عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 06-08-2011, 01:58 AM
طه أبو البراء طه أبو البراء غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي



1) احتسابُ طاعة الله عز وجل لما قال في سورة النور : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
تحتسب أنك تطيع الله لتنال منزلة الفائزين قال تعالى: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
وقال تعالى: وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
وقال تعالى: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا
وقال تعالى: وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا69/ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا70
إن التالي لهذه الآيات ومثيلاتها لَيَكْبُرُ في قلبه الوازع والزاجر عن ارتكاب المعاصي والمنكرات، لذلك، فإن الملجأ بعد توحيد الله، كثرة تلاوة كتابه لتقوية هذا التوحيد، وتقوية الزاجر في القلب لترك هذه المعصية وهذه الظلمة وفقني الله وإياكم لكل خير آمين
2) احتساب الجنة في تارك النظرة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي أمامة: (اكفلوا لي بست أكفل لكم الجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد فلا يخلف وإذا اؤتمن فلا يخن وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم) حسنه الألباني رحمه الله.
3) احتساب نور القلب وصحة الفراسة : يقول ابن القيم رحمه الله:قال أبو شجاع الكرماني : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وكف نفسه عن الشهوات وغض بصره عن المحارم واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة .
وقد ذكر الله سبحانه قصة قوم لوط وما ابتلوا به ثم قال بعد ذلك {: إن في ذلك لآيات للمتوسمين } [الحجر : 75 ] وهم المتفرسون الذين سلموا من النظر المحرم والفاحشة ، وقال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم : { الله نور السموات والأرض ) [النور: 35 ] .
وسر هذا : أن الجزاء من جنس العمل فمن غض بصره عما حرم الله عز وجل عليه عوضه الله تعالى من جنسه ما هو خير منه فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه فرأى به ما لم يره من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله تعالى . وهذا أمر يحسه الإنسان من نفسه فإن القلب كالمرآة والهوى كالصدأ فيها فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صور الحقائق كما هي عليه وإذا صدئت لم تنطبع فيها صور المعلومات فيكون علمه وكلامه من باب الخرص والظنون
. ا هـ
ويقول أيضا في موضع آخر: ويتفرع عن هذه الثمرة أن نور القلب وإشراقه يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه

4) احتسابُ حِفظ المسلمين في اعراضهم بأن تحفظ بصرك عن نسائهم، فإن بنظرك في عورات المسلمين فإنك خائن لجماعة المسلمين بقدر استباحتك للنظر في عوراتهم، وكذا فإن الحافظ لبصره، ساد لثغر من ثغور الامة، غيور على حرماته أمته.
5) احتساب صلاح قلبه، فلا يبيع صلاح قلبه، بنظرة عابرة ولذة فانية قال ابن القيم رحمه الله : وبيان ذلك : أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر وإن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده فإذا فسد القلب فسد النظر وإذا فسد النظر فسد القلب وكذلك في جانب الصلاح فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ فلا يصلح لسكني معرفة الله ومحبته
6) ومن أكبر الدواعي لغض البصر، ما قاله الفضيل رحمه الله: (مَا يُؤَمِّنُكَ أَن تَكُونَ عَمِلتَ عَمَلًا مَقَتَكَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنتَ تَضْحَكُ) لا تحقر النظر وتَقُل هِي صغيرة، فلعل الله يطلع عليك فيمقتك حال معصيتك، فتقطع دونك سبل التوبة، ويحال بينك وبين قلبك قال تعالى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
7) تحمي نفسك من عواقبها المرة، وثمرتها الحنظل وعلى رأسها داء التعلق قال ابن القيم رحمه الله: (قال الأصمعي: رأيت جارية في الطواف كأنها مهاة فجعلت أنظر إليها وأملأ عيني من محاسنها فقالت لي :يا هذا ما شأنك قلت :وما عليك من النظر فأنشأت تقول :

وكنت متى أرسلت طرفك رائدا *** لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر *** عليه ولا عن بعضه أنت صابر

والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية فإن لم تقتله جرحته وهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس فإن لم يحرقه كله أحرقت بعضه كما قيل :

كل الحوادث مبداها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها *** في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته *** لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

والناظر يرمي من نظره بسهام غرضها قلبه وهو لا يشعر فهو إنما يرمي قلبه ولي من أبيات :
يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا *** أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له *** توقـه إنـه يأتيك بالعطب .
)

8) سد الذرائع، وغلق كل ما يؤدي بك إلى النظر المحرم، ولا تتعلل، ولا تقل ولكن!، بل قل والله لأتركن كل شيء يحول بيني وبين رضى ربي، لعل النظرة تطردك عن التوبة، وما يدريك! فابتعد عن مواطن الفتن، وعن الأسواق، وعن النوادي والجامعات المختلطة، ولا تغرنك غايتك منها، واعلم أن قلبك أغلى ما تملك، فلا تجعله عُرضَة للهجوم والضياع، لأن تحفظ عليك قلبك خير لك من الخير الذي قد يأتيك وراء هذه المصلحة.
9) تجديد التوبة :
• قال شيخ الإسلام : وفى هذه السورة ذكر آية النور بعد غض البصر وحفظ الفرج وأمره بالتوبة مما لابد منه أن يدرك ابن آدم من ذلك 15 / 396
بل قد ذكر الفقهاء أن التوبة من النظر المحرم لا تسقط حتى عن الأعمى لأنه قادر على الندم فيتوب قدر استطاعته.
قال ابن عبد السلام : التوبة مركبة من ثلاثة أركان العزم والندم والإقلاع ، وقد تكون التوبة مجرد الندم في حق من عجز عن العزم والإقلاع فلا يسقط المقدور عليه بالمعجوز عنه كما لا يسقط ما قدر عليه من الأركان في الصلاة بما عجز عنه وذلك كتوبة الأعمى عن النظر المحرم وتوبة المجبوب عن الزنا وهذا مبنى على قاعدة مستفادة من قوله صلى الله عليه وسلم : إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم . قواعد الأحكام (3)

رد مع اقتباس