الدهماء، أو الحركيين الحماسيين، ومن ذلك أن بعضهم جوزالمظاهراتفي تونس؛ تحججاً بأن واقع تونس يختلف، وآخر جوزالمظاهراتفي مصر؛ تحججاً بأن واقع مصر يختلف، وهكذا ...


رد مع اقتباس