عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 04-03-2010, 01:57 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي





الدرس الثامن

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

صفة اليد




وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى :(بل يداه مبسوطتان ) .


هذه ايضا تدخل تحت القاعدة فهي من ايات الصفات وهي صفة ذاتية لانها هنا اضافة (ذات لاتقوم بنفسها) الي الله عز وجل


واليد في القرآن أتت على ثلاثة اقسام



القسم الاول :تارة مجموعة مثل في قوله تعالى(
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ )يس71
القسم الثاني : تارة مثناة مثل قوله تعالى (
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ )المائدة 64
القسم الثالث: تارة مفردة مثل قوله تعالى(
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الملك1

فهل هناك تعارض بين الافراد والتثنية والجمع؟
وهل يوصف الله بأنه له يد واحدة أو يدين أو أكثر؟

عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات أن لله يدين إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تمثيل ولا تشبيه .
وأما أضافة اليد الواحدة إليه عزوجل فهذا من اضافة الجنس ،تضيف المفرد وتريد الجنس ، وأما الجمع فهذا لأن العرب من لغتها أن المثنى اذا اضيف إلى ضمير جمع أو تثنية فإنه يجمع لأجل خفة اللفظ من مثل قوله (
إِنْ تَتُوبَاإِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا )التحريم4
هما أمرأتان فخاطبهما بقوله( إنْ تَتُوبَا) ثم قال (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) والمراتان لهما كم قلب ؟ لهما قلبان كل امرأة لها قلب فلم جمع؟
نقول لأن هذا من سنن لسان العرب أنه إذا أضيف المثنى إلى ضمير تثنية أو جمع فإنه يجوز جمعه طلبا لخفة اللفظ وهنا في قوله (
أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ) فهنا أيدينا جمع وليس ثم معارضة بين الجمع وبين قوله (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) فجمع هنا لأنه أضاف المثنى اصلا إلى ضمير الجمع فجمع لأجل خفة اللفظ
فأصل الكلام أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ يدينا
ثم صارت أيدينا (فيما يقتضيه لسان العرب) والله اعلم
اذن نصف الله ان له يدين سبحانه وتعالى والآيات التي فيها ذكر اليدين تدل على التثنية وأما المفرد فلا يعارض التثنية كما أوضحنا والجمع كذلك
ملحوظة ذكر بعض أهل العلم لفظ أيدينا أنه جمع وأقل الجمع اثنان وهذا احالة إلى أمر مختلف فيه لأن بعض أهل العلم قالوا ان أقل الجمع ثلاثة ولايصوغ في مثل هذه المسائل المشكلة أن يحال إلى أمر مختلف فيه
الأدلة من الكتاب :

قال تعالى : ( وما منعك أن تسجد لما خلقت بيديَّ ) ص75
وقال تعالى : ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) .
الأدلة من السنة

وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) .

المخالفون لأهل السنة :

أولها أهل التعطيل من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ، أن المراد باليد هي القوة أو النعمة .
والرد عليهم :

1- أن تفسير اليد بالقوة أو النعمة مخالف لظاهر اللفظ ، وما كان مخالفاً لظاهر اللفظ فهو مردود إلا بدليل .
2- أنه مخالف لإجماع السلف ، فقد أجمع السلف على إثبات اليدين لله ، فيجب إثباتها له بدون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
3- أنه يمتنع غاية الامتناع أن يراد باليد النعمة أو القوة في مثل قوله : ( لما خلقت بيديّ ) لأنه يستلزم أن تكون النعمة نعمتين فقط ونِعَمُ الله لا تحصى ، ويستلزم أن تكون القوة قوتان والقوى بمعنى واحد لا تتعدد .
4- أنه لو كان المراد باليد القوة ، ما كان لآدم فضل على إبليس ولا على الحمير والكلاب ، لأنهم كلهم خلقوا بقوة الله ، ولو كان المراد باليد القوة ما صح الاحتجاج على إبليس ، إذ أن إبليس سيقول : ( وأنا يا رب خلقتني بقوتك فما فضْله علي ) .
أن يقول أن هذه اليد التي أثبتها الله جاءت على وجوه متنوعة يمتنع أن يراد بها النعمة أو القوة فإن فيها ذكر الأصابع والقبض والبسط والكف واليمين ، وكل هذا يمتنع أن يراد بها القوة ، لأن القوة لا توصف بهذه الأوصاف



سؤال المحاضرة

هل اليد صفة ذاتية ام فعلية ولماذا؟
قيل ان المراد بالوجه الثواب
في قوله تعالى (ويبقى وجه ربك) وغيرها من الايات والاحاديث التي ذكرت صفة الوجه فهل هذا صحيح ام خطأ ولماذا؟
مع اطيب الاماني بالسداد





التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 04-04-2010 الساعة 03:16 AM