عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-21-2010, 01:42 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




New السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ

 

بسم الله الرحمى الرحيم
قال الإمام البخاري في صحيحه،‏حَدَّثَنَا ‏
‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ،قال:‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَالِكٌ ‏، عنْ ‏ ‏سُمَيٍّ ‏،
‏عَنْ ‏ ‏أَبِي صَالِحٍ ،‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏،
‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ :
"‏ ‏السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ
وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ "‏
الشرح من
فتح الباري ..صحيح البخاري
قَوْله : ( السَّفَر قِطْعَة مِنْ الْعَذَاب ) ‏
أَيْ جُزْء مِنْهُ , وَالْمُرَاد بِالْعَذَابِ الْأَلَم النَّاشِئ عَنْ
الْمَشَقَّة لِمَا يَحْصُل فِي الرُّكُوب وَالْمَشْي مِنْ تَرْك الْمَأْلُوف . ‏

قَوْله : ( يَمْنَع أَحَدكُمْ ) ‏
كَأَنَّهُ فَصَلَهُ عَمَّا قَبْله بَيَانًا لِذَلِكَ بِطَرِيقِ الِاسْتِئْنَاف كَالْجَوَابِ
لِمَنْ قَالَ كَانَ كَذَلِكَ فَقَالَ : يَمْنَع أَحَدكُمْ نَوْمه إِلَخْ أَيْ وَجْه
التَّشْبِيه الِاشْتِمَال عَلَى الْمَشَقَّة , وَقَدْ وَرَدَ التَّعْلِيل فِي رِوَايَة
سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ وَلَفْظه
" السَّفَر قِطْعَة مِنْ الْعَذَاب ,
لِأَنَّ الرَّجُل يَشْتَغِل فِيهِ عَنْ صَلَاته وَصِيَامه "
فَذَكَر
الْحَدِيث , وَالْمُرَاد
بِالْمَنْعِ فِي الْأَشْيَاء الْمَذْكُورَة مَنْع كَمَالِهَا لَا أَصْلهَا ,
وَقَدْ وَقَعَ عِنْد الطَّبَرَانِيِّ بِلَفْظِ " لَا يَهْنَأ أَحَدكُمْ بِنَوْمِهِ وَلَا
طَعَامه وَلَا شَرَابه " وَفِي حَدِيث اِبْن عُمَر عِنْد اِبْن عَدِيّ
" وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ دَوَاء إِلَّا سُرْعَة السَّيْر " ‏

قَوْله : ( نَهْمَته ) ‏
بِفَتْحِ النُّون وَسُكُون الْهَاء أَيْ حَاجَته مِنْ وَجْهه أَيْ مِنْ
مَقْصِده وَبَيَانه فِي حَدِيث اِبْن عَدِيّ بِلَفْظِ " إِذَا قَضَى أَحَدكُمْ
وَطَره مِنْ سَفَره " وَفِي رِوَايَة رَوَّاد بْن الْجَرَّاح " فَإِذَا فَرَغَ أَحَدكُمْ مِنْ حَاجَته " . ‏

قَوْله : ( فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْله ) ‏
فِي رِوَايَة عَتِيق وَسَعِيد الْمَقْبُرِيِّ " فَلْيُعَجِّلْ الرُّجُوع إِلَى
أَهْله " وَفِي رِوَايَة أَبِي مُصْعَب " فَلْيُعَجِّلْ الْكَرَّة إِلَى أَهْله "
وَفِي حَدِيث عَائِشَة " فَلْيُعَجِّلْ الرِّحْلَة إِلَى أَهْله " فَإِنَّهُ
أَعْظَم لِأَجْرِهِ " قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : زَادَ فِيهِ بَعْض
الضُّعَفَاء عَنْ مَالِك " وَلْيَتَّخِذْ لِأَهْلِهِ هَدِيَّة وَإِنْ لَمْ يَجِد
إِلَّا حَجَرًا " يَعْنِي حَجَر الزِّنَاد , قَالَ : وَهِيَ زِيَادَة مُنْكَرَة
, وَفِي الْحَدِيث كَرَاهَة التَّغَرُّب عَنْ الْأَهْل لِغَيْرِ حَاجَة ,
وَاسْتِحْبَاب اِسْتِعْجَال الرُّجُوع وَلَا سِيَّمَا مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِمْ
الضَّيْعَة بِالْغَيْبَةِ , وَلِمَا فِي الْإِقَامَة فِي الْأَهْل مِنْ الرَّاحَة
الْمُعِينَة عَلَى صَلَاح الدِّين وَالدُّنْيَا , وَلِمَا فِي الْإِقَامَة مِنْ
الْجَمَاعَات وَالْقُوَّة عَلَى الْعِبَادَة . قَالَ اِبْن بَطَّال :
وَلَا تَعَارُض
بَيْن هَذَا الْحَدِيث وَحَدِيث اِبْن عُمَر مَرْفُوعًا " سَافِرُوا
تَصِحُّوا " فَإِنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ الصِّحَّة بِالسَّفَرِ لِمَا فِيهِ مِنْ
الرِّيَاضَة أَنْ لَا يَكُون قِطْعَة مِنْ الْعَذَاب لِمَا فِيهِ مِنْ
الْمَشَقَّة , فَصَارَ كَالدَّوَاءِ الْمَرّ الْمُعْقِب لِلصِّحَّةِ وَإِنْ كَانَ فِي
تَنَاوُله الْكَرَاهَة , وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ الْخَطَّابِيُّ تَغْرِيب الزَّانِي
لِأَنَّهُ قَدْ أُمِرَ بِتَعْذِيبِهِ - وَالسَّفَر مِنْ جُمْلَة الْعَذَاب -
وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ . ‏
( لَطِيفَة ) : ‏
سُئِلَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ حِين جَلَسَ مَوْضِع أَبِيهِ :
لِمَ كَانَ السَّفَر قِطْعَة مِنْ الْعَذَاب ؟ فَأَجَابَ عَلَى الْفَوْر :
لِأَنَّ فِيهِ فِرَاق الْأَحْبَاب
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس