عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 07-05-2011, 04:21 PM
طه أبو البراء طه أبو البراء غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي

لَئِنْ رَفَعَ الْغَنِيُّ لِوَاءَ مَالٍ
لأَنْتَ لِوَاءَ عِلْمِكَ قَدْ رَفَعْتَا

لَئِنْ جَلَسَ الْغَنِيُّ عَلَى الْحَشَايَا
لأَنْتَ عَلَى الكَوَاكِبِ قَدْ جَلَسْتَا( 1)

وَإِنْ رَكِبَ الْجِيَادَ مُسَوَّمَاتٍ( 2)
لأَنْتَ مَنَاهِجَ التَّقْوَى رَكِبْتَا

وَمَهْمَا افْتَضَّ أَبْكَارَ الْغَوَانِي
فَكَمْ بِكْرٍ مِنَ الحِكَمِ افْتَضَضْتَا ؟( 3)

وَلَيْسَ يَضُرُّكَ الإِقْتَارُ( 4) شَيْئاً
إِذَا مَا أَنْتَ رَبَّكَ قََدْ عَرَفْتَا

فَمَاذَا عِنْدَهُ لَكَ مِنْ جَمِيلٍ
إِذَا بِفِنَاءِ طَاعَتِهِ أَنَخْتَا( 5)

فَقَابِلْ بِالْقَبُولِ لِنُصْحِ قَوْلِي
فَإِنْ أَعْرَضْتَ عَنْهُ فَقَدْ خَسِرْتَا

وَإِنْ رَاعَيْتَهُ قَوْلاً وَفِعْلاً
وَتَاجَرْتَ الإِلَهَ بِهِ رَبحْتَا( 6)

فَلَيْسَتْ هَذِهِ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ
تَسْوؤُكَ حِقْبَةً وَتَسُرُّ وَقْتَا

وَغَايَتُهَا إِذَا فَكَّرْتَ فِيهَا
كَفَيْئِكَ(7 ) أَوْ كَحُلْمِكَ إِذْ حَلَمْتَا( 8)

سُجِنْتَ بِهَا وَأَنْتَ لَهَا مُحِبٌّ
فَكَيْفَ تُحِبُّ مَا فِيهِ( 9) سُجِنْتَا ؟( 10)

وَتُطْعِمُكَ الطَّعَامَ وَعَنْ قَرِيبٍ
سَتَطْعَمُ مِنْكَ مَا فِيهَا طَعِمْتَا

وَتَعْرَى إِنْ لَبِسْتَ بِهَا ثِيَاباً
وَتُكْسَى إِنْ مَلاَبِسَهَا خَلعْتَا

وهذه الأبيات صوتا:

سبحان الله وبحمده؛ سبحان الله العظيم

( 1) الحشايا : جمع الحشية , وهي الفراش المحشو , وهو ـ كما في متن اللغة ـ المعروف في الشام بالطرّاحة وما تزال الكلمة حيّة في ديار الشام . والبيت في معنى : رُتبةُ العلم أعلى الرتب.
( 2) سوّم الفرس : أَعلمه بسومة , والسّومة : السمة والعلامة .
( 3) هذه المقارنة غير جيدة ؛ إذ فض بكارة المرأة متيسرة لكل أحد , بخلاف معرفة الحكمة فضلاَ عمن ابتدرها (التحرير) .

( 4) الإقتار : مصدر أْتَر الرجل : أي قلَّ ماله وضاق عيشه .
( 5) استعمل (ماذا) بدلاً من (كم ذا) لأن المعنى : إذا لزمت طاعة الله سبحانه وتعالى , ظفرت بكثير مما أعدَّ الله لعباده من أهل الطاعة . وكلمة (جميل) صفة لموضوف محذوف مقدّر .
( 6) في سورة فاطر : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ [ فاطر : 29]. وفي سورة الصف : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [ الصف : 10 ,11 ] والمراد بالمتاجرة في الآيتين الكريمتين المعنى المجازي , و " التجارة " ترد للعمل يترتب عليه خيرٌ أو شر .
( 7) الفيء ـ هنا ـ ما كان شمساً فينسخه الظل .
( 8) قوله : (حَلَمْتَا) ؛ كذا بفتح اللام : من الحُلُم وضُبِطَتْ في نسخة : (حَلُمْتَا) بالضم أي سرت حليماً وهذا غير مراد من الشاعر أ.هـ من الجامع للمتون العلمية (ص 631) .
( 9) يجب إشباع هاء " فيه " ليستقيم وزن البيت أ.هـ من الجامع للمتون العلمية (ص 631) .
( 10) في الحديث : " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " رواه مسلم وغيره .
رد مع اقتباس