عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-30-2010, 12:37 AM
حامل الإجابات حامل الإجابات غير متواجد حالياً
ناقل إجابات الشيوخ على الأسئلة
 




افتراضي

اختلف العلماء في وجه الجمع بين حديث جدامة (لقد هممت ..) وحديث أسماء (لا تقتلوا أولادكم سرا ..) ، قال العلامة المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي : اختلف العلماء في الجمع بينهما فقال الطيبي نفيه لأثر الغيل في الحديث السابق - يعني حديث جدامة - كان إبطالا لاعتقاد الجاهليه كونه مؤثرا وإثباته له هاهنا في حديث أسماء لأنه سبب في جملته مع كون المؤثر الحقيقي هو الله تعالى انتهى ، وقيل النهي في قوله لا تقتلوا أولادكم سرا في حديث أسماء للتنزيه ويحمل قوله لقد هممت في حديث جدامة على التحريم فلا منافاة ، وقال السندي حديث جدامة يحمل على أنه قاله على زعم العرب قبل حديث جدامة ثم علم أنه لا يضر فأذن به كما في رواية جدامة ،انتهى كلام المباركفوري رحمه الله ، إذا علمت هذا أخي السائل فاعلم أن أقرب الأقوال فيما أرى والعلم عند الله تعالى هو القول الثاني ، والمقصود بقوله : (ويحمل قوله ولقد هممت في حديث جدامة على التحريم) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما نهى عنه نهي تنزيه أي كراهة لا تحريما هم أن يحرمه لكنه لما وجد فارسا والروم تفعله ثم لا يضر أولادهم فلم ينه عنه ، والقول الثالث كذلك متجه إلا أن المباركفوري بعدما ذكره ضعفه ، والحاصل أن الأقرب أن رضاع الحامل لولدها لا يضره إن شاء الله وأن النهي الوارد إنما هو للكراهة فقط لا للتحريم ، أو يقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه أولا ثم تبين له أنه لا يضر فرخص فيه ، وعلى هذا فهو لا يضر كما تقدم ، والله أعلم .
المجيب الشيخ أسامة رضوان