عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 04-02-2009, 04:54 AM
أم مريم* أم مريم* غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

3 - انتظام أمر العالم كله وإحكام أمره أدل دليل على أن مدبره إله واحد، وملك واحد، ورب واحد، لا إله للخلق غيره، ولا رب لهم سواه، فكما يمتنع وجود خالقين لهذا الكون، فكذلك يمتنع وجود إلهين قال تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}([1])، فلو فرض أن في السماء والأرض إلهاً غير الله لفسدتا، ووجه الفساد: أنه إذا كان مع الله إله آخر يستلزم أن يكون كل واحد منهما قادراً على الاستبداد والتصرف، فيقع عند ذلك التنازع والاختلاف، ويحدث بسببه الفساد([2]). وإذا كان البدن يستحيل أن يكون المدبر له روحان متساويان، ولو كان كذلك لفسد وهلك، وهذا محال، فكيف يتصور هذا في الكون وهو أعظم([3]
4 - إجماع الأنبياء والمرسلين على ذلك:

تجمع الأمم على أن الأنبياء والمرسلين هم أكمل الناس عقولاً، وأزكاهم أنفساً، وأفضلهم أخلاقاً، وأنصحهم لرعاياهم، وأعلمهم بمراد الله، وأرشدهم إلى الطريق القويم والصراط المستقيم؛ لأنهم يتلقون الوحي عن الله، فيبلغونه للناس، وقد اتفق جميع الأنبياء والمرسلين من أولهم آدم عليه السلام إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم على دعوة أقوامهم إلى الإيمان بالله، وترك عبادة ما سواه، وأنه الإله الحق قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}([4])، وقال جل ثناؤه عن نوح عليه السلام إنه قال لقومه: {ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم}([5])، وقال سبحانه عن آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم إنه قال لقومه: {قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون}([6]).

([1]) سورة الأنبياء، الآية 22.

([2]) انظر فتح القدير، ج3، ص 403.

([3]) انظر مفتاح دار السعادة، ج 1 ص 260.

([4]) سورة الأنبياء ، الآية 25.

([5]) سورة هود، الآية 2^

([6]) سورة الأنبياء، الآية 108.

رد مع اقتباس